س540: ما هيَ علاقة إنجيل لوقا بسفر الأعمال؟ وما هيَ الأدلة على قانونية إنجيل لوقا، وصحة نسبته للقديس لوقا؟
ج: أولًا: علاقة إنجيل لوقا بسفر الأعمال: كاتب إنجيل لوقا هو هو كاتب سفر الأعمال، ومن الأدلة على ذلك:
1- إن كل من إنجيل لوقا وسفر الأعمال موجه لنفس الشخصية، شخصية " الْعَزِيزُ ثَاوُفِيلُسُ"، وهو شخص له وظيفته المرموقة.
2- في بداية سفر الأعمال إشارة واضحة إلى إنجيل لوقا، حيث يقول القديس لوقا " اَلْكَلاَمُ الأَوَّلُ أَنْشَأْتُهُ يَا ثَاوُفِيلُسُ عَنْ جَمِيعِ مَا ابْتَدَأَ يَسُوعُ يَفْعَهُ وَيُعَلِّمُ بِهِ.." (أع 1: 1-4) فواضح أن المقصود بالكلام الأول الذي يتحدث عن أفعال يسوع وتعاليمه وموته وقيامته وظهوراته بعد القيامة وصعوده، هو إنجيل لوقا.
3- لغة السفرين واحدة ونظامهما اللاهوتي واحد، فيقول "يودو سكنيل": "إن التشابه الكبير من حيث اللغة والنظام اللاهوتي للكتابين (إنجيل لوقا وأعمال الرسل) يدل على أن للكتابين كاتب واحد" (The History and Theolagy of the New Testament Writings P.259) (راجع ويكيبديا الموسوعة الحرة).
4- هناك عبارات مشتركة استخدمها الكاتب في كلا السفرين، مثل:
أ– " أَصَابَتْهُ الْقُرْعَةُ" (لو 1: 9) تقابل: "وَصَارَ لَهُ نَصِيبٌ" (أع 1: 17).
ب- " وَبَعْدَ أَيَّامٍ لَيْسَتْ بِكَثِيرَةٍ" (لو 15: 13) تقابل: "لَيْسَ بَعْدَ هذِهِ الأَيَّامِ بِكَثِيرٍ" (أع 1: 5).
جـ- " مُبْتَدِئًا مِنَ الْجَلِيلِ" (لو 23: 5) تجدها في (أع 10: 37).
د– " عَلَى الأرضِ كُلِّهَا" (لو 23: 44) تقابل: "عَلَى كُلِّ وَجْهِ الأرضِ" (أع 17: 26)... إلخ.
كما أن هناك فقرات متوازية في التركيب والمحتوى بين إنجيل لوقا وسفر أعمال الرسل، مثل:
أ– استقبال الشعب للسيد المسيح عند دخول أورشليم (لو 19: 37) واستقبال البعض لبولس الرسول عند دخول أورشليم (أع 21: 17).
ب- دخول السيد المسيح للهيكل (لو 19: 45) ودخول بولس الرسول للهيكل (أع 21: 26).
جـ- عدم إيمان الصدوقيين بالقيامة (لو 20: 27، أع 23: 6).
د– السيد المسيح يُقدِّم سر الافخارستيا (لو 22: 19)، وكذلك بولس الرسول (أع 20: 11).
هـ- القبض على السيد المسيح (لو 22: 54) والقبض على بولس الرسول (أع 21: 30).
و– ضرب السيد المسيح ولطمه أثناء المحاكمة (لو 22: 64) وكذلك بولس الرسول ضُرب على فمه (أع 23: 2).
ويقول "تالبرت" Talbert أن النمط التركيبي في التوافق بين إنجيل لوقا وأعمال الرسل في المحتوى والتسلسل في العديد من النقاط يرجع إلى أن محرّر النصين شخص واحد (راجع القمص عبد المسيح بسيط - إنجيل لوقا كيف كُتب؟ وكيف وصل إلينا؟).
وجاء في "دائرة المعارف الكتابية": "وقد أثبت هارناك بكل دقة ومهارة (في كتابه عن أعمال الرسل) أن الخصائص اللغوية لإنجيل لوقا موجودة في كل أجزاء سفر الأعمال بما فيها الأجزاء التي يُستخدم فيها ضمير المتكلمين (نحن، ونا)" (25).
5- كل من إنجيل لوقا وسفر أعمال الرسل احتوى على اهتمامات مشتركة، فسفر الأعمال يستكمل ما جاء في إنجيل لوقا، فإن كان في الإنجيل نسج القديس لوقا أروع قصة في التاريخ عن حياة وتعاليم ومعجزات ابن الإنسان، فإنه في سفر الأعمال يُظهِر عمل الروح القدس من خلال تلاميذ السيد المسيح ورسله الأطهار الذين نشروا الكرازة للأمم في شتى أنحاء المسكونة. وإن كان إنجيل لوقا حوى كرازة السيد المسيح في أرجاء أرض فلسطين، فإن سفر الأعمال استكمل الكرازة في أنطاكية وروما وشتى بقاع الأرض. إن كان إنجيل لوقا حوى قصة يسوع المسيح، فإن سفر الأعمال حوى قصة الكنيسة عروس المسيح التي تستمر فصولها إلى نهاية الأيام. فمن جهة التسلسل التاريخي فإنه هناك انسجام تام بين إنجيل لوقا وسفر الأعمال.
ثانيًا: قانونية إنجيل لوقا وصحة نسبته للقديس لوقا: بالنسبة لقانونية إنجيل لوقا كأحد الأناجيل الأربعة القانونية، وكأحد أسفار العهد الجديد القانونية قد تم مناقشته بالتفصيل فيُرجى الرجوع إلى مدارس النقد - العهد الجديد - مقدمة (1) الباب الثالث: تدوين أسفار العهد الجديد وقانونيتها. وقد بدأ التشكيك في نسبة الإنجيل الثالث للقديس لوقا مع ظهور الحركة العقلانية، حيث قال بعض النُقَّاد أن نسبة الإنجيل الثالث للقديس لوقا مجرد تخمين لا يعتمد على دليل كتابي، فلا بطرس الرسول ولا بولس ولا غيرهما ذكر أن كاتب هذا الإنجيل هو لوقا. مع أن الأدلة على نسبة هذا الإنجيل لكاتبه لوقا الإنجيلي أدلة كافية ودامغة، ودعنا يا صديقي نذكر منها نقط سبعة أدلة:
1- لم يكن اسم القديس لوقا اسما لامعًا في سماء الكنيسة الأولى مثل اسم بطرس أو بولس أو يعقوب أو يوحنا، ولم يكن من جملة التلاميذ الاثني عشر ولا الرسل السبعين، فكون الكنيسة بالإجماع تنسب لهذا الرجل سفرين يُمثلان أكثر من ربع العهد الجديد، وكون أن أحدًا لم ينازعه في هذا، ولم يظهر أي شخص ادعى أن هذين السفرين لا يخصان القديس لوقا. ففي هذا الدليل الكافي الشافي على نسبة كل من الإنجيل الثالث وسفر الأعمال للقديس لوقا الطبيب الحبيب المبشر. ويقول "القس ليون موريس": "قد يرفض البعض ما جاء بهذا التقليد على أساس أنه مجرد تخمين. بيد أن هذا لا ينم إلاَّ عن أفتراء، فلم يكن لوقا -على حد علمنا- شخصًا بارزًا في الكنيسة الأولى حتى يُنسب إليه سفرين كبيران دون مبرّر. وإذا كان الأمر مجرد تخمين، أفلم يمكن بالأولى أن يُنسب السفران إلى أحد التلاميذ، أو إلى أبفراس أو مرقس. أما أن رجلًا ليس من بين التلاميذ، ولم تكن له مكانة مرموقة مميزة أجمع الكل منذ القديم على أنه كاتب هذا الإنجيل، فهذا أمر له قيمته ووزنه ولا يمكن تجاهله. كما لا يجب أن نتجاهل ما أشار إليه "مارتن دبليوس" Martin Dibelius أنه من المُستبعد أن ينتشر هذا الإنجيل دون ذكر اسم كاتبه (أي لو كان مجهول المصدر). كما أن توجيه السفر إلى ثاوُفيلُس يبين نية مُسبَّقة لنشر الإنجيل بين المثقفين مما يلزم معه إعلان اسم الكاتب... وما كان للتقليد أن ينسب بالإجماع إلى القديس لوقا كتابًا عُرِف عند نشره أن شخصًا آخر قد كتبه" (26).
← انظر باقي سلسلة كتب النقد الكتابي هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت للمؤلف.
2- في القرن الأول كانت الأناجيل الأربعة تُنسخ دون أن يُذكر اسم الكاتب، إنما استقر في وجدان الكنيسة الأولى أن هناك أربعة أناجيل، الأول كاتبه متى، والثاني مرقس، والثالث لوقا، والرابع يوحنا، وفي القرن الثاني عندما ظهر عدد كبير من أناجيل أبوكريفا، كل منها نُسب لشخص مُعيَن من الآباء الرسل، رفضت الكنيسة هذه الأناجيل من جانب، ومن جانب آخر بدأت تضع اسم كل كاتب من الكُتَّاب الأربعة على الإنجيل الذي يخصه، وظهرت عبارة: "الإنجيل بحسب القديس لوقا الإنجيلي" في صدارة الإنجيل الثالث، وهكذا بقية الأناجيل القانونية، والمخطوطات القديمة تشهد بهذا، ولا توجد أي مخطوطة لإنجيل لوقا تحمل اسم آخر غير القديس لوقا.
3- في مقدمة لإنجيل لوقا يرجع تاريخها إلى (160-180م) عُرفت بِاسم "ضد ماركيون"، وجاء في "التفسير الحديث": "المقدمة التي كُتبت لبشارة لوقا ردًا على ماركيون الهرطوقي والتي تذكر أن لوقا كان من أنطاكية، وأنه كان طبيبًا، وأنه كتب إنجيله في أخائية، وأنه لم يتزوج، ومات (استشهد) في الرابعة والثمانين" (27) (راجع أيضًا الدكتور القس فهيم عزيز - المدخل إلى العهد الجديد ص272، 273).. كان ماركيون أقوى هراطقة عصره وقد رفض كل أسفار العهد القديم بحجة أنها أتت من إله اليهود الإله العادل البار القاسي، ولم يقبل من الأناجيل الأربعة إلاَّ إنجيل لوقا بعد أن حذف الأصحاحين الأولين والأصحاح الأخير.
4- في أواخر القرن الثاني جاء في "تعريف لاتيني" للأناجيل الأربعة القانونية: "لوقا سوري من أنطاكية، طبيب، تلميذ الرسل. أخيرًا اتبع بولس حتى استشهاده. لقد خدم الرب بلا لوم، ولم يتزوج، ولم يكن له ولد، ثم مات في بيثينية، ممتلئًا من الروح القدس... فبعد أن كتب متى إنجيله في اليهودية، ومرقس في إيطاليا، كتب هو (لوقا) إنجيله، بوحي الروح القدس، في إقليم أخائية... وفي مطلعه يذكر أن أناجيل أخرى قد دُوَّنت قبله، لكن تراءى له ضرورة تدوين سيرة كاملة وشاملة، وذلك لأجل المؤمنين من أصل يوناني" (28) (راجع أيضًا الخوري بولس الفغالي - إنجيل لوقا جـ 1 ص27). واقتبس كتاب "البطاركة الاثني عشر" (الذي يرجع تاريخه إلى الفترة من 100-120م) من إنجيل لوقا نحو 22 كلمة نادرة منها (19) كلمة لم يستخدمها أحد غير القديس لوقا. كما اقتبس من سفر الأعمال (24) كلمة منها (20) كلمة قاصرة على سفر الأعمال (راجع القمص عبد المسيح بسيط أبو الخير. إنجيل لوقا كيف كُتب؟ وكيف وصل إلينا؟). ويقول "بولمر" في تعليقه على إنجيل لوقا: "من الثابت في النصف الثاني من القرن الثاني، كان هذا الإنجيل مُعتَرفًا به من قبل ذلك بكثير" (29).. كما يقول "بولمر" أيضًا: "إنه لا يوجد في النقد الكتابي ما هو أثبت من تلك الحقيقة وهيَ أن لوقا هو كاتب الإنجيل الثالث" (30). ويقول "يولخر" في مقدمته لإنجيل لوقا: "يتفق القدماء بالإجماع على أن الكاتب هو لوقا تلميذ بولس" (31).
5- الترجمات القديمة مثل الترجمة اللاتينية القديمة، والسريانية البَشيطا، والقبطية الصعيدية أثبتت نسبة الإنجيل الثالث للقديس لوقا.
6- جاء في "وثيقة موراتوري" The Muratorian Fragment والتي ترجع إلى نحو سنة 170م: "والكتاب الثالث للإنجيل هو بحسب لوقا، فلوقا هذا كان طبيبًا، وقد اصطحبه بولس معه، بعد ارتفاع المسيح، رفيق الطريق وبِاسمه دوَّن ما هو مشهور، لأنه لم يرَ شخصيًا المسيح في الجسد، وقد ابتدأ بمولد يوحنا" (32) (راجع أيضًا الخوري بولس الفغالي - إنجيل لوقا جـ 1 ص26، 27).
7- شهادة الآباء الأولين بأن كاتب الإنجيل الثالث هو القديس لوقا، وذلك منذ القرون الأولى:
أ– الشهيد يوستين (100 – 165م): يرى العالِم "وستكوت" أن الشهيد يوستين له سبعين اقتباسًا من إنجيل لوقا جاءت في حواره مع تريفو اليهودي.
ب- القديس اكليمنضس الروماني: الأسقف الثالث لروما، واستشهد خلال الفترة (99-101م ) وقد اقتبس من إنجيل القديس لوقا في رسالته الثانية.
جـ- الشهيد بوليكاربوس: تلميذ يوحنا الحبيب شهد بأن القديس لوقا الإنجيلي هو كاتب الإنجيل الثالث، وقد نقل "بابياس" أسقف هيرابوليس (نحو 80-160م) شهادة بوليكاربوس هذه.
د- القديس إيرينيؤس (نحو 130-202م): أسقف ليون بفرنسا في القرن الثاني الميلادي، وهو نقل شهادة بوليكاربوس بأن القديس لوقا هو كاتب الإنجيل الثالث (راجع ضد الهرطقات ك 3 ف 14 ع 3-4). وفي معرض حديثه عن الإنجيليين الأربعة في كتابه الثالث قال: "ولوقا أيضًا، رفيق بولس، كتب إنجيلًا ويحوي ما كان بولس يكرز به" (3: 1: 1) (33).
كما يقول "القديس إيرينيئوس": "أما الإنجيل بحسب لوقا، إذ يتخذ (المسيح) صنعته الكهنوتية، فقد بدأ بزكريا وهو يرفع ذبيحة للَّه. فقد أعدَّ الأب العجل المسمن الذي على وشك أن يُذبح لأجل استرداد الابن الأصغر" (3: 11: 8) (34).
وأيضًا يقول "القديس إيرينيئوس": "ولكن كون لوقا هذا غير قابل للانفصال عن بولس، وهو شريكه العامل معه في الإنجيل... ويدعوه (بولس) "الحبيب" وعمل معه عمل مُبشّر، واستؤمن أن يسلم إلينا إنجيلًا.." (3: 14: 1) (35).
وفي رد "القديس إيرينيئوس" على أتباع ماركيون يقول: "إن هؤلاء الرجال ينبغي عليهم إما أن يقبلوا بقية روايته، وإما أن يرفضوا هذه الأجزاء أيضًا. فليس هناك أشخاص ذوي نظرة سليمة يمكن أن يسمحوا لهم أن يقبلوا بعض الأمور التي رواها لوقا على أنها صادقة، ويطرحوا جانبًا أجزاء أخرى، وكأنه لم يكن عارفًا بالحقيقة. وإذ رفض أتباع ماركيون هذه الأخرى، فلن يكون لديهم أي إنجيل، لأنه بتر الإنجيل بحسب لوقا.." (3: 14: 4) (36).
هـ- تاتيان: ضم في كتابه "الدياتسرون" سنة 160م ما جاء في إنجيل لوقا.
و– القديس اكليمنضس السكندري (150-215م): قال: "وبعد أن نشر مرقس ولوقا إنجيليهما يُقال أن يوحنا الذي كان صرف كل وقته في نشر الإنجيل شفويًا بدأ أخيرًا أن يكتب" (37).
ويقول أيضًا: "أما سلسلة نسب مُخلصنا حسب الجسد فكان طبيعيًا أن يتجنبها يوحنا، لأن متى ولوقا كانا قد تحدثا عنها" (38).
وأيضًا يقول "القديس اكليمنضس": "أما لوقا فإنه هو نفسه في بداية إنجيله يبين السبب الذي دعا إلى كتابته، فيقرّر بأنه إذا كان آخرون كثيرون قد تسرعوا في تأليف قصة عن الحوادث المتيقنة عنده فقد أحسن هو بضرورة إراحتنا من آرائهم غير المتيقنة، ودوَّن في إنجيله وصفًا دقيقًا لتلك الحوادث التي تلقي عنها المعلومات كاملة، يساعد على ذلك صداقته الوثيقة لبولس وإقامته معه ورفقته معه ورفقته لسائر الرسل" (يوسابيوس 3: 24)(39). (راجع أيضًا الأرشمندريت يوسف دره الحداد - دراسات إنجيلية (2) تاريخ المسيحية في الإنجيل بحسب لوقا ص 39).
ز– العلامة أوريجانوس (182 – 251م): أكد أن الإنجيل الثالث: "هو الإنجيل بحسب لوقا، الذي مدحه بولس، والذي دوّن لأجل المؤمنين من الأممييين" (تفسير متى ف1- قابل الآباء اليونان 13: 830، وأفسابيوس: تاريخ الكنيسة ك 6 ف 25 ع 6) (40).
ح– العلامة ترتليان (160-220م): في كتابه "ضد ماركيون" Against Marcion (4: 2، 3، 5) شهد بأن لوقا هو كاتب إنجيله. وقال في الرد على ماركيون: "إن عادة الكنائس الرسولية أن تقرأ الإنجيل بحسب لوقا (ف 4-5) وأن لوقا تلميذ بولس، هو صاحب الإنجيل الذي اعتمده ماركيون دون سواه، بعد تحريفه وتسميته (إنجيل بولس)" (41) (راجع أيضًا الخوري بولس الفغالي - إنجيل لوقا جـ1 ظهور الكلمة والرسالة إلى الجليل ص28).
ط– يوسابيوس القيصري (265 – 339م): يقول: "لقد أعطانا متى ولوقا في إنجيليهما نسب المسيح، كل منهم بطريقة مختلفة" (1: 7: 1) (42).
كما يقول "يوسابيوس القيصري": "أما لوقا، الذي كان من أبوين أنطاكيين، والذي كان يمتهن الطب، والذي كان صديقًا حميمًا لبولس ومعروفًا من سائر الرسل، فقد ترك لنا في سفرين قانونيين براهين على موهبة الشفاء الروحي التي تعلمها منهم. إن أحد هذين السفرين فهو الإنجيل الذي يشهد بأنه كتبه كما سلَّمه إليه الذين كانوا منذ البدء معاينين وخدامًا للكلمة، والذين قد تتبعهم من الأول بالتدقيق كما يقول. وأما السفر الثاني فهو أعمال الرسل الذي كتبه لا بناءً على رواية الآخرين بل بناءً على ما رآه هو بنفسه" (3: 4: 7) (43).
ى– القديس جيروم (347-420م): قال: "إن لوقا كان أعلم الإنجيليين بلغة اليونانيين، فقد كان طبيبًا وأديبًا، وكتب الإنجيل لليونانيين" (44). كما أوضح "القديس جيروم" في شرحه لإشعياء، ومقدمة شرح متى، أن لوقا ألّف الإنجيل الثالث وأعمال الرسل (راجع الخوري بولس الفغالي - إنجيل لوقا جـ 1 - ظهور الكلمة والرسالة إلى الجليل ص29).
ك– مارآفرام السرياني (306-373م): يقول: "إن متى كتب إنجيله في اليهودية ومع اليهود وباللغة العبرية، مرقس بشَّر في مصر وكتب باللاتينية، لوقا باليونانية، أما يوحنا فكتب إنجيله في النهاية لأنه عاش في العالم حتى وقت الإمبراطور تراجان" (45) (راجع أيضًا نفس المرجع ص114، 115).
ل– القديس أغسطينوس (354-430م)(46): يقول: "إذًا فهؤلاء الإنجيليون الأربعة المعرفون في العالم كله، يعتبرون أنهم قد كتبوا في هذا الترتيب: متى أولًا، ثم مرقس، وثالثًا لوقا، وأخيرًا يوحنا.." (Augustine of Hippo, De Gonensu Evangelistarum 1. 3, 4).
_____
(25) دائرة المعارف الكتابية جـ 1، ص450.
(26) ترجمة نيكلس نسيم - التفسير الحديث للكتاب المقدَّس - العهد الجديد - إنجيل لوقا ص50.
(27) ترجمة نيكلس نسيم - التفسير الحديث للكتاب المقدَّس - العهد الجديد - إنجيل لوقا، ص50.
(28) أورده الأرشمندريت يوسف دره الحداد - دراسات إنجيلية - تاريخ المسيحية في الإنجيل بحسب لوقا، ص37، 38.
(29) دائرة المعارف الكتابية، جـ 1 ص448.
(30) المرجع السابق، ص450.
(31) المرجع السابق، ص448.
(32) دائرة المعارف الكتابية، جـ 1، ص37.
(33) ترجمة د. نصحي عبد الشهيد - ضد الهرطقات، جـ 2 ص16.
(34) المرجع السابق، ص48.
(35) المرجع السابق، ص69.
(36) ترجمة د. نصحي عبد الشهيد - ضد الهرطقات، جـ 2 ص72، 73.
(37) أورده الدكتور موريس تاوضروس - المدخل إلى العهد الجديد، ص113.
(38) المرجع السابق، ص113.
(39) المرجع السابق، ص113.
(40) أورده الأرشمندريت يوسف دره الحداد - دراسات إنجيلية (2) تاريخ المسيحية في الإنجيل بحسب لوقا ص39.
(41) المرجع السابق، ص38.
(42) ترجمة القس مرقس داود - تاريخ الكنيسة ط 1960 ص41.
(43) ترجمة القس مرقس داود - تاريخ الكنيسة ط 1960، ص109.
(44) أورده الأرشمندريت يوسف دره الحداد - دراسات إنجيلية (2) تاريخ المسيحية في الإنجيل بحسب لوقا، ص93.
(45) أورده د. مارك الفونس - النص تحت الفحص - كيف تطوَّر يسوع من البشارة إلى الأناجيل، ص115.
(46) المرجع السابق، ص116، 117.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/helmy-elkommos/biblical-criticism/new-testament/540.html
تقصير الرابط:
tak.la/vg4nkck