مقدمة:
"في العالم سيكون لكم ضيق، ولكن ثقوا: أنا قد غلبت العالم". (يو 16: 33)
نعم سيكون لنا في العالم ضيق.. ولكن لنا رجاء في رب المجد الذي غلب العالم، لن ولم يتركنا في أي أزمة أو ضيق كما هي وعوده، فغير المستطاع عند الناس مستطاع عند الله. نعم سيكون لنا في العالم ضيق..ولكن الله العظيم يسمح بالتجربة على قدر استطاعة الإنسان، كما أن الله العلى يعطى مع التجربة القدرة على التحمل، والأكثر من ذلك فالرب القدير يوضح لنا كيفية مواجهة المشكلة أو المعضلة، والحل المناسب لها، وهذا ما يعلمه لنا الكتاب: "لم تصبكم تجربة إلاَّ بشرية، ولكن الله أمين، الذي لا يدعكم تجربون فوق ما تستطيعون، بل سيجعل مع التجربة أيضًا المنفذ، لتستطيعوا أن تحتملوا" (ا كو13:10).
وكما أن التعاليم المسيحية تدعوا إلى الإيمان والأعمال كفلسفة كتابية لكل حياتنا الروحية والخلاصية.. فأنه سيتم الاعتماد على نفس المنهج الروحي في كل حياتنا الأرضية، وبالأحرى في علاج مشاكلنا الاقتصادية والحياتية. ولكن كيف يتم ذلك؟
إن مواجهة أو حل أي مشكلة حياتية أو اقتصادية يستلزم منهج روحي من مدخلين: إحداهما إيماني، والآخر سلوكي.
أما عن المدخل الإيماني فسوف يكون بالتأكيد على وعود الله الخالق الكثيرة جدًا بالكتاب المقدس بعهديه، الذي يصعب حصرها، كما ذكرنا أيضًا هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت في مواضِع أخرى. مع ملاحظة أن المدخل الإيماني لا يعنى إطلاقًا الضعف أو السلبية، بل يعنى التسليم الكامل لإرادة الله، ومن ثم وضع المشكلة بالكامل تحت قدمي الرب، الذي قال: "تعالوا إلىّ يا جميع المتعبين وثقيلي الأحمال وأنا أريحكم" (مت 11: 28), كما يعنى أن الإيمان لابد أن يكون إيجابيًا، لأني: "أستطيع كل شيء في المسيح الذي يقويني" (في 4: 13)، كما تتطلب الإيجابية الإيمانية من جهة أخرى ضرورة توافر النية والرغبة وإرادة العمل، وذلك قبل البدء بالسلوك أو العمل الفعلي لحل المشكلة: "لأن الله هو العامل فيكم أن تريدوا وأن تعملوا من أجل المسرة" (في 2: 13).
أما عن الجزء السلوكي فسيتم تحديد خطواته العملية من خلال دراسة كل مشكلة على حدي، بتعريفها أو توصيفها، وتحديد أسبابها، ثم تحديد طرق علاجها من خلال الحلول التي تتفق مع التعاليم المسيحية والكتابية.
وحيث أن حياة الإنسان مليئة بأوقات الفرح والسلام وأخرى للتجارب والألم.. فإن الكتاب المقدس يوصينا دائمًا أن نتذكر هذه الحكمة: "في يوم الخير كن بخير، وفي يوم الشر أعتبر. إن الله جعل هذا مع ذاك، لكيلا يجد الإنسان شيئًا بعده" (جا 7: 14).
والآن، سيتناول المؤلف هذه الجزء من خلال:
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/nagy-gayed/christian-economics/issues.html
تقصير الرابط:
tak.la/atmwt24