St-Takla.org  >   books  >   maurice-tawadrous  >   holy-spirit-to-serapion
 

مكتبة الكتب المسيحية | كتب قبطية | المكتبة القبطية الأرثوذكسية

كتاب الرسائل عن الروح القدس إلى الأسقف سرابيون للقديس أثناسيوس الرسولي - موريس تاوضروس، نصحي عبد الشهيد

30- روح الله القدوس يسكن فينا | ترسل روحك فيخلقون

 

St-Takla.org Image: The Holy Spirit with the Cross, impasto painting 1 - AI art, idea by Michael Ghaly for St-Takla.org, 29 August 2023. صورة في موقع الأنبا تكلا: الروح القدس مع الصليب المقدس، لوحة بقن الإيمباستو: العجين 1 - فن بالذكاء الاصطناعي، فكرة مايكل غالي لموقع الأنبا تكلاهيمانوت، 29 أغسطس 2023 م.

St-Takla.org Image: The Holy Spirit with the Cross, impasto painting 1 - AI art, idea by Michael Ghaly for St-Takla.org, 29 August 2023.

صورة في موقع الأنبا تكلا: الروح القدس مع الصليب المقدس، لوحة بقن الإيمباستو: العجين 1 - فن بالذكاء الاصطناعي، فكرة مايكل غالي لموقع الأنبا تكلاهيمانوت، 29 أغسطس 2023 م.

(24)

وبالإضافة إلى ذلك فإنه يُقَال عنا أننا “شركاء الله”. لأنه يقول: “أما تعلمون أنكم هيكل الله وروح الله يسكن فيكم؟ أن كان أحد يفسد هيكل الله فسيفسده الله لأن هيكل الله مقدس الذي أنتم هو” (1كو 3: 16، 17).

فلو كان الروح القدس مخلوقًا، لما كان لنا اشتراك في الله بواسطته. فإن كنا قد اتحدنا بمخلوق فإننا نكون غرباء عن الطبيعة الإلهية حيث أننا لم نشترك فيها. أما الآن فلكوننا ندعى شركاء الله، فهذا يوضح أن المسحة والختم الذي فينا، ليس من طبيعة المخلوقات بل من طبيعة الابن، الذي يوحدنا بالآب بواسطة الروح الذي فيه. هذا ما علمنا إياه يوحنا -كما قيل سابقًا- عندما كتب: “بهذا نعرف أننا نثبت في الله وهو فينا أنه قد أعطانا من روحه” (1يو 4: 13). ولكن إن كنا بالاشتراك في الروح نصير “شركاء الطبيعة الإلهية” (2بط 1: 4)، فإنه يكون من الجنون أن نقول أن الروح من طبيعة المخلوقات وليس من طبيعة الله. وعلى هذا الأساس فإن الذين هم فيه، يتألهون. وإن كان هو يؤله(28) البشر، فلا ينبغي أن يشك أن طبيعته هي طبيعة إلهية.

ولكن بوضوح أكثر - لأجل إبادة هذه الهرطقة يرنم المرنم -كما قلنا سابقًا- في المزمور المائة والثالث: “تنزع روحهم فيموتون ويعودون إلى ترابهم. ترسل روحك فيخلقون وتجدد وجه الأرض” (مز 103: 29، 30)[س]. وكتب بولس إلى تيطس: “بحميم الميلاد الثاني وتجديد الروح القدس، الذي سكبه بِغِنَى علينا بيسوع المسيح..” (تي 3: 5، 6). ولكن إن كان الآب بالكلمة في الروح القدس يخلق كل الأشياء ويجددها فأي شبه أو قرابة بين الخالق والمخلوقات. فذلك الذي فيه خُلِقَت كل الأشياء، كيف يمكن أن يكون مخلوقًا. أن مثل هذا الكلام الرديء يقود إلى التجديف على الابن، حتى أن أولئك الذين يقولون أن الروح مخلوق، يقولون أيضًا أن الكلمة الذي خُلِقَت به كل الأشياء، مخلوق.

يُقَال عن الروح -وهو كذلك- أنه صورة الابن لأن “الذين سبق فعرفهم سبق فعينهم ليكونوا مشابهين صورة ابنه” (رو 8: 29). وإذن، فإن كانوا يعترفون أن الابن ليس مخلوقًا، فلا يكون صورته أيضًا مخلوقًا. لأنه كما تكون الصورة، هكذا يكون أصل الصورة. هكذا فمن الطبيعي والمناسب أن يُعْتَرَف أن الكلمة ليس مخلوقًا لأنه صورة الآب. ولذلك فَمَنْ يَعِد الروح مع المخلوقات، فإنه بالضرورة سيحصى الابن أيضًا بينها. وبهذا سوف يتكلم كلامًا رديئًا على الآب أيضًا بكلامه الرديء على صورته.

← انظر مقالات وكتب أخرى للمترجم هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت.

_____

الحواشي والمراجع لهذه الصفحة هنا في موقع الأنبا تكلاهيمانوت:

(28) “يؤله” “Theopoieo” أي “يجعل إلهًا”.. نلاحظ هنا أن القديس أثناسيوس يشرح عبارة بطرس الرسول تصيروا شركاء الطبيعة الإلهية بأنها تعني التأليه. وهو يقول هنا أن الروح القدس هو الذي يؤله البشر أي يصيرهم آلهة باشتراكهم فيه. وعلى هذا الأساس يستنتج أن الروح القدس لا يمكن أن يكون من طبيعة المخلوقات بل بالضرورة له طبيعة الله. وقد استعمل القديس أثناسيوس هذه الكلمة في مواضيع كثيرة من كتاباته أهمها: 1- كتاب تجسد الكلمة فصل 54 حيث يقول “لأنه صار إنسانًا لكي نصير نحن آلهة”. 2- وفي المقالة الأولى ضد الأريوسيين فقرة 39 “كان إلهًا وفيما بعد صار إنسانًا لكي يؤلهنا.. وكيف يحدث التأليه بدون اللوغوس.. كل الذين دعوا أبناء وآلهة قد نالوا التبني وصاروا متألهين من خلال اللوغوس”. 3- وفي المقال الثاني ضد الأريوسيين فقرة 70 يقول: “لأنه ما كان للإنسان أن يتأله لو أنه اتحد بمخلوق أو لو أن الابن لم يكن إلهًا حقيقيًا.. هكذا لم يكن للإنسان أن يؤله لو لم يكن الكلمة الذي صار جسدًا هو ابن طبيعي حقيقي وذاتي من الآب. لهذا إذن صار الاتحاد هكذا، أن يتحد ما هو بالطبيعة بشريًا بالذي له طبيعة الألوهية ويصير خلاص الإنسان وتأليهه مؤكدًا”. 4- وفي المقالة الأولى ضد الأريوسيين فقرة 9 يشرح (مز 81: 6) “أنا قلت أنكم آلهة” بأن حصول البشر على هذه النعمة هو من الآب بمشاركتهم للكلمة عن طريق الروح القدس”. ومن الفقرات السابقة يتبين كيف أن القديس أثناسيوس ينسب عمل التأليه أحيانًا إلى الكلمة وأحيانًا أخرى إلى الروح القدس. وفي بعض الأحيان ينسبه إلى الكلمة عن طريق الروح القدس.

توضيح من الموقع: التألُّه هو مصطلح لاهوتي يعني الاتحاد بالله، التقديس بالله، روح الله يسكن فينا، التبني (نصبح أبناء الله).. كل هذه مفاهيم سليمة. ولا يعني المصطلح بالطبع أن يصبح الإنسان إلهًا مثل الله - حاشا. لذا لا تميل كنيستنا لاستخدام هذا المصطلح كثيرًا لئلا يُساء فهمه.


الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع

https://st-takla.org/books/maurice-tawadrous/holy-spirit-to-serapion/dwells-in-us.html

تقصير الرابط:
tak.la/c56rzgg