س 42: هل الثالوث المسيحي مستمد من الثالوث الوثني؟
ج: اختلفت عقيدة الثالوث في الوثنية من مكان إلى آخر، كما ذكرنا أيضًا هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت في مواضِع أخرى. ففي طيبة عبد المصريون ثلاثة آلهة الآب والأم والابن عمون وخوفس وثوث، وفي هليوبوليس عبدوا الشمس عند شروقها "بثوم"، وفي وسط النهار "رع" ، وعند غروبها "حورم خوفي"، وفي أماكن أُخرى عبدوا الرجل "أمون" مع القمر "خنسو" مع أنثى العقرب "موت" ، وفي منف عبدوا إيزيس وأزوريس وحورس ، فتخيل المصريون بأن إله الأرض "حب" تزوج إلهة السماء "نوت"، ووُلِد لهم ابنان هما أوزوريس وست، وبنتان هما إيزيس ونفتيس . ثم انفصل الزوجان الأرض والسماء فانتشر بينهما الهواء، وتزوج أوزوريس بأخته إيزيس، وتزوج "ست" بأخته "نفتيس"، وجاء أوزوريس وإيزيس إلى أرض قرب طيبة وتعرَّفوا على كاهن طيبة وفرعون مصر، وكان أوزوريس ذا علم غزير وحكمة عظيمة وأمتاز بالأخلاق الكريمة ومحبة الفقراء، فأحبه الناس ودعوه إله الخير والخضرة والنيل، بينما أحب الناس إيزيس لطهارتها ووداعتها وجمالها، وصار أوزوريس ملكًا على مصر، ولكـن "ست" شقيق أوزوريس كان شريرًا واشتهى المُلك، فصنع تابوتًا من ذهب آية في الفن والجمال مناسبًا لجسم أوزوريس بالضبط، وصنع وليمة كبيرة، دعَى إليها العظماء والحكماء وشقيقه الملك، وأعدَّ لهم مفاجأة التابوت الذهب قائلًا: "من ينام في التابوت ويكون مناسبًا له سيكون التابوت من نصيبه، وجرَّب بعض العظماء فلم يتناسب التابوت مع أجسامهم، وعندما نام فيه أوزوريس كان التابوت مناسبًا له بالضبط، فأسرع "ست" وأتباعه بإغلاق الغطاء وأحكّموا غلقه، وألقوا به في نهر النيل، فساقه التيار إلى البحر الأبيض ودفعته الأمواج إلى فينيقيا حيث رسي في ثغر "جبيل"، ونبتت فوقه شجرة فأخفته عن الأعين، وظلت زوجته إيزيس تبحث عنه حتى وجدته في جبيل فعادت به إلى مصر، وانفردت به في مكان ناءٍ في مستنقعات الدلتا، وأخذت تبتهل لله لكي يرد له الحياة، فقام من الموت فاحتضنته وصرخت صرخة الفرح، وكان "ست" يقوم برحلة صيد قريبًا من هذا المكان، فأتجه نحو الصوت، وفوجئ بأخيه قائمًا حيًّا، فثار ومزق جسد أوزوريس ودفن الأشلاء في أقاليم مصر المختلفة. وفي الفترة القصيرة التي عاد فيها أوزوريس للحياة حبلت إيزيس وأنجبت ابنها حورس، فأخفته في أحراش الدلتا خوفًا عليه من عمه "ست"، وعندما كبر وعلم ما كان رفع الأمر إلى محكمة العدل مطالبًا بموت أبيه، والتف الناس حوله، وحكمت محكمة الآلهة بعزل "ست" وتنصيب "حورس" ملكًا على مصر، فأخذ حورس "العين الثالثة" من "ست" والتي كان قد انتزعها من أوزوريس، فثبتها على جبهته إقرارًا له بالملك، وجمع أشلاء أبيه ووضع عليها العين الثالثة فقام من الموت، ولكنه لم يدم على هذه الأرض طويلًا، لأن محكمة العدل قد عينته ديانًا للموتى (راجع مصر وحضارات العالم القديم د. محمد جمال الدين مختار، د. هنري رياض، د. عبد العزيز صادق ص 26 ـ 28).
كما ظهر ثالوثات أُخرى في أماكن مختلفة، ففي الصين عبدوا ثلاثة آلهة هم ى I، هـ HI، وهـ WEI، فالإله الأول "ى" هو من يفتش عليه الإنسان ولا يجده، والإله الثاني "هـ" هو من يصغى له الإنسان ولكن لا يسمع صوته، والإله الثالث "و هـ" هو من تمتد إليه يد الإنسان ولكن لا تستطيع أن تلمسه، وظهر ثالوث في اليابان يشمل إله السماء "ازاناجي" الذي تزوج بأخته، فولدت جزر اليابان، ثم لقحاها ببذور الآلهة فأخرجت اليابانيين، وخرجت الشمس من عين "ازاناجي" اليسرى، والقمر من عينه اليمنى، والرياح والأمطار من عطسة، وفي بابل ظهر نمرود الابن والزوج وهو مؤسس مملكة بابل الذي تزوج من أُمه "سميراميس"، فشغل هو مركز الابن والزوج وشملت "سميراميس" مركز الزوجة والأُم (راجع عوض سليمان ـ الله في المسيحية ص 218).
1ـ الثالوث المسيحي هو إله واحد بينما أي ثالوث وثني هو ثلاثة آلهة.
2 ـ الأقانيم الثلاثة ليس بينهم انفصال إذ لهم جوهر إلهي واحد، بينما أي ثالوث وثني كل واحد منفصل عن الاثنين الآخرين، فيمكن أن يموت أحدهم ويعيش الآخر.
3 ـ في الثالوث المسيحي الأقانيم الثلاثة متساوون في الأزلية. أمَّا في الثالوث الوثني فلا يوجد تساوي في الزمن، فالأم أكبر من الابن، والآب أكبر من الأم.
4 ـ في الثالوث المسيحي لا يوجد تزاوج ولا مباضعة ولا تناسل جسدي. بينما في الثالوث الوثني نرى التزاوج والإنجاب.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/helmy-elkommos/trinity-and-unity/heathen.html
تقصير الرابط:
tak.la/w4cqrkk