 |
ولكن النفوس التي خلصها الله روحيًا من الخطايا والشيطان والجحيم والعذابات الأبدية، هل تُقَدَّس بعهد دم ثور أو كبش أو تيس؟ أقول لكم، كلا! على قدر قداسة الغاية تكون الواسطة، وعلى قدر الغرض تكون الواسطة أيضًا. لذلك يتكلم لنا الوحي الإلهي قائلًا: "ولأجل هذا هو وسيط عهد جديد، لكي يكون المدعوون إذ صار موت لفداء التعديات التي في العهد الأول ينالون وعد الميراث الأبدي. لأنه حيث توجد وصية يلزم بيان موت الموصى. لأن الوصية ثابتة على الموتى إذ لا قوة لها البتة ما دام الموصی حيًا. فمن ثم الأول أيضًا لم يكرس بلا دم... وكل شيء تقريبًا يتطهر حسب الناموس بالدم، وبدون سفك دم لا تحصل مغفرة" (عب 9: 15-22). ثم يتقدم ليبين لنا الفرق بين عهد وعهد، فاسمعوا ماذا يقول «فكان يلزم أن أمثلة الأشياء التي في السموات نطهر بهذه، وأما السمویات عينها فبذبائح أفضل من هذه» (عب 9: 23). إذًا، واسطة عهد يسوع المسيح أفضل بكثير من عهد الرمز. أليس كذلك؟ نعم، فان كان موسى قَدَّم تيوسًا وثيرانًا وعجولًا، فان يسوع المسيح اضطر أن يقدم جسده ودمه الاقدسين. وإن كانت تلك الذبائح وتلك الدماء خَلَّصَت شعب إسرائيل من عبودية فرعون، فان هذه الذبيحة الإلهية جسد ودم يسوع المسيح تُخَلِّصنا من عبودية الشيطان، من العقوبات الأبدية المُرَّة يا أَحِبَّة الرب.
وقد وضع يسوع المسيح هذا السر المقدس في كنيسته كعهد أبدي بين كل نفس تأتي للخضوع لأوامره ونواميسه فكان في العهد الأول القديم كل نفس تخطئ تقدم ذبيحة السلام ويأخذ الكاهن من دم الذبيحة ويرش عليها ولسان حاله يقول أيتها النفس قد تصالحت مع الله خالقك فتعهدی أنك تطيعين كل ما يوصيك به ولا تعودی تنقضي عهد الله. فجسد ودم يسوع المسيح إلهنا أو سر القربان المقدس الموضوع في الكنيسة الطاهرة ما هو إلا العهد الأبدي بين النفس المتصالحة وبين الله: هو العهد المقدس، ربط المصالحة بين النفس وخالقها لذلك اليوم الذي تم فيه هذا السر عمليًا سمي عند المؤمنين بخميس العهد. أي اليوم الذي وضع فيه العهد المقدس بين يسوع المسيح والناس للحياة الأبدية المقدسة.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/iskander-hanna/eucharist/blood.html
تقصير الرابط:
tak.la/w97m5jj
