St-Takla.org  >   books  >   pauline-todary  >   cross
 
St-Takla.org  >   books  >   pauline-todary  >   cross

مكتبة الكتب المسيحية | كتب قبطية | المكتبة القبطية الأرثوذكسية

بحث عن كتاب الصليب المقدس عبر الأجيال - أ. بولين تودري

1- تتبع الصليب المقدس عبر الأجيال

 

أولًا: تتبع الصليب المقدس عبر الأجيال:

1- القديس كيرلس الأورشليمي كتب حوالي سنة 351م قائلًا: أن أجزاء الصليب المقدس قد توزعت في مناطق كثيرة من العالم. وأن جزء من هذا الصليب المقدس أرسل إلى القسطنطينية بواسطة الملكة هيلانة، ولكن الجزء الرئيسي بقى في أورشليم إلى أن تم أخذه بواسطة Chosroes. وقد وصف الصليب الذي في أورشليم بواسطة بعض الحجاج للمدينة المقدسة بأنه كان موضوع في صندوق من الفضة. وقد تم إرجاعه من الفرس هو والرمح (الذي طعن به السيد المسيح) والأسفنجة بواسطة هرقل سنة 628م، ووضع مرة ثانية في كنيسة أجيا صوفيا بالقسطنطينية لفترة قصيرة، ثم رجع إلى أورشليم سنة 636 م.

2- أيجيريا (Egeria)، وهي راهبة روسية، ذكرت في رحلتها إلى أورشليم التي قامت بها سنة 385 م، أن الصليب المقدس موضوع في هيكل خاص به. وسجلت أن الصليب المقدس يكشف عنه للتكريم في يوم الجمعة العظيمة، وعرفت أن يوم ظهور الصليب يحتفل به سنويًا في كنيسة الجلجثة (كنيسة القبر المقدس) في 14 سبتمبر. (1)

3- مكان كنيسة الجلجثة: بحسب الإنجيل المقدس نعرف أن القبر الذي دفن فيه السيد المسيح كان منحوتًا في الصخر (مر 15: 46)، في بستان قريب من الجلجثة (يو 19: 41، 42)، وكان قريبًا من المدينة (يو 19: 20). وتتجه الأبحاث الحديثة إلى أن تؤكد صحة مكان القبر المعروف والمسلم لنا بالتقليد، والمحدد مكانه اليوم في أورشليم، بكنيسة القبر المقدس، والتي يرجع تاريخها إلى القرن الثاني عشر. ومع أن هذا المكان يقع الآن داخل أسوار المدينة، لكن هناك بعض الحفريات في المناطق المجاورة قام بها عالم الآثار كاثلين (Cathlin Linion) أثبتت أنه كان خارج أسوار المدينة في زمن السيد المسيح. كما أوضحت الحفريات أيضًا أن المنطقة على أغلب الظن كانت في ذلك الوقت على شكل مصطبة صخرية تنحت فيها القبور، وكانت مناسبة لأغنياء اليهود الذين كان في مقدورهم اقتناء مثل تلك القبور المحاطة بالحدائق. (2)

St-Takla.org Image: Ancient icon of Saint Helena the Queen and Saint King Constantine صورة في موقع الأنبا تكلا: أيقونة أثرية تصور القديسة الملكة هيلانة ماسكة الصليب المقدس و قسطنطين الكبير البار

St-Takla.org Image: Ancient icon of Saint Helena the Queen and Saint King Constantine

صورة في موقع الأنبا تكلا: أيقونة أثرية تصور القديسة الملكة هيلانة ماسكة الصليب المقدس و قسطنطين الكبير البار

والمشكلة الحقيقية أنه لا يوجد أي تشابه بينها وبين ما كانت عليه أصلًا في ذلك الوقت. أولًا، بسبب حوادث التخريب المتعمد التي تمت بواسطة غير المسيحيين، مثلما قام به الخليفة الحكم سنة 1009 م.، والذي أمر بإزالة الموقع نهائيًا مستخدمًا في ذلك المعاول والفؤوس. ثانيًا، بسبب التغيير الذي حدث نتيجة حالات التدين الزائدة عند المسيحيين أنفسهم، مثلما فعل الإمبراطور الروماني المسيحي الأول قسطنطين الكبير، الذي أمر بإزالة جميع الأحجار المحيطة بالقبر حوالي سنة 325 م.، ليقوم ببناء كنيسة ضخمة رائعة تمتد بين مكان الجلجثة من ناحية ومكان القبر المقدس من الناحية الأخرى.

وفى مدينة القدس، ما زالت توجد بعض القبور التي يرجع تاريخها إلى نفس زمن السيد المسيح تقريبًا، وأحدها المعروف "بقبر البستان" وقد أعده الجنرال Gorden وجعله متاحًا كبديل للموقع التقليدي، هذا القبر ومعظم القبور الأخرى يوضح شكل المدخل المنخفض الذي وصفه القديس يوحنا في إنجيله (يو 20: 5). وكثير من القبور لها حجم ضخم كالذي استخدم في غلق مدخل قبر يسوع، ومن وزن هذه الحجارة يمكننا أن ندرك حجم الصعوبة التي تخيلتها النسوة حينما تسائلن في أحد القيامة عمن يدحرج لهن الحجر. (3)

4- ولقد تم الاستيلاء على الصليب المقدس من كنيسة القبر المقدس بأورشليم وتم تدمير الكنيسة بواسطة خوسروس الثاني الملك الفارسي (588-628 م).

وفى "The Legenda Aurea" أو قصص القديسين، والتي كتبت بين سنة 1261، 1266 م، بواسطة يعقوب الدومنيكانى والذي توفى سنة 1298 م. حيث قام بوصف ما فعله خوسروس ملك الفرس بالصليب المقدس بعدما أخذه من أورشليم، فيقول: بعدما رجع خوسروس الملك إلى أرضه بنى له برج من الذهب والفضة ورصعه بالمجوهرات ووضع فيه صور للشمس والقمر والنجوم، وجعل ماء ينساب على هذا البرج من خلال أنابيب، حتى يأخذها خوسروس ويرشها بدوره على الأرض، كما يمطر الله مطرًا على الناس. وتحت البرج توجد ساقية تدور بواسطة أحصنة، وينتج عنها صوت مثل الرعد. وجعل عرشه في هذا البرج ووضع الصليب المقدس عن يمينه، ليكون بمثابة الابن له، ووضع حنفية عن يساره وكأنها هي الروح القدس، وفي الوسط جلس هو على أنه الله الآب.

ولكن بعد الحرب التي دخلها معه هرقل، قتل هرقل خوسروس بقطع رأسه، ولكنه استبقى على ابنه لأنه تعمد وقدم التكريم للصليب المقدس، وتحول الفرس إلى المسيحية. وقام هرقل بتدمير البرج الذي بناه خوسروس، وقدم أموالًا كثيرة لإعادة بناء الكنائس التي خربها خوسروس.

وأعاد هرقل الصليب إلى أورشليم، ولكن عند محاولته للدخول إلى المدينة المقدسة، (كما جاء في عظة للأب هاربانوس 780-856 م، في عيد الصليب في 14 سبتمبر، والذي صار رئيس أساقفة Mainz سنة 847 م)، إلا أنه بمعجزة سد باب المدينة بالطوب من أمام هرقل، وظهر صليب من نور وسمع رسالة من الله تأمره بالدخول إلى أورشليم بطريقة متواضعة، وساعتها خلع هرقل حذاؤه وكل مظاهر ملكه، وأمسك بالصليب وقرع على الباب، وفي الحال انفتح الباب. وكل المؤمنين الموجودين في الطريق من بلاد الفرس إلى أورشليم كانوا يشمون رائحة جميلة من الصليب المقدس. وقدم هرقل التكريم اللائق للصليب المقدس. وبدأ الصليب من جديد في عمل المعجزات الكثيرة إذ شفى أربعة عرج، وعشرة مجذومين، وخمسة عشر أعمى وكثيرين من أصحاب الأمراض المختلفة، ومن بهم أرواح نجسة.

وعمل هرقل على ترميم كنائس أورشليم، ثم عاد إلى وطنه. (4)

وقد كان رجوع الصليب المقدس مرة أخرى إلى أورشليم بواسطة هرقل حوالي سنة 628 م. وقد أقيم عيد تذكاري لإعادة ظهور الصليب في فلسطين يوم 14 سبتمبر، وأصبح هذا العيد شعبيًا وعام في كل أوروبا. (5)

وقد كان هرقل قد استعاد من الفرس بلاد أرمينيا وسوريا وفلسطين ومصر وجزء من العراق. وبعد دخول الإسلام إلى هذه البلاد حوالي سنة 634 م. تم نقل الصليب المقدس إلى القسطنطينية، وذلك سنة 638 م. ثم أعيد مرة أخرى إلى أورشليم.

St-Takla.org Image: An icon showing a cross with three sides, and Archangel Michael with Archangel Gabriel honoring the Holy Cross. And we can see the tools that were used at the time of the Passion of Christ (the spear, the sponge). Also the crown of thorns at the center of the Cross, along with the skull of Adam under the Cross. Origin: Orthodox Church in Moscow, 1167 AD. صورة في موقع الأنبا تكلا: الصليب ذو الثلاثة أضلاع، وفيه الملاك ميخائيل والملاك غبريال يُقدمون التكريم للصليب. ويظهر شكل الأدوات التي استُعملت وقت الآلام (الرمح الذي طُعن به جنب المسيح، والأسفنجة المملوءة بالخل). وإكليل الشوك في مركز الصليب. ويظهر جمجمة آدم تحت الصليب. وهذه الصورة مِن كنيسة أرثوذكسية بموسكو ويرجع تاريخها إلى سنة 1167م.

St-Takla.org Image: An icon showing a cross with three sides, and Archangel Michael with Archangel Gabriel honoring the Holy Cross. And we can see the tools that were used at the time of the Passion of Christ (the spear, the sponge). Also the crown of thorns at the center of the Cross, along with the skull of Adam under the Cross. Origin: Orthodox Church in Moscow, 1167 AD.

صورة في موقع الأنبا تكلا: الصليب ذو الثلاثة أضلاع، وفيه الملاك ميخائيل والملاك غبريال يُقدمون التكريم للصليب. ويظهر شكل الأدوات التي استُعملت وقت الآلام (الرمح الذي طُعن به جنب المسيح، والأسفنجة المملوءة بالخل). وإكليل الشوك في مركز الصليب. ويظهر جمجمة آدم تحت الصليب. وهذه الصورة مِن كنيسة أرثوذكسية بموسكو ويرجع تاريخها إلى سنة 1167م.

5- وقد وصف "Arculf- 680 م" شكل الصليب الموجود في كنيسة آجيا صوفيا بالقسطنطينية، أنه مكون من ثلاثة أضلاع وليس اثنين، أي بهذا الشكل، وهذا غير مستبعد إذا اعتبرنا أن العارضة العليا للصليب تمثل العنوان الذي كتبه بيلاطس "هذا هو ملك اليهود". (صورة 1)

ونجد الآن ضمن التماجيد التي نظمها القديس باسيليوس الكبير، يوجد تمجيد خاص بالصليب المقدس، والذي كان يرفعه البطريرك في الاحتفال، ويصفه بأنه صليب ذو ثلاثة قطع وليس اثنين (Menologium of Basil). ويوجد مثال صغير لشكل هذا الصليب موجود في المكتبة الوطنية في باريس.

ويقول Didron أن الصليب ثنائي الشكل (+) أصله يوناني، حيث يوجد هذا الشكل للصليب في جبل آثوس Όρος Άθως وفي موريا وفي أتيكا باليونان. وقد ظهر هذا الشكل الثنائي مؤخرًا على العملات المعدنية في القسطنطينية. (6)

6- ويذكر نيقولاس: أن الصليب المقدس موجود في كنيسة أجيا صوفيا، ولكن الجزء الأكبر منه مع أدوات أخرى (اكليل الشوك، الحربة، الأسفنجة) نقلت إلى غرفة مخصصة لهم بقصر Boucleon بالقسطنطينية، وقد تم هذا النقل في 14 أغسطس، ويعتبر عيد سنوي هناك وأجازة رسمية. (7)

7- Rohault de Fleury الذي خصص فصلًا من كتاب عن الأدوات التي استخدمت وقت الآم السيد المسيح، استشهد بخطاب مبعوث من "آنسو-Anseau" كاهن كنيسة القبر المقدس في القرن الثاني عشر والذي أرسل إلى باريس مع قطعة من الصليب المقدس، كما ذكرنا أيضًا هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت في أقسام أخرى. حيث ذكر أن الصليب المقدس صنع منه 19 صليب صغير، وقد حصل قسطنطين الملك على ثلاثة منهم بالإضافة إلى صليب الإمبراطور، وبقى في أورشليم أربعة صلبان. (8)

8- ويوجد وصف جميل لكنيسة اجيا صوفيا في سنة 1200 /ز، وصفه الأب أنطونيوس رئيس أساقفة نوفجورد- Novgord وهذا نصه: "أنا أنطونيوس، رئيس أساقفة نوفجورد، الحقير والخاطئ والغير مستحق، بنعمة الله وبمساعدة لآجيا صوفيا، والتي تعنى الحكمة الأبدية، وصلت سالمًا إلى مدينة الإمبراطور (القسطنطينية). وقدمت العبادة بها، حيث قمت بتقبيل لوحات القبر المقدس، ورأيت الأختام ....... ورأيت فوق المذبح الكبير تاج الإمبراطور قسطنطين المرصع بالأحجار الكريمة واللآلئ معلق في الوسط، ويوجد تحته صليب من الذهب محمول بين حمامتين من الذهب أيضًا، ورأيت أيضًا الأدوات التي صنع بها صليب المسيح (لوحة القبر، الشاكوش، والمنشار) مثبتة على الحائط في حجرة خاصة بجوار المذبح......." (9)

9- وكاتب روسي غير معروف الاسم (1424-1453 م.) ذكر أنه رأى في كنيسة آجيا صوفيا الصليب المقدس الذي صلب عليه المسيح........ والأدوات التي استخدمت في آلامه (إكليل الشوك، والحربة، والأسفنجة) تعرض من يوم الخميس إلى يوم السبت. (10)

10- ووصف Gyllius سنة 1555م. الكنيسة بأنها تغيرت، حيث نهبت المجوهرات والأحجار الكريمة التي كانت تزين الكنيسة، وتدنست الأشياء المقدسة بواسطة الأعداء. (11)

11- وأيضًا ذكر في: An Italian MS. Description of st. Sophia in the British Museum أن الأتراك نزعوا كل الأشياء الجميلة من الكنيسة، وغطوا كل شيء بالجير، وقد حطموا بعضها، وطمسوا البعض الآخر وغطوه بالجبس.

12- وقد بدأ الصليبيين في تجديد كنائس أورشليم مرة أخرى سنة 1114 م. وكنيسة القبر المقدس تم الانتهاء من تجديدها سنة 1149 م. وأصبح مكان الجلجثة كنيسة صغيرة ذات مستويين، المستوى السفلى يسمى سرداب آدم (حيث يوجد تقليد قديم يقول أن المكان الذي صلب فيه السيد المسيح، هو نفس المكان الذي دفن فيه آدم، ولذلك تظهر جمجمة تحت الصليب في رسومات الصلبوت)، والمستوى العلوي هو المكان الذي وضع فيه صليب السيد المسيح.

13- ويوجد قطعتين من الصليب المقدس في فينيسيا، ولكن اللافت للنظر فيهم أنه مثبت على جانبي الصليب صورتين للإمبراطور قسطنطين وللملكة هيلانة. ونفس المنظر موجود بالموزايك في دير القديس لوقا. وهذين المنظرين في فينسيا مكتوب عليهم أسماء الإمبراطورة ماريا (1180 م.)، والإمبراطورة ايرين (1350 م.)


الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع

https://st-takla.org/books/pauline-todary/cross/ages.html

تقصير الرابط:
tak.la/27ss3xw