الفصل الثاني: المحبة تترفَّق (1 كو 13: 4)
الرفق والرأفة
من صفات المحبة: الرفق واللين والرأفة والعطف والحنو وأول نوع من هذه المحبة هو المحبة الطبيعية:
ومنها محبة الآب، ومحبة الأم، ومحبة الأخوة. كل منها محبة طبيعية، تربطها جميعًا رابطة الدم. وكل منها تترفق. ولذلك حينما حدث أن أخوة يوسف أرادوا أن يقتلوه (تك37: 19، 20).، وكانت هذه القسوة منهم ضد الطبيعة. وحينما أراد أخوه رأوبين أن ينقذه من أيديهم كان هذا الأمر منه محبة طبيعية تترفق (تك37: 21، 22). وحينما شقوا ثيابهم ووقعوا على الأرض أمامه، متوسلين لأجل بنيامين، خوفًا على أبيهم يعقوب أن يحزن ويموت بسبب فقد بنيامين، كانت هذه محبة طبيعية تترفق. وهكذا طلب يهوذا أن يؤخذ هو عبدًا بدلًا من أخيه قائلًا (لأني كيف أصعد إلى أبي والغلام ليس معي، لئلا أبصر الشر الذي يصيب أبي) (تك44: 34).
وهكذا كان وضع داود من جهة أبشالوم.
بينما أبشالوم سلك بأسلوب ضد الطبيعة، إذ حارب أباه، واستولى على مُلكه، وصنع به شرورًا، نجد أن داود قال لجنده وهم خارجون للحرب (ترفقوا بالفتي أبشالوم) (2صم18: 5). وكانت منه محبة طبيعية تترفق.
كذلك لما سمع داود بمقتل أبشالوم في الحرب، وانزعج وبكي وقال (يا ابني أبشالوم يا أبني، يا أبني أبشالوم، يا ليتني مت عوضًا عنك، يا أبشالوم أبني، يا ابني) (2صم18: 23)، وكانت هذه منه محبة طبيعية تترفق...
وقد شَبَّه الرب محبته للبشر بهذه المحبة الطبيعية:
ودعا نفسه أبًا لنا، ودعانا أبناء. وعلمنا أن نصلي قائلين (أبانا الذي في السموات) (لو11: 2)، كما ذكرنا أيضًا هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت في أقسام أخرى. وداود في المزمور شبه محبة الأب نحو بنيه. فقال (كما يترأف الأب على البنين، يترأف الرب على خائفيه) (مز103: 13).
ومن جهة محبة الأم، قال الرب لأورشليم (هل تنسى المرأة رضيعها، فلا ترحم ابن بطنها؟ حتى هؤلاء ينسين، وأنا لا أنساك. هوذا على كفِّي نقشتك) (أش49: 15، 16). فقال إن محبته أعظم من محبة الأمومة في ترفقها.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/pope-sheounda-iii/love/leniency.html
تقصير الرابط:
tak.la/9ngz4n4