St-Takla.org  >   books  >   iskander-hanna  >   eucharist
 
St-Takla.org  >   books  >   iskander-hanna  >   eucharist

مكتبة الكتب المسيحية | كتب قبطية | المكتبة القبطية الأرثوذكسية

كتاب سر القربان المقدس - أ. إسكندر حنا

3- قصة تعطي مِثالًا لذبيحة المُصالحة وكفارة المسيح لأجلنا

 

St-Takla.org Image: Crucifix with Stories of the Passion and the Redemption (photo 4), by a Florentine painter, tempera on wood, 302x2100, last quarter of the 12th century - Uffizi Gallery (Galleria degli Uffizi), Florence (Firenze), Italy. It was established in 1581. - Photograph by Michael Ghaly for St-Takla.org, October 1, 2014. صورة في موقع الأنبا تكلا: أيقونة الصلبوت (صلب السيد المسيح) مع قصص الخلاص والفداء (صورة 4)، لفنان فلورنتي، تيمبرا على خشب بمقاس 302×2100 سم، من الربع الأخير من القرن الثاني عشر - صور متحف معرض أوفيتزي (متحف أوفيزي)، فلورنسا (فيرينزي)، إيطاليا. وقد أنشئ عام 1581 م. - تصوير مايكل غالي لموقع الأنبا تكلاهيمانوت، 1 أكتوبر 2014 م.

St-Takla.org Image: Crucifix with Stories of the Passion and the Redemption (photo 4), by a Florentine painter, tempera on wood, 302x2100, last quarter of the 12th century - Uffizi Gallery (Galleria degli Uffizi), Florence (Firenze), Italy. It was established in 1581. - Photograph by Michael Ghaly for St-Takla.org, October 1, 2014.

صورة في موقع الأنبا تكلا: أيقونة الصلبوت (صلب السيد المسيح) مع قصص الخلاص والفداء (صورة 4)، لفنان فلورنتي، تيمبرا على خشب بمقاس 302×2100 سم، من الربع الأخير من القرن الثاني عشر - صور متحف معرض أوفيتزي (متحف أوفيزي)، فلورنسا (فيرينزي)، إيطاليا. وقد أنشئ عام 1581 م. - تصوير مايكل غالي لموقع الأنبا تكلاهيمانوت، 1 أكتوبر 2014 م.

فكل مسيحي آمن بالمسيح المخلص وفُدِيَ بدمه واعتمد باسمه واتَّبَعهُ وصار من أفراد شعبه، هذا أصبح من الشعب المُتصالح مع الله. نعم، أمر المصالحة كان عجيبًا غريبًا بطريقة تفوق إدراك البشر.

قرأت في مجلة إنجليزية واقِعَة تنطبق على حادثنا هذا وهي: عائلة مُرَكَّبَة من أب وأم وابن وحید، استحكم العداء بين الأب والابن، وأصبح الأب لا يستطيع أن يرى ابنه، والابن لا يستطيع أن يرى أبيه، كلٍ لا يقدر أن يرى الآخر. فإذا كان الأب في المشرق يكون الابن في المغرب، فلا بيت ولا مدينة ولا مملكة تستطيع أن تجمع الابن مع الأب. وبينما هما مفترقان في هذه الخصومة أصاب الأم مرض عضال أتى بها إلى حافة الأبدية، فتقدمت يومًا إلى زوجها راجية قائلة: الآن أطلب منك طلبًا. فاتجهت أفكاره إلى ما يحوم في أفكار هذه آلام المتوجعة، فقال لها: (ابعدي عن ابنك واطلبي ما تشائين)! فقالت له: هل تظن أن لي طلبة غير هذه؟ ليست لي أمنية إلا هذا الالتماس الوحيد، وأنا على حافة القبر فأرجوك أن تستدعي ابني لأتزوَّد منه بنظرة أخيرة وبعد ذلك أموت. فقال لها: لقد أحرجتِ موقفي، فلا أقدر أن أرفض طلبِك، ولكن اسمعي، عليَّ شرط واحد وهو أن لا تكلفيني أن أراه أو يقع نظري عليه، ولكِ ملء الحرية. أرسلت لابنها تستدعيه. فأجابها قائلًا: كنت أود من صميم قلبي أن احضر، أمَّا وأبي في المنزل لا أستطيع أن آتي إليه وأرى وجهه، فإذا كنت تضمنين لي أن دخولي البيت لا يرغمني على رؤية أبي فأنا احضر. حضر الابن من غربته ودخل البيت، فوجد أمه راكِعَة على فِراش الموت تصلي وزوجها بجانبها. فعندما دخل الابن حَوَّل الأب وجهه إلى الخلف، والابن دخل بظهره، فالأم أخذت يد الابن ويد الأب ووضعت اليدين في بعضها على صدرها ولفظت النفس الأخير. تَنَبَّه الضميران، ولاَنَ القلبان القاسيان. فقال الآب للابن: یا بني على جثة أمك اصطلحنا، فلنترك ما مضى، ونَتَنَاسَى ما كان أولًا، والآن على هذا الجسد الفاني والجثة الهامدة نصطلِح. نُحَوِّل العداء صُلحًا ونضع سلامًا بيننا. وهذا أيها الأعزاء هو عين ما صنعه يسوع المسيح معنا.

نظرنا وإذ عين الله لا تطيق أن ترى الإنسان، وإذا الإنسان يختفي في شقوق الأرض خوفًا من، الله لأن خطايانا حالت بيننا وبين إلهنا. عداوة مُسْتَحْكَمَة، وغضب قائم وخصومة بين الاثنين. السماء صارت نحاسًا، والأرض تحولت حديدًا - نصرخ فلا يُسْتَجَاب لنا - نطيل الصلاة فيسد أذنيه - نقدم القربان فیكون شرًا في عينيه - نرفع البخور فیكون رائحة مُنتنة في أنفه. هذه كانت حالة الإنسان مع الله خالقه يا أحِبَّة الرب.

← انظر كتب أخرى للمؤلف هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت.

فلما أتى يسوع المسيح وأراد أن يضع نفسه ذبيحة سلام، جعل نفسه كفارة عن ذنوبنا، ليربح بواسطة هذه الكفارة الناس وينقلهم من الخصومة والغضب إلى الصلح والسلام.

اسمعوا، اسمعوا، ليفتح الرب آذاننا جميعًا ويرشد قلوبنا. إن يسوع المسيح مُعلقًا على خشبة الصليب، يمد يده مُمسكًا يد الله الخالق، ويمسك يد الإنسان المخلوق، وقبل أن يلفظ النَّفَس الأخير يقول "قد أُكْمِل" (يو 19: 30)، أي تم الصلح بين الله والإنسان. فَمَن الذي صالحنا مع الله؟ يسوع المسيح - مَن الذي أكمل الصُّلح؟ الدم الذكي الثمين، كما يقول الوحي الإلهي "عاملًا الصلح بدم صليبه بواسطته" (كو 20:1). من أين لنا هذه الكلمات؟ من الوحي الإلهي. - اسمعوا ماذا يقول الوحي الإلهي "ولكن الكل من الله الذي صالَحنا لنفسه بيسوع المسيح وأعطانا خدمة المصالحة. أي أن الله كان في المسيح مُصَالِحًا العالم لنفسه، غير حاسِب لهم خطاياهم وواضعًا فينا كلمة المصالحة" (2كو 5: 18-19). فالله صالَح العالم لنفسه في ذبيحة المسيح، وأنتم تعلمون أيها الأعزاء أن الْفَرْقُ شَاسِعٌ وَالْبَوْنُ عَظِيمٌ بين الرمز والحقيقة. فعهد إسرائيل الجسدي هو عهد الرمز، كان على دم ذبيحة خروف أو تيس أو ثور وأخذ من الدم ورُشَّت الكتابة التي كُتِبَت، ورش الشعب كله علامة عهد قطع بين الله والإنسان. ذلك كان من أجل خلاصهم من عبودية جسدية هي عبودية فرعون الأرضي.


الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع

https://st-takla.org/books/iskander-hanna/eucharist/atonement-of-christ.html

تقصير الرابط:
tak.la/f55nvhv