نور بالمعنى اللاهوتي، وليس بالمعنى المادي.
قال عن نفسه "أنا نور العالم. من يتبعني لا يمشي في الظلمة، بل يكون له نور الحياة". وطبعًا المقصود بالنور هنا تعبير غير مادي. وقيل عن الله "أن الله نور" (1 يو 1: 5). وقيل أيضًا عن الآب "ملك الملوك ورب الأرباب.. ساكنًا في نور لا يُدني منه، الذي لم يره أحد من الناس.." (1 تي 6: 15، 16).
إذن الآب نور. والابن المولود منه نور من نور.
ولعل البعض يسأل: لقد قال الرب "أنتم نور العالم" (مت 5: 14)، كما قال عن نفسه "أنا نور العالم" (يو 8: 12). فما الفرق إذن في المعنى؟ الفرق يظهر كما في مثال الشمس والقمر. وقيل عنهما في قصة الخليقة "فعمل الله النورين العظيمين: النور الأكبر لحكم النهار، والنور الأصغر لحكم الليل" (تك 1: 16). هما الشمس والقمر. ولكن الشمس نور بذاتها. والقمر ليس له نور في ذاته إنما هو ينير بانعكاس نور الشمس عليه.
هكذا السيد المسيح هو "النور الحقيقي الذي يُنير كل إنسان" (يو 1: 9). أما نحن فنصير نورًا بقدر ما نأخذ منه..
بنوره نعاين النور هو ينيرنا فننير.. وهكذا قيل عن يوحنا المعمدان "هذا جاء للشهادة ليشهد للنور، ليؤمن الكل بواسطته. لم يكن هو النور بل ليشهد للنور" (يو1: 7، 8) ونحن -في صلاة باكر- نقول للرب "أيها النور الحقيقي الذي ينير لكل إنسان آتٍ إلى العالم"، ونقول أيضًا "أنر عقولنا وقلوبنا وأفهامنا يا سيد الكل"..
الرب بطبيعته "نور لا يُدني منه" ولكنه لما أخذ جسدا وحل بيننا، استطعنا أن نقترب إليه.
ماذا يقول عنه أيضًا قانون الإيمان؟ يقول: إله حق من إله حق.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
تقصير الرابط:
tak.la/6v7pydt