س25: هل نجد تشابهًا بين عمل كلمة الله في العهد القديم وفي العهد الجديد؟
ج: نعم... ويمكن عقد مقابلة لطيفة بين كلمة الله في العهد القديم وفي العهد الجديد:
1- في العهد القديم قام كلمة الله بالخلقة وإبداع السموات وكل ما فيها والأرض وكل ما عليها " بكلمة الرب صُنعت السموات وبنسمة فيه كل جنودها" (مز 33: 6).. وفي العهد الجديد رأينا كلمة الله المتجسد يخلق عينين للمولود أعمى، ويخلق خبزًا وسمكًا، ويحول الماء إلى خمر ممتاز.
2- في العهد القديم قام كلمة الله بخلقة النور " وقال الله ليكن نور فكان نور" (تك 1: 3).. وفي العهد الجديد رأينا كلمة الله المتجسد النور الحقيقي " كان النور الحقيقي الذي ينير كلَّ إنسان آتيًا إلى العالم" (يو 1: 9).
3- في العهد القديم كان كلمة الله هو الناطق على فم الأنبياء بالرؤى والأحلام والوحي ولهذا كان النبي يقول " هكذا قال رب الجنود" (زك 1: 2، حجي 1: 2) و" يقول الرب" (صف 1: 2، 3).. وفي العهد الجديد رأينا كلمة الله المتجسد هو الذي يكلمنا ويعلمنا ويرشدنا " الله بعدما كلَّم الآباء الأنبياء قديمًا بأنواعٍ وطرق كثيرة كلمنا في هذه الأيام الأخيرة في ابنه.." (عب 1: 1، 2).
4- في العهد القديم قال الله إن كلمته المنطوقة على فم الأنبياء لا ترجع فارغة " هكذا تكون كلمتي التي تخرج من فمي. لا ترجع إليَّ فارغة بل تعمل ما سررت به وتنجح فيما أرسلتها إليه" (أش 55: 11).. وفي العهد الجديد رأينا كلمة الله المتجسد يتمم العمل الذي جاء من أجله فيقدم لنا الفداء ويصلح الطبيعة البشرية ويُعلن لنا أسرار الله ويعطينا المثل والنموذج للإنسان الكامل.
5- في القديم رأينا ما لكلمة الله من سلطان وقوة ذاتية، فكلمة الله تحمل قوة في داخلها هي قوة الله، فمثلًا عندما خلق الله آدم وحواء " وباركهم الله وقال لهم أثمروا وأكثروا واملأوا الأرض" (تك 1: 28) فما زال الإثمار والإكثار مستمرًا بذات الكلمة التي نطق بها الله، وعندما تجسد الله في العهد الجديد لمسنا وشاهدنا سلطانه على كل شيء، على الطبيعة والحيوان والنبات والجماد والإنسان والأرواح... إلخ...
6- في العهد القديم سمعنا عن الطريق والحق والحياة الأبدية عن طريق كلمة الله في الناموس والأنبياء، وفي العهد الجديد رأينا الله المتجسد يعلن لنا عن ذاته " أنا هو الطريق والحق والحياة" (يو 14: 6).
7- في العهد القديم رأينا كلمة الله تربط الإنسان بالله، وفي العهد الجديد رأينا الله متجسدًا، وقد تحدثنا عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلاهيمانوت في أقسام أخرى... رأينا إتحاد اللاهوت بالناسوت... ارتباط الله بالإنسان في شخص الرب يسوع. فما عجز فيه الإنسان في القديم من الارتباط بالله تحقق في العهد الجديد من خلال شخص السيد المسيح الإله المتأنس.
8- في العهد القديم رأينا الملائكة يسارعون إلى تنفيذ كلمة الله وأوامره " باركوا الرب يا ملائكته المقتدرين قوة الفاعلين أمره عند سماع صوت كلامه" (مز 103: 20) وفي العهد الجديد رأينا الملائكة تصاحب المسيح كلمة الله في البشارة بميلاده، وفي ميلاده، وعلى جبل التجربة، وفي بستان جثسيماني، وفي قيامته، وفي صعوده. بل أصبحت خدمة المسيح الكلمة خدمة ملائكية حتى دعى الأساقفة في سفر الرؤيا بملائكة الكنائس.
9- في القديم رأينا روح الله يصاحب كلمة الله في العمل " بكلمة الرب صُنعت السموات وبنسمة فيه كل جنودها" (مز 33: 6) وفي العهد الجديد رأينا الله الكلمة يموت ويقوم ويفدينا والروح القدس ينقل لنا استحقاقات الفداء ويقدسنا.
10- في العهد القديم كان كلام الله نور وحياة " سراج لرجلي كلامك ونور لسبيلي... يا رب أحييني حسب كلامك" (مزر 119: 105 - 107) وفي العهد الجديد رأينا السيد المسيح كلمة الله يعلن لنا عن ذاته " أنا هو نور العالم" (يو 8: 12) وقال عنه الإنجيل " فيه كانت الحياة والحياة كانت نور الناس" (يو 1: 4) " كان النور الحقيقي الذي ينير كل إنسان آتيًا إلى العالم" (يو 1: 9).. إلخ...
11- في العهد القديم قال النبي "وُجِد كلامك فأكلته فكان كلامك لي للفرح ولبهجة قلبي لأني دُعيت باسمك يا رب إله الجنود" (أر 15: 16) وفي العهد الجديد رأينا السيد المسيح كلمة الله يقدم لنا جسده مأكل حق ودمه مشرب حق " من يأكل جسدي ويشرب دمي فله حياة أبدية وأنا أقيمه في اليوم الأخير. لأن جسدي مأكل حق ودمي مشرب حق" (يو 6: 54، 55).
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/helmy-elkommos/divinity-of-christ/works.html
تقصير الرابط:
tak.la/jq55f8f