St-Takla.org  >   books  >   helmy-elkommos  >   biblical-criticism  >   new-testament
 

مكتبة الكتب المسيحية | كتب قبطية | المكتبة القبطية الأرثوذكسية

كتاب النقد الكتابي: مدارس النقد والتشكيك والرد عليها (العهد الجديد من الكتاب المقدس) - أ. حلمي القمص يعقوب

415- ما دام المسيح مات كفارة عن العالم (1 يو 2: 1، 2) فلماذا لم يُصلَب في عيد الكفارة بدلًا من عيد الفصح؟

 

س415: ما دام المسيح مات كفارة عن العالم (1 يو 2: 1، 2) فلماذا لم يُصلَب في عيد الكفارة بدلًا من عيد الفصح؟

St-Takla.org                     Divider     فاصل موقع الكنيسة القبطية الأرثوذكسية - أنبا تكلا هايمانوت
St-Takla.org Image: The Holy Cross stature over a tomb, with scenes of the Crucifixion, Nativity, Baptism and Resurrection - Glasenvin Cemetery, Dublin, Ireland - Photograph by Michael Ghaly for St-Takla.org, June 15, 17, 18, 2017. صورة في موقع الأنبا تكلا: تمثال الصليب المقدس على واجهة أحد القبور، وعليه مشاهد الصلبوت، الميلاد، العماد، القيامة - من صور مدافن جلاسينفين، دبلن، أيرلندا - تصوير مايكل غالي لموقع الأنبا تكلاهيمانوت، 15 و17 و18 يونيو 2017 م.

St-Takla.org Image: The Holy Cross stature over a tomb, with scenes of the Crucifixion, Nativity, Baptism and Resurrection - Glasenvin Cemetery, Dublin, Ireland - Photograph by Michael Ghaly for St-Takla.org, June 15, 17, 18, 2017.

صورة في موقع الأنبا تكلا: تمثال الصليب المقدس على واجهة أحد القبور، وعليه مشاهد الصلبوت، الميلاد، العماد، القيامة - من صور مدافن جلاسينفين، دبلن، أيرلندا - تصوير مايكل غالي لموقع الأنبا تكلاهيمانوت، 15 و17 و18 يونيو 2017 م.

ج: كان اليهود يحتفلون بسبعة أعياد سنوية هيَ:

(1) عيد الفصح 14 نيسان.

(2) عيد الفطير 15 - 21 نيسان.

(3) عيد الباكورة.

(4) عيد الأسابيع أو الحصاد أو الخمسين 6 سوان.

(5) عيد الأبواق.

(6) عيد الكفارة 10 تشرين.

(7) عيد المظال 15 - 21 تشرين.

 

وقد أوصى اللَّه أن يحضر جميع رجال بني إسرائيل من كل مكان إلى أورشليم في ثلاثة أعياد وهيَ عيد الفطير (بداية من عيد الفصح)، وعيد الأسابيع أو الحصاد والخمسين، وعيد المظال أو عيد الجمع -كما ذكرنا أيضًا هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت في مواضِع أخرى- (خر 23: 14 - 16، 34: 22، لا 22: 10، تث 16: 13).

وكلٍ من عيد الفصح وعيد الكفارة هو رمز للسيد المسيح، فعيد الفصح يرمز للمسيح الذي فدانا من الموت وعبر بنا إلى الحياة، وفدانا من العبودية وعبر بنا إلى الحرية، وعيد الكفارة يرمز للمسيح الذي فدانا من الخطية. إذًا الرب يسوع تمم الهدف من العيدين، عيد الفصح وعيد الكفارة، ولو صُلِب السيد المسيح يوم الكفارة لقال المعترضون ولماذا لم يُصلَب في عيد الفصح ما دام خروف الفصح كان رمزًا لآلامه وصلبه... لقد أوضح لنا الكتاب أن المسيح هو فصحنا: "لأَنَّ فِصْحَنَا أَيْضًا الْمَسِيحَ قَدْ ذُبحَ لأَجْلِنَا" (1 كو 5: 7). كما أوضح الكتاب أيضًا أن المسيح هو كفارتنا: "يَسُوعُ الْمَسِيحُ الْبَارُّ. وَهُوَ كَفَّارَةٌ لِخَطَايَانَا. لَيْسَ لِخَطَايَانَا فَقَطْ بَلْ لِخَطَايَا كلِّ الْعَالَمِ أَيْضًا" (1 يو 2: 1، 2).. " وَرَئِيسَ كَهَنَةٍ أَمِينًا فِي مَا للَّهِ حَتَّى يُكَفِّرَ خَطَايَا الشَّعْب" (عب 2: 17).

والفصح يحمل في طياته الكفارة، فدم الفصح الأول الذي أُقيم غمسوا فيه نبات الزوفا ومسوا بها العتبة العليا والقائمتين ليحمي أبكارهم ويكفر عنهم فلا يموتون: "وَخُذُوا بَاقَةَ زُوفَا وَاغْمِسُوهَا فِي الدَّمِ الَّذِي فِي الطَّسْتِ وَمُسُّوا الْعَتَبَةَ الْعُلْيَا وَالْقَائِمَتَيْنِ بِالدَّمِ الَّذِي فِي الطَّسْت" (خر 12: 22)، ودائمًا نبات الزوفا يُشير للتطهير (لا 14: 4، 6، عد 19: 6، 18). ويقول "دكتور غالي": "فكلمة الفصح وهيَ في العبري " بيسخا " من مصدر فعل باسخا الذي يعني يَعْبُر عن، ويعني حماية من الموت وتغطية أيضًا. فالفصح هو كفارة أي تغطية وإنقاذ من موت وإعطاء حياة وحرية. ودم الفصح هو كفارة، فأي دم حيوان يُذبح عن آخر هو كفارة: "لأَنَّ نَفْسَ الْجَسَدِ هِيَ فِي الدَّمِ فَأَنَا أَعْطَيْتُكُمْ إِيَّاهُ عَلَى الْمَذْبَحِ لِلتَّكْفِيرِ عَنْ نُفُوسِكُمْ لأَنَّ الدَّمَ يُكَفِّرُ عَنِ النَّفْسِ " (لا 17: 11). فخروف الفصح الذي يُسفك دمه كفارة وتطهيرًا هو كفارة تغطية وإنقاذ من موت وإعطاء حياة وحرية... فالفصح هو خلاص وكفارة ولكن الكفارة هيَ كفارة فقط. فلهذا المسيح اختار أن يكون فصحنا وكفارتنا بفداؤه لنا في عيد الفصح، وليس الكفارة فقط في عيد الكفارة (بل هيَ مستمرة مع الذبائح). كما أن الفصح له معاني أكثر وهذا يوضح خطة عمل الرب بطريقة أفضل. فبعض الأمور في الفصح تفصح عن فداء المسيح في الفصح أكثر من الكفارة" (موقع هولي بايبل).

 

ومن أهم إشارات الفصح للمسيح الذبيح الفادي:

1) ذبيحة الفصح حمل ابن سنة بلا عيب (خر 12: 5) وقال يوحنا المعمدان عن السيد المسيح: "هُوَذَا حَمَلُ اللَّهِ الَّذِي يَرْفَعُ خَطِيَّةَ الْعَالَمِ" (يو 1: 29)، بينما ذبائح عيد الكفارة كثيرة فتُقدم ذبيحة محرقة من ثور وكبش وسبعة خراف حولية، وذبيحة خطية من تيسين أحدهما ليهوه والآخر لعزازيل، وتصل ذبائح عيد الكفارة إلى 15 ذبيحة (راجع كتابنا: أسئلة حول الصليب س14 ص72 - 78).

2) ذبيحة الفصح تحمل معنى العبور من العبودية للحرية، من أرض مصر إلى أرض كنعان، ويحمل هذا العيد معنى الفرح والخلاص، وعندما وضعوا من دم الفصح على القائمتين والعتبة العليا (خر 12: 7) لم يضعوا الدم على العتبة السفلى حتى لا يُداس بالأقدام، فدم الفصح كان يُمثل منظر الصليب، وبواسطة دم الحمل هذا نجا أبكار إسرائيل من الموت:" فَأَرَى الدَّمَ وَأَعْبُرُ عَنْكُمْ" (خر 12: 13). أما الكفارة فتحمل معنى الخلاص من الدينونة فقط.

3) قبل الفصح كانت تتم تنقية البيت من الخميرة، التي هيَ رمز الخطية، فالمسيح يفدينا من خطايانا بعد توبتنا، بينما في عيد الكفارة لم ينزعوا الخمير من البيت.

4) كان الشعب يشارك في اختيار ذبيحة الفصح، فكل أسرة تشتري الخروف وتحفظه ليوم الذبح، وهذا يرمز إلى أن كل إنسان يختار المسيح بإرادته وكامل حريته، وكما كان خروف الفصح يظل تحت الحفظ من اليوم العاشر لليوم الرابع عشر (خر 12: 6) هكذا دخل المسيح أورشليم يوم أحد الشعانين وظل مُقيمًا فيها وفي بيت عنيا الذي يقع في تخومها إلى يوم صلبه، وكان يُفحَص ويُمحَص بواسطة رؤساء الكهنة والكتبة والفريسيين والهيرودسيين والناموسيين. أما ذبائح الكفارة الكثيرة فليس للشعب أي دور في الاختيار.

5) قيل عن خروف الفصح: "يَذْبَحُهُ كُلُّ جُمْهُورِ جَمَاعَةِ إِسْرَائِيلَ فِي الْعَشِيَّة" (خر 12: 6) وهكذا صرخ بنو إسرائيل " اصْلِبْهُ اصْلِبْهُ".

6) كانت ذبيحة الفصح أول الذبائح التي قدمها بنو إسرائيل في أرض مصر، ويعتبر الفصح من أكبر الأعياد اليهودية، وكانوا يحتفلون به في أول شهور السنة في فصل الربيع، وهو أفضل من جهة التوقيت من عيد الكفارة الذي يحتفلون به في العاشر من الشهر السابع أي في الخريف.

7) كانوا يشوُّون الفصح على النار بوضعه على سفودين (سيخين) متعامدين علامة الصليب ويأكلونه مشويًا بالنار إشارة إلى آلام الصلب، وهذا لم يحدث مع ذبائح الكفارة.

8) في ذبيحة التيسين يوم الكفارة كان يُطلق أحدهما والثاني يُحرَق بالكامل ولا يشترك فيه أحد، أما ذبيحة الفصح فكان مُقدميها يأكلونها، فأكل خروف الفصح كان إشارة لسرّ الإفخارستيا حيث قدم السيد المسيح جسده ودمه بصورة غير منظورة تحت مظهر الخبز والخمر.

9) في ذبيحة الفصح لا يُكسر عظم من خروف الفصح (خر 12: 46) وهذا إشارة إلى عدم كسر أي عظم من عظام المسيح، فعندما كسروا ساقي كل من اللصين ليعجلوا بموتهما لم يكسروا ساقي المسيح لأنه كان قد مات: "لأَنَّ هذَا كَانَ لِيَتِمَّ الْكِتَابُ الْقَائِلُ عَظْمٌ لاَ يُكْسَرُ مِنْهُ" (يو 19: 36) وهكذا تنبأ داود قائلًا: "يَحْفَظُ جَمِيعَ عِظَامِهِ. وَاحِدٌ مِنْهَا لاَ يَنْكَسِرُ" (مز 34: 20) (راجع كتابنا أسئلة حول الصليب س15 ص86 - 90) (للمزيد من البحث في هذا الموضوع يُرجى الرجوع إلى موقع هولي بايبل).


الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع

https://st-takla.org/books/helmy-elkommos/biblical-criticism/new-testament/415.html

تقصير الرابط:
tak.la/7zgkc2m