St-Takla.org  >   books  >   helmy-elkommos  >   cross
 
St-Takla.org  >   books  >   helmy-elkommos  >   cross

مكتبة الكتب المسيحية | كتب قبطية | المكتبة القبطية الأرثوذكسية

كتاب أسئلة حول الصليب - أ. حلمي القمص يعقوب

60- ما هي جذور نظرية إلقاء الشبه على المسيح وقت الصليب في التاريخ؟

 

س46: ما هي جذور نظرية إلقاء الشبه في التاريخ؟

St-Takla.org                     Divider of Saint TaklaHaymanot's website فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

St-Takla.org Image: Christ Jesus on the Cross, by Fahmy Eshak يسوع السيد المسيح على الصليب، رسم الفنان فهمي إسحق

St-Takla.org Image: Christ Jesus on the Cross, by Fahmy Eshak

صورة في موقع الأنبا تكلا: يسوع السيد المسيح على الصليب، رسم الفنان فهمي إسحق

 ج: نظرية إلقاء الشبه نظرية قديمة جدًا أُطلِقَت على السيد المسيح وغيره قبل ظهور الإسلام، فبعد اغتيال "يوليوس قيصر" كتب أوفيد Ovid قصديته Festi (3: 701) وقال: إن الإلهة فيستا Vesta قد حملت يوليوس قيصر قبل اغتياله إلى معبد جوبيتر في السماء، أي تم رفعه إلى السماء، وأن الذي طُعِن ليس هو إنما خياله، وهكذا كان العالم الوثني يتوهّم أن البطل يقدر أن يهرب من الموت سواء بخدعة يصنعها هو أو تصنعها له الآلهة، وبهذا ظهرت فكرة المشابهة أو الخيالية Docitism "فالعيون ترى والآذان تسمع ولكن الآلهة نقلت أو حملت الإنسان أو البطل أو قيصر إلى السماء، وظل الناس يعذبون "الخيال" أما الشخص نفسه فهو في العالم السمائي أو العلوي"(307).

 وفي نهاية القرن الأول الميلادي ظهرت البدعة الأبيونية كوليدة لفكرة التهوّد، ونادى الأبيونيون بأن العذراء ولدت يسوع الإنسان مثله مثل أي إنسان، فهو إنسان محض رغم أنه وُلِد ولادة معجزية (وبعض فرق الأبيونية ينكرون هذه الولادة المعجزية) وعند عماد يسوع نزل عليه المسيح، فصار هو يسوع المسيح الذي أخـذ يدعو للخير ويرشد الناس ويُعلّمهم ويصنع المعجزات لمدة ثلاث سنوات، وعند القبض عليه ليقتادوه إلى الصليب ترك المسيح الإنسان يسوع، فصار يسوع وحيدًا، ولم يشأ اللَّه أن يترك يسوع للموت، فألقى بشبهه على إنسان آخَر ورُفِع يسوع إلى السماء، وهذه البدعة انتشرت في بلاد العرب، فورقة بن نوفل قس مكة في القرن السابع كان قسًا أبيونيًا.

 كما ظهرت منذ القرون الأولى البدعة الغنوسية التي كانت خليطًا من المسيحية واليهودية والوثنية والأفكار الهيلينية، كما ذكرنا أيضًا هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت في مواضِع أخرى. ونظر الغنوسيون للمادة على أنها شر فنادوا بأن اللَّه الأصلي لم يخلق العالم. بل صدرت منه انبثاقات عديدة، وكل انبثاق يدعى "أيون" أي شخص إلهي وجميع هذه الآلهة يمثلون "البليروما" أي الملء الإلهي، وأبعد هذه الأيونات عن الإله الأصل، وكان أجهلهم بهذا الإله، هو الذي تجرّأ وخلق العالم المادي، ورفض الغنوسيون الزواج لأنه ينتج عنه أناس لهم جسد مادي، ورغم أن ادعاء الغنوسيين بأن الغنوسية بنيت على المعرفة، وأن طريق الخلاص هو المعرفة، فإنهم لم يقدروا أن يدركوا أهمية الزواج، ورفضهم للزواج كان السبب الرئيسي في القضاء على بدعتهم. والذي يهمنا أن هؤلاء الغنوسيين بسبب نظرتهم للمادة على أنها شر ونجاسة وخطية، فلذلك قالوا أن السيد المسيح في تجسُّده لم يأخذ جسدًا ماديًا إنما اتخذ له جسدًا خياليًّا شبحيًّا، واعتمدوا على التفسير الخاطئ لبعض الآيات مثل قول الإنجيل: "اللَّه إذ أرسَلَ ابنه في شبه جسد الخطيّة" (رو 8: 3) و"آخذًا صورة عَبد، صائرًا في شِبه الناس" (في 2: 7) فقالوا أن السيد المسيح أتخذ جسدًا شبه جسد الناس أي جسد خيالي، ولم يدركوا أن قصد الإنجيل أن السيد المسيح شابهنا في كل شيء ما خلا الخطية وحدها.

 وقالوا أن الذي عُلِّق على الصليب هو الجسد الخيالي، وبالتالي لم يشعر السيد المسيح بآلام الصليب، وبالتالي فإن حقيقة موت المسيح بالنسبة لهم هي وهم وخيال، ويقول القس عبد المسيح بسيط: "قال سترينيوس (أحد قادة الغنوسية) أن المخلّص كان بلا ميلاد وبلا جسد وبدون شكل وكان مرئيًا افتراضًا، وجاء في "أعمال يوحنا" أحد كتبهم (من القرن الثاني الميلادي) أن المسيح عندما كان يسير على الأرض لم يكن يترك أثرًا لأقدامه، وعندما كان يوحنا يحاول الإمساك به كانت يده تخترق جسده بلا أي مقاومة، حيث لم يكن له جسد حقيقي... ونتيجة لذلك فقـد اعتقدوا أن آلام المسيح وصلبه وموته كانت مجرّد مظاهر وهميَّة خياليَّة غير حقيقية، إذ أنه في نظرهم ليس له جسد مادي حقيقي لكي يُسمَّر فيه على الصليب ثم يموت، فلم يكن ذلك إلاَّ خيالًا! ومن ثم فعندما عُلّق على الصليب كان ذلك مجرّد مظهر لإنسان يُصلَب ويموت، لقد "بدى" لليهود والرومان أنه كان مصلوبًا ومعلّقًا على الصليب، بينما ـ كما جاء في "أعمال يوحنا" ـ كان في نفس الوقت يتقابل مع يوحنا على جبل الزيتون ويريه صليب من نور، كان معلّقًا على الصليب والجموع محتشدة حوله وفي نفس الوقت كان مع يوحنا على جبل الزيتون" (Act. Of John 97.98)(308). وظن باسيليدس أن شبه السيد المسيح وقع على سمعان القيرواني فصلبوا سمعان ووقف يسوع يضحك، فقال القديس إيريناؤس في كتابه ضد الهرطقات عنه: "فظهر كإنسان... وصنع معجزات، وهو لم يمت بل أجبر سمعان القيرواني على حمل صليبه وألقى بشبهه عليه، واعتقدوا أنه يسوع فصُلِب بخطأ وجهل. واتخذ هو شكل سمعان القيرواني ووقف جانبًا يضحك عليهم، ولأنه قوة غير مادية وعقل الآب غير المولود فقد غيَّر هيئته كما أراد وهكذا صعد إلى الذي أرسله" (Iren b.1 24: 4 , 3)(309).

 وادّعى الفيلسوف الوثني كلسوس أن يسوع من الممكن أن يكون قد اختفى فجأة وهو على الصليب، فيقول: "وإذا كان يسوع عظيمًا بهذا المقدار، فلماذا لم يُظهر ألوهيته بالاختفاء فجأة وهو على الصليب" (العلاّمة أوريجانوس الرد على كلسوس 2: 86)(310).

_____

الحواشي والمراجع لهذه الصفحة هنا في موقع الأنبا تكلاهيمانوت:

(307) الصلب والصليب... حقيقة أم خرافة؟ ص 56.

(308) هل صُلِب المسيح حقًا وقام؟ طبعة 1993م ص 15، 16.

(309) هل صُلِب المسيح حقًا وقام؟ طبعة 1993م ص 18.

(310) الصلب والصليب... حقيقة أم خرافة؟ ص 56.


الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع

https://st-takla.org/books/helmy-elkommos/cross/look-alike-origins.html

تقصير الرابط:
tak.la/n3s697t