س63: أليس صلب المسيح أمر مشكوك فيه، ولا سيما أن هناك اثنين من الإنجيليين الأربعة لم يكونا من شهود العيان؟
ويقول أحمد ديدات: "ومن بين واضعي الإنجيل ويا للعجب وهم: متى ومرقس ولوقا ويوحنا يمكن القول بأن خمسين بالمائة منهم لم يكونوا من الاثني عشر حواريًّا المعروفين كحواريي عيسى عليه السلام"(405).
ج: أ- ليس من المفروض أن كل من شاهَد الصلب والقيامة أن يسجّل شهادته، فقد عاين أحداث الصلب آلاف من اليهود والرومان، وعاين المسيح القائم مئات، فهل المطلوب أن كل واحد من هؤلاء يكتب إنجيلًا؟
ب ـ عندما قال ديدات أن مرقس ليس من شهود العيان لآلام المسيح وقيامته قد جانبه الصواب... لماذا؟.. لأن العلية التي اجتمع فيها السيد المسيح مع تلاميذه يوم خميس العهد، والتي ظهر فيها بعد قيامته كانت في بيت مرقس الإنجيلي، وهو الشاب الذي كان لابسًا أزارًا على عريه وأراد الشبان القبض عليه كأحد أتبـاع يسـوع الناصري فهـرب منهـم عريانًا تاركًا أزاره (مر 14: 51، 52).
ج ـ قد تتبع لوقا الإنجيلي كل شيء بتدقيق، وسجَّل الأحداث بعد سماعه لشهود العيان، وهو مؤرخ مدقَّق، كما ذكرنا أيضًا هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت في مواضِع أخرى. قال عنه السير وليم رمزي الذي تتلمذ على المدرسة التاريخية الألمانية في منتصف القـرن التاسـع عشـر، وهو من أعظم علماء الآثار: "لوقا مؤرخ من الدرجة الأولى، لا لأن عباراته صادقة تاريخيًا فحسب، لكن لأنه يملك حاسة تاريخية حقيقية، فإنه يركّز على الفكرة والخطة التي تحكم تطور التاريخ، ويزيد أهمية كل حادثة يوردها، وهو يعالج الحوادث الهامة مُظهرًا طبيعتها الحقيقية باستفاضة، بينما يعالج بسرعة أو يغفل تمامًا ما لا قيمة له بالنسبة لقصده، وباختصار يجب اعتبار هذا الكاتب ضمن عظماء المؤرخين"(406).
د ـ ليس هناك أدنى تناقض بين ما كتبه متى ويوحنا اللذان يعتبرهما ديدات أنهما من شهود العيان، وبين ما كتبه مرقس ولوقا اللذان اعتبرهما ديدات أنهما ليسا من شهود العيان.
هـ ـ من شهود العيان على موت المسيح وقيامته بطرس الرسول الذي قال: "لأننا لم نَتْبَع خُرَافات مُصنَّعة، إذ عرَّفنَاكم بقوَّة ربنا يسوع المسيح" (2بط 1: 16) فهو قال أيضًا: "فإن المسيح تألَّم لأجْلِنا... الذي إذ شُتِم لم يَكُن يَشتِم عِوَضًا... الذي حَمَل هو نفسُهُ خطَايانا في جَسَدِه على الخَشبة... الذي بجَلْدَتِهِ شُفِيتُم" (1بط 2: 21 – 24) علاوة على شهاداته العديدة في سفر الأعمال والتي اطَلعنا عليها من قبل.
و ـ يكفينا نبوّات العهد القديم التي تخبرنا عن آلام المسيح وموته ودفنه وقيامته بالإضافة إلى الرموز التي أشارت بصراحة ووضوح لهذه الأمور.
_____
(405) مسألة صلب المسيح بين الحقيقة والافتراء ص 20.
(406) جوش مكدويل ـ برهان يتطلب قرارًا ص 95.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/helmy-elkommos/cross/not-sure.html
تقصير الرابط:
tak.la/6r2pydj