هذه التي قال عنها الرسول " شهوة الجسد، وشهوة العين، وتعظم المعيشة" (1يو 2: 16)... وقال إنها جزء من محبة العالم الذي يبيد وشهوته معه...
إنها المحبة الخاصة باللذة والمتعة والرفاهية.
لذة الحواس، التي تقود إلى الشهوة وإلى الخطية. والتي جربها سليمان الحكيم، وقال فيها "ومهما اشتهته عيناي لم أمسكه عنهما" (جا 2: 10). وقال في تفصيل ذلك "عظمت عملي. بنيت لنفسي بيوتا، غرست لنفسي كرومًا. عملت لنفسي جنات وفراديس... جمعت لنفسي أيضًا فضة وذهبا، خصوصيات الملوك والبلدان اتخذت لنفسي مغنين ومغنيات، وتنعُّمات بني البشر سيدة وسيدات. فعظمت وازددت أكثر من جميع الذين كانوا قبلي في أورشليم" (جا 2: 4-9).
فهل هذه المتعة نفعت سليمان أم أضاعته؟
إنه لم ينتفع بها، بل وجد أن كل ما عمله "الكل باطل وقبض الريح، ولا منفعة تحت الشمس" (جا 2: 11). بل هذه الرفاهية وهذه المتعة الجسدانية أضاعت سليمان. ويقول الكتاب في ذلك "وكان في زمان شيخوخة سليمان، أن نساءه أملن قلبه وراء آلهة أخرى. ولم يكن قلبه كاملًا مع الرب إلهه كقلب داود أبيه" (1مل11: 4). وتعرض لعقوبة شديدة من الرب عليه... وتمزقت دولته.
ومثال سليمان أيضًا الغني الغبي:
أراد أن يبني ذاته بمحبة مادية، عن طريق الاتساع في الغِنَى والمتعة الأرضية، فقال "أهدم مخازني، وأبنى أعظم منها، وأجمع هناك جميع غلاتي وخيراتي. وأقول لنفسي: يا نفسي لك خيرات كثيرة لسنين عديدة. استريحي وكلى واشربي وافرحي". فهل تمكن بهذا من تحقيق ذاته وبناء نفسه ؟ كلا، بل قال له الله "يا غبي، في هذه الليلة تطلب نفسك منك. فهذه التي أعدتها، لِمَن تكون؟!" (لو 2: 16-20).
إنها ليست محبة حقيقة للنفس، التي تأتي عن طريق اللذة والمتعة.
ولهذا قال الرب إن من يحب نفسه يهلكها، أي الذي يحبها خاطئة تقودها إلى المتعة الجسدية أو إلى شهوات العالم، فإنه يهلكها فيما يظن أنه قد وجد حياته، كما ذكرنا أيضًا هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت في أقسام أخرى.
هناك نوع آخر خاطئ، في إشباع النفس، وهو: المحبة الخيالية.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/pope-sheounda-iii/love/flesh.html
تقصير الرابط:
tak.la/x3t94jn