س35: الله نور خالق النور، فهل السيد المسيح هو النور الحقيقي؟
ج: الله هو نور ساكن في النور تسبحه ملائكة النور. في بدء الخليقة " قال الله ليكن نور فكان نور" (تك 1: 3) وجاء النور كإعلان عن طبيعة الله النورانية " اللابس النور كثوب" (مز 104: 2) ورنم داود النبي قائلًا "الرب نوري وخلاصي ممن أخاف" (مز 27: 1) وقال المزمور " لأن الرب الله شمس" (مز 84: 11) وفي نبؤة أشعياء النبي عن أورشليم يقول "لا تكون لك بعد الشمس نورًا في النهار ولا القمر ينير لك مضيئًا بل الرب يكون لك نورًا أبديًا... الرب يكون لك نورًا أبديًا" (أش 60: 19، 20) وقالت النفس البشرية " إن جلست في الظلمة فالرب نور لي" (مي 7: 8).
والسيد المسيح هو النور الحقيقي الذي كانت ترمز له المنارة الذهبية ذات السبعة سرج، وكان يرمز إليه عامود النار الذي كان يظهر بين الكاروبين القائمين على غطاء التابوت، وهو الذي رآه أشعياء النبي بعين النبوءة لكيما يخلص العالم من ظلمة الموت التي تغشاه " الشعب السالك في الظلمة أبصر نورًا عظيمًا. الجالسون في أرض ظلال الموت أشرق عليهم نور" (أش 9: 2) وتحققت هذه النبوءة في مت 4: 12 - 16 عندما ترك يسوع الناصرة وسكن في كفر ناحوم وبدأ خدمته، وفتح أعين العميان هنا وهناك فنالوا البصر والبصيرة.
والسيد المسيح هو بهاء مجد الله " الذي وهو بهاء مجده وصورة جوهره" (عب 1: 3) وهو " كوكب الصبح المنير" (رؤ 22: 16) الذي قال عنه بطرس الرسول "إلى أن ينفجر النهار ويطلع كوكب الصبح في قلوبكم" (2 بط 1: 19)، وجاء السيد يعلن عن ذاته قائلًا "أنا هو نور العالم. من يتبعني فلا يمشي في الظلمة بل يكون له نور الحياة" (يو 8: 12).. وهنا يربط ربنا يسوع بين النور والحياة فيقول " نور الحياة " فعندما قام منتصرًا ظافرًا على الموت فإنه " أبطل الموت وأنار الحياة" (2 تي 1: 10) وها نحن نستمع لصوت الروح القدس يناشدنا " أستيقظ أيها النائم وقُم من الأموات فيضئ لك المسيح" (أف 5: 14).
والسيد المسيح هو النور الحقيقي " كان النور الحقيقي الذي ينير كل إنسان آتيًا إلى العالم" (يو 1: 9) وقال في فترة تجسده على الأرض " النور معكم زمانًا قليلًا بعد. فسيروا مادام لكم النور لئلا يدرككم الظلام. والذي يسير في الظلام لا يعلم إلى أين يذهب. مادام لكم النور آمنوا بالنور لتصيروا أبناء النور" (يو 12: 35، 36) وقال أيضًا " ما دمتُ في العالم فأنا نور العالم" (يو 9: 5) وقال يوحنا الحبيب " إن الظلمة قد مضت والنور الحقيقي الآن يضئ" (يو 2: 8).
وجاء يوحنا المعمدان " السراج الموقد المنير" (يو 5: 35) كسابق يعد الطريق للنور الحقيقي " لم يكن هو النور بل ليشهد للنور" (يو 1: 8). كان هو القمر الذي يستمد نوره من شمس البر " ولكم أيها المتقون اسمي تشرق شمس البر والشفاء في أجنحتها" (ملا 3: 2) فالسيد المسيح هو النور الحقيقي الكامل المطلق الذي ليس له مثيل ولا نظير، فهو النور الخالق الذي خلق عينين للمولود أعمى لكيما يبصره ويؤمن به. أما الذين يرفضوه فقد سقطوا تحت حكم الدينونة " وهذه هي الدينونة إن النور قد جاء إلى العالم وأحبَّ الناس الظلمة أكثر من النور لأن أعمالهم كانت شريرة" (يو 3: 19).. هو النور الحقيقي. هكذا نؤمن وهكذا نعترف في قانون الإيمان "نور من نور" والعذراء مريم هي أم النور " نعظمك يا أم النور الحقيقي ونمجدك أيتها العذراء القديسة مريم والدة الإله.." (مقدمة قانون الإيمان) والذين يجوزون في بحر المعمودية يحصلون على الاستنارة ويصيرون أبناء النور يرنمون قائلين " لأن عندك ينبوع الحياة بنورك نعاين نورًا" (مز 36: 9) وعندما نصل إلى مشتهانا أورشليم السمائية فإن " المدينة لا تحتاج إلى شمس ولا إلى قمر ليضيئا فيها لأن مجد الله قد أنارها والخروف سراجها" (رؤ 21: 23).
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/helmy-elkommos/divinity-of-christ/light.html
تقصير الرابط:
tak.la/mp3vsz4