س141: هل يمكن إلقاء الضوء على "إنجيل الطفولة العربي"؟ ومتى نُشِر؟ ولماذا دُعيَ بالعربي؟ وهل استمد مادته مما جاء في إنجيل يعقوب التمهيدي وإنجيل الطفولة لتوما؟ وما هيَ محتوياته؟
ج: يرجع "إنجيل الطفولة العربي" للقرن السادس الميلادي، وتوجد منه مخطوطة مصورة في فلورنسا ترجع إلى القرن الثاني عشر أو الثالث عشر الميلادي، كما ذكرنا أيضًا هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت في مواضِع أخرى. وتعرَّض هذا الإنجيل لعدّة مراحل من التطوُّر، ودُعيَ بالعربي لأنه انتشر في الجزيرة العربية بشكل واسع، وضم هذا الإنجيل (55) أصحاحًا، ونُشر سنة 1697م باللغتين العربية واللاتينية، وواضح أن الأصل كُتب باللغة السريانية، وجاء في "دائرة المعارف الكتابية": "إنجيل الطفولة العربي: وهو إنجيل عربي بقلم جملة مؤلفين. ومع أنه نُشِر أولًا بالعربية مع ترجمة لاتينية في سنة 1697م إلاَّ أن أصله السرياني يمكن أن يستدل عليه من ذكر عصر الإسكندر الأكبر في الأصحاح الثاني، ومن معرفة الكاتب بالعلوم الشرقية، ومن معرفة الصبي يسوع وهو في مصر بالفلك والطبيعيات. ولعل انتشار استخدام هذا الإنجيل عند العرب والأقباط يرجع إلى أن أهم المعجزات المذكورة فيه حدثت في أثناء وجوده في مصر. ومما يُلفت النظر أنه جاء بهذا الإنجيل (أصحاح 7) أنه بناء على نبوة لزرادشت عن ولادة المسيا، قام المجوس برحلتهم إلى بيت لحم، كما أن به عددًا من القصص التي يذكرها أحد الكتب الدينية الشرقية. والأصحاحات من (1 - 9) مبنية على إنجيل متى ولوقا القانونيين، وعلى إنجيل يعقوب الأبوكريفي، بينما من أصحاح (26) إلى الآخِر مأخوذ من إنجيل توما. والجزء الأوسط من هذا المؤلف شرقي في أسلوبه، ويبدو وكأنه مقتطفات من ألف ليلة وليلة. وليس هناك أي وجه لمقارنة مثل هذه المؤلفات بالأسفار القانونية"(1020).
وجاء في صدارة "إنجيل الطفولة العربي": "بِاسم الآب والابن والروح القدس، الإله الواحد. ونبدأ بمعونة الله العالي القدير ومساعدته، وضع كتاب آيات مخلصنا، وسيدنا وربنا يسوع المسيح، المدعو إنجيل الطفولة، في سلام المخلص آمين"(1021).
ويعتمد هذا الإنجيل في الجزء الأول منه على إنجيل يعقوب التمهيدي (راجع اسكندر شديد - الأناجيل المنحولة ص 31 - 48)، ويعتمد في الجزء الأخير على إنجيل الطفولة لتوما. والحقيقة أنه كان هناك عدة أشكال لإنجيل الطفولة لتوما، فتوجد ثلاث نصوص له، النص الأول يوناني ويشمل (19) أصحاح، والنص الثاني يوناني أيضًا ويشمل (11) أصحاح، والنص الثالث لاتيني ويشمل (15) أصحاح (راجع د. إبراهيم سالم الطرزي - أبوكريفا العهد الجديد - الكتاب الأول ص 65 - 89). وجاء فـي صدارة "إنجيل الطفولة لتوما": "أنا توما الإسرائيلي الأمة، أتوجه إليكم أنتم جميعًا الذين عرفتم عن أخطاء الوثنيين بالإيمان المسيحي، لتعلموا روائع طفولة ربنا يسوع المسيح، وما صنعه بعدما وُلِد في بلادنا. ها هيَ بداية ذلك"(1022).
وجاء في "دائرة المعارف الكتابية": "أناجيل الطفولة: أ- أنجيل توما: ويُعد أكثر الأناجيل انتشارًا وأقدمها بعد إنجيل يعقوب. فقد ذكره أوريجانوس وإيريناؤس ويبدو أنه كان مستخدمًا عند مذهب غنوسي من النحشتانيين (عبدة الحيَّة) في منتصف القرن الثاني. وهو دوسيتي فيما يختص بالمعجزات المسجلة فيه، وعلى هذا الأساس كان مقبولًا عند المانيين. ومؤلفه أحد الماركونيين، كما يقول إيريناؤس. وتوجد اختلافات كثيرة في مخطوطاته التي يُوجد منها اثنتان في اليونانية، وواحدة في اللاتينية وواحدة في السريانية. وإحدى المخطوطتين اليونانيتين أطول من الأخرى كثيرًا، بينما اللاتينية أطول منهما بعض الشيء، وأهم ما به هو تسجيل معجزات يسوع قبل بلوغه 12 سنة وهو يصوّر المسيح طفلًا خارقًا للعادة، ولكنه غير محبوب بالمرة. وعلى النقيض من المعجزات المُسجّلة في الأناجيل القانونية، نجد المعجزات المسجّلة فيه تميل إلى طبيعة التدمير، وصبيانية وشاذة. أن الإنسان ليُصدَم إذ يقرأ مثل هذا عن الرب يسوع المسيح، فهيَ تمزج قدرة الله بنزوات الطفل المشاكس المتقلب، وبدلًا من الخضوع لوالديه، يسبب لهم متاعب خطيرة، وبدلًا من النمو في الحكمة، نراه في هذا الإنجيل مندفعًا يريد أن يعلّم معلميه، وأن يبدو عالِمًا بكل شيء منذ البداية، ويطلب والد - مات ابنه بسببه - من يوسف: "خذ يسوعك هذا من هذا المكان لأنه لا يمكن أن يقيم معنا في هذه المدينة، أو على الأقل علمه أن يبارك لا أن يلعن". وعندما كان يسوع في مصر في الثالثة من عمره، نقرأ في الأصحاح الأول: "وإذ رأى الأولاد يلعبون، بدأ يلعب معهم، وأخذ سمكة مجفَّفة ووضعها في حوض وأمرها أن تتحرك، فبدأت تتحرك، فقال للسمكة: "اخرجي الملح الذي فيكِ وسيري في الماء" ففعلت ذلك، وعندما رأى الجيران ما حدث، أخبروا به الأرملة التي كانت مريم أمه تقيم عندها، وطالما سمعت ذلك طردتهم من بيتها فورًا"(1023).
1ــ يسوع يخلق طيرًا: جاء في "إنجيل الطفولة لتوما": "كان الطفل يسوع، وعمره خمسة أعوام، يلعب على حافة ساقية، وكان يتلقى فـي أقنية (قنوات) صغيرة المياه الجارية، فغدت على الفور رائقة وصافية، وكانت تطيع صوته. وإذ جَبَل طينًا، استخدمه ليصنع أثنى عشر طائرًا، وكان اليوم والحال هذه يوم سبت، وكان هناك أطفال آخرون كُثَّر ويلعبون معه، فمضى فورًا أحد اليهود وقد رأى ما كان يفعله يسوع، وأنه كان يلعب يوم السبت، وقال لأبيه يوسف: "ها أن ابنك على حافة الساقية، وقد صنع اثنى عشر طائرًا من الطين، ودنس السبت، وجاء يوسف إلى ذلك الموضع، وإذ رأى ما فعل يسوع صاح: "لِمَ فعلت يوم السبت ما هو محظور فعله؟"، فصفق يسوع بيديه وقال للطيور: "هيَّا. فطارت مغرّدةً، واستولى الاعجاب على اليهود لدى رؤية هذه المعجزة، ومضوا يروُّون ما رأوا يسوع يفعله"(1024). وهذا الحدث يشبه ما جاء في القرآن: "أَنِّي أَخْلُقُ لَكُم مِّنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ فَأَنفُخُ فِيهِ فَيَكُونُ طَيْرًا بِإِذْنِ اللَّهِ" (آل عمران 49، والمائدة 110).
2ــ يوسف يُوحى له، ويسوع يصفه بالجنون: بينما كان يسوع يسير صدمه طفل في كتفه فثار عليه يسوع وأماته، فقال أهل الطفل الميت ليوسف أنك لن تستطيع أن تسكن قريتنا إن لم تُعلّم أبنك أن يبارك ولا يلعن، فنادى يوسف الطفل يسوع ووبخه قائلًا: لِمَ تفعل هذه الأشياء؟ إنهم يحقدون علينا وسوف نُضطهَد. فأجاب يسوع: أعلم أن الكلمات التي تلفّظت بها ليست منك، بل أُوحيت إليك، إلاَّ أنني سأصمت لأجلك، أما هم، فسوف ينالون عقابهم. وعلى الفور غدا متهموه عميانًا، والذين رأوا ذلك ذُعِروا جدًا، وكانوا يترددون ويقولون: كل من كلماته يليها فعل، إما للخير، وإما للشر، ويأتي بمعجزات. وعندما رأوا يسوع يفعل أشياء كهذه، اشتكوه إلى يوسف الذي شدَّ أذنه بقوة، فغضب الطفل وقال: ليكفيك البحث وعدم الاكتشاف. لقد تصرّفت كمجنون. أنا لكَ من دون شكٍ، إنما ليس عليك أن تعذبني في شيء. فأنا لك فلا تزعجني مطلقًا. (راجع اسكندر شديد - الأناجيل المنحولة ص 23، 24).
3ــ يسوع يميت معلمه: جاء أيضًا في "إنجيل الطفولة لتوما": "وكان المعلم يعرف مهارة الطفل كلها ويرهبه، إلاَّ أنه كتب الألف باء، وحين أراد سؤال يسـوع، قال له يسوع: "إذا كنت حقًا معلّمًا، وإذا كان لديك معرفة صحيحة بالأحرف، فقل لي ما معنى حرف ألڤا، أقول لك ما معنى حرف پيتا". فدفعه المعلم ثائرًا، وضربه على رأسه. فلعنه الطفل غاضبًا من هذه المعاملة، وعلى الفور سقط المعلم على وجهه ميتًا... وعاد الطفل إلى سكن يوسف، الذي اغتم جدًا لذلك، وقال لأم يسوع: "لا تدعيه يجتاز باب البيت، فكل الذين يثيرون غضبه يصعقهم الموت"(1025).
واقتبس "إنجيل الطفولة العربي" معجزات الطفل يسوع مـن "إنجيل الطفولة لتوما" وهو ما دُعيَ بإنجيل توما الإسرائيلي، وفيما يلي نعرض مختصر الأحداث والمعجزات التي جاءت في "إنجيل الطفولة العربي" كما أوردها دكتور/ إبراهيم سالم الطرزي - أبوكريفا العهد الجديد - الكتاب الأول جـ 1 ص 114 - 138، واسكندر شديد - الأناجيل المنحولة ص 49 - 80، والقمص عبد المسيح بسيط - أبوكريفا العهد الجديد جـ 1 ص 131 - 153 ولا يتسع المجال للتعليق على هذه الأحداث والمعجزات الخرافية والتي شابتها الأخطاء، إنما نترك هذا للقارئ الفطن الذي يميّز بين ما هو صواب وما هو خطأ:
الأصحاح الأول: يتكلّم يسوع في المذود، قائلًا لأمه: "أنا الذي ولدتِه، أنا يسوع ابن الله الكلمة، كما أعلن لك الملاك جبرائيل، وأن أبي أرسلني لخلاص العالم".
الأصحاح الثاني: صدر أمر أغسطس قيصر بالاكتتاب سنة 304 من الإسكندر الأكبر، وذهب يوسف ومريم إلى بيت لحم، وفي الطريق فاجأها المخاض، فادخلها يوسف إلى مغارة، وذهب يبحث عن قابلة.
الأصحاح الثالث: تدخل القابلة المغارة المتلألئة بنور يفوق نور الشمس، وتقول للعذراء: "أنت لا تشبهين بنات حواء". فقالت مريم لها: "كما أن ليس هناك أحد بين بني البشر شبيهًا بابني، كذلك أمه لا نظير لها بين كل النساء". وحملت القابلة الطفل فنالت الشفاء وصارت آمة له.
الأصحاح الرابع: مجيء الرعاة للمغارة وتسبيح الجنود الملائكية.
الأصحاح الخامس: ختان الرب يسوع في المغارة، والقابلة تأخذ قطعة الجلد وتضعها في إناء من المرمر به زيت ناردين عتيق، ثم فيما بعد باع ابن القابلة، وهو تاجر عطور، هذا الطيب لمريم الخاطئة فسكبته على رأس المسيح، وفي اليوم الأربعين لميلاد الطفل دخلوا به إلى الهيكل وقدموا ذبيحة.
الأصحاح السادس: دخلت مريم الهيكل ومعها الرب يسوع والملائكة تشكّل دائرة حوله، وسمعان الشيخ يحمله ويقول تسبحته، وحنة النبية كانت حاضرة.
الأصحاح السابع: حضر المجوس لبيت لحم يحملون هداياهم، وأهدتهم العذراء مريم قطعة قماش كان ملفوف بها الطفل يسوع، ففرحوا بهذه العطية جدًا.
الأصحاح الثامن: عاد المجوس إلى وطنهم واجتمع الملوك والأمراء معهم يسألونهم عن رحلتهم، ثم أقاموا احتفالًا وأشعلوا النيران وسجدوا لقطعة القماش، ثم ألقوها في النيران، فلم تحترق.
الأصحاح التاسع: هيرودس يدبّر لقتل الرب يسوع، والملاك يظهر ليوسف ليهرب إلى مصر.
الأصحاح العاشر: اقتربت العائلة من مدينة بها وثن به شيطان مارد، حتى أن بقية الأوثان كانت تقدم له العطايا والنذور، وكان هناك كاهنًا يخدم هذا الوثن، وابن الكاهن كان عمره ثلاث سنوات، وكانت الشياطين تسيطر عليه فيتنبأ ويعلن أشياء كثيرة، وكان يمزق ثيابه ويركض عاريًا، ويرشق الناس بالأحجار، وعندما حلَّت العائلة المقدَّسة بالمكان اُصيب السكان بالذعر فلجأوا للوثن يسألونه عن سبب الذعر والهلع الذي أصابهم، فأخبرهم أنه بسبب حضور الإله الحقيقي، ابن الله بالحق، وإذ الأرض تتزلزل والوثن يسقط ويتحطم وهكذا بقية الأوثان.
الأصحاح الحادي عشر: يضع ابن الكاهن الصغير الذي تسيطر عليه الشياطين أحد الأقمطة الخاصة بالرب يسوع على رأسه فنال الشفاء للوقت، وشوهد غربان وحيتان تبتعد عنه، وفرح الكاهن بشفاء ابنه، وقال: "يا بُني، قد يكون هذا الطفل ابن الله الحي الذي خلق السماء والأرض... ".
الأصحاح الثاني عشر: عندما تحطّم الوثن خاف يوسف ومريم وقالا نخشى أن يحرقنا المصريون.
الأصحاح الثالث عشر: رحلت العائلة المقدَّسة واقتربت من مأوى لصوص، وهؤلاء اللصوص يجرّدون المسافرين من ثيابهم وأمتعتهم ويوثقونهم بالقيود، وإذ سمع اللصوص صوت جيش عظيم وآلات موسيقية، هربوا، ونهض الأسـرى الموثقين واستعادوا ممتلكاتهم، وسألوا يوسف أين هو الملك الذي أرعب اللصوص؟ فقال لهم يوسف أنه يتبعنا.
الأصحاح الرابع عشر: جاء يوسف ومريم إلى مدينة بها امرأة عليها شياطين، حتى أنها كانت تهيم على وجهها عارية ترشق الناس بالأحجار وتقف قرب القبور، وعندما رأت هذه المرأة العائلة المقدَّسة هرب الشيطان منها على شكل شاب وهو يصرخ: "الويل لي بسببك يا مريم، وبسبب ابنك!"، وخجلت المرأة من عريها وأسرعت إلى سكنها وارتدت ملابسها واستضافت أسرتها الغنية العائلة المقدَّسة.
الأصحاح الخامس عشر: رحلت العائلة المقدَّسة في المساء إلى مدينة أخرى، أُقيم فيها احتفال بعرس، ولكن تعازيم السحرة أصابت العروس بالخرس، وإذ لمحت العروس العائلة مدت يدها نحو الرب يسوع، وحملته على ذراعيها، فنطقت، وفرح أهل المدينة بها معتقدين أن الله وملائكته نزلوا بينهم، وأمضوا بالمدينة ثلاثة أيام.
الأصحاح السادس عشر: جاءت العائلة المقدَّسة إلى مدينة أخرى، وكان فيها امرأة نبيلة ذهبت ذات يوم للنهر لتغتسل، فانقضت عليها الروح الملعونة على شكل حيَّة كانت تلتف حول بطنها كل ليلة، وعندما حملت الرب يسوع فارقها الشيطان، فسبح الجيران الرب.
الأصحاح السابع عشر: أخذت المرأة النبيلة ماءً عطرًا وغسلت الرب يسوع، وعندما اغتسلت صبية برصاء من هذا الماء فنالت الشفاء، فرافقت العائلة في رحلتها، أما أهل المدينة فقد اعتقدوا أن يوسف ومريم ويسوع آلهة.
الأصحاح الثامن عشر: جاءت العائلة المقدَّسة إلى مدينة أخرى بها قصر أمير جبار، وأقاموا في مأوى بجوار هذا القصـر، وذهبت الفتاة التي صاحبتهم وكانت برصاء إلى القصر، فوجدت زوجة الأمير في حزن عميق لأنها أنجبت بعد سنين طويلة طفلًا أبرص، فرفض الأمير الاعتراف بأبنه الأبرص، وطلب من زوجته أن تقتله أو تودعه لمرضعة تربيه في مكان بعيد، كما ابتعد الأمير عن زوجته، فاخبرتها الفتاة بقصة شفائها من البرص. ودعت زوجة الأمير العائلة المقدَّسة وأعدّت وليمة عظيمة في حضور جمع غفير، وفي الغد أخذت ماءً عطرًا وغسلت الرب يسوع وأخذت من الماء وغسلت طفلها فشُفي، فسبّحت الله قائلة: "طوبى للأم التي ولدتك يا يسوع! أن الماء الذي رش به جسدك يشفي البشر الذين هم أبناء جنسك"، وقدّمت زوجة الأمير هدايا نفيسة للعذراء مريم وصرفتها بسلام.
الأصحاح التاسع عشر: جاءت العائلة إلى مدينة أخرى وقضوا الليل في بيت رجل متزوج مُصاب برقية مؤذية فلا يستطيع أن يقترب من زوجته، فزال عنه السحر، وأعدّ لهم وليمة كبرى.
الأصحاح العشرون: اقتربت العائلة المقدَّسة من مدينة فرأين ثلاث نساء يبتعدن عن قبر وهن في بكاء وحسرة، فأرسلت مريم الفتاة لتسألهن عن سبب بكائهن، فلم يجبن. وعندما علمت النسوة أنهم غرباء استضافوهم، ودخلت الفتاة غرفة النساء فوجتدهن يبكين وينحن وأمامهن بغل جميل مكسو بغطاء حريري ووضع أمامه علف والنساء يطعمنه ويقبلنه، وقالوا للصبية إن هذا هو أخانا الوحيد، وإذ ترك أبونا ثروات طائلة طمعت النسوة في الزواج منه، وإذ لم يستطعن هذا سحرنه فصار بغلًا، وفشل جميع السحرة في إعادته لحالته الأولى، وكلما يستبد بنا الحزن نذهب مع أمنا إلى قبر أبينا نبكي هناك ثم نعود.
الأصحاح الواحد والعشرون: قصَّت الصبية للنسوة قصة شفائها من برصها، فالتجأن هؤلاء النسوة لمريم يتوسلن إليها باكيات يطلبن الرحمة لأن ليس لهم أب ولا أخ، فحنّت أحشاء العذراء، ووضعت الرب يسوع على ظهر البغل وهيَ تبكي، وتقول: "وأسفاه! يا بُني اشف هذا البغل بتأثير من سلطانك العظيم"، فعاد الشاب الوسيم الجميل إلى طبيعته الأولى، وسجدت النسوة لمريم، وحملوا الطفل يسوع فوق رؤوسهن قائلات: "طوبى لأمك يا يسوع مخلص العالم! طوبى للعيون التي تتمتع بسعادة حضورك".
الأصحاح الثاني والعشرون: تزوّج هذا الشاب الذي شُفيَ بالفتاة التي كانت سببًا في شفائه، وامتلأ البيت فرحًا، والنسوة يسبحن الله قائلات: "يا يسوع، ابن الله، الذي حوَّل حزننا رضى ونحيبنا صيحات حبور".
الأصحاح الثالث والعشرون: عبرت العائلة الصحراء ليلًا خوفًا من اللصوص، فكان هناك لصان نائمان استيقظا، اسميهما تيطوس ودوماخوس، فطلب تيطوس من دوماخوس أن يترك هذه العائلة تمر بسلام، وأعطاه 40 دراخمة وحزامه، حتى لا يقبض عليهم، ولا يوقظ بقية اللصوص، فشكرت مريم تيطوس قائلة: "ليحمك الله بيمينه ويمنحـك مغفرة خطاياك"، وتكلّم الرب يسوع مع أمه وأخبرها أنه بعد ثلاثين عامًا سيصلبه اليهـود في أورشليم، وسيصلب معه هذان اللصان تيطوس على يمينه ودوماخوس على يساره، فقالت أمه: "ليبعد الله عنك مصابًا كهذا يا بُني"، واقتربوا من مدينة مليئة بالأوثان فاستحالت إلى كومة رمل.
الأصحاح الرابع والعشرون: جاءت العائلة المقدَّسة إلى شجرة جميز بالمطرية، وفجّر الرب يسوع نبع ماء، فغسلت مريم قميصها، ومن عرق يسوع نبت شجر البلسم.
الأصحاح الخامس والعشرون: قصدت العائلة ممفيس، ولقوا فرعون، ومكثوا ثلاثة أعوام في مصر، وصنع الرب يسوع آيات عظيمة كثيرة.
الأصحاح السادس والعشرون: عادت العائلة المقدَّسة إلى اليهودية، وسكنت بحسب قول ملاك الرب في الناصرة.
الأصحاح السابع والعشرون: ذهبت العائلة إلى بيت لحم، فوجدت مرضًا خطيرًا يصيب عيون الأطفال حتى يقضي عليهم، فالتجأت سيدة بطفلها إلى مريم، فأعطتها من الماء الذي اغتسل به الرب يسوع، فسكبته على ابنها، فنال الشفاء.
الأصحاح الثامن والعشرون: امرأة أخرى أُصيب ابنها بنفس المرض فالتجأت للعذراء وأخذت من الماء الذي اغتسل به الرب يسوع وسكبته على ابنها، فنال الشفاء، فنصحتها مريم بأن تحمد الله ولا تقل لأحد ما حدث لابنها.
الأصحاح التاسع والعشرون: امرأتان متزوجتان من رجل واحد لكل منهما ابن، اسم إحداهما مريم وابنها اسمه كليوباس، فتعرّض كليوباس وأخيه من أبيه لمرض خطير، فذهبت مريم أمه لمريم العذراء وقدّمت لها عباءة جميلة، وأخذت قماطًا من أقمطة الطفل يسوع صنعت منه قميصًا ألبسته لكليوباس فنال الشفاء، والطفل الآخَر مات، فالسيدة التي مات طفلها أرادت القضاء على كليوباس فوضعته في فرن مشتعل فلم تمسه النيران بأذى، وتارة أخرى طرحته في بئر فجلس على صفحة المياه ولم يصبه أذى، وعندما شكت أمه مريم للعذراء قالت لها العذراء: "إن الله يجازي الشر الذي أُلحق بك". وإذ بالمرأة الأخرى تذهب للبئر لتستقي ماء فتسقط فيه وتتحطم رأسها وتموت.
الأصحاح الثلاثون: كان لامرأة طفلين تعرضا لمرض الموت، وفعلًا مات أحدهما، فحملت الأم الطفل الآخَر وذهبت لمريم العذراء، وأخبرتها أن ابنها مات والآن تعاين موت الآخَر، فطلبت منها مريم العذراء أن تضع طفلها المريض على سرير الرب يسوع وتغطه بثيابه، فنهض معافى، وهذا الطفل هو برثلماوس.
الأصحاح الواحد والثلاثون: لجأت امرأة برصاء للعذراء، واغتسلت بالماء الذي اغتسل به الرب يسوع فنالت الشفاء.
الأصحاح الثاني والثلاثون: تزوّجت أميرة بأمير، ثم لمع بين عينيها آثار البرص، فنفر منها زوجها، فأرشدتها امرأة أخرى، كانت برصاء ونالت الشفاء، للعذراء مريم، فأخذت من الماء الذي اغتسل به الرب يسوع فنالت الشفاء.
الأصحاح الثالث والثلاثون: كانت هناك صبية يعذبها الشيطان إذ يظهر لها على شكل تنين عظيم يريد افتراسها، وقد امتص دمها حتى صارت كجثة، وكلما داهمها الشيطان تصرخ وتستنجد ولا أحد يستطيع أن يخلصها، فأخبرت الأميرة التي شفيت من برصها أمها بقصة شفائها، فاصطحبت الأم ابنتها إلى بيت لحم تشكو لمريم حال ابنتها فأعطتها ماء من الذي اغتسل به الطفل يسوع، وقطعة من القماط، وأوصتها أنه متى داهمها الشيطان تظهر له قطعة القماط هذه.
الأصحاح الرابع والثلاثون: عادت الأم وابنتها، وعندما داهمها الشيطان ارتعبت الصبية فشجعتها أمها وطلبت منها أن تُظهر قطعة القماط، فبسطت الصبية هذه القطعة على رأسها وهيَ ترتجف، فصرخ الشيطان: "ماذا يوجد بيني وبينك يا يسوع ابن السيدة مريم؟ أين أجد ملاذًا ضدك؟" وتركها وهرب.
الأصحاح الخامس والثلاثون: كانت امرأة لديها طفل يُدعى يهوذا عليه شيطان، فيسعى لعض سكان القرية، وإن لم يجد من يعضه عض يديه وأطرافه، اصطحبته أمه إلى مريم، وكان الرب يسوع مع يعقوب، ويوسف خارج المنزل، فاقترب يهوذا من الرب يسوع وأراد أن يعضه وإذ لم يتمكن منه أخذ يضربه في جنبه الأيمن، حتى صار الرب يسوع يبكي، فخرج الشيطان من يهوذا على شكل كلب.
الأصحاح السادس والثلاثون: عندما كان الرب يسوع في السابعة من عمره كان يلعب مع رفاقه إذ يصنعون من التراب المبلول صور حيوانات: ذئاب، وحميرًا وطيورًا، وكل منهم يتباهى بعمله، أما الرب يسوع فكان يأمر هذه الصور بالسير والتوقف فتطيع، ويأمر الطيور بالطير والتوقف فتطيع، وعندما أبلغ الرفاق أهلهم بما كان، نهوهم من اللعب مع الرب يسوع لأنه ساحر.
الأصحاح السابع والثلاثون: كان الرب يسوع يركض مع الأطفال ودخل محل صباغة لرجل يُدعى "سالم"، وكان هناك العديد من الأقمشة مطلوب صباغة كل منها بلون معين، وإذ بيسوع يُلقي بالأقمشة كلها في حوض ممتلئ بصبغة النيلة، فصرخ "سالم" وصاح في يسوع ووبّخه، فقال له الرب يسوع أي قطعة قماش تريد تغيّير لونها أغيّره، فأخرج له كل قطعة مصبوغة باللون المطلوب.
الأصحاح الثامن والثلاثون: كان الرب يسوع يعمل مع أبيه يوسف في صنع الأبواب والغرابيل والخزائن... إلخ.، وكان يوسف دائمًا يقطع الخشب أطول أو أقصر أو أعرض أو أضيق من اللازم، فكان الرب يسوع يبسط يده فيضبط الخشب حسب المقياس الدقيق.
الأصحاح التاسع والثلاثون: ظل يوسف لمدة عامين يصنع عرشًا للملك، وبعد أن انتهى منه تبين أنه أقصر من المقياس المحدَّد، فغضب الملك على يوسف، الذي بات ليلته حزينًا لم يأكل، فأمسك الرب يسوع بالعرش وطلب من يوسف أن يمسك من الجهة الأخرى، وجذب كل منهما فأتسع العرش على حسب القياس المطلوب، وكان هذا العرش قد صُنع بخشب من أيام سليمان، وملئ بالزخرفة والنقوش والصور.
الأصحاح الأربعون: خرج الرب يسوع إلى الساحة ليلعب مـع الأطفال، وعندما لمحوه اختبأوا، فسأل سيدة عنهم، فأنكرت وجودهم، فقال لها: ماذا ترين تحت هذا المقعد؟ مشيرًا إلى الأطفال. فقالت: كباش، فقال: أخرجن يا كباش وتعالي نحو راعيكِ. فخرج الأطفال بعد أن تحوَّلن إلى كباش وهم يقفزون حوله، فسجدت النسوة للـرب يسوع قائلات: "يا يسوع، يا ابن السيدة مريم، يا ربنا، أنت حقًا راعي إسرائيل الصالح... أنت تعرف كل الأمور ولا يفوت علمك اللا متناهي شيء"، والتمسن منه أن يعيد الأطفال لشكلهم الأول، ففعل.
الأصحاح الواحد والأربعون: كان الرب يسوع يلعب مع الأطفال ويقوم بتمثيل دور الملك، فوضع على رأسه أكليل زهور، وفرش الأطفال ثيابهم على الأرض ليجلس عليها، وكانوا يدعون كل من يمر عليهم ليسجد له ليفوز بسفرٍ سعيد.
الأصحاح الثاني والأربعون: مرَّ على هؤلاء الأطفال رجال يحملون طفلًا على محفة قد لسعته حيَّة فصار شبه ميت، فدعى الأطفال هؤلاء الرجال ليسجدوا للملك فرفضوا، فاقتادهم الأطفال عنوة للرب يسوع الذي سألهم عن مصابهم، ثم قال للأطفال هيا نقتل الحيَّة، وأراد الرجال الذين يحملون الطفل المصاب أن ينصرفوا، فلم يتركهم الأطفال قائلين لهم عليكم الامتثال لأوامره، فعادوا حيث كانت الحيَّة، وخرجت الحيَّة فأمرها الرب يسوع أن تمتص السم الذي نفثته في جسم الطفل ففعلت، ثم انشقت فماتت، وأخذ الطفل يبكي، فقال له الرب يسوع لا تبكِ ستكون فيما بعد تلميذي، وفعلًا صار تلميذه وهو سمعان الكنعاني.
الأصحاح الثالث والأربعون: خرج يعقوب بن يوسف خطيب مريم يجمع حطبًا فنشبت في يده أفعى، فصرخ، أما الرب يسوع فدنا منه ونفخ فوق الموضع الذي لُسِع فيه فشفي حالًا.
الأصحاح الرابع والأربعون: كان الرب يسوع يلعب مع الأطفال على سطح، فسقط طفل من على السطح ومات، فاتَّهم أهله يسوع بأنه هو الذي دفعه، فسأل الرب يسوع الطفل: يا زينون يا زينون من دفعك من أعلى السطح؟ فأجاب الطفل الميت: "يا رب، لست أنت سبب سقوطي، بل هو فلان من أسقطني".
الأصحاح الخامس والأربعون: أرسلت السيدة مريم يسوع للبئر ليستقي ماء في جرة، وعندما رفع الجرة على رأسه سقطت وانكسرت، فبسط معطفه وملأه ماء وعاد به، فصعقت أمه اعجابًا، وكانت تحفظ في قلبها كل ما تراه.
الأصحاح السادس والأربعون: كان الرب يسوع يلعب مع الأطفال عند حافة الماء، وصنعوا بركًا صغيرة، وصنع يسوع (12) عصفورًا حول البركة، ثلاثة من كل جهة، وكان يوم سبت، فجاء ابن حنون وقال لهم كيف يصنعون هذا في يوم سبت وبدأ يُخرّب عملهم، فبسط يسوع يديه على الطيور فطارت مُغرِّدَة، وعندما أخرب البركة قال له الرب يسوع: "أنت ترى كيف جفَّ هذا الماء، سيحدث هذا الأمر نفسه بحياتك"، فيبس الطفل.
الأصحاح السابع والأربعون: صدم طفل يركض الرب يسوع فأوقعه، فقال له: "كما دفعتني، اسقط ولا تنهض"، وفي الحال سقط الطفل أرضًا ومات.
الأصحاح الثامن والأربعون: طلب المعلم زكا من يوسف أن يرسل ابنه يسوع ليعلمه الحروف، وبدأ المعلم ينطق ألف باء، وطلب من يسوع يقول "باء"، فقال له يسوع قل لي أولًا ما معنى حرف "ألف"، وعندما همَّ المعلم زكا بتأديبه، أخذ يسوع يشرح له الحروف وشكل كل منها ونُطقه... إلخ.، فبهر زكا منه وقال: "أعتقد أن هذا الطفل وُلِد قبل نوح"، وقال ليوسف: "جئتني بطفل لأعلمه، في حين أنه يَعلَمُ أكثر من الأحبار"، وقال للسيدة مريم: "إن ابنك لا يحتاج إلى تعليمنا على الإطلاق".
الأصحاح التاسع والأربعون: قاد زكا يسوع إلى معلم أكثر براعة، وعندما طلب ذاك المعلم من يسوع أن ينطق حرف "الباء"، قال له يسوع: قل لي أولًا ماذا يعني حرف "ألف"، فرفع المعلم يده بالعصا ليضربه، فيبست يده وسقط ميتًا، فقال يوسف للسيدة مريم: من الآن فصاعدًا لا يجب أن نترك الطفل يخرج من البيت، فأي شخص يعارضه يسقط ميتًا.
الأصحاح الخمسون: زار الرب يسوع الهيكل وله من العمر اثنتي عشرة سنة، وناقش الكهنة وسألهم: "ابن مَن هو المسيح؟"، وعندما أجابوه أنه ابن داود قال لهم: "لماذا إذًا يدعوه داود بالروح القدس ربه... " وأخذ يشرح لهم الكتاب والشريعة والوصايا والقوانين والأسرار حتى تعجبوا.
الأصحاح الواحد والخمسون: سأل فيلسوف عالِم فلك الرب يسوع عما إذا كان درس علوم الكواكب، فحدّثه الرب يسوع عن الكواكب والأفلاك والأجسام السماوية... إلخ.، تلك الأمور التي لا يسبرها عقل بشري.
الأصحاح الثاني والخمسون: سأل فيلسوف عالِم في الطب الرب يسوع عما إذا كان درس الطب، فأخذ يسوع يشرح له أمورًا عجيبة في علم الطبيعة وعدد الأعضاء والعظام والأوردة والشرايين والأعصاب وتأثير الحرارة والجفاف والبرودة والرطوبة، وعلم ما وراء الطبيعة مما لا يستطيع أي مخلوق شرحه، حتى سجد هذا الفيلسوف للرب يسوع قائلًا: "يا رب، من الآن فصاعدًا سأكون تلميذك وخادمك".
الأصحاح الثالث والخمسون: عادت السيدة مريم مع يوسف للهيكل بعد ثلاثة أيام، فوجدا يسوع، فقالت له: "يا بُني، لمَ تصرفت هكذا معنا؟ إن أباك وأنا بحثنا عنك، وغيابك سبب لنا الكثير من الألم". فأجاب: "ألا تعلمان أنه ينبغي أن أبقى في بيت أبي"، وقال الأحبار لأمه: "أيتها المحظوظة السيدة مريم، التي ولدت طفلًا كهذا"، وعاد الرب يسوع معهما إلى الناصرة وكان خاضعًا لهما، وأمه تحفظ كلماته في قلبها، والرب يسوع ينمو في القامة والحكمة والنعمة أمام الله.
الأصحاح الرابع والخمسون: توقفت معجزات الرب يسوع، وعندما بلغ الثلاثين من عمره اعتمد في نهر الأردن، وسُمِع صوت الآب: "هذا هو أبني الحبيب الذي به سررت"، وظهر الروح القدس على شكل حمامة بيضاء.
الأصحاح الخامس والخمسون: هذا هو الذي نعبده باتضاع، لأنه الوجود والحياة، وأخرجنا من أحشاء أمهاتنا، واتخذ من أجلنا جسد الإنسان، وافتدانا وغمرنا برحمته الأبدية، ومنحنا الوجود بنعمته ومحبته. له المجد، والعزة، والمديح والسيادة إلى أبد الآبدين. آمين.
_____
(1020) دائرة المعارف الكتابية جـ 1 ص 58.
(1021) ترجمة اسكندر شديد - الأناجيل المنحولة ص 49.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/helmy-elkommos/biblical-criticism/new-testament/141.html
تقصير الرابط:
tak.la/p5rc3tq