ج: 1- تعبير " كلمة الله" في اللغة العبرية "دابار" أو "دافار"، وفي اللغة الأرامية "ميمرا" Memra، و"الميمرا" مصطلح فلسفي ديني يشير للكلمة الإلهية أو العقل الإلهي، الذي من خلاله خلق الله الكون وحافظ عليه، فالميمرا هو القوة الخالقة التي أوجدت الكون من العدم، والميمرا هو الوسيلة التي يتواصل بها الله مع البشر من خلال الأنبياء أو الأسفار المقدَّسة. وظهر هذا المصطلح في التناخ Ta Nakh باللغة الأرامية في القرن الخامس قبل الميلاد، فاليهود الذين ولدوا في سبي بابل تغيرت لغتهم من العبرية للأرامية. فكان هناك ضرورة مُلحة لترجمة الأسفار المقدَّسة من العبرية التي جهلها اليهود إلى الأرامية التي يتحدثون بها، ودُعيت هذه الترجمة "الترجوم" واستخدمت في العبادات سواء في الهيكل أو المجامع اليهودية، فكان أحد الأشخاص يقرأ في التوراة آية آية أو ثلاث آيات ثلاث آيات باللغة العبرية، ويقف مقابله من ينطق بهذه الآيات بالأرامية، ووجدت أجزاء من الترجومات ضمن مخطوطات وادي قمران، ومن أشهر هذه الترجومات "ترجوم أونكليس" Targum Onqulos، و"ترجوم يوناثان" Targum Jonathan، ومعنى كلمة "ترجوم" أي ترجمة تفسيرية. ومن سمات "كلمة الله" (المميرا) ما يلي:
1- "الميمرا" هو شخص ذو عقل وإرادة وعاطفة: كما هو واضح من سفر الأمثال: "اَلْحِكْمَةُ تُنَادِي فِي الْخَارِجِ. فِي الشَّوَارِعِ تُعْطِي صَوْتَهَا. تَدْعُو فِي... فِي الْمَدِينَةِ تُبْدِي كَلاَمَهَا قَائِلَةً... حِينَئِذٍ يَدْعُونَنِي فَلاَ أَسْتَجِيبُ. يُبَكِّرُونَ إِلَيَّ فَلاَ يَجِدُونَنِي" (أم 1: 20 - 28)، وقال الرب: "هكَذَا تَكُونُ كَلِمَتِي الَّتِي تَخْرُجُ مِنْ فَمِي. لاَ تَرْجعُ إِلَيَّ فَارِغَةً بَلْ تَعْمَلُ مَا سُرِرْتُ بِهِ وَتَنْجَحُ فِي مَا أَرْسَلْتُهَا لَه" (إش 55: 11)، فالميمرا هو أقنوم الكلمة الذي ينادي ويدعو الناس للَّه، وهو أقنوم الكلمة الذي يعمل وينجح.
2- "الميمرا" كائن منذ الأزل: فجاء في سفر الأمثال:" اَلرَّبُّ قَنَانِي أَوَّلَ طَرِيقِهِ... مُنْذُ الأَزَلِ مُسِحْتُ مُنْذُ الْبَدْءِ... لَمَّا ثَبَّتَ السَّمَاوَاتِ كُنْتُ هُنَاكَ أَنَا. لَمَّا رَسَمَ دَائِرَةً عَلَى وَجْهِ الْغَمْرِ... لَمَّا رَسَمَ أُسُسَ الأَرْضِ كُنْتُ عِنْدَهُ صَانِعًا" (أم 8: 22 - 30)، ومعنى " قَنَانِي" أي "امتلكني" مثلما تُرجمت للإنجليزية "Possessed me" ولكن الترجمة السبعينية ترجمتها بمعنى خلقني أو صنعني وهي ترجمة غير دقيقة، وقد استغلها الأريوسيين للطعن في مساواة الابن بالآب، بينما الأصل العبري يُركز على أن أقنوم الكلمة هو خالق الكون، ومن المستحيل أن يكون الخالق مخلوقًا، فهو كائن قبل الخليقة " مُنْذُ الأَزَلِ مُسِحْتُ". يقول "وليم باركلي": "الكلمة التي لبست مجرد صوت صارخ بل قوة واقعة لها فاعليتها... كلمة الله. الذي به خلق العالمين... الكلمة التي وردت في الترجوم فتعبر عن فكر الله وذاته وصفاته... ثم الحكمة الإلهية كما تصوّره أسفار الحكمة، قوة الله الخالق الأزلي، الذي ينير كل إنسان" (268). كما يقول "وليم باركلي" أيضًا: "ألا يرى القارئ في هذه الكلمات (أم 8: 22 - 30) صورة ما ورد في حديث يوحنا عن الكلمة؟ ألا يسمع هنا أصداء من أفكار الوحي في البشارة الرابعة عن الكلمة الأزلي؟. فالحكمة هناك منذ الأزل، قوة جبارة خالقة، يصدر عنها النور، والبهجة والحياة، أليس هذا هو نفسه حديث يوحنا عن الكلمة، اللوجوس؟ الذي من البدء كان وبغيره لم يكن شيء مما كان؟!" (269).
وجاء في حكمة يشوع بن سيراخ: "ينبوع الحكمة كلمة الله في العُلَى ومسالكها الوصايا الأزلية" (سي 1: 5)... "الحكمة تمدح نفسها... إني خرجتُ من فم العَليِّ بِكرًا قبل كل خليقة" (سي 24: 1، 5). بِكرًا قبل كل خليقة منذ الأزل.
![]() |
3- "الميمرا" أقنوم الكلمة يتمايز عن أقنوم الآب: كقول الكتاب: "مُنْذُ وُجُودِهِ أَنَا هُنَاكَ وَالآنَ السَّيِّدُ الرَّبُّ أَرْسَلَنِي وَرُوحُهُ" (إش 48: 16).
4- "الميمرا" هو الخالق: "بِكَلِمَةِ الرَّبِّ صُنِعَتِ السَّماوَاتُ وَبِنَسَمَةِ فِيهِ كُلُّ جُنُودِهَا" (مز 33: 6)... " الرَّبُّ بِالْحِكْمَةِ أَسَّسَ الأَرْضَ. أَثْبَتَ السَّمَاوَاتِ بِالْفَهْمِ" (أم 3: 19)... " يا صَانِعَ الْجَمِيعِ بِكَلِمَتِكَ وَفَاطِرَ الإِنْسَانِ بِحِكْمَتِكَ" (حك 9: 1-2).
5- "الميمرا" هو الشافي: "أَرْسَلَ كَلِمَتهُ فَشَفَاهُمْ وَنَجَّاهُمْ مِنْ تَهْلُكَاتِهِمْ" (مز107: 20).
6- "الميمرا" يحفظ ويُخلص: كقول الرب لموسى: "هَا أَنَا مُرْسِلٌ مَلاَكًا أَمَامَ وَجْهِكَ لِيَحْفَظَك... اِحْتَرِزْ مِنْهُ وَاسْمَعْ لِصَوْتِهِ وَلاَ تَتَمَرَّدْ عَلَيْهِ لأَنَّهُ لاَ يَصْفَحُ عَنْ ذُنُوبِكُمْ لأَنَّ اسْمِي فِيهِ. وَلكِنْ إِنْ سَمِعْتَ لِصَوْتِهِ... فَإِنَّ مَلاَكِي يَسِيرُ أَمَامَكَ..." (خر 23: 20 - 23).
7- "الميمرا" هو حكمة وقوة ومجد الله الآب: "لأَنَّ الْحِكْمَةَ أَسْرَعُ حَرَكَةً مِنْ كُلِّ مُتَحَرِّكٍ... فَإِنَّهَا بُخَارُ قُوَّةِ الله وَصُدُورُ مَجْدِ الْقَدِيرِ الْخَالِصُ فَلِذلِكَ لاَ يَشُوبُهَا شَيْءٌ نَجِسٌ. لأَنَّهَا ضِيَاءُ النُّورِ الأَزَلِيِّ... إِنَّهَا أَبْهَى مِنَ الشَّمْسِ وَأَسْمَى مِنْ كُلِّ مَرْكَزٍ لِلنُّجُومِ وَإِذَا قِيسَتْ بِالنُّورِ تَقَدَّمَتْ عَلَيْهِ" (حك 7: 24 - 29).
وأقنوم الحكمة هو الذي يفتقد الإنسان: "إِنَّ الْحِكْمَةَ ذَاتُ بَهَاءٍ وَنَضْرَةٍ لاَ تَذْبُلُ وَمُشَاهَدَتُهَا مُتَيَسِّرَةٌ لِلَّذِينَ يُحِبُّونَهَا... لأَنَّهَا تَجُولُ فِي طَلَبِ الَّذِينَ هُمْ أَهْلٌ لَهَا" (حك 6: 13 - 17). وأقنوم الحكمة هو الذي يقود أولاد الله للآب: "الحكمة تنشئ لها بنين... من أحبها أحب الحياة... الذين يعبدونها يخدمون القدوس والذين يحبونها يحبهم الرب" (سي 4: 12 - 15). وقال أيوب الصديق عن أقنوم الحكمة: "أَمَّا الْحِكْمَةُ فَمِنْ أَيْنَ تُوجَدُ وَأَيْنَ هُوَ مَكَانُ الْفَهْمِ... لاَ يُعْطَى ذَهَبٌ خَالِصٌ بَدَلَهَا... لاَ تُوزَنُ بِذَهَبِ أُوفِيرَ أَوْ بِالْجَزْعِ الْكَرِيمِ أَوِ الْيَاقُوتِ الأَزْرَقِ" (أي 28: 12 - 16). يقول "دكتور موريس تاوضروس": "فإن القديس غريغوريوس اللاهوتي يُفسر هذه الآية (أي 28: 15) فيقول " أن حكمة الله هنا هو الأقنوم الثاني، فمن يقتني الحكمة يقتني الخالق نفسه، ومن هنا فلا نستطيع أن نضع أي مخلوق مهما كان ثمنه (قدره) على نفس المستوى مع الخالق". ومن هنا قال المزمور: "يَا رَبُّ إِلهَ الْجُنُودِ مَنْ مِثْلُكَ قَوِيٌّ" (مز 89: 8)، والقديس جيروم يقول: "الحكمة هيَ رب المجد يسوع وهو أثمن من كل اللآلئ ومن الذهب الخالص". ومن العبارات العجيبة في كلمات أيوب البار عن الحكمة قوله: "الله يَفْهَمُ طَرِيقَهَا وَهُوَ عَالِمٌ بِمَكَانِهَا" (أي 28: 23). وهذا يعني أن لا أحد يعرف الابن الذي هو حكمة الله إلاَّ الآب. فهو يعرف الابن لأنه هو ابنه مولود منه وابنه بالطبيعة وهو دائمًا في حضن الآب ولم ينفصل عنه حتى وإن كان قد تجسَّد، ولذلك قال السيد المسيح عن نفسه أنه في الآب والآب فيه (يو 14: 10). وقيل في (أم 3: 19) " الرَّبُّ بِالْحِكْمَةِ أَسَّسَ الأَرْضَ " فكلمة الحكمة هنا تشير إلى المسيح اللوغوس، الأقنوم الثاني في الثالوث القدوس" (270).
← انظر كتب أخرى للمؤلف هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت.
8- "الميمرا" هو أيضًا الكلام الذي تفوه ونطق به الرب: كقول الكتاب: "بَعْدَ هذِهِ الأُمُورِ صَارَ كَلاَمُ الرَّبِّ إِلَى أَبْرَامَ فِي الرُّؤْيَا قَائِلًا لاَ تَخَفْ يَا أَبْرَامُ. أَنَا تُرْسٌ لَكَ. أَجْرُكَ كَثِيرٌ جِدًّا" (تك 15: 1)... " كَلِمَةُ الرَّبِّ الَّتِي صَارَتْ إِلَى إِرْمِيَا" (إر 46: 1؛ 47: 1)... " اَلْكَلِمَةُ الَّتِي تَكَلَّمَ بِهَا الرَّبُّ إِلَى إِرْمِيَا النَّبِيِّ" (إر 46: 13)، (راجع مي 1: 1؛ صف 1: 1؛ حج 1: 1؛ زك 1: 1).
9- "الميمرا" كما أنها أشارت إلى "كلمة الله" المنطوقة، فأنها في مواضع أخرى أشارت للَّه ذاته: ففي سفر التكوين: "فَخَلَقَ الله الإِنْسَانَ عَلَى صُورَتِهِ" (تك 1: 27)، ولفظة "الله" هنا جاءت في "ترجوم يوناثان" "كلمة الله" (Memra Yhwh)، وأيضًا جاء في سفر التكوين على لسان يعقوب: "إِنْ كَانَ الله مَعِي وَحَفِظَنِي... يَكُونُ الرَّبُّ لِي إِلهًا" (تك 28: 20-21). فجاءت كلمتي "الله" و"الرب" في "ترجوم أونكليوس" "كلمة الرب" فجاء النص: "إن كان كلمة الرب (Memra Yhwh) معي... يكون كلمة الرب (Memra Yhwh) لي إلهًا". كذلك جاء في لقاء موسى وشعبه مع الله: "وَأَخْرَجَ مُوسَى الشَّعْبَ مِنَ الْمَحَلَّةِ لِمُلاَقَاةِ الله" (خر 19: 17)، ولفظة "الله" هنا وردت في الترجمة الأرامية "كلمة الله" (Memra Yhwh). إن ظهورات الله في العهد القديم للآباء والأنبياء كانت ظهورات خاصة بأقنوم الكلمة، ودعاه الكتاب "ملاك الرب (يهوه)" أو "ملاك حضرته" (إش 63: 9) أو "ملاك العهد" (ملا 3: 1)، وفي الترجمة الأرامية جاءت " كلمة الرب" (Memra Yhwh).
وحاول "جرشوم شوليم" Gershom Scholem في كتابه "شكل رأس إيلوهيم" أن يُعرّف "الميمرا "، فقال: "الميمرا... مستخدمة في تفسير الترجومات، الترجومات الأرامية للكتاب المقدَّس، لتشير إلى كلمة الله (ميمرا إيلوهيم). ليست (مجرد) حيلة لغوية لحل مشكلة تجسيمات الله، تشبيهه بصور بشرية، فهي لها مغزى لاهوتي حقيقي. الميمرا... هيَ... قوة مخترقة العالم، هيَ حقيقة في عالم المادة والعقل، الوجه الدائم لإيلوهيم، الذي يمسك كل الأشياء بقدرته ككلي الوجود" (راجع القمص عبد المسيح بسيط - وكان الكلمة الله). وجاء في الترجوم أن معنى "الكلمة" هو "ذات الله وحكمة الله" (راجع د. محمد علي زهران - إنجيل يوحنا في الميزان ص 236). وفي حوار "الشهيد يوستين" مع الفيلسوف اليهودي "تريفو" أكد أن ظهورات الله للآباء في العهد القديم كانت لأقنوم الكلمة، يسوع المسيح، فقال عنه أنه هو الله الذي ظهر للآباء، وقد دُعي مرة بملاك المشورة العظمى (ملا 1: 3)، ودُعي إنسانًا في حزقيال، ومثل ابن إنسان في دانيال، وولد في إشعياء، ودعاه داود مسيحًا وإلهًا ومعبودًا... هو الله ابن الله غير المولود وغير المنطوق به... ويقول أيضًا إن إنسانًا صارع مع يعقوب، ويؤكد أنه الله... فقال يعقوب: "نَظَرْتُ الله وَجْهًا لِوَجْهٍ وَنُجِّيَتْ نَفْسِي" (تك 32: 30)... ودُعي بالكلمة لأنه يحمل الأخبار من الآب للبشر ولكنه غير منقسم أو منفصل عن الآب أبدًا، كما يُقال أن نور الشمس الذي على الأرض غير منفصل عن الشمس في السماء... أنه مولود من الآب بقوته وإرادته ولكن دون انفصال (راجع النصوص المسيحية في العصور الأولى - القديس يوستينوس الفيلسوف والشهيد ص 301 - 306 - الحوار مع تريفون اليهودي ف 126 - 129).
وإن كان البعض يتساءل: هل أخذت الأسفار المقدَّسة تعبير "كلمة الله" (اللوغوس في اليونانية λόγος والميمرا في الأرامية) من الفلاسفة اليونان، أم أن الفلاسفة اليونان هم الذين تأثروا بما جاء في الأسفار المقدَّسة؟ فمن الطبيعي أن نقول أن الأحدث أخذ من الأقدم، وليس من المنطقي أن نقول العكس، وبما أن الأحدث هم الفلاسفة اليونان، لأن أول من استخدم مصطلح "اللوغوس" هو هيراقليطس (535 - 470 ق.م)، إذًا هم الذين أخذوا من الأقدم أي الأسفار المقدَّسة، فقد وردت "كلمة الله" ومشتقاتها في العهد القديم نحو 1232 مرة، وفي العهد الجديد نحو 1012 مرة، بعضها قصد به كلمات الله التي تفوَّه بها، وبعضها قصد به أقنوم الكلمة، أقنوم الحكمة (راجع موقع الأنبا تكلا). يقول "عبد الرحمن بدوي": "الكتاب الذي كان عمدة كتب التاريخ إبان القرن الثامن عشر ونعني به كتاب بروكر "التاريخ النقدي للفلسفة" ففي هذا الكتاب... في البدء عرف الإنسان أو أوحي إلى الإنسان بالحقائق الأولى وانتقلت هذه الحقائق إلى الآباء اليهود ومنهم للبابليين والأشوريين ثم وصلت أخيرًا إلى اليونانيين" (271).
ونختتم إجابة هذا السؤال بقول "الدكتور موريس تاوضروس": "وعلى العموم في الترجوم يكثر استعمال كلمة "المِمْرا" التي تعني "كلمة الله" وتستعمل بدل استعمال "لفظ الله" أو بمعنى - كما قلنا - الله يُظهِر نفسه في كلمته. فالكلمة هنا ليس مجرد صوت مسموع، بل الكلمة هنا هو الصانع والخالق للأشياء "فَاعْلَمِ الْيَوْمَ أَنَّ الرَّبَّ إِلهَكَ هُوَ الْعَابِرُ أَمَامَكَ نَارًا آكِلَةً" (تث 9: 3)، إذًا ما نريد أن نؤكده ونكرر تأكيده أننا لا نجد خلفية الحديث عن اللوغوس في إنجيل يوحنا - لا نجدها في الفلسفة اليونانية كما يزعم الكثير من كتب أساتذة الفلسفة في المكتبة العربية - بل نجد الخلفية في العهد القديم" (272).
إذًا نقول بملء الفم أن القديس يوحنا الإنجيلي لم يأخذ تعبير "اللوغوس" من الفلاسفة اليونانيين، ولكن بحكم أنه كان يهوديًا متأصلًا في اليهودية مواظبًا على العبادة كان يعرف جيدًا تعبير "الميمرا"، التعبير الذي يتكرر مئات المرات في الهيكل والمجامع اليهودية من خلال الترجومات المستخدمة. فلم يكن قط تعبير "الميمرا" غريبًا عن الأذان اليهودية، فهو تعبير يعيش داخله يملأ كيانه وفكره، و"الميمرا" هو "كلمة الله" هو "اللوغوس" يعرفه القديس يوحنا ويدركه أكثر من إدراك أي فيلسوف من فلاسفة اليونان له، فلا يقل بعد أي ناقد أن يوحنا الرسول لم يأتِ بجديد لأنه أقتبس تعبير "اللوغوس" الذي أقام عليه إنجيله من هيراقليطس والرواقيين مرورًا بفيلون الفيسلوف اليهودي السكندري الذي عاش في النصف الأول من القرن الأول الميلادي.
_____
(268) تفسير العهد الجديد - بشارة يوحنا جـ 1، ص46.
(269) المرجع السابق، ص45.
(270) تفسير الإنجيل للقديس يوحنا جـ 1، ص113.
(271) ربيع الفكر اليوناني، ص18.
(272) تفسير الإنجيل للقديس يوحنا جـ 1، ص110، 111.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/helmy-elkommos/biblical-criticism/new-testament/668.html
تقصير الرابط:
tak.la/x9rxdh9