St-Takla.org  >   books  >   helmy-elkommos  >   divinity-of-christ
 

مكتبة الكتب المسيحية | كتب قبطية | المكتبة القبطية الأرثوذكسية

كتاب أسئلة حول ألوهية المسيح - أ. حلمي القمص يعقوب

107- أعتقد أريوس إن قول الابن على لسان سليمان الحكيم "الرب قناني" دليل على عدم أزليته، فقال في ثاليا "كلمة الله ذاته خُلِق من العدم... وكان هناك وقت ما حينما لم يكن موجودًا، وقبل أن يصير موجودًا".. فما صحة هذا القول؟

 

س68: أعتقد أريوس إن قول الابن على لسان سليمان الحكيم "الرب قناني" (أم 8: 22) دليل على عدم أزليته، فقال في ثاليا "كلمة الله ذاته خُلِق من العدم... وكان هناك وقت ما حينما لم يكن موجودًا، وقبل أن يصير موجودًا.." (مقالة 1: 5 ضد الأريوسيين).. فما صحة هذا القول؟

 

ج: 1- السيد المسيح هو أقنوم الحكمة والكلمة، وليس من المعقول أن الآب كان كائنًا في زمن ما بدون حكمته ثم أقتنى الحكمة في وقت لاحق، ولكي يهرب الأريوسيون من هذا أدعوا أن حكمة الله الخاصة أو كلمته الخاص به غير السيد المسيح كلمة الله وابن الله بالنعمة.

St-Takla.org                     Divider of Saint TaklaHaymanot's website فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

2- معنى " قناني " هنا ليس بمعنى " صنعني " أو " أنشأني " أو " أوجدني"، ولكن معناها " حازني " وهكذا جاءت في الترجمة الكاثوليكية "الرب حازني".. ومتى حاز الرب الحكمة..؟ لقد حازها منذ البدء كقول يوحنا الإنجيلي " في البدء كان الكلمة" (يو 1: 1) فما هو هذا البدء؟ هو البدء الذي ليس قبله بدء = الأزل. إذًا الله حاز الحكمة منذ الأزل، وحكمته أو كلمته لم يفارقه ولن يفارقه لحظة واحدة ولا طرفة عين، ففي كل لحظة الآب كائن بحكمته، وكلمة " قناني " تظهر شخصين القاني والمُقتَنى أي الآب والابن، ومثل كلمة قناني كلمة " أُبدئت " التي وردت في نفس الآيات " إذ لم يكن غمر أُبدئت إذ لم تكن ينابيع كثيرة المياه. من قبل أن تقررَّت الجبال قبل التلال أُبدئت" (أم 8: 24، 25) وليس معنى "أُبدئت" أي " خُلقت " أو " صُنعت " إنما معناها " وُلِدت"، ولهذا لا نجد آية واحدة تذكر صراحة أن الله الآب خلق أبنه يسوع المسيح، ولذلك يجب تفسير "الرب قناني" أو "أُبدئت" في سياق مجمل الآيات وليس العكس.

St-Takla.org                     Divider of Saint TaklaHaymanot's website فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

3- إذا عدنا إلى سفر الأمثال نجد الحكمة ليست صفة ولكنها شخص إلهي أزلي... تأملوا هذه الآيات:

 * " الحكمة تنادي... أرجعوا عند توبيخي" (أم 1: 20، 23).

* " الرب بالحكمة أسَّس الأرض. أثبت السموات بفهم" (أم 3: 19).

St-Takla.org Image: Jesus Christ, the Alpha and Omega, development of Byzantine style in classic view, made by Adobe Photoshop and Painter 11, used with permission - by Mina Anton صورة في موقع الأنبا تكلا: السيد المسيح، الألفا والأوميجا (الألف والياء)، تطوير من الأسلوب البيزنطي برؤية تقليدية، تم عملها ببرامج الفوتوشوب وبينتر 11، موضوعة بإذن - رسم الفنان مينا أنطون

St-Takla.org Image: Jesus Christ, the Alpha and Omega, development of Byzantine style in classic view, made by Adobe Photoshop and Painter 11, used with permission - by Mina Anton

صورة في موقع الأنبا تكلا: السيد المسيح، الألفا والأوميجا (الألف والياء)، تطوير من الأسلوب البيزنطي برؤية تقليدية، تم عملها ببرامج الفوتوشوب وبينتر 11، موضوعة بإذن - رسم الفنان مينا أنطون

* " ألعل الحكمة لا تنادي... لكم أيها الناس أنادي وصوتي إلى بني آدم... أسمعوا فإني أتكلم بأمور شريفة... كل كلمات فمي بالحق" (أم 8: 1 - 8).

* " أنا الحكمة... لي المشورة والرأي... بي تملك الملوك... أنا أحب الذين يحبونني والذين يبكرون إليَّ يجدونني" (أم 8: 12، 17).

* " منذ الأزل مُسِحت منذ البدء منذ أوائل الأرض" (أم 8: 23).

* " لما ثبت السموات كنت هناك أنا. لما رسم دائرة على وجه الغمر. لما أثبت السحب من فوق لما تشدَّدت ينابيع الغمر... لما رسم أسُس الأرض" (أم 8: 27، 28).

* " وكنت عنده صانعًا وكنت كل يوم لذته فرحة دائمًا قدامه" (أم 8: 30).

 

وهنا نلاحظ في الآيات السابقة أن الحكمة شخص إلهي أزلي ينادي، وقد أسَّس الأرض، ويُسمِع صوته لبني آدم، ويعطي المشورة والرأي ويمنح المُلك لملوك الأرض، ويحب الذين يحبونه ومن يبكر إليه يجده... أنه كائن قبل صنع السموات فهو الإله الأزلي الخالق، وهو فرح الله الآب، فمن الواضح أن المقصود بالحكمة هنا شخص ربنا وإلهنا ومخلصنا يسوع المسيح، ويؤيد هذا المفهوم ما ورد في العهد الجديد بشأن أقنوم الحكمة الأزلي بأزلية الآب:

 

* " وكان الجميع يشهدون له ويتعجبون من كلمات النعمة الخارجة من فمه" (لو 4: 22).

* " لله الحكيم وحده بيسوع المسيح له المجد إلى لا بُد آمين" (رو 16: 27).

* " فبالمسيح قوة الله وحكمة الله" (1كو 1: 24).

* " بالمسيح يسوع الذي صار لنا حكمة من الله" (1 كو 1: 30).

* " المذَّخر فيه جميع كنوز الحكمة والعلم" (كو 2: 3).

St-Takla.org                     Divider of Saint TaklaHaymanot's website فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

4- إن كان الابن خالق كل شيء، فليجبنا الأريوسيون الذين يعتقدون أن الابن مخلوق... من خلق الابن؟! هل الابن الذي خلق كل شيء بلا استثناء خلق نفسه؟! أنه أمر مستحيل، ويقول القديس أثناسيوس "وإن كانت هذه الأشياء التي يعملها الآب يعملها الابن أيضًا، والأشياء التي يخلقها الابن هي مخلوقات الآب، ومع ذلك يكون عمل الابن هو عمل الآب وخلقه، فعندئذ إما أنه سيصنع نفسه ويكون هو خالق نفسه وهذا أمر غير معقول ومستحيل" (108).

St-Takla.org                     Divider of Saint TaklaHaymanot's website فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

5- لو كان الابن مخلوقًا لاستحال عليه معرفة الآب المعرفة الذاتية، فيقول القديس أثناسيوس "وإن كان من غير الممكن للمخلوقات أن ترى الآب وتعرفه، لأن هذه الرؤية وهذه المعرفة تعلو على مستوى جميع المخلوقات، فالله نفسه قد قال {لا أحد يرى وجهي ويعيش} (خر 33: 20) أما الآن فقال {ليس أحد يعرف الآب إلاَّ الابن} (مت 11: 27) إذًا فإن الكلمة مختلف عن المخلوقات، وهو وحده الذي يعرف الآب ويراه كما قال {ليس أحد قد رأى الآب إلاَّ الذي من الآب} (يو 6: 46)" (109).

St-Takla.org                     Divider of Saint TaklaHaymanot's website فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

6- نحن نقول للذين يعتقدون أن " الرب قناني " أي " الرب خلقني " فإن هذا المفهوم مقبول في ضوء التجسد لأنه يشير إلى جسد المسيح المخلوق الذي تكون من أحشاء البتول العذراء مريم منذ لحظة البشارة، ولا يشير للاهوت المسيح الخالق، وفي هذا يقول القديس أثناسيوس "{إن الحكمة بنت لنفسها بيتًا} وواضح أن بيت الحكمة هو جسدنا الذي عندما أتخذه الكلمة صار إنسانًا. وقال عنه يوحنا بحق {الكلمة صار جسدًا} (يو 1: 14) وبواسطة سليمان تقول الحكمة عن ذاتها بإدراك وتبصر: ليس أنني أنا مخلوق، بل قلت {الرب قناني أول طرقه من أجل أعماله} دون أن تقول: أنه قناني لكي أُوجد، وليس لأن لي بداية وميلاد كمخلوق، لأن الكلمة هنا لم يتحدث من خلال سليمان مشيرًا إلى جوهر ألوهيته ولا إلى ميلاده الأزلي والحقيقي من الآب، ولكنه يشير إلى ناسوته وعمل تدبير خلاصنا. ولهذا -كما سبق أن قلت- فإنه لم يقل إني "مخلوق" أو صرت مخلوقًا " بل قال فقط "قنى"..

 

ومن الآن فصاعدًا لا تستمعوا إلى لفظ " خَلَقَ " على أن معناه أنه هو مخلوق، بل أفهموا به الطبيعة البشرية الخاصة بالرب، لأن لهذه الطبيعة خاصية مميَّزة لها وهي أنها مخلوقة... فهو يقول {الرب خلقني أول طرقه} كما لو كان يقول الآب {هيَّأ لي جسدًا} (عب 10: 5) وخلقني للبشر من أجل خلاص الناس. لأنه كما أننا عندما نسمع عن يوحنا {والكلمة صار جسدًا} فإننا لا نفهم من ذلك أن الكلمة كله جسد، بل أنه لبس جسدًا صائرًا إنسانًا... لهذا فإذا سمعنا في الأمثال لفظ " خَلَقَ " فلا يجب أن نفهم أن الكلمة مخلوق بحسب الطبيعة، بل أنه ليس الجسد المخلوق. وإن الله خلقه من أجلنا و{هيَّأ له جسدًا مخلوقًا من أجلنا} كما هو مكتوب" (110).

St-Takla.org                     Divider of Saint TaklaHaymanot's website فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

7- ربط القديس أثناسيوس بين عبارة "الرب قناني " وعبارة " من قبل أعماله " أو " من أجل أعماله " حيث أن العبارتين قد وردتا في آية واحدة " الرب قناني أول طرقه من قبل أعماله منذ القديم" (أم 8: 22)، وقد تحدثنا عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلاهيمانوت في أقسام أخرى. فيقول القديس أثناسيوس "أما العبارة الواردة في الأمثال -كما سبق أن قلت- فهي لا تشير إلى جوهر الكلمة، بل إلى ناسوت الكلمة. لأنه إن كان يقول أنه قد خُلِق {لأجل الأعمال} فإنه لا يريد أن يشير إلى جوهره. بل إلى التدبير الذي صار لأجل أعماله، وهو الأمر الذي يكون تاليًا لوجوده... لأن آدم خُلِق لا لكي يعمل بل لكي يوجد أولًا كإنسان، لأنه بعد ذلك تلقى أمرًا أن يعمل، ونوح خُلِق ليس من أجل الفلك بل ليوجَد أولًا ويصير إنسانًا، لأنه بعد ذلك تلقى أمرًا أن يصنع الفلك... موسى العظيم أيضًا قد كان إنسانًا أولًا وبعد ذلك عُهِد إليه بقيادة الشعب، وهكذا هنا أيضًا من الممكن أن نفهم نفس الشيء لأنك ترى أن الكلمة لم يُخلَق لكي يكون له وجود بل {في البدء كان الكلمة} ولكنه بعد ذلك أُرسل {لأجل الأعمال} وتدبير خلاصها... لأنه من قبل أن توجد {الأعمال} كان الابن موجودًا دائمًا" (111).

 

 ويضرب القديس أثناسيوس مثلًا جميلًا، فيقول إذا تعرضت أملاك الملك للضياع فإنه قد يرسل أبنه لاستردادها من المغتصبين " وعندما يتوجه (الابن) لهذا الغرض فأنه يرتدي رداءً مشابهًا لردائهم، ويتشكل بشكلهم كي لا يتعرف عليه المستولون عليها أنه السيد فيهربوا، وبهذا يتعذر عليه أن ينزل ويكتشف الكنوز التي خبئوها تحت الأرض، وعندئذ إذا سأله أحد، لماذا أنت هكذا، فأنه قد يجيب قائلًا {جبلني أبي هكذا وأعدَّني لأجل أعماله} وكأنه بهذا القول لا يعني أنه عبد ولا أنه واحد من أعماله، ولا يتحدث عن بدء ميلاده، بل عن المهمة الموكلة إليه فيما بعد {من أجل الأعمال} وبنفس الطريقة أيضًا فإن الرب قد لبس جسدنا" {وُجِد في الهيئة كإنسان} (في 2: 28) فلو سُئِل من الذين رأوه وتعجبوا فكان يقول لهم {الرب خلقني أول طرقه لأجل أعماله} و{جبلني لكي أجمع إسرائيل} وهذا ما يقوله الروح في المزامير {أقمته على أعمال يديك} (مز 8: 6) وهذا الأمر هو ما يشير به الرب عن ذاته قائلًا {أنا أقمت ملكًا بواسطته على صهيون جبله المقدَّس} (مز 2: 6).. أذًا فإن الكلمات " خَلَقَ " و" جَبَلَ " و" أقام " لها نفس المعنى ولا تعني بدء وجوده ولا أن جوهره مخلوق... وبينما كان يقول هذه الكلمات، فإنه كان يُعلّم في نفس الوقت أنه هو نفسه كان موجودًا قبل هذه الأشياء وذلك عندما قال {قبل أن يكون إبراهيم أنا كائن} (يو 8: 58) وأيضًا {عندما هيَّأ السموات كنت أنا موجودًا هناك معه} (أم 8: 27) و{كنت عنده أقوم بترتيبها} (أم 8: 30).. عندما قال {خَلَقَ} أُضيف السبب في الحال وذكر لفظ {الأعمال} وذلك لكي يتضح أنه خُلِق {من أجل الأعمال} وأن صيرورته إنسانًا هي من أجل تجديد هذه الأعمال" (112) .

 

ويوضح القديس أثناسيوس أن تعبير الكتاب "الرب قناني" تناسب أكثر الابن في حالة تجسده وإتحاده بجسد بشري مخلوق فيقول " إذًا فماذا كان يناسب أن يقول عندما صار إنسانًا. أيقول {في البدء كنتُ إنسانًا؟} ولكن هذا ليس لائقًا به وليس حقيقيًا. وكما أنه لم يكن من الواجب أن يقول هذا القول، فمن المناسب ومما يميز صفات الإنسانية أن يقول " خلقه " و" صنعه " ولهذا يضاف أيضًا سبب قوله " خَلَقَ " وهو حاجة {الأعمال} وحيث أنه لم يذكر السبب فإن هذا السبب بلا شك يعطي المعنى الصحيح تمامًا للفقرة المكتوبة، وخاصة أنه هنا في لفظ " خَلَقَ " يذكر السبب أي " الأعمال". بينما أنه عندما يشير بصورة مطلقة إلى الميلاد من الآب فأنه يضيف في الحال {قبل كل الجبال ولدني} (أم 8: 25) فهو لم يقل لماذا وُلِد مثلما حدث في عبارة " خلقني " حيث ذكر {من أجل الأعمال}. بل أنه يقول بصورة مطلقة " ولدني " كما جاء في القول {في البدء كان الكلمة} لأنه حتى وإن لم تكن الأعمال قد خُلقت إلاَّ أن كلمة الله كان موجودًا {وكان الكلمة الله} أما صيرورته إنسانًا فما كانت لتحدث لو لم تكن حاجة البشر هي السبب. فتبعًا لذلك لا يكون الابن مخلوقًا، لأنه لو كان مخلوقًا لما قال "ولدني " لأن المخلوقات هي أعمال الصانع من خارجه، وأن المولود فليس من خارجه وليس عملًا، بل هو مولود جوهر الآب الذاتي، لذا فبينما {الأعمال} هي مخلوقات إلاَّ أن كلمة الله هو ابن وحيد الجنس" (113).

St-Takla.org                     Divider of Saint TaklaHaymanot's website فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

8- وصل الخبث والخداع بالأريوسيين إلى أنهم كانوا يسألون أي سيدة: هل كان لك ابنًا قبل أن تلديه؟ فتجيبهم: لا، فيقولون لها وهكذا الله لم يكن له ابنًا قبل أن يلد الابن، فرد عليهم القديس أثناسيوس ردًا بليغًا موضحًا إن هذه السيدة لم تحصل على ابنها من الخارج بل ولدته من أحشائها، فالابن كان كائنًا فيها من قبل ولادته فيقول " عندما ولدت حواء قايين قالت {أقتنيت رجلًا من عند الرب} (تك 4: 1) إذًا فقد قالت "اقتنيت" بدلًا من "ولدت" لأنها بعد أن رأت الطفل قالت أنها "اقتنيت" ولا يظن أحد أنها بسبب قولها "اقتنيت" أنها اشترت قايين من الخارج، أو أنها لم تلده من بطنها" (114).

_____

الحواشي والمراجع لهذه الصفحة هنا في موقع الأنبا تكلاهيمانوت:

(108) المقالة الثانية ضد الأريوسيين ص 138.

(109) المرجع السابق ص 41.

(110) المقالة الثانية ضد الأريوسيين ص 76، 77.

(111) المقالة الثانية ضد الأريوسيين ص 82.

(112) المقالة الثانية ضد الأريوسيين ص 83 - 85.

(113) المقالة الثانية ضد الأريوسيين ص 89، 90.

(114) المرجع السابق ص 15.


الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع

https://st-takla.org/books/helmy-elkommos/divinity-of-christ/beginning.html

تقصير الرابط:
tak.la/crqcj44