St-Takla.org  >   books  >   iskander-hanna  >   eucharist
 
St-Takla.org  >   books  >   iskander-hanna  >   eucharist

مكتبة الكتب المسيحية | كتب قبطية | المكتبة القبطية الأرثوذكسية

كتاب سر القربان المقدس - أ. إسكندر حنا

5- المسيح واضِع سر الإفخارستيا وباقي الأسرار المقدسة في الكنيسة

 

أما كيفية وضع هذا السر في الكنيسة الطاهرة، فهي أن يسوع المسيح رب المجد واضِع كل الأسرار قد مَهَّد له الطرق تعلیميًا، ثم تَمَّمَهُ عمليًا. وذلك كما في جميع تعاليمه الإلهية وأسرار كنيسته المقدسة.

St-Takla.org Image: Jesus Christ saying: "My blood was spilt for you", oil, 1x1.5 m., January 2017 (Dark blue color represents sovereignty, confidence and honor - light blue: power and beauty - sky-blue color: purity and peace - red: redemption and blood), at Saint Mary Church, Assiout, Egypt - painting, Coptic art, used with permission - by Mokhlis Kameel. صورة في موقع الأنبا تكلا: السيد المسيح يقول: "دمي سُفِك من أجلكم"، زيت، مقاس 1×1,5 م.، يناير 2017، (اللون الأزرق الغامق يرمز للسلطان والعظمة والثقة والكرامة - الأزرق الفاتح: رمز إلى القوة والنظافة والجمال - الأزرق السماوي: رمز إلى النقاء الصفاء والسلام - اللون الأحمر: رمز للفداء أو الدم)، موضوعة في كنيسة السيدة مريم العذراء، أسيوط، مصر - فن قبطي، موضوعة بإذن - رسم الفنان مخلص كميل.

St-Takla.org Image: Jesus Christ saying: "My blood was spilt for you", oil, 1x1.5 m., January 2017 (Dark blue color represents sovereignty, confidence and honor - light blue: power and beauty - sky-blue color: purity and peace - red: redemption and blood), at Saint Mary Church, Assiout, Egypt - painting, Coptic art, used with permission - by Mokhlis Kameel.

صورة في موقع الأنبا تكلا: السيد المسيح يقول: "دمي سُفِك من أجلكم"، زيت، مقاس 1×1,5 م.، يناير 2017، (اللون الأزرق الغامق يرمز للسلطان والعظمة والثقة والكرامة - الأزرق الفاتح: رمز إلى القوة والنظافة والجمال - الأزرق السماوي: رمز إلى النقاء الصفاء والسلام - اللون الأحمر: رمز للفداء أو الدم)، موضوعة في كنيسة السيدة مريم العذراء، أسيوط، مصر - فن قبطي، موضوعة بإذن - رسم الفنان مخلص كميل.

* فعند تعليمه عن موته وقيامته نراه يتقدم إلى جماعة الرسل وَيُمَهِّد لهذا التعليم نظريًّا قائلًا: يا كنيستي، أن ابن الإنسان ينبغي أن يذهب إلى أورشليم ويتألَّم كثيرًا من الشيوخ ورؤساء الكهنة والكتبة وَيُقْتَل، وفي اليوم الثالث يقوم. هذا كان التعليم التمهيدي الذي وضعه الرب. تألَّم التلاميذ، وقال له بطرس "حاشاك يا رب. لا يكون لك هذا. فالتفت (المسيح) وقال لبطرس: اذهب عني يا شيطان. أنت معثرةٌ لي، لأنك لا تهتم بما لله لكن بما للناس" (مت 16: 23). ألم آتي إلى العالم لهذا الغرض، ولأعمل هذا العمل عينه؟ لذلك نرى يسوع المسيح يتنبأ عن موته ودفنه وقيامته، وبعد ذلك يقبض اليهود عليه وُيُحَاكمونه ويصلبونه، ثم يُدْفَن وفي ثالث يوم نراه قائمًا منتصرًا وناقِضًا أوجاع الموت. وكما قال تم كل شيء.

* ونراه له المجد يكلم جماعة الكنيسة عن صعوده قائلًا: "أنا أمضي لأعدًّ لكم مكانًا. وان مضيت وأعددت لكم مكانًا، آتي أيضًا وآخذكم إليَّ، حتى حيث أكون أنا تكونون أنتم أيضًا... سمعتم أني قلت لكم أنا أذهب ثم آتي ليكم. لو كنتم تحبوننی لكنتم تفرحون لأني قلت أمضي إلى الآب. لأن أبي أعظم مني. وقلت لكم الآن قبل أن يكون حتى متى كأن تؤمنون" (يو 14: 2-3، 28-29). وبعد هذا التمهيد التعليمي اللفظي، نراه -أيها الأعزاء- في يوم الأربعين لقيامته المقدسة يُتَمِّم هذا السر عمليًّا: أخذ تلاميذه وصعد بهم إلى جبل الزيتون، وأعطاهم الوصايا الأخيرة ورفع يديه وباركهم، وفيما هو يباركهم انفرد عنهم وأصعد إلى السماء. فما سمعوه قولًا رأوه عملًا.

وهكذا في الأسرار الأخرى التي وضعها يسوع المسيح في كنيسته، نجد أن كل سر يُمَهِّد له قولا، ثم يُتَمِّمَهُ عمليًّا.

* فمثلًا سر الكهنوت، ماذا يقول لتلاميذه عنه؟ كما أرسلني الآب أرسلكم أنا. ستكونون كَحِمْلَان وسط ذئاب خاطفة. ستكون رسالتكم مُحَاطة بالآلام. الكل يجلدونكم ويرذلونكم، وكل مَنْ يقتلكم يظن أنه يقدم قربانًا لله. فيمهد لهذا السلطان تمهيدًا تعليميًّا قوليًّا. ولكن في آخر الإصحاح الثامن والعشرين من إنجيل معلمنا متى البشير -قبيل صعوده بدقائق- نراه ينعم هذا السر عمليًّا قائلًا: "فاذهبوا وتلمذوا جميع الأمم وعمدوهم باسم الآب والابن والروح القدس. وعلموهم أن يحفظوا جميع ما أوصيتكم به. وها أنا معكم كل الايام إلى انقضاء الدهر" (مت 28: 19-20) فنرى هنا السر قد تم عمليًا.

← انظر كتب أخرى للمؤلف هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت.

* وفي سر المعمودية نراه يُمَهِّد له تعليميًا، ثم يتممه عمليًا، فيقف مُخاطبًا نيقوديوس قائلًا "إذ كان أحد لا يولد من فوق لا يقدر أن يرى ملكوت الله" (يو 3:3). ونری وَضْع السر عمليًا يتم عند قول المسيح لتلاميذه "اذهبوا وتلمذوا جميع الأمم وعمدوهم باسم الآب والابن والروح القدس".

* وفي سر الميرون (المسحة المقدسة) نرى السيد له المجد في الأصحاحات 14، 15، 16 من إنجيل معلمنا يوحنا (يو 14-16) يمهد عمليًا له قائلًا. أنا لا أترككم يتامَى. أرسل لكم معزيًا آخر إذا جاء يشهد لي ويمجدني. إذا جاء يعلمكم كل شيء ويذكركم بكل ما قلته لكم. إذا جاء حقًا يقويكم في ضعفكم. هذا تمهيد قولي عِلمي لسر الامتلاء من الروح القدس. ولكن تعالوا إلى يوم الخمسين وانظروا، بينما الرسل مجتمعين نرى الروح القدس قد حَلَّ عليهم، وإذ ألسنة نارية استقرَّت على رؤوسهم، وظهرت أعمال الروح القدس في كل واحد منهم.

هذه كانت الخطة المُتَّبَعَة من يسوع المسيح الرب في وَضْع كل أسرار الكنيسة المقدسة، فنراه أولا يُمَهِّد لها تَعْليميًّا، ثم يُتَمِّمها عمليًّا.

* وفي الأصحاح السادس من إنجيل معلمنا يوحنا نرى يسوع المسيح يُمَهِّد لسر القربان المقدس هذا التمهيد وهو: قبل وضعه عملیًا بيوم كامل نرى يسوع المسيح في كفرناحوم مع جمع كبير من اليهود، ومعه تلاميذه وجماعة المؤمنين، وعلى رأسهم مُشْتَرِع شريعة الفضل والكمال يسوع المسيح يضع البرنامج العلمي لهذا السر، وهو إعطاء جسده ودمه الاقدسين للكنيسة الطاهرة جماعة المؤمنين كعهد أبدي للمصالحة. ويتقدم بعد ذلك بيوم -أي قبل صلبه بساعات معدودات، أي في يوم خميس العهد- نراه يضع هذا السر عمليًا بنفسه ويتممه ممارسًا إياه كما نتعلم من إنجيل معلمنا متى البشير «وفيما هم يأكلون أخذ يسوع الخبز وباركه وكسر وأعطى التلاميذ، وقال: خذوا كُلوا. هذا هو جسدي. وأخذ الكأس وشكر وأعطاهم قائلًا اشربوا منها كلكم. لأن هذا هو دمي الذي للعهد الجديد الذي يسفك من أجل كثيرين لمغفرة الخطايا" (مت 26: 26-28). هذا كل ما فاد به يسوع المسيح كنص إنجيل متى الموحى به من الروح القدس، وهذا هو إتمام السر عمليًا.


الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع

https://st-takla.org/books/iskander-hanna/eucharist/holy-sacraments.html

تقصير الرابط:
tak.la/rh39vgk