St-Takla.org  >   books  >   helmy-elkommos  >   cross
 
St-Takla.org  >   books  >   helmy-elkommos  >   cross

مكتبة الكتب المسيحية | كتب قبطية | المكتبة القبطية الأرثوذكسية

كتاب أسئلة حول الصليب - أ. حلمي القمص يعقوب

78- كيف يقول السيد المسيح أنه سيمضي بالقبر ثلاثة أيام وثلاث ليالٍ مثل يونان، بينما هذه المدة لم تكتمل؟

 

 س62: كيف يقول السيد المسيح أنه سيمضي بالقبر ثلاثة أيام وثلاث ليالٍ مثل يونان، بينما هذه المدة لم تكتمل؟

ويقول أحمد ديدات "وأكثر من ألف نحلة ونحلة، وأكثر من ألف ملة وملة من نحل وملل المسيحية، المختلفين أشد الخلاف حول كل جزئية من جزئيات العقيدة يُجمعون تقريبًا على أن يسوع المسيح يُعتقد أنه كان بمقبرته يوم الجمعة ليلًا، ومن المفروض أنه كان بداخل المقبرة يوم السبت وليل يوم السبت، ولكن صباح يوم الأحد أول يوم في الأسبوع عندما زارت مريم المجدلية المقبرة وجدتها خالية من جثمان يسوع... إن السبعة والعشرين سفرًا الموجودة في العهد الجديد لم يُسجِّل واحد فيها وقت خروجه من المقبرة... إن مجموع الوقت الذي قضاه يسوع بالمقبرة، هو يوم واحد وليلتان. وحاول ما استطعت لن تجد أبدًا ثلاثة أيام وثلاث ليالٍ كما كان يسوع قد قال، وفقًا لرواية "الكتب المقدَّسة لدى المسيحيين"، وحتى "أينشتاين" أكبر أساتذة الرياضيات لا يجدي نفعًا في هذا. ألاَّ ترى أن المسيحيين يكذبون كذبة مزدوجة...

 1ـ يزعم المسيحيون أن يسوع لم يكن مثل يونان. وأن يونان كان حيًّا (ببطن الحوت) لمدة ثلاثة أيام وثلاث ليالٍ، بينما كان يسوع "ميتًا" بالمقبرة؟

 2ـ يقول يسوع أنه سيكون في المقبرة لمدة ثلاثة أيام وثلاث ليالٍ، بينما يقول المسيحيون أنه كان بها يومًا واحدًا وليلتين. مَن الذي يكذب يسوع أم المسيحيون؟ ندع الإجابة لهم"(400).

St-Takla.org                     Divider of Saint TaklaHaymanot's website فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

 ج: أ ـ نعم السيد المسيح لم يمكث في القبر اثنين وسبعين ساعة كاملة، ولو أمضى هذه المدة لقام في اليوم الرابع، بينما هو أكّد قيامته مرارًا وتكرارًا أنها ستكون في اليوم الثالث: "ابن الإنسان سوف يُسَلَّم إلى أيدي الناس فيقتُلُونه، وفي اليوم الثالث يَقوم" (مت 17: 22).

 

ب ـ نعم السيد المسيح لم يمكث في القبر اثنين وسبعين ساعة كاملة، ولكن لنحكم بما كان متعارفًا عليه حينذاك (وما زال ساريًا للآن) ولكي نفهم قصد السيد المسيح علينا أن نعي حقيقتين:

 1ـ اليوم اليهودي يبدأ بعد غروب شمس اليوم الذي يسبقه وينتهي بعد غروب هذا اليوم، فيوم الجمعة مثلًا يبدأ بعد غروب شمس الخميس وينتهي بغروب شمس الجمعـة، ولذلك قال الكتاب: "من المسَاء إلى المسَاء تسبْتُون سَبْتَكُم" (لا 23: 32) والمساء يبدأ عقب غروب الشمس مباشرة: "هناك تَذبَحُ الفِصْحَ مساءً نحو غُروب الشمس" (تث 16: 6).

 2ـ أي جزء من اليوم يعتبر يومًا كاملًا، وجاء في التلمود "إن إضافة ساعة إلى يوم تُحسب يومًا آخَر، وإضافة يوم إلى سنة تُحسَب سنة أخرى" (الكنز الجليل في تفسير الإنجيل جـ1 ص 199)(401).

 وبناءً على هذه المفاهيم قال السيد المسيح قولته، وبناءً عليها أيضًا فهم قادة اليهود هـذه المقولـة، فذهبوا إلى بيلاطس البنطي يوم السبت التالي للصلب "وفي الغَد الذي بعد الاستعدَاد اجتمع رؤساء الكَهَنة والفرِّيسيُّون إلى بيلاطُس قائلين: يا سيِّدُ، قد تذَكَّرنا أن ذلك المُضِلَّ قال وهو حَيٌّ: إني بعد ثلاثة أيام أقُوم. فَمُرْ بضَبط القَبر إلى اليوم الثالث" (مت 27: 62 ـ 64)، وفعلًا قام الجنود الرومان بحراسة القبر حتى صباح اليوم الثالث وانصرفوا صباحًا، ولم ينتظروا حتى نهاية اليوم بالكامل.

 وحيث أن السيد المسيح أمضى جزء من يوم الجمعة بالإضافة إلى يوم السبت بالكامل وجزء من يوم الأحد، فهو بذلك يكون قد أمضى في جوف الأرض ثلاثة أيام، ويقول القس جافيد براون الخبير بعقائد اليهود ولغتهم في كتابة الرموز والمزامير والنبوّات: "بحسب ناموس اليهود يعتبر جزء من اليوم يومًا كاملًا... فإذا وُلِدَ طفل في الساعة الأخيرة من اليوم، بل في البضعة دقائق الأخيرة فيه يُحسب ذلك اليوم يومًا كاملًا بحيث يُختن بحسبه بموجب تعريف اليهود، بهذا يكون قد حدث صلب المسيح ودفنه شرعًا قبل ابتداء 16 نيسان، ويمكنه أن يقول أنه كان فـي القبر ثلاثة أيام وثلاث ليالٍ. أي الجمعة الذي يُحسب شرعًا يومًا كاملًا، والسبت أي ليلـة السبت ونهـار السبت، والأحد أي ليلة الأحد وفجر الأحد"(402).

 وقال السير روبرت أندرسون، الذي كان يشغل منصب رئيس قلم المجرمين في محكمة، في كتابه "التوراة والانتقادات العصرية" أن: "قسيس السجون لا يصعب عليه توضيح مسألة الثلاثة أيام والثلاث ليالٍ... والقانون بحسب الجزء من اليوم يومًا كاملًا. لذلك بينما يكون قد حُكِم على شخص ثلاثة أيام سجنًا فلا يُسجن اثنين وسبعين ساعة، بل قلما يبقى في السجن أكثر من أربعين ساعة، وأعرف قضايا كثيرة كانت مدّة سجن المحكوم عليه بسجن ثلاثة أيام وثلاث ليالٍ، قضوا منها ثلاثين ساعة فقط، وطريقة الحساب والكلام هذه مألوفة عند اليهود، كما هي مألوفة لدى المحاكم في هذه الأيام"(403).

 وللآن عند احتساب اليوم الثالث للمتوفي يتم احتساب اليوم الأول الذي حدثت فيه الوفاة إذا كان قبل غروب الشمس ولو بلحظات، فلو مات شخص قبل غروب شمس الجمعة فإن اليوم الثالث لوفاته هو الأحد، وتُصلي الكنيسة صلاة الثالث في صباح الأحد.

 

ج ـ في لغة الكتاب المقدَّس يتم احتساب اليوم الثالث أو اليوم الأخير على أساس مرور أي جزء منه وليس مروره بالكامل فمثلًا:

+ في وصية الختان "ابن ثمانية أيَّام يُختَنُ مِنكم كل ذَكَر في أجْيَالكم" (تك 17: 12) وكان الختان يتمّ في اليوم الثامن، فالطفل الذي وُلِدَ قُرب نهاية اليوم يُحتَسَب له اليوم كامـلًا، والختان يتـمّ في اليوم الثامن وقبل انتهائه ويقول الكتاب: "ولمَّا تمَّت ثمانية أيام ليَختِنوا الصبي سُمِّيَ يسوع" (لو 2: 21).

St-Takla.org Image: Jonah wall-hanging: This Coptic tapestry, in linen and wool, features a highly complex chromatic composition. It is part of a series, many copies of which have been found in Middle Egypt. The Louvre version combines two allusions to the Resurrection of Christ (the Biblical story of Jonah, and a representation of a peacock holding a cross, or ankh, in its beak), with a lavishly-adorned complex cross, asserting the triumph of Christianity. - 3rd-5th century AD, H. 1.19 m; W. 2.1 m - The Louvre Museum (Musée du Louvre), Paris, France: Department of Egyptian Antiquities: Christian Egypt (fourth - twelfth centuries AD): Denon wing, Lower ground floor, Bawit room, Room C, Vitrine 4. - Photograph by Michael Ghaly for St-Takla.org, October 11-12, 2014. صورة في موقع الأنبا تكلا: نسيج قبطي يصور يونان النبي والحوت، وهي من الكتان والصوف، وذات تركيب لوني وشكلي معقد. وهي جزء من مجموعة تم العثور على نماذج متكررة منها في مصر الوسطى. وهذا النسيج يصور رمزان من رموز قيامة السيد المسيح (قصة النبي يونان، وتصوير طاووس يحمل صليبًا (عنخ) في منقاره)، مع صليب مميز بسخاء، ليوضح انتصار المسيحية. والنسيج من الفترة ما بين القرنين الثالث والخامس الميلادي، بمقاس طول 1.19 م. × 2.1 م. عرض. - صور متحف اللوفر (اللوڤر)، باريس، فرنسا - تصوير مايكل غالي لموقع الأنبا تكلاهيمانوت، 11-12 أكتوبر 2014.

St-Takla.org Image: Jonah wall-hanging: This Coptic tapestry, in linen and wool, features a highly complex chromatic composition. It is part of a series, many copies of which have been found in Middle Egypt. The Louvre version combines two allusions to the Resurrection of Christ (the Biblical story of Jonah, and a representation of a peacock holding a cross, or ankh, in its beak), with a lavishly-adorned complex cross, asserting the triumph of Christianity. - 3rd-5th century AD, H. 1.19 m; W. 2.1 m - The Louvre Museum (Musée du Louvre), Paris, France: Department of Egyptian Antiquities: Christian Egypt (fourth - twelfth centuries AD): Denon wing, Lower ground floor, Bawit room, Room C, Vitrine 4. - Photograph by Michael Ghaly for St-Takla.org, October 11-12, 2014.

صورة في موقع الأنبا تكلا: نسيج قبطي يصور يونان النبي والحوت، وهي من الكتان والصوف، وذات تركيب لوني وشكلي معقد. وهي جزء من مجموعة تم العثور على نماذج متكررة منها في مصر الوسطى. وهذا النسيج يصور رمزان من رموز قيامة السيد المسيح (قصة النبي يونان، وتصوير طاووس يحمل صليبًا (عنخ) في منقاره)، مع صليب مميز بسخاء، ليوضح انتصار المسيحية. والنسيج من الفترة ما بين القرنين الثالث والخامس الميلادي، بمقاس طول 1.19 م. × 2.1 م. عرض. - صور متحف اللوفر (اللوڤر)، باريس، فرنسا - تصوير مايكل غالي لموقع الأنبا تكلاهيمانوت، 11-12 أكتوبر 2014.

+ مكث موسى على الجبل أربعين يومًا ونزل في اليوم الأربعين ومع هذا يقول الكتاب: "كان مُوسى في الجَبَل أربعِين نهارًا وأربعينَ ليلةً" (خر 24: 18) ومكث السيد المسيح نفس المُدة على الجبل ونزل في اليوم الأربعين، وقال الكتاب: "فبَعد ما صام أربَعين نهارًا وأربعين ليلةً، جاع أخيرًا" (مت 4: 2).

+ بينما صدر أمر يوسف بحبس إخوته ثلاثة أيام "فجَمَعَهُم إلى حَبْس ثلاثة أيام" (تك 42: 17) فإنه أطلقهم في اليوم الثالث قبل أن ينتهي، ولم ينتظر حتى نهاية الثلاثة أيام ويطلقهم في الرابع "ثم قال لهم يوسف في اليوم الثالث: افْعَلُوا هذا واحيَوا... انطَلِقوا أنتم" (تك 42: 18، 19) فلم يستكملوا في الحبس اثنين وسبعين ساعة.

+ قال الرجل العماليقي الذي مرض وتركه سيده لداود: "وقد تَرَكَني سيدي لأني مَرضْتُ مُنذ ثلاثة أيام" (1صم 30: 13) أي أن اللقاء حدث فـي اليوم الثالث، ومع ذلك فالكتاب يقول: "لأنه لم يأكُل خُبزًا ولا شَرب ماءً في ثلاثة أيَّام وثلاث ليالٍ" (1صم 30: 12).

+ في الحرب بين الآراميين وبني إسرائيل يقول الكتاب: "فَنَزل هؤلاء مُقابلَ أولئك سبعة أيام. وفي اليوم السابع اشتَبَكَت الحرب" (1مل 20: 29).

+ عندما كلّم بنو إسرائيل رحبعام بن سليمان ليخفف النير عنهم "قال لهم ارجعُوا إليَّ بعد ثلاثة أيَّام" (2 أخ 10: 5).. "فجاء يرُبعَام وجَميع الشَّعب إلى رَحُبعام في اليوم الثالث" (2 أخ 10: 12) ولم ينتظر بنو إسرائيل حتى مرور اثنين وسبعين ساعة.

+ عندما أقبل أصدقاء أيوب جلسوا معه سبعة أيام صامتين، ثم بدأوا يتكلمون في اليوم السابع، ويقول الكتاب: "وقَعَدُوا مَعَه على الأرض سَبَعة أيامٍ وسَبْع ليالٍ" (أي 2:13).

+ قالت أستير لمردخاي: "اذهب اجمع جميع اليهود الموجودين في شُوشن وصوموا من جِهتي ولا تأكُلوا ولا تشرَبُوا ثلاثة أيام ليلًا ونهارًا" (أس 4: 16).. "وفي اليوم الثالث لَبِستْ أستير ثيابًا ملكيَّة ووَقَفَت في دار بيت المَلك" (أس 5: 1) ولم تستكمل اثنين وسبعين ساعة.

+ عندما التقى تلميذي عمواس مساء الأحد بالسيد المسيح لم يقولا له لقد مرَّ ثلاث ليالٍ ونهار ونصف منذ موت المسيح، إنما قالا: "اليوم له ثلاثة أيام مُنذ حَدَث ذلك" (لو 24: 21) ولم يقولا أنه اليوم الثالث منذ حدث ذلك (كما يرى ديدات) بل قالا "اليوم له ثلاثة أيام" أي انقضى عليه ثلاثة أيام.

+ عندما سجّل متى البشير اليهودي الأصل هذا القول بعد القيامة بعشرات السنين كان يدرك تمامًا أن هذا القول يتمشّى تمامًا مع الأحداث، ولو وُجِد خلَّلًا لتوقّف عن ذكر هذا القول وتغاضى عنه.

 

د ـ قول السيد المسيح ثلاثة أيام وثلاث ليالٍ هو من قبيل إطلاق الكل على الجزء، كما ذكرنا أيضًا هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت في مواضِع أخرى. وهذا أمر قد تعوّدنا عليه، فمن جهة الزمان فإننا نقول أن الحرب الأخيرة التي نشبت بيننا وبين إسرائيل بدأت يوم 6 أكتوبر، وذلك مع أنها بدأت بعد مرور أربعة عشر ساعة من يوم 6 أكتوبر، إذ بدأت الثانية بعد الظهر، ومن جهة المكان أقول أنني رأيت فلانًا في الإسكندرية مع أنني رأيته في حي معين وليس في كل الأحياء. بل أنني رأيته في شارع معين وليس في كل شوارع الحي، وأيضًا رأيته في مكان معين بالشارع وليس بكل الشارع، ومع ذلك فإن أحدًا لا يُكذّبني القول.

 

هـ ـ عندما كسر السيد المسيح جسده وقدَّم دمه للتلاميذ مساء الخميس، وعندما صدر حكم مجمع السنهدريم عليه بالموت، فإن هذه الفترة تدخل ضمن مدة سريان الحكم عليه بالموت، ويقول القديس ساويرس أسقف الأشمونين: "إن الرب سلَّم جسده ودمه للتلاميذ مساء الخميس، وهذا حدث يؤكد صلبه إذ بذل نفسه في تقديم الجسد والدم بصورة فائقة للزمن... وهنا قد دُفِن الرب في بطون التلاميذ وهم من تراب الأرض ثلاثة أيام وثلاث ليالٍ من الخميس إلى فجر الأحد"(404) كما أن البعض اعتبر الظلمة التي عمَّت الأرض ساعة الصلب بمثابة ليل مرَّ على البشرية، فإذا أُضيف للمدة التي أمضاها السيد المسيح في القبر تصبح ثلاثة أيام وهي جزء من يوم الجمعة ويوم السبت وجزء من الأحد، وثلاث ليالٍ وهي الليل الذي كان على الصليب، وليلة الجمعة، وليلة السبت.

_____

الحواشي والمراجع لهذه الصفحة هنا في موقع الأنبا تكلاهيمانوت:

(400) مسألة صلب المسيح بين الحقيقة والافتراء ص 146 ـ 150.

(401) أورده د. فريز صموئيل في كتابه موت المسيح حقيقة أم افتراء ص 173.

(402) المرجع السابق ص 172.

(403) أورده د. فريز صموئيل في كتابه موت المسيح حقيقة أم افتراء ص 172.

(404) أورده رمسيس لحظي في كتابه القيامة والصعود الحقيقة والبرهان ص 47.


الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع

https://st-takla.org/books/helmy-elkommos/cross/three-days.html

تقصير الرابط:
tak.la/yz73t9c