في أواخر القرن العاشر والقرن الحادي عشر، دخلت العقيدة الملكانية إلى الكاتدرائية، حيث رُسم الأسقف يوحنا عام 997م. وبدأ نموذج جديد من الرسم يتميز بتعدد الألوان يدخل الكاتدرائية. ووصلت ظاهرة تعدد الألوان إلى ذروتها في منتصف القرن الحادي عشر، إذ أن الفنانين لم يكتفوا باستخدام الألوان الكثيرة، بل أيضًا استخدموا درجات اللون الواحد لعمل الظلال بغرض إظهار التفاصيل. وبالتالي أصبحت الوجوه أكثر تعبيرًا ليس فقط برسم العيون الواسعة، ولكن أيضًا بجعل الوجوه تنظر لبعضها البعض.
ومن أمثلة رسومات هذه الفترة:
1- صورة السيدة العذراء مع الأسقف ماريانوس:
الأسقف ماريانوس (1005-1034م)، وقد مات في قصر إبريم، وبالرغم من أن الكرسي الأسقفي انتقل من فاراس إلى أبريم، وأصبح الأسقف يُدعى أسقف ابريم وباخوراس، إلى أن المجموعات المسيحية استمرت في فَرس كشهود على المسيحية فيها، وذلك بوجود دير في الشمال وكنيسة في الجنوب لاستمرار العبادة الطقسية، وشهادة بأن الكاتدرائية دُفنت هنا.
ونلاحظ في هذا الرسم التفاتة العذراء للأسقف ماريانوس، ووضع يدها على كتفه.
2- صورة الصليب:
السيد المسيح يظهر برأس بيضاوي ويتوسط الصليب، وفي الأربعة أركان رموز الأربعة حيوانات غير المتجسدين (وجه إنسان، ونسر، وكبش، وأسد)، ويرجع تاريخها إلى أواخر القرن الحادي عشر. ورُسم الصليب بهذه الصورة وُجد كثيرًا على جدران الكاتدرائية.
الصليب ذراعاه باللون الأصفر ومزينان بثلاث صفوف من الأحجار الكريمة الحمراء والخضراء. والصليب مزين بسلاسل صفراء ومعلق بها أجراس. السيد المسيح يلبس قميص أبيض، ورداءً أرجوانيًا مع بني ومخططًا بالأسود، وتحيط برأسه هالة صفراء محددة بدوائر أبيض وأسود وأحمر، وبالهالة صليب باللون الأخضر.
ورموز الحيوانات الأربعة لها أجنحة صفراء ومحددة بثلاثة خطوط أبيض وأسود وأحمر، الأجنحة والأرواب والهالة كلها مملوءة عيونًا (رؤ 8,4:7).
3- صورة العذراء تحمل الطفل يسوع مع الملكة:
العذراء تنظر إلى الملكة الأم، وتضع يدها عليها إشارة إلى أنها تحت حمايتها واسم الملكة مرثا، وهي ترجع إلى بداية القرن الحادي عشر.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/pauline-todary/faras/colors.html
تقصير الرابط:
tak.la/7mgmc73