دعوة الآخرين...
إنه يدعو الكل إلى عشرة الله، ويقول لهم ما قاله المرتل في المزمور "ذوقوا وانظروا ما أطيب الرب" (مز33).
المرأة السامرية، لما تمتعت قليلًا بالوجود مع المسيح، ذهبت تبشر به في كل المدينة، وتدعو الناس قائلة "تعالوا وانظروا إنسانًا قال لي كل ما فعلت" (يو4: 29).. لقد أرادت لهم أن يذوقوا ما ذاقته من حلاوة الوجود معه، ولذة الحديث معه، وجمال عشرته، وحلو حديثه.
وهنا الفرق بين المحبة الروحية، والمحبة الدنيوية... محبة العالم، هي محبة أنانية، تريد أن يكون ما تحبه لها وحدها. أما المحبة الروحية، محبة الله وعشرته، فإنها تشرق على الجالسين في الظلمة، وتريد أن يشاركها الكل في حبها، وفي الله الذي تتمتع به. لا تريده لها وحدها، إنما للكل...
لما فيلبس تعرف على المسيح، قال لنثنائل "وجدنا الذي كتب عنه موسى في الناموس، والذي كتب عنه الأنبياء" (يو1: 45). ولما ذاق يوحنا الرسول حلاوة العشرة مع المسيح، كتب في رسالته الأولى "إن الحياة أظهرت، ونشهد ونخبركم به، لكي تكون لكم أيضًا شركة معنا... لكي يكون فرحكم كاملًا" (1يو1: 2-4).
← انظر كتب أخرى للمؤلف هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت.
كل مَنْ يمتلئ بمحبة الله، تراه يفيض من هذا الحب على الآخرين ويدعوهم لمشاركته... وماذا أيضًا؟
الذي يحب الله، يحب الأبدية. وليس فقط يحب الله على الأرض، إنما يحبه أيضًا هناك في العالم الآخر.
وإذا بمحبة الوجود مع الله، تَتَحَوَّل إلى فرح بالأبدية.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/pope-sheounda-iii/being-with-god/others.html
تقصير الرابط:
tak.la/5wvsx69