س390 *: إن كان ملكوت السموات ليس أكلًا ولا شربًا (رو 14: 17) ولا يعبر عنه بكلمات بشرية (1 كو 2: 9) فكيف يُشبِّه السيد المسيح هذا الملكوت السمائي بزفاف ابن ملك ووليمة ثيران ومسمنات (مت 22: 1 - 4)؟ وهل اعتذار جميع المدعوين للعرس (مت 22: 3) يشير إلى أن هناك عيبًا في صاحب العرس؟ وكيف يحرق الملك مدينة المدعوين (مت 22: 7) لمجرد أنهم رفضوا حضور زفاف ابنه؟ وهل كتب متى الإنجيلي إنجيله نحو سنة 80 أو سنة 90م بعد أن شاهد أو سمع ما حلَّ بأورشليم سنة 70م من حريق وخراب، فأسقطه على هذا المَثَل؟
ج: 1- إن كان ملكوت السموات ليس أكلًا ولا شربًا (رو 14: 17) ولا يعبِّر عنه بكلمات بشرية (1 كو 2: 9) فكيف يشبّه السيد المسيح هذا الملكوت السمائي بزفاف ابن ملك ووليمة ثيران ومسمنات..؟ نعم قال الكتاب: "لأَنْ لَيْسَ مَلَكُوتُ اللهِ أَكْلًا وَشُرْبًا، بَلْ هُوَ بِرٌّ وَسَلاَمٌ وَفَرَحٌ فِي الرُّوحِ الْقُدُسِ" (رو 14: 17) كما قال عنها: "مَا لَمْ تَرَ عَيْنٌ وَلَمْ تَسْمَعْ أُذُن،ٌ وَلَمْ يَخْطُرْ عَلَى بَالِ إِنْسَانٍ: مَا أَعَدَّهُ اللهُ لِلَّذِينَ يُحِبُّونَهُ" (1 كو 2: 9). وعندما قال السيد المسيح: "يُشْبِهُ مَلَكُوتُ السَّمَاوَاتِ إِنْسَانًا مَلِكًا صَنَعَ عُرْسًا لابْنِهِ " (مت 22: 1) أوضح في الآية التي تسبقها أنه يسوق مثلًا أي تشبيهًا: "وَجَعَلَ يَسُوعُ يُكَلِّمُهُمْ أَيْضًا بِأَمْثَالٍ قَائِلًا" (مت 22: 1)، ومن المعروف أن "المَثَل" عبارة عن حكاية بسيطة تشرح حقيقة بعيدة، والمَثَل لا يعبر عن الحقيقة في جميع الأوجه، وإلاَّ ما كان يُدعى مَثَلًا. ويمتاز المَثَل بسهولة وإيجاز الفظ، وشرح وإصابة المعنى، ووجود وجه شبه أو أكثر بينه وبين الحقيقة، وأيضًا يمتاز المَثَل بالتشويق وحسن الصياغة، ومن المَثَل يستفيد العالِم المثقَّف وأيضًا الإنسان البسيط. وقد استخدم السيد المسيح له المجد الأمثال في تعليم الشعب: "هذَا كُلُّهُ كَلَّمَ بِهِ يَسُوعُ الْجُمُوعَ بِأَمْثَالٍ، وَبِدُونِ مَثَلٍ لَمْ يَكُنْ يُكَلِّمُهُمْ " (مت 13: 34).
وهذا المَثَل هو المَثَل الثالث الذي قاله السيد المسيح قاصدًا به الشعب اليهودي الذي رفضه ورفض دعوته للملكوت، فالمَثَل الأول هو مَثَل الابنان (مت 21: 28 - 31)، والثاني مَثَل الكرم والكرامين الأردياء (مت 21: 33 - 45)، وهذا هو المَثَل الثالث الخاص بعرس ابن الملك (مت 22: 1 - 14). والملك في هذا المَثَل يمثل اللَّه الآب، ويشير إليه الآب في مَثَل الابنين، كما يُشير له صاحب الكرم في مَثَل الكرامين الأردياء. وهذه الأمثلة الثلاث مرتبطة بسؤال رؤساء الكهنة للسيد المسيح بعد أن طهر الهيكل: "بِأَيِّ سُلْطَانٍ تَفْعَلُ هذَا ؟ وَمَنْ أَعْطَاكَ هذَا السُّلْطَانَ" (مت 21: 23)، ففي مَثَل الابنين أظهر ذاته أنه رب الكرم، وفي مَثَل الكرامين الأردياء أظهر نفسه أنه الوارث الحقيقي للكرم، ومَثَل عرس ابن الملك أظهر نفسه أنه ابن اللَّه، فمن الأمثال الثلاث ظهر أنه الملك ابن الملك. وكل من مَثَل الكرامين وعرس ابن الملك يربط بين العهدين، القديم والجديد معًا، كما يربط بين رفض اليهود وقبول الأمم.
ومن أوجه الشبه بين ملكوت السموات وعرس ابن الملك:
أ - العريس ابن الملك في المَثَل يشير للسيد المسيح العريس السمائي للكنيسة العروس (إش 54: 5، 62: 5، هو 2: 19، مت 9: 14 - 15، 25: 6، يو 3: 2، 2 كو 11: 2، أف 5: 25 - 27، رؤ 21: 9). والعرس يشير للملكوت، فقال الكتاب عن الملكوت: "مَلَكُوتِ ابْنِ مَحَبَّتِهِ " (كو 1: 13). وقد دفع العريس السمائي دمه الثمين المسفوك على عود الصليب مهرًا لعروسه الكنيسة لكي يحضرها لنفسه كنيسة مجيدة عفيفة.
ب - كل من العرس والملكوت له مدعوين، وبحسب العادات الشرقية القديمة كانت وليمة العرس تُقام في بيت العريس، وتُوجه الدعوة للمدعوين مرتين، الأولى إعلان للحضور قبل العرس بيوم أو أكثر، والثانية عندما يصبح كل شيء مُعد للاحتفال والوليمة، وهذ ما حدث في الوليمة التي أقامتها الملكة أستير، إذ دعت الملك أحشويروش وهامان لحضور الوليمة في اليوم التالي (أس 5: 8)، وعندما أعدَّ كل شيء " وَصَلَ خِصْيَانُ الْمَلِكِ وَأَسْرَعُوا لِلإِتْيَانِ بِهَامَانَ إِلَى الْوَلِيمَةِ الَّتِي عَمِلَتْهَا أَسْتِيرُ" (أس 6: 14). في هذا المَثَل نلاحظ أن صاحب العُرس وجه الدعوة للمدعوين مرتين، والمدعوون هم اليهود الذين رفضوا الدعوة، فهم يمثلون الابن الذي لم ينفذ مشيئة الآب في مثل الابنين، وأيضًا يمثلون الكرامين الأردياء الذين أهانوا عبيد سيدهم ثم قتلوا ابنه... لقد وجه اللَّه الدعوة لليهود مرتين، الأولى عبر آباء وأنبياء العهد القديم وآخرهم يوحنا المعمدان الذي دعاهم قائلًا: "تُوبُوا، لأَنَّهُ قَدِ اقْتَرَبَ مَلَكُوتُ السَّماوَاتِ" (مت 3: 2) ولم يستجيبوا، والدعوة الثانية التي بدأت بالسيد المسيح بنفس النداء: "تُوبُوا لأَنَّهُ قَدِ اقْتَرَبَ مَلَكُوتُ السَّمَاوَاتِ" (مت 4: 17)، وتبعه الرسل والكارزون والمُبشرون فأهانوا من أهانوا وقتلوا من قتلوا رافضين الدعوة للمرة الثانية، ولم يلتفتوا إلى عتاب الرب: " وَقَدْ كَلَّمْتُكُمْ مُبَكِّرًا وَمُكَلِّمًا فَلَمْ تَسْمَعُوا، وَدَعَوْتُكُمْ فَلَمْ تُجِيبُوا" (إر 7: 13).. " أَمَّا مِنْ جِهَةِ إِسْرَائِيلَ فَيَقُولُ: طُولَ النَّهَارِ بَسَطْتُ يَدَيَّ إِلَى شَعْبٍ مُعَانِدٍ وَمُقَاوِمٍ" (رو 10: 21).
جـ - إن كل من العرس والملكوت دعوة للفرح والبهجة. يخطئ الذين يظنون أن المسيحية بؤس وشقاء، وعبوس وكآبة، وضيقات وآلام، لأن السيد المسيح قد أوضح أن المسيحية هيَ الدعوة للملكوت، ملكوت الفرح والابتهاج، والبر والسلام والانفتاح على الجميع ومحبة الكل. أنها عُرس، وصاحب العُرس لا يطلب شيئًا لنفسه، إنما كل هدفه أن يُعطي المدعوين، فهؤلاء المدعوون لم يأتوا للفرجة بل للمشاركة، فهم يمثلون العروس التي يبتهج بها عريسها، والعريس هو الابن الوحيد الجنس، هدية الآب للبشرية، ولأن العريس ملكوته ملكوت الفرح لذلك بدأ خدمته وأول آياته في عُرس قانا الجليل، ورسالة الإنجيل هيَ: "كُلُّ شَيْءٍ مُعَدٌّ. تَعَالَوْا إِلَى الْعُرْسِ" (مت 22: 4).. كل شيء قد أُعدَّ بذبيحة الصليب، وقد أعلنها العريس المصلوب القائم: "قَدْ أُكْمِلَ" (يو 19: 30). دعوة العُرس ليست هيَ أذهب وأعمل بقدر ما هيَ تعالَ وخذ.
د - الثيران والمسمنات في هذا المَثَل يشيران للسرور والسلام في المسيح (إش 26: 6) والشبع به، فهو القائل: "مَنْ آمَنَ بِي، كَمَا قَالَ الْكِتَابُ تَجْرِي مِنْ بَطْنِهِ أَنْهَارُ مَاءٍ حَيٍّ" (يو 7: 38).
هـ - في المَثَل الذين رفضوا الدعوة وسخروا من عبيد الملك وقتلوهم استحقوا العقوبة، فأرسل الملك العادل جنوده وأحرق مدينتهم وأهلكهم، وهذا ما حدث مع اليهود قتلة الأنبياء والمُرسلين، فقد نالوا عقوبتهم سنة 70م على يد تيطس القائد الروماني وجنوده.
2- هل اعتذار جميع المدعوين للعُرس (مت 22: 3) يُشير إلى أن هناك عيبًا في صاحب العرس ..؟ اعتذار جميع المدعوين عن الحضور لا يعني أن هناك عيبًا في صاحب العرس، فصاحب العرس هو الملك المملوء صلاحًا وطيبة وحنوًا، لم يُقصّر في شيء على الإطلاق، فقد التزم بالأعراف السائدة ووجه الدعوة للمدعوين مرتين، وقد أعدَّ الوليمة على أكمل وجه: "هُوَذَا غَدَائِي أَعْدَدْتُهُ. ثِيرَانِي وَمُسَمَّنَاتِي قَدْ ذُبِحَتْ، وَكُلُّ شَيْءٍ مُعَدٌّ " (مت 22: 4) هو صاحب الكرم الذي قال: "وَالآنَ يَا سُكَّانَ أُورُشَلِيمَ وَرِجَالَ يَهُوذَا، احْكُمُوا بَيْنِي وَبَيْنَ كَرْمِي. مَاذَا يُصْنَعُ أَيْضًا لِكَرْمِي وَأَنَا لَمْ أَصْنَعْهُ؟ " (إش 5: 3 - 4). إن العيب كل العيب في المدعوين الذين استهانوا بالدعوة: "فَابْتَدَأَ الْجَمِيعُ بِرَأْيٍ وَاحِدٍ يَسْتَعْفُونَ. قَالَ لَهُ الأَوَّلُ: إِنِّي اشْتَرَيْتُ حَقْلًا، وَأَنَا مُضْطَرٌّ أَنْ أَخْرُجَ وَأَنْظُرَهُ. أَسْأَلُكَ أَنْ تُعْفِيَنِي. وَقَالَ آخَرُ إِنِّي اشْتَرَيْتُ خَمْسَةَ أَزْوَاجِ بَقَرٍ، وَأَنَا مَاضٍ لأَمْتَحِنَهَا. أَسْأَلُكَ أَنْ تُعْفِيَنِي. وَقَالَ آخَرُ: إِنِّي تَزَوَّجْتُ بِامْرَأَةٍ، فَلِذلِكَ لاَ أَقْدِرُ أَنْ أَجِيءَ" (لو 14: 18 - 20). إن الاهتمام بالأمور اليومية ليس خطية، بل أن الإنسان مُطالب بالعمل والسعي والجد والاجتهاد، ولكن مكمن الخطورة هو الانهماك في هذه الأمور الزمنية وإهمال الدعوة للأبدية السعيدة: "وَهَمُّ هذَا الْعَالَمِ وَغُرُورُ الْغِنَى يَخْنُقَانِ الْكَلِمةَ فَيَصِيرُ بِلاَ ثَمَرٍ" (مت 13: 22)، ويضيع العُرس الأبدي.
يقول "متى هنري": "إن مشاغل العالم تعوق الكثيرين عن الاتصال بالمسيح، ولا يرفض أحد الوليمة إلاَّ ملتمسًا هذه المعاذير أو تلك (لو 14: 18).. يقول المَثَل اللاتيني: (هذه الأمور المشروعة تؤدي إلى هلاكنا) عندما تُؤدى بطرق غير مشروعة، عندما نهتم ونضطرب لأجل أمور كثيرة لدرجة إهمال الأمر الواحد اللازم"(1). والحقيقة ليس أن المدعوين لم يقدروا على حضور العُرس، لكنهم لم يريدوا: "وَلاَ تُرِيدُونَ أَنْ تَأْتُوا إِلَيَّ لِتَكُونَ لَكُمْ حَيَاةٌ" (يو 5: 40).. لقد تهاونوا واستخفوا بالأمر: "وَلكِنَّهُمْ تَهَاوَنُوا وَمَضَوْا، وَاحِدٌ إِلَى حَقْلِهِ، وَآخَرُ إِلَى تِجَارَتِه" (مت 22: 5).
3- وكيف يحرق الملك مدينة المدعوين (مت 22: 7) لمجرد أنهم رفضوا حضور زفاف ابنه ..؟ لم يكتفِ هؤلاء المدعوين برفض الدعوة سواء قدموا اعتذارات أو لم يقدموا، إنما سخروا من رُسل الملك، وهزأوا بهم وبملكهم. بل وأكثر من هذا: "أَمْسَكُوا عَبِيدَهُ وَشَتَمُوهُمْ وَقَتَلُوهُمْ" (مت 22: 6)، فقد أعلنوا حالة العداء ضد الملك المسالم الصالح، وقد فعلوا هذا الشر العظيم بدون أي مُبرر، فلم يُسيء صاحب العُرس ولا عبيده الكرام لهؤلاء المدعوين الرافضين المتذمرين الأشرار، إنما احترموهم وقدروهم ووجهوا لهم الدعوة مرتين لميراث سماوي مجاني، أمَّا هم فقد قتلوا أولئك الذين قيل عنهم: "مَا أَجْمَلَ أَقْدَامَ الْمُبَشِّرِينَ بِالسَّلاَمِ، الْمُبَشِّرِينَ بِالْخَيْرَاتِ. لكِنْ لَيْسَ الْجَمِيعُ قَدْ أَطَاعُوا الإِنْجِيلَ" (رو 10: 15 - 16).
ويجب أن تلاحظ أن المَثَل لم يقل أن الملك أرسل وأهلك الرافضين لدعوته -كما ذكرنا أيضًا هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت في مواضِع أخرى- إنما قال: "وَأَرْسَلَ جُنُودَهُ وَأَهْلَكَ أُولئِكَ الْقَاتِلِينَ وَأَحْرَقَ مَدِينَتَهُمْ" (مت 22: 7). فقد عاقب هؤلاء المجرمين القتلة، وهذا من صميم اختصاصه كملك عادل يقيم العدل دائمًا وأبدًا. والمقصود بجنود الملك هنا هم الجنود الرومان الذين دمروا أورشليم وأحرقوا وهدموا الهيكل العظيم. وهم جنوده رغم أنهم لا يعرفونه ولا يعبدونه، ولكن لأنه هو مالك كل شيء " لِلرَّبِّ الأَرْضُ وَمِلْؤُهَا. الْمَسْكُونَةُ وَكُلُّ السَّاكِنِينَ فِيهَا " (مز 24: 1) ودعا اللَّه جيش آشور بقضيب غضبه (إش 10: 5)، وهم يتمّمون مشيئته سواء عن قصد أو بدون قصد. لقد أهلك جنود الملك قتلة الأنبياء والمرسلين، أبناء أورشليم العاصية: "يَا أُورُشَلِيمُ، يَا أُورُشَلِيمُ! يَا قَاتِلَةَ الأَنْبِيَاءِ وَرَاجِمَةَ الْمُرْسَلِينَ إِلَيْهَا" (مت 23: 37).
هوذا الملك أعلن غضبه على هؤلاء الرافضين الدعوة القتلة، فساق عليهم جنود الرومان الذين انتقموا منهم نقمة السماء، والتي سجلها يوسيفوس المؤرخ اليهودي، وكان هو المترجم الذي عمل مع الرومان، فسجلها ككارثة عُظمى في التاريخ البشري، وكتب ما لا تحتمل الأذن أن تسمعه، ويقول "متى هنري" عن الخراب الذي لحق بأورشليم: "لم يشهد عصر من العصور خرابًا أشنع من هذا، أو نتائج للسيف والنار أشد هولًا. مع أن أورشليم كانت هيَ المدينة المقدَّسة، المدينة التي اختارها اللَّه، لإسكان اسمه فيها، جميلة الإرتفاع، جميلة الموقع، فرح كل الأرض، ولكن لأنها صارت زانية وانتفى منها العدل بل امتلأت بالقاتلين (إش 1: 21) لذلك جاءها القصاص الهلاك بلا علاج، وصارت عبرة لكل المقاومين للمسيح وإنجيله. كان من عمل الرب أن ينتقم نقمة ميثاقه (لا 26: 25)" (2).
4- هل كتب متى الإنجيلي إنجيله نحو سنة 80م أو سنة 90م بعد أن شاهد أو سمع ما حلَّ بأورشليم سنة 70م من حريق وخراب، فأسقطه على هذا المَثَل..؟ لم يكتب القديس متى إنجيله خلال المدة من 80 - 90م، إنما كتبه قبل هذا بدليل توافر مخطوطات حَوَت بعض الآيات يرجع تاريخها قبل سنة 80م، مثل المخطوطة p54 التي حَوَت عشر آيات (مت 26: 7 - 8، 10، 14 - 15، 22 - 23، 31 - 33) وحدَّد عالِم البرديات "كارستن بيتر فيد" تاريخ كتابتها بنحو سنة 65م (راجع مدارس النقد - عهد جديد - مقدمة (2) س109). وأيضًا استشهد القديس متى نحو سنة 74م في أثيوبيا (راجع ويكيبيديا الموسوعة الحرة). أمَّا القول بأن القديس متى قد أسقط خبر خراب وسقوط أورشليم على المَثَل فهو باطل يفتقد الدليل، ويتعارض مع صدق وأمانة الكاتب، فمن المستحيل أن ينسب القديس متى أو غيره من كتبة الأسفار المقدَّسة كلامًا للسيد المسيح أو لغيره لم يقله، ولا يضع على فمه قولًا لم يتفوَّه به، وهذا أيضًا ضد وحي الكتاب المقدَّس، لأن روح اللَّه القدوس لا يكذب ولا يلفق الحقائق.
_____
* تمت الإجابة على 389 سؤالًا خلال الأجزاء الأربعة السابقة من النقد الكتابي - عهد جديد.
(1) تفسير الكتاب المقدَّس - تفسير إنجيل متى جـ 2 ص242 ، 243.
(2) تفسير الكتاب المقدَّس - تفسير إنجيل متى جـ 2 ص244.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/helmy-elkommos/biblical-criticism/new-testament/390.html
تقصير الرابط:
tak.la/qf5xppa