32- إذن بترديد الكلمات عينها حتى الآن، فليكن كل شخص واثقًا من أن الله يصغي سريعًا لأولئك الذين يرفعون التضرعات بالمزامير. فإن كان المُتَرَنِّم في ضيق ساعة ترديدها، فإنه يعتبرها وسيلة كُبْرَى لتشجيعه وإدخال الراحة على نفسه. وان كان في تجربة أو تحت اضطهاد فستبرز فضائله خلالها ويحس بحماية الله التي أبداها لذاك الذي كتب المزمور أصلًا (انظر أيضًا تفاسير سفر المزامير في موقع الأنبا تكلا هيمانوت). وبهذه المزامير سينسحق الشيطان وتطرد الأرواح الشريرة. وبترتيله -إن كان قد أخطأ- سيوبخ نفسه ويكف عما اقترفه، وان كان لم يخطئ فسيجد نفسه متهللًا، ويجاهِد ليمتد إلى الأمام ويصارع لينال المكافأة، ويتشدد حين يرنم، فلا يتزعزع عن الحق أبدًا، بل إنه يَقْتَاد الخادعين إلى التغيير - ومثل هذا لا يكون ضمينه إنسان وإنما ضمانه في الأسفار الإلهية. فالله أمر موسى أن يكتب التسبحة العظمى ويعلمها للشعب (تثنية 31: 19)، وهو يأمر ذاك الذي أقيم واليًا على الشعب أن يكتب سفر التثنية ويمسكه بيده ويلهمه بضمونه إلى الأبد (تثنية 17: 15-18). لأن الكلمات الواردة في هذا السِّفر تَسْتَنْهِض الفِكر إلى الفضيلة وتأتي بالنجدة إلى أولئك الذين يخلصون في طاعتها. فمثلًا في الوقت الذي دخل فيه يشوع الأرض رأى استعداد الأموريين للقتال وتجمعاتهم، وفي مواجهة الخيام والسيوف قرأ سفر التثنية على كل المسامع، مُسْتَرْجِعًا كلام الناموس إلى الذاكرة وَمُسَلِّحًا الشعب بها، فانتصر على أعدائه. والملك يوشيا -عند اكتشاف سفر الشريعة وقراءته على كل الشعب- لم يَعُد يخاف العدو. وفي أيَّة مرة حدث حرب، كان تابوت العهد المحتوي على الوصايا يسير أمام الشعب ويقدم المساعدة الكافية ضد كل جيش: وكان وجوده فَعَّالًا دائمًا ما عدا في حالة تَفَشِّي الشر والرياء، لأنه يجب أن تكون وِجْهَة الإنسان نحو الإيمان والولاء له، لكي يعمل الناموس من خلال صلواته.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/iris-habib-elmasry/athanasius-psalms/fortress-for-soul.html
تقصير الرابط:
tak.la/tn6tvs9