كلمة قانونية أو قانون: Canon هي كلمة يونانية وليست إنجليزية وليست عربية، معناها في القاموس لائحة بالأسفار المعترف بها أنها تؤلف الكتاب المقدس الموثوق بها.
ولها معاني أخرى
§ معناها العصا المستقيمة أو مسطرة النجار أو العمود، واستعملت في أوائل عهد المسيحية أنها السند أو الشريعة أو استقامة الرأي، استعملت كثيرًا جدًا في العهد الجديد بولس الرسول في (في 3: 16) "أما ما قد أدركناه فلنسلك بحسب ذلك القانون عينه ونفتكر ذلك عينه"، تجدها تترجم بالإنجليزية Rule.
§ وقول أيضًا بولس الرسول في (غلا 6: 16) " فكل الذين يسلكون بحسب هذا القانون عليهم سلام ورحمة وعلى إسرائيل الله." حسب هذا القانون according this Rule
§ ولو أخذنا كلمة Rule بالإنجليزية معناها قانون، دستور، عهد، لا مجال للبحث فيه، التقيد بالأنظمة مسطرة وقياس، كل هذه معاني للقانون لا تخرج أيضًا عن نفس المعنى.
§ أحيانًا في بعض الترجمات true وهي أيضًا نفس المعنى إنه صحيح، صادق، مثالي، طْبق الأصل، شرعي، موثوق، نفس المعنى.
§ بولس الرسول أيضًا في (2 كو 10: 12 - 16) " ولكن نحن لا نفتخر إلى ما لا يقاس بل حسب قياس القانون الذي قسمه لنا الله قياسا للبلوغ إليكم أيضًا " يعني according to the measure of the Rule إذًا هي نفسها تقريبًا التعبير المثالي على كلمة canon وهي في العبرية KANEH
§ ولأن أسفار الوحي هي القاعدة الملزمة بالطاعة سميت جميع الأسفار الموحى بها قانونية لأنها القانون الوحيد الذي نقيس عليه أعمالنا، إيمانا، سلوكنا، عقيدتنا، وطبعًا نقيس إما بميزان حق أو خطأ لا مجال غير هذين الاثنين.
§ والقديس إيريناوس: يسمي الأسفار المقدسة كلها قانون الحق، والقديس إكليمندس الإسكندري القانون الإنجيلي، أوسابيوس يسميها القانون الكنائسي ويراد بذلك أنها القانون الذي يتضمن الحق، كما نقول قانون الإيمان، هو يحتوي على كل العقيدة، نؤمن بإله واحد، ثم مولود غير مخلوق، مساوي للآب في الجوهر، تجسد صلب، مات، قام إذًا جملة العقائد نسميها قانون الإيمان.
· نستطيع أن نقول أن بداية القانونية تبدأ إلي زمن موسى النبي والسبعين شيخًا الذين عاونوه (عد 11: 16، 17).
· ولم يكن أساس وأصل القانونية قرار مجمع بل كان كلام الله إلى شخص بعينه هو موسى النبي وقال له أكتب (خر 34: 27) فكتب (تث 31: 9 -13).
· وكل التاريخ بعد ذلك أشار إلى أهمية الشريعة (شريعة موسى) بناءًا على إن كتبها موسى النبي واستلمها شخصيًا من الله كما ذكرنا سابقًا، وكانت أول وصية ليشوع بن نون "كن متشددًا وتشجع جدًا لكي تتحفظ للعمل حسب كل الشريعة التي أمرك بها موسى عبدي".
· كل الملوك الأتقياء حزقيا، يوشيا عملا المستقيم حسب الشريعة وعن يوشيا عندما كان يُرمم الهيكل ولما وجدوا سفر الشريعة وقف على المنبر وقرأ في الشريعة على الشعب كله لكي يذكرهم بالشريعة التي كانوا نسوها بسبب من قبله من ملوك كانوا فاسدين ويعبدون الأوثان.
· خرجوا إلى السبي، وعندما رجعوا من السبي كان عزرا كاهنًا وكاتبًا في شريعة الرب (عز 7: 10) يقول " لأن عزرا هيأ قلبه لطلب شريعة الرب والعمل بها وليعلم إسرائيل فريضة وقضاء " فريضة وقضاءً ثابت، ملزم للطاعة، طلب شريعة يعني دراسة وفي الملوك كثير جدًا من الشواهد:
§ صفنيا النبي يتهم الكهنة لأنهم ارتكبوا شرًا ضد الشريعة فيقول في (صفنيا 3: 4) "أنبياؤها متفاخرون أهل غدرات كهنتها نجسوا القدس خالفوا الشريعة" يكفي أن أخر كلمات موجودة في العهد القديم " بدون الأسفار السبعة التي من طوبيا للمكابيين " يقول "أذكروا شريعة موسى عبدي الذي أمرته بها في حوريب على كل إسرائيل الفرائض والأحكام" يعني أخر كلمات كانت في العهد القديم عن شريعة موسى (ملاخي 4).
§ إذًا كان الأسفار الخمسة أو التوراة كما كتبها موسى النبي كانت معروفة وموثوق بها قبل أن يعقد أي مجمع لإثبات قانونية هذه الأسفار، بدليل إن عزرا بالذات لما رجع من السبي قرأوا في الشريعة كما جاء في سفر (نح 8: 8) وفي نفس الوقت كان مع عزرا مجمع من 120 شيخ من شيوخ اليهود وجمعوا جميع الكتب المقدسة وضموها مع بعضها البعض، ولم نسمع كلمة قانونية نهائي في كل هذا الكلام لا بالنسبة لموسى النبي ولا حتى بالنسبة للأنبياء، لم نسمع تعبير القانونية، لم يكونوا بحاجة لاستخدام هذا التعبير، كان الله يكلمهم أو كانت كلمة الله إليهم.
¨ وكما كتب موسى النبي أيضًا الأنبياء دونوا بالروح القدس كشهود عيان ومعاصرين للأحداث بل محركين لها في وقت من الأوقات باعتبارهم وسطاء بينهم وبين الله، بين القادة والملوك وبين الله كانوا وسطاء.
¨ إشعياء النبي مع آحاز الملك (أش 7).
¨ إشعياء النبي مع حزقيا الملك (أش 36 - 39).
v أرميا النبي كان أيضًا وسيطًا بين الله وبين أخر ملوك يهوذا الذين كانوا لا يعرفون الله، يهوياقيم، يهوياكين، صدقيا أخر الملوك، تجدوا أكثر من إصحاح في أرميا كيف كان يرسل لهم أرجعوا إلى الرب، ارجعوا إلى الرب، لم يسمعوا إذًا كانوا وسطاء ولم يذكر شيء عن كلمة قانونية.
أرميا في أصحاحات كثيرة (أر 25 – 26 – 27 – 29 – 30) وحتى (أر 52) نبواته عن الأحداث.
v فيلو اليهودي وهو من المؤرخين سنة 40 م أقتبس أيضًا من أسفار كثيرة جدًا واعتبرها أسفار معترف بها دون أن تكون قانونية أو يعقد مجمع لإثبات قانونيتها ومع ذلك عقدت المجامع لإثبات قانونية الأسفار المقدسة.
v مجمع جامينا Council of Jamnia
§ سنة 90 م. عبارة عن مجمع أكاديمي للفريسيين قاموا بتحديد القانونية العبرية المقدسة من أسفار تكوين إلي ملاخي وإبعاد طوبيا إلى مكابيين.
v الصدوقيون
§ سنة 150 م.: لم يذعنوا للقنونية اليهودية للفريسيين وظلوا يبحثوا حتى سنة 150 ميلادية وحددوا الأسفار القانونية من تكوين إلى ملاخي وقالوا إنها أسفار قانونية.
v ميليتوس:
في سنة 170 م. ميليتوس أسقف ساردس ذهب في رحلة إلى الشرق الأوسط لجمع المعلومات الدقيقة عن الأسفار المقدسة، وتُعرف مجموعته باسمه وإن كان أحيانًا بعض الترتيب يختلف عن ما هو بين أيدينا إنما اعترف بها كلها ما عدا سفر أستير وفي مجموعته طوبيا إلى مكابيين.
v البابا أثناسيوس الرسولي: سنة 365 ميلادية في إحدى رسائله في الأعياد جاءت قائمته للأسفار المقدسة تضم جميع الأسفار بما فيها من طوبيا إلى مكابيين.
v القديس جيروم: أيضًا كانت له قائمة بالأسفار القانونية ولم يضم لها طوبيا إلى مكابيين لكن عاد واعتبرها قانونية فيما بعد.
v أشهر مجمعين كانا مجمع هبو ومجمع قرطاجنة:-
v مجمع هبو Synod of Hippo: سنة 393 ميلادية كان في أسقفية القديس أوغسطينوس، كان هو أسقف هبو، كان أول تعريف وتحديد كنسي للقانونية التي ضمت أسفار طوبيا إلى المكابيين مع الأسفار كلها في العهد القديم.
v وتحددت قانونية الأسفار كلها بالأسفار التي حذفت من البروتستانت أنها أسفارًا قانونية في مجمعي قرطاجنة.
v مجمع قرطاجنة الأول First Council of Carthage: في سنة 397.
v مجمع قرطاجنة الثاني Second Council of Carthage: سنة 419 ميلادية.
v مجمع ترينت Council of Trent: قامت حركة الإصلاح البروتستانتية ومارتن لوثر لم يعترفوا بالأسفار الثانية وهي من طوبيا إلى مكابيين فما كان من الكنيسة الكاثوليكية الرومانية أن واجهت هذا التحدي ودعت إلى مجمع ترينت سنة 1546م بهدف إعادة الإصلاح، وأخذ المجمع بقانونية الأسفار كلها من تكوين إلى ملاخي وأيضًا من طوبيا إلى مكابيين وقالوا الأسفار القانونية الأولى والثانية أطلقوا عليها الأسفار القانونية الثانية ولذلك تجدها بكتاب منفصل، لكن فيما بعد طبعوا الكتاب المقدس وبداخله هذه الأسفار هذا تأكيد على قانونية الكتاب.
v وكل القديسين اعترفوا بأن كل هذه الأسفار بما فيها طوبيا إلى مكابيين أسفارًا قانونية القديس إكليمندس الروماني، والقديس كبريانوس، أثبتت أيضًا في مجموع القوانين للصفي ابن العسال (قوانين ابن العسال وأيضًا أخوه إسحق ابن العسال) في كتابه أصول الدين والقس شمس الرياسة (ابن كبر)، في كتابه مصباح الظلمة، والقديس إكليمندس الإسكندري وأوسابيوس القيصري، والقديس يوحنا ذهبي الفم.
v يعتقد بعض العلماء أن قانونية أسفار الأنبياء ظهرت قبل سنة 200 ق. م. مستندين إلى ما ورد من حفيد يشوع بن سيراخ (له سفر في الأسفار الثانية سفر يشوع) حفيده الذي ترجم أعمال جده يشوع بن سيراخ إلى اللغة اليونانية، معناها إنه كان مكتوب بالعبرانية حيث كتب يقول في مقدمة الترجمة اليونانية لسفره سنة 130 ق.م. " أعطي شعبنا كنزًا عظيمًا يتمثل في الشريعة وكتب الأنبياء والكتابات المتأخرة وقال أن جده يؤمن بكل الكتابات المتأخرة.
v إن بعضها كان مكتوبًا باليونانية وهم أرادوا أن يعترفوا فقط بالمكتوب بالعبرانية، كما ذكرنا أيضًا هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت في مواضِع أخرى. لكن يشوع بن سيراخ كان بالعبرية، وباروخ كان بالعبرية ويهوديت.
v والقديس جيروم وضع هذه الأسفار في نهاية ترجمته اللاتينية المعروفة بالفولجاتا Volgate أي الشعبية وتؤمن الكنيسة القبطية بها وأنها وصلت بالتقليد المسلم وتؤمن بأهميتها لأنها تربط بين العهدين القديم والجديد.
v يوسيفوس المؤرخ اليهودي وهو من أشهر مؤرخي اليهود لم يذكر من طوبيا إلى مكابيين لكن ذكرها فيما بعد وقال أنه كانت لها مكانة كبيرة عند اليهود وكانوا يقرؤونها في المواسم أو في الأعياد.
v أما ما يقولون عنه أنه أبو كريفا يعني مُخفى أو مدسوس فهي أسفار أخرى لكن ليست هي الأسفار السبعة المذكورة، وكما قلت قبل ذلك حتى الذين لم يعترفوا بها عادوا فاعترفوا بها، هذه الأسفار كلها ظلت محفوظة كلها لدى اليهود بكل حرص وكان العمل الكبير الذي قام به عزرا ومعه 120 من شيوخ إسرائيل أنهم ضموا جميع الكتابات مع بعضها البعض الآخر.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/nagwa-ghazaly/old-testament-1/bible-legality.html
تقصير الرابط:
tak.la/nyhx2b6