St-Takla.org  >   books  >   maurice-tawadrous  >   holy-spirit-to-serapion
 

مكتبة الكتب المسيحية | كتب قبطية | المكتبة القبطية الأرثوذكسية

كتاب الرسائل عن الروح القدس إلى الأسقف سرابيون للقديس أثناسيوس الرسولي - موريس تاوضروس، نصحي عبد الشهيد

77- اتحاد اللاهوت بالناسوت في شخص السيد المسيح

 

St-Takla.org Image: Saint Mary Theotokos, with Baby Jesus, icon style (image 1) - AI art, idea by Michael Ghaly for St-Takla.org, 29 August 2023. صورة في موقع الأنبا تكلا: القديسة مريم العذراء الثيئوطوكوس: والدة الإله مع الطفل يسوع، فن بشكل الأيقونة (صورة 1) - فن بالذكاء الاصطناعي، فكرة مايكل غالي لموقع الأنبا تكلاهيمانوت، 29 أغسطس 2023 م.

St-Takla.org Image: Saint Mary Theotokos, with Baby Jesus, icon style (image 1) - AI art, idea by Michael Ghaly for St-Takla.org, 29 August 2023.

صورة في موقع الأنبا تكلا: القديسة مريم العذراء الثيئوطوكوس: والدة الإله مع الطفل يسوع، فن بشكل الأيقونة (صورة 1) - فن بالذكاء الاصطناعي، فكرة مايكل غالي لموقع الأنبا تكلاهيمانوت، 29 أغسطس 2023 م.

(19)

ودراستنا للنص توضح لنا أنه يعني نوعي التجديف اللذين أشرنا إليهما سابقًا. ذلك أن المُخَلِّص أشار إلى نفسه عندما قال “ابن الإنسان”، ولكنه كان يعني أيضًا نفسه عندما تحدث عن “الروح”. والاسم الأول “ابن الإنسان” يوضح تجسده، والاسم الثاني “الروح” يوضح طبيعته الروحية غير المادية ولاهوته. وفي الواقع أن الخطية التي يمكن غُفرانها هي العثرة الناتجة عن رؤية ناسوته، أي ما يتعلق به كابن الإنسان، ولكنه أوضح أن التجديف الذي لا يمكن مغفرته هو التجديف على “الروح” أي على الطبيعة الإلهية.

وقد لاحَظت أن التعبير “الروح” جاء بالمعنى الذي نَتَحَدَّث عنه في إنجيل القديس يوحنا عندما كان الرب يَتَحَدَّث عن تقديم جسده. ولما رأى أن كثيرين عثروا بسبب ما ذكره عن جسده، قال لهم “هل هذا يعثركم؟ وماذا ستفعلون عندما تشاهدون ابن الإنسان صاعدًا إلى حيث كان سابقًا؟ الروح هو الذي يحيي أما الجسد فلا يفيد شيئًا. الكلام الذي أكلمكم به هو روح وحياة” (يوحنا 6: 62-63) وقد تحدث الرب هنا عن “الجسد والروح” وكما هو واضح كان يتحدث عن نفسه. وَمَيَّز بين الجسد والروح لكي يتمكن الذين سمعوه من الإيمان بما يرون أي بجسده، وكذلك الإيمان بغير المنظور أي الروح أو لاهوته لكي يؤمنوا أن ما يتكلم عنه ليس الجسديات بل الروحيات.

ولنسأل كم عدد البشر الذين يمكن أن يقدم لهم جسده المادي؟ وماذا عنه كغذاء للعالم كله؟ لهذا السبب تحدث عن صعود ابن الإنسان إلى السماء لكي يبعد عن أفكارهم كل التصورات المادية عن جسده، ولكي يفهموا جيدًا بدون أي تصورات مادية أن جسده الذي يتكلم عنه هو طعام سمائي يأتي من فوق كغذاء روحي يعطيه هو بنفسه. وحقًا قال “الكلام الذي أكلمكم به روح وحياة” (يوحنا 6: 63) أي أن ما أعلنه، وما سيعطيه لخلاص العالم هو جسده، ولكن هذا الجسد عينه بما فيه من دم سوف يعطي لكم بواسطتي روحيًا وكطعام وبطريقة روحية سوف يوزع على كل واحد منكم لكي يصبح عربون القيامة والحياة الأبدية.

واستعمال كلمة “روح” جاء بنفس المعنى في حديث الرب مع السامرية عندما وَجَّه فِكرها إلى المعنى الروحي، ورفع نظرها إلى الأمور غير المادية بقوله لها “الله روح” (يوحنا 4: 24)، لكي يستقر في قلبها الفهم الصحيح عن الله، أنه ليس من طبيعة مادية محصورة في مكان بل أنه روح. وهذا ما يعنيه كلام التعليم الذي يقول عندما يتأمل الكلمة وقد تجسد: “روح الإيمان هو المسيح الرب”. وحتى لا يعثر أحد ما بالشكل الخارجي الملموس ويظن أن الرب هو مجرد إنسان، جاءت كلمة “الروح” لتؤكد أن الذي في الجسد هو الله.


الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع

https://st-takla.org/books/maurice-tawadrous/holy-spirit-to-serapion/union.html

تقصير الرابط:
tak.la/96dqtrg