33- قال الرجل الشيخ: بالحقيقة قد سمعت من بعض الحكماء كيف أنهم كانوا في إسرائيل قديمًا يطردون الشياطين ويقهرون الخيانات بمجرد قراءة الأسفار الإلهية. لهذا السبب حق القضاء على مَنْ يتركونها ويبتدعون جملًا تَهْدِف إلى الاستهواء على النمط الوثني، وبالتالي يطلقون على أنفسهم "مُخْرِجِي الشياطين". إنهم يتمادون في العَبث فيعرضون أنفسهم لسخرية هؤلاء الشياطين كما حدث لأولاد سكاوا (أعمال 19: 14-16). فحين سمع الشياطين هذه الألفاظ صادِرَة عن مثل هؤلاء الرجال بدأوا يعبثون بهم، ولكنهم كانوا يرتعدون من كلمات القديسين، بل لم يكونوا يستطيعون احتمالهم لأن الرب موجود في كلمات الأسفار الإلهية، وبما أنهم لا يمكنهم الوقوف أمامه فإنهم يصرخون: "أَجِئت إلى هنا قبل الوقت لتعذبنا؟" لأنهم -إذ رأوا الرب حاضرًا- احترقوا. هكذا كان بولس يأمر الأرواح الشريرة وهكذا خضع الشياطين لجميع الرسل، وكانت يد الرب على أليشع النبي فتنبأ عن المياه للملوك الثلاثة (2 ملوك 3: 15) حين لعب العَوَّاد على العود حسب أمر الرب. هكذا الآن أن كان هناك مَنْ يهمه أمر المتألمين وَرَدَّد هذه الأمور بنفسه، فإنه ينفع المتألم نفعًا كبيرًا، ويوضح إيمانه على أنه صحيح ثابت. وينتج عن هذا أن الله متى رأى إيمانه يمنح المريض الشفاء المطلوب. ولمعرفته هذه الحقيقة قال الرجل البار: «ونظرت إلى كل وصاياك ولن أنسى كلماتك... ترنيمات صارَت لي فرائضك في بيت غربتي.. لو لم تكن شريعتك لذتي لهلكت حينئذ في مذلتي» (مزمور 119: 26، 54، 92)، ولهذا السبب عينه شَدَّد بولس تلاميذه بهذه الأمور قائلًا: «اهتم بهذا: كن فيه لكي يكون تقدمك ظاهرًا في كل شيء» (1 تيموثاوس 4: 15). وأنت أيضًا متى اهتممت بهذه الأمور وَتَغَنَّيت بالمزامير بِفَهم ستستطيع أن تدرك المعنى في كل منها بإرشاد الروح القدس، وَتَتَعَمَّق نوع الحياة القدسية المليئة بخوف الله التي كانت لأولئك الناس الذين نطقوا بهذه الكلمات - هذه الحياة عينها عليك أن تتمثل بها.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/iris-habib-elmasry/athanasius-psalms/protection.html
تقصير الرابط:
tak.la/cwh4nr4