أمثلة لعدم الاستجابة
السيد المسيح عمل معجزات عجيبة جدًا لم يعملها أحد من قبل وبسبب هذه المعجزات عملت النعمة في البعض فآمنوا. ولكن البعض لم يستجيبوا لعمل النعمة. ولم يكتفوا بأنهم لم يؤمنوا، بل بالأكثر قاوموا...
* مثال ذلك منح البصر للمولود أعمى. عملت النعمة فيه فآمن ودافع عن السيد المسيح. بينما لم يَسْتَجِبْ الفريسيون للنعمة التي عملت في المعجزة. وقالوا مجدفين على السيد "هذا الإنسان ليس من الله، لأنه لا يحفظ السبت"، "نحن نعلم أن هذا الإنسان خاطئ" (يو 9: 16، 24).
* ونفس الوضع بالنسبة إلى إقامة لعازر من الموت... كانت للنعمة تعمل وهكذا يقول الكتاب "فكثيرون من اليهود الذين جاءوا إلى مريم ونظروا ما فعل يسوع آمنوا"، ومع عظة المعجزة، لم يَسْتَجِبْ رؤساء اليهود لعمل النعمة. بل يقول الكتاب فجمع رؤساء الكهنة والفريسيين مجمعًا. وقالوا ماذا نصنع، فإن هذا الإنسان يعمل آيات كثيرة. إن تركناه هكذا، يؤمن الجميع به... "ومن ذلك اليوم تشاورا ليقتلوه".. (يو 11: 45-53).
كان الحسد الذي في قلوبهم يمنع عمل النعمة فيهم.
* مثال آخر، وهو ظهور العذراء بنور عظيم على قباب كنيستها في حي الزيتون بالقاهرة سنة 1968، وحدوث معجزات كثيرة. استجاب البعض فآمنوا، ومجدوا الله... والبعض ظلوا يبحثون الظهور علميًا. وبعض آخر قبلوا النعمة فترة، ثم عادوا وفتروا. ولم يتركوا عمل النعمة يستمر في قلوبهم.
ما أعجب قول أبينا إبراهيم لغني لعازر حينما طلب ذِهاب لعازر لكي يبشر أقاربه، فلا يكون لهم نفس مصيره في العذاب حينئذ قال له أبونا إبراهيم:
"ولا إن قام واحد من الأموات يصدقونه" (لو 16: 31).
هؤلاء بلا شك عندهم عوائق في قلوبهم وأذهانهم، تمنع أي عمل للنعمة فيهم... وإن بدأت تعمل، لا يستجيبون لعملها!
← انظر كتب أخرى للمؤلف هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت.
أثناء صلب السيد المسيح "حجاب الهيكل انشق إلى إثنين... والأرض تزلزلت، والصخور تشققت، والقبور تفتحت وقام كثير من أجساد القديسين" (مت 27: 51، 52) فآمن اللص اليمين (لو 23: 42) كذلك فإن "قائد المائة والذين كانوا معه يحرسون يسوع، لما رأوا الزلزلة وما كان، خافوا جدًا وقالوا: حقًا كان هذا إن إبن الله" (مت 27: 54).
أما رؤساء الكهنة والفريسيون فلم يتأثروا ولم يؤمنوا. بل على العكس من هذا ذهبوا إلى بيلاطس وقالوا له "يا سيد، قد تَذَكَّرنَا أن ذلك المضل قال وهو بعد حي إني بعد بعد ثلاثة أقوم. فمر بضبط القبر إلى اليوم الثالث لئلا يأتي تلاميذه ليلًا ويسرقوه، ويقولوا للشعب إنه قام من الأموات. فتكون الضلالة الأخيرة أشر من الأولى" (مت 27: 62-64).
وهكذا وصفوه بأنه مضل، وأن عمله السابق كا ضلالة، على الرغم من المعجزات التي حدثت أثناء صلبه، التي بسببها آمن قائد المائة والذين معه!!
لم يكن لديهم استعداد داخلي لعمل النعمة فيهم.
كان حقدهم على الرب، وخوفهم من معجزاته، وخوفهم من ضياع مراكزهم، يمنعهم من قبول عمل النعمة فيهم، مهما حدث من معجزات!!
إنهم مثل واضح للقلب القاسي الرافض لعمل النعمة فيه...
هذه النعمة التي تعمل في الكل، ألا يأتي وقت تتخلى فيه عن العمل في البعض تخليًا جزئيًا أو كليًا؟! مثلما حدث لشاول الملك الذي قال عنه الرب: "وأنا قد رفضته" (1صم 16: 1)
ومتى يَتَخَلَّى الإنسان عن النعمة؟
وما معنى قول الكتاب عن الرب إنه "قسَّى قلب فرعون؟"
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/pope-sheounda-iii/grace/not-responding.html
تقصير الرابط:
tak.la/pv2m5bh