توضيح:
قال الكردينال نيكولاس من كوزا " نحن نعلم أن بطرس ما استلم من يسوع المسيح أكبر من سلطان باقي الرسل فإنه في الواقع لم يقل له شيء إلاَّ ما قيل لباقي الرسل... " (57)
فعلًا بطرس الرسول لم يتفوق بشيء عن إخوته كما أن الرب يسوع لم يُميّزه بشيء عن أخوته بدليل:
1- هناك نبوات عن التلاميذ ككل مثل " في كل الأرض خرج منطقهم وإلى أقصى المسكونة أقوالهم.." (مز190: 14)، وإرميا تنبأ عنهم أيضًا "وأُقيم عليها رعاة يرعونها فلا تخاف بعد ولا ترتعد ولا تُفقَد يقول الرب" (ار23: 4) ولكن لا توجد نبوة قط عن بطرس الرسول بمفرده.
 |
2- أرسل الرب يسوع التلاميذ للكرازة في أرض إسرائيل بعد أن منحهم جميعًا رتبة الرسولية، وأعطاهم سلطانًا متساويًا على شفاء المرضى وعمل المعجزات وإخراج الأرواح الشريرة، وفي هذا لم يُميّز بطرس عنهم، ولم يقمه رئيسًا عليهم ولذلك عندما رجعوا حدَّثوه بكل ما فعلوا، ولم يقدموا تقريرًا إلى بطرس لأنه ليس هو المسئول عنهم.
3- قال السيد المسيح لهم جميعًا " لا أعود أسمَّيَكم عبيدًا لأن العبد لا يعلم ما يعمل سيده. لكنى قد سمَّيتكم أحبَّاء لأني أعلمتكم بكل ما سمعته من أبى. ليس أنتم اخترتموني بل أنا اخترتكم وأقمتكم لتذهبوا وتأتوا بثمر ويدوم ثمركم" (يو15: 15، 16) فواضح أن التلاميذ جميعًا تساووا في المعرفة وفي الاختيار.
4- بعد القيامة وهب السيد المسيح جميع التلاميذ بلا استثناء سر الكهنوت "ولما قال هذا نفخ وقال لهم اقبلوا الروح القدس. من غفرتم خطاياه تُغفر له. ومن أمسكتم خطاياه أُمسكت" (يو20: 22، 23)، ولم يذكر الإنجيل أن الرب يسوع ميَّز بطرس بنفخة زائدة من أجل سر الرئاسة.
5- عندما أرسل السيد المسيح تلاميذه للكرازة عقب القيامة وقال لهم " فاذهبوا وتلمذوا جميع الأمم وعمدوهم باسم الآب والابن والروح القدس" (مت28: 19) لم يذكر لا بالتصريح ولا بالتلميح أنه عندما تواجههم المشاكل أو عندما يختلفون يعودون إلى بطرس رئيسهم. إنما قال لهم " ها أنا معكم كل الأيام إلى انقضاء الدهر" (مت28: 20).
6- عندما تحدث السيد المسيح عن الذي سيسلمه لم يجد بطرس الدالة ليسأله عمن هو. لذلك أومأ إلى يوحنا الحبيب فسأله يوحنا " يا سيد من هو؟" (يو13: 25).
7- لو كان الرب يسوع ميز بطرس بالرئاسة لرشح وعيَّن وأقام بطرس البديل ليهوذا مباشرة، ولكنه لم ينفرد في هذا الأمر لا بالانتخاب ولا بالصلاة ولا بإلقاء القرعة (أع 15:15-26).
8- عند انتخاب السبعة شمامسة لم يختارهم بطرس الرسول، ولم يختر أحدهم. بل أختارهم الشعب وسامهم الرسل شمامسة (أع6: 2-6).
9- صرَّح الإنجيل بأن بطرس تخصَّص لكرازة اليهود وبولس لكرازة الأمم الوثنيين "أنى اؤتمنت على إنجيل الغرلة كما بطرس على إنجيل الختان" (غل2: 7) مع ملاحظة أن الذي أرسل بولس لخدمة الأمم هو الرب يسوع، كما ذكرنا أيضًا هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت في مواضِع أخرى. (أع22: 21) فذهب وكرز وأقام قسوسًا وأساقفة ولم يرجع في كل هذا إلى بطرس الرسول في شيء.
10- عندما ظهرت مشكلة التهود في أنطاكية وكان بطرس هناك لم يقدر أن يحسم المشكلة.
11- عندما انعقد مجمع أورشليم رأسه يعقوب وليس بطرس، وجاء القرار الجماعي " لأنه قد رأى الروح القدس ونحن.." (أع15: 28)
12- لو كان الرب يسوع ميَّز بطرس بالرئاسة هل كان يستجرئ الرسل الذين تحت رئاسته أن يرسلوه مع يوحنا إلى السامرة؟!
13- لو كان بطرس رئيسًا هل كان يتجرأ بولس الرسول أن يواجهه ويلومه ويوبّخه علانية..؟! ليس هذا فقط بل ويسجل هذا الأمر في رسالته إلى شعب غلاطية.
14-التلاميذ جميعهم متساوون في المجد المُعَّد لهم " فقال لهم يسوع الحق أقول لكم أنكم أنتم الذين تبعتموني في التجديد متى جلس ابن الإنسان على كرسي مجده تجلسون أنتم أيضًا على اثني عشر كرسيًا تدينون أسباط إسرائيل الاثني عشر" (مت19: 28).
15- أشار سفر الرؤيا للرسل بالإكليل الموضوع على رأس الكنيسة والمكوَّن من اثني عشر كوكبًا (رؤ12: 1) ولم يذكر أن كوكبًا مُميزًا بالرئاسة عن بقيتهم.
16- الرسل هم الصخور والأساسات المُشيَّد عليها سور أورشليم السمائية " وسور المدينة كان له اثنا عشر أساسًا وعليها أسماء رسل الخروف الاثني عشر" (رؤ21: 14).
_____
(57) لمحة. تعليم مسيحي ك2 ف21 (راجع تنوير الأذهان بالبرهان - للأسقف ايسيذورس ص148).
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/helmy-elkommos/catholic/peter-brethern.html
تقصير الرابط:
tak.la/r4pzkrm
