St-Takla.org  >   books  >   maurice-tawadrous  >   holy-spirit-to-serapion
 

مكتبة الكتب المسيحية | كتب قبطية | المكتبة القبطية الأرثوذكسية

كتاب الرسائل عن الروح القدس إلى الأسقف سرابيون للقديس أثناسيوس الرسولي - موريس تاوضروس، نصحي عبد الشهيد

76- ما بين خطأين: الظن بأن المسيح مجرد إنسان، والظن بأن أعماله الإلهية منسوبة للشيطان

 

St-Takla.org Image: Our Lord Jesus Christ Pantocrator (image 3), icon and fresco art - AI art, idea by Michael Ghaly for St-Takla.org, 29 August 2023. صورة في موقع الأنبا تكلا: السيد يسوع المسيح الضابط الكل (صورة 3)، أيقونة ولوحة حائطية - فن بالذكاء الاصطناعي، فكرة مايكل غالي لموقع الأنبا تكلاهيمانوت، 29 أغسطس 2023 م.

St-Takla.org Image: Our Lord Jesus Christ Pantocrator (image 3), icon and fresco art - AI art, idea by Michael Ghaly for St-Takla.org, 29 August 2023.

صورة في موقع الأنبا تكلا: السيد يسوع المسيح الضابط الكل (صورة 3)، أيقونة ولوحة حائطية - فن بالذكاء الاصطناعي، فكرة مايكل غالي لموقع الأنبا تكلاهيمانوت، 29 أغسطس 2023 م.

(18)

أما اليهود فعندما قالوا عنه “بعلزبول” لم يهينوا أحدًا سوى الرب يسوع، وهذا واضح من التعبير نفسه. لأن كلمة “الروح” في نص الإنجيل “أما التجديف على الروح” (مت 12: 31) تشير إلى الرب نفسه. وكل هذا القول يقصد به نفسه. لأن “رب البيت” يُراد به المسيح أي رب الكون كله. وأنا أرجوك أن لا تتضايق من هذا التكرار، فهو لازِم إذا كنا نحرص على الوصول إلى المعنى الدقيق للنص، ولذلك سأعود إلى ما ذكرته سابقًا أن الجوع والتعب والنوم والإهانات كلها خاصة بناسوته، أما الأعمال الباهرة التي كان يقوم بها الرب، فلم تكن أعمال إنسان بل أعمال الله. لذلك إذا ما شاهد بعض الناس الأشياء الخاصة بالإنسان مثلًا الجوع.. إلخ. وأهانوا الرب لأنه حسب ظنهم مجرد إنسان فقد حسبوا مستحقين لعقوبة أقل من عقوبة أولئك الذين ينسبون أعمال الله للشيطان. لأن هؤلاء لا يكتفون بإلقاء الأشياء المقدسة للكلاب (متى 7: 6)، بل يجعلون الله مساويًا للشيطان، ويدعون النور ظُلمة (إشعياء 5: 20). لذلك سَجَّل مرقس أن تجديف اليهود بلا مغفرة، “وأما مَنْ جَدَّف على الروح القدس فلن يُغْفَر له بل هو مستحق دينونة أبدية، لأنهم قالوا أن به روحًا نجسًا” (مرقس 3: 29-30).

والرجل الأعمى منذ ولادته عندما أبصر، شهد بأنه لم يسمع من قبل أن أحدًا فتح عيني مولود أعمى، ولذلك قال “إذا لم يكن هذا الإنسان من الله لا يستطيع أن يفعل شيئًا” (يوحنا 9: 32-33). حتى الجموع نفسها عندما امتلأت من الإعجاب بما فعله الرب قالت “ان هذه ليست أعمال من فيه شيطان، هل يقدر شيطان أن يفتح أعين العميان” (يوحنا 10: 21). أما هؤلاء الذين امتلأوا من معرفة الناموس، أي الفريسيون وهم الذين يلبسون العصائب العريضة (متى 23: 5)، ومزهوون بمعرفتهم بالناموس أكثر من باقي الناس (يوحنا 9: 24-29)، كان من المفروض عليهم بسبب هذه المعرفة أن يخجلوا، ولكن كما هو مكتوب عنهم أنهم “تُعساء لأنهم ذبحوا للشيطان وليس لله” (تثنية 32: 17). وعندما قالوا أن بالرب شيطانًا وإن أعمال الله هي أعمال الشيطان، لم يكن لديهم أي أسباب مُقنعة تدفعهم إلى هذا الاعتقاد. والدافع الحقيقي لمثل هذا التجديف هو رغبتهم في أن ينكروا أن الذي يعمل هذه الأعمال هو الإله ابن الله. وبالحقيقة لقد أكل أمامهم وشاهدوا جسده وَتَأَكَّدُوا أنه إنسان، فكان لديهم فرصة لأن يقتنعوا من أعماله أن الآب فيه وأنه في الآب. أما لماذا لم يقتنعوا؟ فلأنهم لم يشاءوا.

وفي الحقيقة لقد سكن بعلزبول في الفريسيين. وكان بعلزبول هو الذي يتكلم فيهم. ولذلك قالوا عن المسيح أنه مجرد إنسان، بسبب ناسوته، دون الاعتراف به إلهًا بسبب أعماله التي هي أعمال الله. ولكن بهذه السقطة ألَّهُوا بعلزبول الذي سكن فيهم، والذي في النهاية سوف يُعَاقَبُون معه في النار إلى الأبد.


الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع

https://st-takla.org/books/maurice-tawadrous/holy-spirit-to-serapion/humanity-and-divinity.html

تقصير الرابط:
tak.la/dmc5fj3