* جاء اهتمامي بدراسة رسومات العهد القديم في الأديرة والكنائس القبطية لسببين:
1- كثرة هذه الرسومات في الكنائس والأديرة القبطية القديمة.
2- قلة بل ندرة هذه الرسومات في الكنائس والأديرة الحديثة، في القرون الثلاثة الأخيرة، التاسع عشر والعشرين والحادي والعشرين. (هذا فيما عدا كاتدرائية مارمينا بمريوط التي يوجد بها رسمين فقط للعهد القديم. وكنيسة الأنبا تكلاهيمانوت بالإبراهيمية بالإسكندرية، الموجود بها العديد من رسومات العهد القديم {مثل طوبيا والملاك، موسى النبي، إيليا النبي، الخليقة، سقوط آدم وحواء، فلك نوح، ذبح إسحق، الحية النحاسية، سقوط أسوار أريحا، الوصايا العشرة، دانيال النبي.. إلخ. وجميعها موجودة في جاليري الكنيسة هنا في موقع الأنبا تكلاهيمانوت).
* ونظرًا لأن الكنيسة تؤمن بأن العهد الجديد هو امتداد للعهد القديم، وليس شيئًا منفصلًا عنه، فإننا نجد ليتورجيا الكنيسة تحتوى على الكثير من أحداث العهد القديم في صلواتها الطقسية واليومية، مثل:
1- القداس: صلواته تبدأ من خلقة آدم إلى قصة سقوطه وخلاصه بدم المسيح.
2- صلوات القسمة: بها الكثير من نماذج عاشت في العهد القديم مثل قسمة الصوم الكبير وقسمة ذبح إسحق..
3- التسبحة اليومية: نجد أن الجزء الأكبر من الهوسات هو تسبحة موسى، وتسبحة الثلاثة فتية في أتون النار، وبعض المزامير.. كما أن قطع الثيؤطوكيات الخاصة بتمجيد السيدة العذراء بالتسبحة اليومية بها الكثير من العهد القديم والذي يرمز لها ولحبلها المعجزي بالسيد المسيح وبأنها والدة الإله المتجسد.
* وحتى في السماء، في الحياة الأبدية، سنرنم ترانيم وتسابيح من العهد القديم كما ذكر سفر الرؤيا "ثم رأيت آية أخرى في السماء عظيمة وعجيبة.. رأيت كبحر من زجاج مختلط بنار والغالبين على الوحش وصورته وعلى سمته واقفين على البحر الزجاجي معهم قيثارات الله. وهم يرتلون ترنيمة موسى عبد الله وترنيمة الخروف قائلين عظيمة وعجيبة هي أعمالك أيها الرب الإله القادر على كل شيء. عادلة وحق هي طرقك يا ملك القديسين. من لا يخافك يا رب ويمجد اسمك لأنك وحدك قدوس. لأن جميع الأمم سيأتون ويسجدون أمامك لأن أحكامك قد أظهرت" (رؤ 15: 1-4).
ومن هذا الشاهد نجد أننا سوف نسبح تسبحة موسى في السماء أيضًا.
لهذا كله أتمنى أن تعيد الكنيسة النظر في هذا الأمر، بل تراعيه عند بناء الكنائس الجديدة أو ترميمها.
* وبالعودة إلى الكنائس والأديرة القبطية القديمة نجد أنها مزينة برسومات جدارية أو موزايك (فسيفساء)، أو أيقونات خشبية، لمناظر متعددة وشخصيات من العهد القديم.
* والأيقونات عمومًا في الكنيسة القبطية ليست للزينة أو للناحية الجمالية، ولكنها رسائل تساعد المؤمنين في حياتهم الروحية، وممكن اعتبارهم عظات مرسومة، وأهميتها ترجع إلى إمكانية وسهولة فهمها، حتى من الناس البسطاء.
* ولأن فكر الآباء يؤمن بأن الكنيسة تضم مجموعتين من أعضائها:
1- مجموعة منتصرة: جاهدت على الأرض وغلبت والآن في الفردوس.
2- ومجموعة مجاهدة: ما زالت تجاهد الآن على الأرض.
والمجموعتين معًا يكونان جسد المسيح السري. وبسبب هذا الإتحاد معًا في المسيح، فإن أعضاء الكنيسة المجاهدين يهتمون بحياة ورسومات وصور الأعضاء المنتصرين، لأنهم يمثلون بالنسبة لهم نماذج منتصرة في الثبات على الإيمان -كما ذكرنا أيضًا هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت في أقسام أخرى- وفي الحياة النقية، وفي الصلاة، وفي الصمت، وفي طاعة الله طول الحياة..
*وفى هذا البحث الذي نحن بصدده، محاولة بسيطة لفهم رسومات العهد القديم في الكنائس والأديرة القبطية.
والبحث ينقسم إلى ثلاثة أجزاء:
أولًا: المناظر التي توجد في الهيكل
ثانيًا: رسومات الأنبياء وأهميتهم
ثالثًا: أربعة مناظر أخرى من العهد القديم
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/pauline-todary/old-testament/intro.html
تقصير الرابط:
tak.la/jq5b44j