(18)
وليتجاسَر هؤلاء الذين يجيبون بسهولة على كل شيء، أن يخبرونا كيف خُلِقَت السموات، ومن أيَّة مادة، وطبيعة تكوينها. أو كيف خُلِقَت الشمس وكل واحد من الكواكب. وليست هناك أيَّة غرابة إذا كشفنا جهلهم بالنسبة للأشياء التي فوقنا، ونحن بكل تأكيد نجهل كيف خُلِقَت وما هي طبيعة النباتات التي توجد هنا تحت، والمياه، والحيوانات. بل أنهم سوف لا يستطيعون أن يجيبوا على هذه التساؤلات. لأنه حتى سليمان وهو الأكثر حكمة من الجميع، رأى أنه من غير الممكن للإنسان أن يكتشِف هذه الأمور وكان يقول: “جَعَلَ الأبدية في قلبهم، ومع ذلك لا يستطيع الإنسان أن يدرك العمل الذي عمله الله من البداية إلى النهاية” (جا 3: 11). وحيث أنهم لم يستطيعوا أن يدركوها فإنهم أيضًا لم يعترفوا بها. نعم أنهم لم يعترفوا بها لأن عقولهم قد انحرفت. وعلى ذلك يمكن للمرء أن يسألهم: “يا عديمي العقل يا متجاسرين دائمًا، لماذا لا تكفون بالحري عن أسئلتكم الفضولية عن الثالوث القدوس، ولماذا لا تؤمنون فقط أنه موجود؟ متخذين الرسول مُعَلِّمًا لكم في هذا الأمر عندما يقول: “يجب أن تؤمنوا أولًا بالله أنه موجود وأنه يجازي الذي يطلبونه” (عب 11: 6). لأنه لم يَقُل كيف يوجد، ولكنه قال فقط “أنه موجود”. فإذا لم يكونوا، بعد كل هذا قد أخفوا وجوههم من الخجل فليقولوا لنا كيف يوجد الآب حتى يمكنهم أيضًا أن يعلموا كيف يوجد كلمته.
وان كانوا سيقولون أنه من غير اللائق أن نتساءل هكذا عن الآب، فدعهم يسمعون أنه أيضًا من غير اللائق أن نتساءل هكذا عن كلمته أيضًا.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/maurice-tawadrous/holy-spirit-to-serapion/god-exists.html
تقصير الرابط:
tak.la/x5jrzqq