2- التذمر الثاني: التذمر على المن
v في (عد 11: 4-6) "واللفيف الذي في وسطهم اشتهى شهوة. فعاد بنو إسرائيل أيضًا وبكوا وقالوا: "مَنْ يطعمنا لحمًا؟ قد تذكرنا السمك الذي كنا نأكله في مصر مجانًا والقثاء والبطيخ والكراث والبصل والثوم. والآن قد يبست أنفسنا. ليس شيء غير أن أعيننا إلى هذا المن!"
v اللفيف: ربما هم الدخلاء والغرباء الذين خرجوا معهم من مصر وقد رأينا المرة الماضية ابن شلومية وهو ابن امرأة يهودية لزوج مصري الذي سب الاسم إذًا كان فيه زواج من المصريين سواء يهودي أو يهودية فاللفيف الذي في وسطهم والمعاشرات الردية تفسد الأخلاق الجيدة وفي القطمارس يقول عليهم الأخلاط.
v اشتهوا في أنفسهم شهوة وابتدأ الباقي يثور على كلام هذا اللفيف "من يطعمنا لحمًا؟ رغم أنهم عندهم مواشي وأغنام كانت معهم فربما كانوا بخلاء على أنفسهم في أن يأكلوا ويطلبوا من الرب هذا الأمر.
v قد تذكرنا السمك الذي كنا نأكله في مصر مجانًا: لم يأكلوا في مصر شيئًا مجانًا إطلاقًا، بل كانوا مستعبدين في عبودية مرة وبالذل أكلوا في أرض مصر إذًا هذا الكلام غير صادق.
v قد يبست أنفسنا. ليس شيء غير أن أعيننا إلى هذا المن" عندما تكلمنا عن المن في سفر الخروج قلنا أوصافه أنه كان كحبات الكزبرة وكان كل يوم يلتقطون ما يكفيهم أما اليوم السادس فيجمعوا عمرين لأن اليوم السابع لا يسقط فيه المن.
v فلما سمع موسى هذا التذمر، الشعب يبكي كل واحد بعشائرهم في خيمته كأنه إجماع فحمى غضب الرب جدًا وساء ذلك في عيني موسى، كما ذكرنا أيضًا هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت في مواضِع أخرى. وما كان من موسى إلا أن وقف ليقول له لماذا أسأت إلىَ ألعليّ حبلت بهذا الشعب ألعلي ولدته ثقيل عليّ، من أين لي لحم حتى يأكل كل هذا الشعب، أنا لا أقدر وحدي أن أحمل هذا الشعب (عد 11: 10- 15).
v ويستجيب الرب لصرخة موسى ويقول له أجمع لي 70 شخصًا من شيوخ وعرفاء الشعب وتقفوا هناك فأنزل أنا وأتكلم معك هناك وآخذ من الروح الذي عليك وأجعل عليهم إذًا الروح الذي للواحد لم يزد بعد أن أصبحوا 70.
v اثنان من السبعين لم يخرجا من المحلة هما أليداد وميداد وهنا غار يشوع بن نون لموسى النبي وقال له أنهما لم يخرجا أردعهما وكان موسى النبي محبًا جدًا فقال ليت كل شعب الرب يتنبأون لأنهما تنبأَ في المحلة رغم أنهم لم يخرجا مع بقية الـ70، وحل عليهما روح الرب. لأن الروح الذي حل على الشيوخ هو عطية من الله وليس عطية موسى، فالروح شمل الكل.
v وربما تكون هذه نبوءة عن حلول الروح القدس على كنيسة الأمم التي كانت قبلًا خارج المحلة وضمها الرب إليه.
v يستجيب الرب لشهوة الشعب ويرسل ريحًا عظيمًا تجلب عددًا كبيرًا من السلوى في (عد 11: 30 – 33) "ثم انحاز موسى إلى المحلة هو وشيوخ إسرائيل. فخرجت ريح من قبل الرب وساقت سلوى من البحر وألقتها على المحلة نحو مسيرة يوم من هنا ومسيرة يوم من هناك حوالي المحلة ونحو ذراعين فوق وجه الأرض. فقام الشعب كل ذلك النهار وكل الليل وكل يوم الغد وجمعوا السلوى. (الذي قلل جمع عشرة حوامر) وسطحوها لهم مساطح حوالي المحلة. وإذ كان اللحم بعد بين أسنانهم قبل أن ينقطع حمى غضب الرب على الشعب وضرب الرب الشعب ضربة عظيمة جدًا. فدعي إسم الموضع (قبروت هتأوة) لأنهم هناك دفنوا القوم الذين اشتهوا." مسيرة اليوم أي المسافة التي يقطعها الإنسان في 7 ساعات.
v قال لهم ستأكلوا منها لا يوم ولا اثنين ولا خمسة ولا عشرة، بل شهر من الزمان يقول الكتاب، جمعوا أكثر من احتياجهم وهذا يدل على قلة إيمانهم وأيضًا على شراهتهم في نفس الوقت.
v وربما أكلوا بالدم، ربما أكلوا بشراهة، استهانوا بالمن لذلك كانت هذه الضربة العظيمة، ودعي اسم ذلك الموضع "قبروت هتأوة لذلك يقول (مز 106: 14، 15) بل اشتهوا شهوة في البرية. وجربوا الله في القفر. فأعطاهم سولهم وأرسل هزالًا في أنفسهم." مزمور (106) يحكي دائمًا أمور كثيرة من تصرفات شعب إسرائيل وكيف كان الله يعمل معهم، وجدوا ما تاقت إليه نفوسهم ولكنهم وجدوا فيه هلاكهم.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/nagwa-ghazaly/old-testament-1/complaints-2.html
تقصير الرابط:
tak.la/j89qxpv