إنها فترات من التخلي الجزئي للنعمة، تعلمنا فيها دروسًا روحية نافعة لنا.
تعلمنا ألا نتهاون حينما تزورنا النعمة، بل نستجيب لنا لئلا تتركنا فنندم.
وتعلمنا الاتضاع والشعور بضعفنا، حينما تتخلى عنا فنسقط. فندرك أن قيامنا السابق لم يكن بقوتنا الذاتية، إنما بعمل النعمة فينا.
تعلمنا أيضًا الشفقة على الساقطين، لأننا كلنا تحت الآلام (يع 5: 17) وكلنا عرضة للسقوط إن تخلت النعمة عنا ولم تعن ضعفنا. وفي ذلك يقول الرسول:
"أَيُّهَا الإِخْوَةُ، إِنِ انْسَبَقَ إِنْسَانٌ فَأُخِذَ فِي زَلَّةٍ مَا، فَأَصْلِحُوا أَنْتُمُ الرُّوحَانِيِّينَ مِثْلَ هذَا بِرُوحِ الْوَدَاعَةِ، نَاظِرًا إِلَى نَفْسِكَ لِئَلاَّ تُجَرَّبَ أَنْتَ أَيْضًا." (غل 6: 1).
والتخلي يعلمنا أيضًا الصلاة بلجاجة، لكي يعود الرب إلينا، ويشرق بوجهه علينا فنخلص... كما يعلمنا الصبر، وانتظار الرب...
وهذا التخلي يعلمنا أيضًا حياة الحرص والتدقيق، حتى إذا قمنا من سقطتنا، نكون احتراسًا فيما بعد
← انظر كتب أخرى للمؤلف هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت.
على أن تخلي النعمة، هو تخل مؤقت، لأننا لا نحتمل إطلاقًا بعد الرب عنا، لذلك قال للنفس البشرية:
"لحيظة تركتك، وبمراحم عظيمة سأجمعك" (أش 54: 7).
يقول (لحيظة) أي جزء من لحظة، لأننا لا نحتمل تخلي النعمة ترقبنا أثناء تخليها لكي يكون هذا التخلي لفائدتنا.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/pope-sheounda-iii/grace/abandonment.html
تقصير الرابط:
tak.la/q4fh7sp