رابعا: السبت هو ختم الله وسيحُفظ في الأبدية:
1- يدعى الأدفنتست أن تقديس يوم السبت هو ختم الله لعبيده الأتقياء وحيث أنهم وحدهم الذين يحفظون يوم السبت إذن هم بمفردهم عبيد الله المختارين:
" في (رؤ 7: 3) " لا تضروا الأرض ولا البحر ولا الأشجار حتى نختم عبيد إلهنا على جباههم".. والوصية الرابعة هي الختم لأنه يظهر فيها اسم الله خالق العالم "(74)
2- ويرى الأدفنتست أن تقديس الأحد من عمل الشيطان وهو سمة الوحش:
" إن المقصود بذلك (144000) هم السبتيون الأدفنتست فقط دون غيرهم من الطوائف المسيحية الأخرى وان السبت هو ختم الله دون غيرهم من الطوائف المسيحية الأخرى وان السبت هو ختم الله للسبتيين أما باقي الطوائف المسيحية التي تقدس يوم الأحد فالأحد هو سمة الوحش"(75)
ونادت إلن هوايت بان السبت سيحفظ في الأبدية أيضًا فتقول:
" رأيت أن السبت لا يبطل مطلقًا لان القديسين المفديين وكل جند الملائكة يحفظونه تعظيمًا للخالق العظيم في كل الأبدية".
3- وتنبأت إلن هوايت النبية المُلهَّمة عن حدوث تصادم في المستقبل بين الأدفنتست اللذين يحفظون السبت وبين حفظة الأحد بقيادة روما الكاثوليكية الوحش الثاني والنبي الكذاب فتقول:
" سيقع خصام نهائي بين مناصري يوم الأحد وجماعة السبتيين وذلك بقيادة روما الكاثوليكية وان الولايات المتحدة الأمريكية ستلعب دورًا هاما في هذا الخصام لأنها ستكون حليف الوحش الثاني النبي الكذاب المذكور في (رؤ 13).. أن جهود العاملين لتقديس يوم الأحد ستؤول في أمريكا وخارجها إلى شرائع هجومية ضد السبتين "(76)
4- كما يدعى الأدفنتست بأن حفظ الأحد سينتهي لأنه حفظ الناس بينما حفظ السبت سيستمر حتى في الأبدية:
" إن حفظ الأحد هو من وضع الناس ويسوع يقول لنا "كل غرس لم يغرسه أبي يقلع" (مت 15: 13)(77)
"إلى أن تزول السماء والأرض لا يزول حرف واحد أو نقطة واحدة من الناموس وطالما الأرض والسموات باقية فالسبت سيظل رمزًا لقدرة الخالق. وعندما تعود جنة عدن إلى الظهور في الأرض مرة أخرى فكل من تظللهم السماء سيحفظون يوم الرب يوم الراحة المقدس. ويكون من سبت إلى سبت أن كل من يسكن في الأرض الجديدة سيصعد ليسجد أمامي قال الرب "(78)
تعليق:
تطَّرف اليهود جدًا في حفظ السبت حتى أنهم قالوا إن من يحمل إبرة مشبوكة في ثوبه أو من يحمل الأطراف الخشبية التي تعينه على السير أو من يحمل الأسنان الصناعية أو السيدة التي تحمل الحلى والمجوهرات بل أن من يحمل منديلًا أو يشعل نارًا لتجهيز الطعام أو من يمسك برغوثًا وهذا يدخل في نظرهم من قبيل العيد فكل هذا يعتبر كسر لوصية السبت، ومن يرتكب مثل هذه المخالفات يستحق الموت.
ويقول التلمود "أن السبت يعادل الناموس كله في الأهمية وان من يحفظ السبت ينال غفران خطاياه كلها ولو كان عابدًا لوثن".
هكذا تطَّرف الأدفنتست أيضًا في حفظ هذه الوصية حتى أنهم اعتبروا حفظ السبت هو ختم الله للأنقياء... وادعوا إنهم هم الوحيدين المختومين الذين أشار إليهم يوحنا الحبيب في (رؤيا 7: 4) " وسمعت عدد المختومين مئة وأربعة وأربعين ألفًا مختومين".. لقد تناسى الأدفنتست أن القصد من ختم عبيد الله على جباهم أي حفظ أفكارهم في طريق الله، وان عدد المئة أربعة وأربعون ألفًا المختومين من بنى إسرائيل الوارثين الملكوت عدد مجازى يعبر عن الكثرة. ولو تمسك الأدفنتستي بالمعنى الحرفي فمعنى هذا إن جميع سكان السماء من بنى إسرائيل أي من اليهود فقط.
أما قولهم بان الختم هو الوصية الرابعة التي تظهر اسم الله الخالق... فالرد عليه سهل لأنه إن كان تقديس السبت يذكرنا بالخليقة فان تقديس يوم الأحد يذكرنا بالفداء والنصرة على الموت والخطية والشيطان، كما ذكرنا أيضًا هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت في مواضِع أخرى. والله لم يتعب في الخلقة وإنما تعب في عمل الفداء... يقول قداسة البابا شنودة الثالث:
" في أيهما تعب فيه الله خلق العالم أم عملية الفداء؟ إن عملية الخلق لم تكلفة سوى إصدار أمره أو تحرك مشيئته. وعلى رأى داود النبي " لأنه قال فكان هو أمر فصار" (مز 33: 9). ليكن نور فكان نور... لتجتمع المياه فكان كذلك... لتُخرج الأرض عشبًا وبقلا فأخرجت الأرض عشبا وبقلا... أي تعب في هذا ؟ لا شيء... أما التعب الحقيقي فكان في الفداء. استلزم ذلك منه إن يتجسد. يخلى ذاته ويأخذ شكل العبد ويتعب... ويهان ويصلب ويتألم ويموت ويقوم... هذا هو التعب الحقيقي.
لذلك فان راحة الرب الحقيقية كانت بعد تخليص الإنسان. لم تكن راحة يوم السبت سوى رمز للراحة الحقيقية بعد الفداء. في يوم الجمعة قضى على الخطية بالموت ولكن بقى أن يقضى على الموت الذي هو أجرة الخطية، وقد فعل ذلك يوم الأحد عندما قضى على الموت بالقيامة، وهكذا استراح الرب من عمله لان ما فائدة خلقة البشر إن كان البشر يذهبون جميعهم إلى الموت والهلاك"(79)
ولو كان الأحد سمة الوحش حسب ادعائهم فكيف عظمة الرب يسوع بدخوله إلى أورشليم كملك عظيم وقام فيه من بين الأموات وظهر فيه أكثر من مرة لتلاميذه الأطهار... إلخ. ولم يفهموا أن الأحد هو سمة ربنا وإلهنا ومخلصنا يسوع المسيح.
أما عن الصدام المتوقع بين حفظة السبت وحفظة الأحد فلم يحدث للان ولا يوجد ما يشير إلى وقوعه مستقبلًا.
وأخيرًا فان التفكير المادي الأدفنتستي طغى على نظرتهم للأبدية فقالوا إن السبت سيحُفظ أيضًا في الأبدية... فهل سيعمل الإنسان ويشقى في الأبدية ستة أيام ثم يستريح في اليوم السابع؟!
وهل ستشغله اهتمامات الجسد عن الله ولو جزئيًا خلال ستة أيام واليوم السابع مقدس للرب؟
أليست الأبدية بأكملها مقدسه في الرب؟!..
في الأبدية لن يكون هناك شمس ولا قمر ولا أيام ولا أزمنة ولا سبوت بل يختفي الزمن وتكمل الراحة "السبت" لجميع المفدييَّن المختومين على جباههم بختم الله.
_____
(74) ص 88 اليوم المبارك .
(75) ص 689و690 مأساة العصور.
(76) ص 626و638 مأساة العصور.
(77) ص64 اليوم المبارك.
(78) 263 مشتهى الأجيال.
(79) ص 63 الوصايا العشر.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/helmy-elkommos/seventh-day-adventist/sabbath-seal.html
تقصير الرابط:
tak.la/v7wa3pm