St-Takla.org  >   books  >   helmy-elkommos  >   biblical-criticism  >   new-testament
 

مكتبة الكتب المسيحية | كتب قبطية | المكتبة القبطية الأرثوذكسية

كتاب النقد الكتابي: مدارس النقد والتشكيك والرد عليها (العهد الجديد من الكتاب المقدس) - أ. حلمي القمص يعقوب

140- هل يمكن إلقاء الضوء على "إنجيل مولد العذراء وطفولة المخلص"؟ وما هيَ علاقته بإنجيل شبيه متى المنحول؟ ومتى تم تجميعه؟ وما هو دور "ثيلو" و"تشيندورف" في نشر هذا الإنجيل؟

 

س140: هل يمكن إلقاء الضوء على "إنجيل مولد العذراء وطفولة المخلص"؟ وما هيَ علاقته بإنجيل شبيه متى المنحول؟ ومتى تم تجميعه؟ وما هو دور "ثيلو" و"تشيندورف" في نشر هذا الإنجيل؟

St-Takla.org                     Divider of Saint TaklaHaymanot's website فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

 ج: كُتِب هذا الكتاب في القرن السادس الميلادي، ولذلك لم يشر إليه القديس جيروم، وعثر عليه الكاتب "ثيلو" في مكتبة باريس، فقام بطباعة الجزء الأول منه سنة 1822م وشمل 24 أصحاحًا، ثم عثر "قسطنطين تشيندورف" على نسخة كاملة وتشمل 42 فصلًا، فقام بطباعة الجزء الثاني من الأصحاح الخامس والعشرين حتى الأصحاح الثاني والأربعين، ودُعيَ هذا الكتاب بكتاب "مولد العذراء وطفولة المخلص"، وكان هذا الكتاب منتشرًا في العصور الوسطى، وبُنِيت الأصحاحات (1 - 17) على إنجيل البداية ليعقوب، فجاء في مقدمة هذا الإنجيل: "أنا يعقوب، ابن يوسف النجار، ممتلئًا مخافة الله، كتبتُ كل ما رأيته بعيني زمن مولد الطوباوية مريم وميلاد المخلص، شاكرًا الله لأنه منحني معرفة قصص مجيئه، ولأنه أراني تمام النبوات المُعطاة لأسباط إسرائيل الاثنى عشر"(1017). كما بُنيت الأصحاحات (26 - 34، 37 - 39، 41) على إنجيل الطفولة لتوما، واعتمد "تشيندورف" في نص هذا الإنجيل على المخطوط الفاتيكاني رقم (5257) الذي يرجع للقرن الرابع عشر، بالإضافة إلى ثلاثة مخطوطات أخرى.

 وجاء في "دائرة المعارف الكتابية": "إنجيل مولد مريم: إنجيلا ميلاد مريم كُتِب في الطليانية، وهو يكاد يسير على نفس الخطوط الموجودة في الجزء الأول من إنجيل متى المزيَّف، ولكنه أيضًا يختلف عنه بما يدل على أنه كُتب بعده وبقلم مؤلف آخر، فهو يحتوي على معجزات أكثر، وزيارة الملائكة يوميًا لمريم في أثناء إقامتها في الهيكل... وكان يُظَن لمدة طويلة أنه من تأليف جيروم ومنه صيغت "الأسطورة الذهبية" التي حلّت محل الأسفار المقدَّسة في القرن الثالث عشر في أوروبا قبل اختراع الطباعة، وكان من بين الكتب التي طُبعت في بعض البلاد (مثل إنجلترا) حيث لم يكن طبع الأسفار المقدَّسة مأمونًا. وما أداه هذا الإنجيل من خدمات للآداب والفن يجب ألا يعمينا عن تلك الحقيقة وهيَ أنه مزوَّر عن قصد، وبدأ استخدامه في الكنيسة في حوالي القرن السادس عندما أصبحت عبادة مريم أمرًا هامًا في الكنيسة"(1018).

 

 ومما جاء في "إنجيل مولد العذراء وطفولة المخلص" ما يلي:

 1ــ يواقيم يهجر زوجته حنة والملاك يعيده: كان يواقيم راعيًا غنيًا يقسّم دخله ثلاثة أقسام، القسم الأول للأيتام والأرامل والغرباء والفقراء، والقسم الثاني لمن يعبدون الله، ويحتفظ بالقسم الثالث لنفسه، غير أن زوجته التي عاش معها عشرين سنة كانت عاقرًا، وعندما أراد أن يقدم محرقة للرب منعه "راوبين" لأن الله لم يباركه، إذ لم يعطه نسلًا. حزن يواقيم وترك بيته وذهب للجبال، وانقطعت أخباره عن حنة لمدة خمسة أشهر، التي ظلت تبكي زوجها، ثم جاء ملاك الرب وبشّر حنة، وذهب ليبشّر يواقيم ويخبره بأنه سينجب نسلًا تتعجّب منه جميع الأجيال، فقال يواقيم للملاك: "إذا وجدت حظوة أمامك فاسترح قليلًا تحت خيمتي وباركني أنا خادمك"، فقال له الملاك: "لا تقل أنا خادمك، بل أنا رفيقك، فنحن خادما رب واحد، لأن طعامي غير مرئي، وشرابي لا يمكن أن يراه البشر الفانون. إذًا، لا يجب أن تسألني الدخول تحت خيمتك، بل ما كنتَ تريد إعطائي إياه، قدمه محرقة لله". إذاك أخذ يواقيم حملًا بدون بقع وبلا عيب، وقال للملاك: "ما كنتُ لأجْرؤ على تقديم محرقتي لو لم يعطني أمرك حق ممارسة الكهنوت المقدَّس"، فقال له الملاك: "ما كنتُ لأدعوك أن تضحي لو لم أعرف إرادة الله"، والحال هذه حدث أن يواقيم حين قدم ذبيحته، عاود ملاك الرب الصعود إلى السماوات مع رائحة الأضحية ودخانها. فطرح يواقيم نفسه على الأرض وأخذ يصلّي من السادسة في النهار وحتى المساء، حتى ظن غلمانه أنه يريد الانتحار، فأنهضوه عن الأرض بمشقة، وعاد إلى زوجته، واستغرقت رحلة العودة ثلاثين يومًا، وأخبر ملاك الرب حنة لتخرج إلى البوابة الذهبية لتلتقي بزوجها العائد إليها، فنهضت سريعًا، وانطلقت مع خادماتها، ووقفت قرب البوابة وانتظرت طويلًا وهيَ تبكي حتى كاد يُغمى عليها، وإذ بها ترفع عينيها فتبصر يواقيم آتيًا، بعد طول انتظار، جاء مع قطعانه، فركضت إليه وتعلقت بعنقه قائلة: "كنتُ أرملة فهوذا الآن لم أعد كذلك. كنتُ عاقرًا، فهوذا الآن سوف أحبل"، فحدث فرح عظيم بين الأهل، وصارت أرض إسرائيل بأسرها في حبور بذلك النبأ. (راجع د. إبراهيم سالم الطرزي - أبوكريفا العهد الجديد - الكتاب الأول ص 87 - 90 من الأصحاح الأول للثالث، واسكندر شديد - الأناجيل المنحولة ص 84، 85).

 

St-Takla.org Image: Fresco of Saint Mary the Theotokos (Mother of God: Jesus Christ), along with Saint John the Baptist, and an angel. Fresco by Pietro Cavallini (1259–c.1330), at the Pascha Baylon Chapel - Basilica of Santa Maria in Ara Coeli, Rome, Italy. Established in the 12th century. The Church beside the Military Museum. - Photograph by Michael Ghaly for St-Takla.org, September 21, 2014. صورة في موقع الأنبا تكلا: لوحة جصية تصور السيدة مريم العذراء والدة الإله (الثيؤطوكوس أم الله: السيد المسيح)، مع الشهيد يوحنا المعمدان وملاك، رسم الفنان بيترو كافاليني (1259-1330 م.) في كنيسة فصح بيلون الصغرى - صور كنيسة القديسة مريم سيدة هيكل السماء، روما، إيطاليا. وهي كنيسة كاثوليكية أنشئت في القرن الثاني عشر الميلادي، وتقع بجانب المتحف الحربي - تصوير مايكل غالي لموقع الأنبا تكلاهيمانوت، 21 سبتمبر 2014 م.

St-Takla.org Image: Fresco of Saint Mary the Theotokos (Mother of God: Jesus Christ), along with Saint John the Baptist, and an angel. Fresco by Pietro Cavallini (1259–c.1330), at the Pascha Baylon Chapel - Basilica of Santa Maria in Ara Coeli, Rome, Italy. Established in the 12th century. The Church beside the Military Museum. - Photograph by Michael Ghaly for St-Takla.org, September 21, 2014.

صورة في موقع الأنبا تكلا: لوحة جصية تصور السيدة مريم العذراء والدة الإله (الثيؤطوكوس أم الله: السيد المسيح)، مع الشهيد يوحنا المعمدان وملاك، رسم الفنان بيترو كافاليني (1259-1330 م.) في كنيسة فصح بيلون الصغرى - صور كنيسة القديسة مريم سيدة هيكل السماء، روما، إيطاليا. وهي كنيسة كاثوليكية أنشئت في القرن الثاني عشر الميلادي، وتقع بجانب المتحف الحربي - تصوير مايكل غالي لموقع الأنبا تكلاهيمانوت، 21 سبتمبر 2014 م.

  2ــ الطفلة تركض على السلالم والأم تُسبِح الله: أنجبت حنة مريم، ولما بلغ عمرها ثلاثة أعوام قدمها أبوها للهيكل: "قدما للهيكل ابنتهما مريم، لتكون مقبولة بين العذارى اللواتي يمضين النهار والليل محتفلات بتسابيح الرب. وحين وُضِعت في هيكل الرب، صعدت راكضة الدرجات الخمس عشرة، من دون أن تنظر إلى الوراء، ومن دون أن تسأل عن أبويها، كما يفعل الأطفال عادةً. فامتلأوا كلهم دهشة لهذا المشهد، واستولت الدهشة على كهنة الهيكل.

 إذ ذاك قالت "حنة" في حضور الجمع ممتلئة من الـروح القدس: "الرب إله الجنود، تذكَّر كلامه، وافتقد شعبه في مدينته المقدَّسة، ليذل الأمم التي كانت تقاومنا، ويهدي قلوبنا إليه. فتح أذنيه لصلواتنا، وأبعد عنا شتائم أعدائنا. المرأة العاقر غدت أُمًا، وولدت لفرح إسرائيل وحبورها. ها أنني أستطيع تقديم قرابين للرب، وكان أعدائي يريدون منعي من ذلك. الرب صرعهم أمامي، ووهبني فرحًا أبديًا".

 وكان مظهر مريم جميلًا جيدًا وبهيًا، حتى يصعب التطلع إلى وجهها، وأتقنت عمل الصوف مثل النسوة الكبار، وكانت تصلي من الصباح حتى الساعة الثالثة وتعمل في الحياكة من الثالثة للتاسعة، ثم تصلّي ثانية بعد ذلك، وكان حديثها مملوء بالنعمة "وكانت قلقة لئلا بأي كلمة لها قد تخطئ لرفقائها حينئـذٍ كانت خائفة لئلا في ضحكتها، أو رنة صوتها الجميل، قد تقترف أي خطأ، أو لئلا لكونها مبتهجة، تظهر أي فعل خاطئ أو غطرسة لأحد من نظرائها... تقوت نفسها بالطعام الذي تحصل عليه يوميًا من يد الملاك، لكن الطعام الذي تحصل عليه من الكهنة، قسَّمته على الفقراء، كان ملائكة الله يُروَن غالبًا يتحدثون معها وأطاعوها بأكثر اجتهاد وإن لمسها أي أحد مريضًا، فأنه يذهب للمنزل في نفس الساعة وقد برء" (راجع د. إبراهيم سالم الطرزي - أبوكريفا العهد الجديد الكتاب الأول ص 90، 91 من الأصحاح الخامس والسادس، واسكندر شديد - الأناجيل المنحولة ص 86).

 

 3ــ مريم ترفض الزواج والعذارى تصطحبها إلى بيت يوسف: عندما نضجت مريم وبلغت سن الزواج أراد الكهنة تزويجها مثلها مثل بقية الفتيان المُنذَرات لله، لكن مريم لم تقبل هذا، وقالت: "لا أُريد أن أعرف رجلًا، ولا أن يعرفني رجل". وكان الكهنـة وأهلها يقولون لها: "إن الله مكرَّم بالأنبياء كما كان دائمًا شعب إسرائيل"، فتجيب مريم: "إن الله مكرَّم أولًا بالعفة. فقَبِل هابيل... وكان مرضيًا عند الله لقربانه، فقتله بخبث مـن لم يرضَ الله عنه، إلاَّ أنه تلقى إكليلين، إكليل التضحية وإكليل العذرية، لأن جسده لبث منزَّهًا عن العيب ولاحقًا، رُفِع إيليا حين كان في هذا العالم، لأنه حفظ جسده في العذرية. لقد تعلَّمتُ في هيكل الرب، منذ طفولتي، أن عذراء يمكن أن تكون مرضية عند الله. واتخذتُ إذًا في قلبي القرار بأن لا أعرف رجلًا".. وعندما أعطى الكهنة مريم ليوسف البــار ليحافـظ عليها: "عندها أخذ يوسف مريم مع خمس عذارى أُخريات، ليكن في بيته مع مريم، وكانت أسماء العذارى: رفقة، صفورة، سوسان، أبيجة، وزحيل" (راجع اسكندر شديد - الأناجيل المنحولة ص 88، 90).

 

 4ــ شك يوسف وظهور الملاك له: كان يوسف منشغلًا في عمله بعيدًا عن منزله لمدة تسعة أشهر، وعندما عاد ووجد مريم حبلى ارتعش وصرخ قائلًا: "يا رب الله أستلم روحي، لأنه أفضل لي أن أموت عن أن أعيش أطول من ذلك"، فقالت العــذارى اللاتـي كن مع مريم: "يوسف، ماذا تقول أنت؟ إننا نعلم أنه لم يمسسها رجلًا، ونحن نقدر أن نشهد أنها ما زالت عذراء ولم تُمس". وشهدوا بصلواتها الدائمة وزيارات الملائكة لها يوميًا، وأن أحد الملائكة هو الذي جعلها هكذا. فقال يوسف لهن: "لماذا تضللونني، لا أعتقد أن ملاك الرب جعلها حبلى، بل من المحتمل أن أحدًا ما قد ادعى أنه ملاك الرب وخدعها"، وصار يبكي ويقول: كيف أذهب إلى الهيكل؟ وكيف أجرؤ على النظر إلى كهنة الله؟ ماذا أفعل، وكان يفكر بالاختباء ورد مريم، وفعلًا قرَّر الهرب خلال الليل، ليذهب ويختبئ في الأماكن المنعزلة، ولكن ملاك الرب ظهر له في حلم وطمأنه، فاعترف بخطئه.

 وعندما عُلِم حبل مريم قبض ضابط الهيكل على مريم وخطيبها يوسف، وأحضرهما لرئيس الكهنة الذي بكَّتها، وجعل يوسف يشرب من ماء شرب الرب ويدور حول المذبح سبع مرات، وإذ لم يتأثر شهد ببراءته ومدحوه قائلين: "مبارك أنت، لأننا رأينا أنه لا توجد تهمة ضدك"، وكانت جموع الشعب اجتمعت مع أقارب مريم وأبويها، وطلبوا منها أن تعترف بخطيتها، فقالت مريم بثبات: "يا رب الله، ملكًا فوق الجميع، الذي يعرف جميع الأسرار إن كان هناك دنسًا فيَّ، أو أي خطيئة، أو أي رغبات شريرة، أو عدم عفة، اكشفني لنظر جميع الشعب واجعلني عبرة للعقاب للجميع". ثم صعدت للمذبح بجسارة وشربت ماء الشرب ودارت حول المذبح سبع مرات، وعندما لم تتأثـر، تعجّب الشعب منها، فقال بعضهم أنها قديسة وطاهرة، بينما قال آخرون أنها شريرة ودنسة" (راجع د. إبراهيم سالم الطرزي - أبوكريفا العهد الجديد - الكتاب الأول ص 94 - 96، واسكندر شديد - الأناجيل المنحولة ص 92).

 

 5ــ الحيوانات والتنانين والأسود والنمور تسجد للطفل يسوع: في اليوم الثالث لولادة يسوع خرجت القديسة مريم من المغارة ودخلت الإسطبل ووضعت الطفل في المَعلف، فسجد له الثور والحمار، وبذلك تحقَّقت نبوة إشعياء النبي: "الثور يعرف قانيه والحمار معلف صاحبه". كما كملت نبوة حبقوق النبي: "بين اثنين من الحيوانات جُعِلت ظاهرًا". وفي هروب العائلة المقدَّسة إلى مصر عن طريق الصحراء، وعند مرورهم بإحدى المغارات خرجت عليهم تنانين فصرخ الأولاد، أما الطفل يسوع فنزل من حضن أمه، ووقف على قدميه فسجدت له التنانين، فتم ما قيل بداود النبي: "سبحي الرب من الأرض يا أيتها التنانين وكل الأعمال"، فأمرهم يسوع أن لا يؤذوا إنسانًا، أما يوسف ومريـم اللذان خافا على الطفل، فقد قال لهما يسوع: "لا تخافوا ولا تحسبوني صبيًا صغيرًا، لأني دائمًا كاملًا وكل دواب الغابة تلزم أن تكون أليفة معي".

 وفي رحلتهم في الصحراء إلى مصر أيضًا خرجت عليهم الأسود والنمور ومختلف أنواع الحيوانات البرية يحوطون بهم يحنون رؤوسهم ويهزُّون ذيولهم، وسارت بجوارهم الثيران والحمير ودواب الأحمال، فتم ما قيل بالنبي القائل: "الذئاب تأكل مع الحملان والأسد والثور يأكلان تبنًا معًا". وقال يسوع للعذراء: "لا تكوني خائفة يا أماه، لأنهم لم يأتوا ليؤذونكم، بل أسرعوا لخدمة كلا منك وأنا"(راجع د. إبراهيم سالم الطرزي - أبوكريفا العهد الجديد - الكتاب الأول ص 100، 101 من الأصحاح الثامن عشر والتاسع عشر).

 وعندما بلغ يسوع الثامنة من عمره خرج من أريحا في اتجاه نهر الأردن، وكانت هناك مغارة تسكنها أناث الأسود وأشبالها، فدخل يسوع إليها على مرأى من الجميع، فركض حوله الأسود وسجدوا له متزلفين له ولاعبين معه يهزُّون ذيولهم وظن الشعب أن الأسود قد افترسته، وعندما خرج من المغارة والأسود حوله تلعب وتلهو فتعجب الجميع، فقال لهم يسوع: "كم أفضل كثيرًا الحيوانات منكم. انظروا أنهم يميزون ربهم ويمجّدونه بينما أنتم أيها الرجال، الذين خُلِقتم على صورة الله ومثاله لا تعرفوه".. وعبر يسوع الأردن مع الأسود، وقد انقسمت مياه الأردن، ثم قال للأسود: "اذهبوا بسلام ولا تؤذوا أحدًا، لكن لا تدعوا إنسانًا يؤذيكم، وودعته الأسود بأصواتها". (راجع د. إبراهيم سالم الطرزي - أبوكريفا العهد الجديد - الكتاب الأول ص 109، 110 من الأصحاح الخامس والثلاثين والسادس والثلاثين).

 

 6ــ العائلة المقدَّسة تقطع رحلة شهر في يوم: " وفيما هم كانوا يسيرون، قال له يوسف: يا رب، أن علينا معاناة حرارة قصوى. أرجوك، سنسلك طريق البحر لنتمكن من الراحة بعبورنا المدن التي على الساحل، فقال له يسوع: لا تخشَ شيئًا يا يوسف، سوف تقوم في يوم بما لا يستطيع آخرون إتمامه إلاَّ في ثلاثين يومًا. وفيما كان لا يزال يتكلم لَمَحُوا جبال مصر ومدنها، فدخلوا مملوءين فرحًا مدينة تُسمى سوتين" (راجع اسكندر شديد - الأناجيل المنحولة ص 102).

 

 7ــ النخلة تنحني والنبع ينبثق: في رحلة العائلة المقدَّسة إلى مصر جلست مريم العذراء تحت ظل نخلة من حرارة الشمس، وطلبت من يوسف أن يحضر لها من ثمار النخلة، فاندهش يوسف لأن النخلة عالية وقال أننا في حاجة أكثر للماء لأن جلودنـا جفت، فقال يسوع: يا شجرة، احني أغصانك وأنعشي أمي بثمارك، فانحنت النخلة حتى أقدام القديسة مريم فأكلوا من ثمارها حتى أمرها يسوع أن ترتفع ثانية قائلًا: ارتفعي بذاتك يا نخلة وكوني قوية ورفيقة أشجاري التي في فردوس أبي، وافتحي من جذورك مجرى من الماء... حتى يمكننا أن نكون راضيين عنكِ. فارتفعت النخلة، وتدفّق الماء الرائق البارد اللامع من نبع عند جذورها، وفي اليوم التالي أخبر يسوع النخلة أن ملائكته ستحمل غصنًا منها ليُغرَس في فردوس أبيه، وعندما رأوا الملاك ينزع غصنًا ويطير، سقطوا على وجوههم وصاروا كأموات، فقال يسوع: لماذا ملأ الخوف قلوبكم؟ ألا تعرفون أن هذه النخلة، التي تسبَّبتُ في نقلها للفردوس، سوف تُعَد لجميع القديسين في مكان الفرح، ففرحوا ونهضوا. (راجع د. إبراهيم سالم الطرزي - أبوكريفا العهد الجديد - الكتاب الأول ص 101، 102 من الإصحاح العشرين والواحد والعشرين).

 

 8 - حاكم المدينة وجيشه يسجدون ليسوع: لما دخلت العائلة المقدَّسة مصر سقطت الأصنام وتحطمت، وإذ "أفرودوسيوس" مع جيشه يسرع، فظن كهنة الهيكل أنه جاء لينظر فيمن أسقط الآلهة، ولكنهم فوجئوا بسجود الحاكم وجيشه ليسوع قائلًا: ما لم يكـن هذا هو إله آلهتنا، لم تكن آلهتنا منطرحة على وجوهها أمامه. ثم اعترفوا في صمت أنه هــو ربهم. (راجع د. إبراهيم سالم الطرزي - أبوكريفا العهد الجديد - الكتاب الأول ص 103 من الأصحاح الثالث والعشرين والرابع والعشرين).

 

 9ــ السمكة المملَّحة تعود للحياة: عندما أتم يسوع عامه الثالث "وفيما رأى أطفالًا يلعبون، أخذ يلعب معهم، وإذ تناول سمكة مجففة مُشبَّعة ملحًا، وضعها في حوض مليء بالماء، وأمرها أن تختلج، فبدأت السمكة تختلج، وقال يسوع للسمكة، مخاطبًا إياها ثانية: اطرحي الملح الذي فيكِ وتحركي في الماء... فحصل الأمر هكذا، وإذ رأى الجيران ماذا يحدث، أنبأوا به الأرملة التي كانت تسكن مريم في بيتها، وحيث علمت بهذه الأمور، طردتهم على عجل من بيتها"(راجع اسكندر شديد - الأناجيل المنحولة ص 103، 104).

 

 10ــ الجرة المحطمة تعود لحالتها الأولى: "وإذ أرسلت الطوباوية مريم خادمتها لتملأ جرة ماء، وبما أن حشدًا من النساء كان قرب النبع، انكسرت الجرة... عندما توجه يسوع إلى النبع، وملأ رداءه ماءً وحمله إلى أمه. ومن ثم، متناولًا قطع الجرة، جمعها معًا ولَحمْها بكلمته بحيث لم يكن يُرى أي أثر كسر، عندها قبَّلت الطوباوية مريم يسوع وهيَ تقول: مبارك الله الذي أعطانا ابنًا كهذا"(راجع اسكندر شديد - الأناجيل المنحولة ص 110).

 

 11ــ يسوع يميت الأطفال ويحييها: عندما عاد يسوع إلى الجليل وهو في العام الرابع من عمره، كان يلعب مع الأطفال في يوم سبت، فصنع سبعة أحواض من الطمي، وبأمره جلب لها الماء، وإذ بطفل هدم هذه الأحواض، فقال له يسوع: الويل لك، أنت ابن الموت، أنت ابن للشيطان! هل أنت تدمّر العمل الذي صنعته؟ فمات في الحال، فصرخ والدي الصبي مشتكين ليوسف، فقالت القديسة مريم ليسوع: لماذا أنت تثير ضدنا كره الشعب؟.. وإذ بيسوع لم يشأ أن يُحزِن أمه فركل مؤخرة الصبي الميت بقدمه قائلًا له: قم، أنت ابن الشر لأنك غير مستحق أن تدخل في راحة أبي، لأنك أنت قد دمّرت الأعمال التي فعلتها، فنهض الصبي، ويسوع بقوّته جلب الماء إلى الأحواض.

 ثم دمّر هذه الأحواض ابن "حنّان" كاهن الهيكل فانتهره يسوع فذبل الصبي ومات، فارتجف يوسف وأمسك بيسوع ومضى لمنزله، وفي الطريق اندفع صبي وضرب يسوع في كتفه فانتهره يسوع فسقط ميتًا، فاحتج والدي الصبي وقالوا ليوسف علّم ابنك أن يبارك ولا يلعن، فقال يوسف ليسوع: لماذا تفعل أنت مثل هذه الأمور؟ لأنه كثيرين... ضدك ويكرهوننا بسببك ونحن نكابد لوم الناس بسببك... فأمسك يسوع بأذن الصبي الميت ورفعه من الأرض وتكلم معه مثل أب لأبنه وعادت إليه روحه (راجع د. إبراهيم سالم الطرزي - أبوكريفا العهد الجديد - الكتاب الأول ص 103 - 105 من الأصحاح السادس والعشرين والثامن والعشرين والتاسع والعشرين).

 وقد اُتهم يسوع في أنه دفع بالصبي "زينو" من فوق سطح المنزل فسقط ومات، فناداه يسوع: "زينو".. هل أنا الذي دفعك من السطح إلى الأرض؟ فقال الصبي: لا، يا ربي، وتعجّب أهل الصبي وسجدوا ليسوع (راجع المرجع السابق الأصحاح الثاني والثلاثين).

 

 12ــ يسوع يصنع من الطين طيورًا مغردة: بينما كان يلعب الطفل يسوع مع الأطفال في يوم سبت، صنع اثنى عشر عصفورًا، فاشتكى أحد اليهود ليوسف لأن يسوع عمل هذا في يوم السبت، فانتهر يوسف يسوع، وإذ بيسوع يخبط يديه سويًا ويقول للعصافير: اذهبوا وطيروا خلال الأرض وخلال كل العالم وعيشوا، فامتلأ الجميع بالدهشة وذاع الخبر بين رؤساء الكهنة والفريسيين وجميع الأسباط (راجع د. إبراهيم سالم الطرزي - أبوكريفا العهد الجديد - الكتاب الأول ص 104 من الإصحاح السابع والعشرين).

 

 13ــ المعلم زكا: أراد زكا أن يُعلّم يسوع، فقال له يسوع: حيث أنك تظن أنه ليس أحد مثلك في التعليم، أنت يجب أن تتعلم مني... أنت لا تعرف متى أنت ولدت. أنا فقط أعرف متى أنت ولدت وكم طول حياتك على الأرض ستكون، فتعجب الجميع من كلمات يسوع البالغ من العمر خمس سنوات، فقال لهم: أنا قد رأيت إبراهيم، الذي تدعونه أبيكم وقد تحدثت معه وهو قد رآني. فطلب زكا من يوسف ومريــم أن يسلمـاه يسوع ليسلمه للمعلم "ليفي" ليعلمه، وعندما قال "ليفي" ليسوع أول حرف، وسأل يسوع عنه ظل يسوع صامتًا فضربه بعصا على رأسه، فقال له يسوع: لماذا خبطتني؟ أنت يجب أن تعلم بالحقيقة أن المخبوط يقدر أن يعلّم الذي خبطه أكثر مما يمكن تعلمه منه... وسأل "ليفي" يسوع عن معنى الحروف، فقال يسوع: دع معلم الناموس يقول لنا ماذا هو الحرف الأول، أو لماذا أنه كثيرًا من المثلثات متدرّجة، معتدلة الحدة، وسط، مُبعَدة، مُقرَبة، قائمة، متمددة، مقوَّسة، وعندما سمع "ليفي" قال: أكان ينبغي لمثل هذا الواحد أن يعيش على الأرض؟ نعم. كان ينبغي أن يُعلَّق على صليب ضخم... أنني أعتقد أنه عاش قبل الطوفان؟ وولِد قبل العمر، فأي رحم حُبِل به؟ أو أي من أنجبته؟ أو أي ثدي أعطاه مرضعه؟ إني أهرب من أمامه، أنا غير قادر أن أتحمل الكلمات الخارجة من فمه... الآن أنا تعيس وسيئ الحظ، لقد تخليت عن نفسي لأكون أضحوكة له. لأنني عندما ظننت أن لدي تلميذًا، لم أكن أعرف أني وجدت معلمي، فماذا أقول؟ أنني لا أقدر أن أتحمّل كلمات هذا الطفل. أنني الآن سوف أفر من تلك المدينة... إنسانًا عجوزًا مثلي قهره صبي. (راجع د. إبراهيم سالم الطرزي - أبوكريفا العهد الجديد - الكتاب الأول ص 106 - 108 من الأصحاح الثلاثين والواحد والثلاثين).

 

 14ــ الخشب يستطيل ومنديل يوسف يُنهض الميت: كان يوسف يصنع سريرًا، وأوصى خادمه أن يقطع الخشب بمقياس معين ولكن الخادم قطعه بطول أقل، فظل يوسف متحيرًا، حتى أمسك يسوع بطرف الخشب وطلب من يوسف أن يمسك الطرف الآخر ويجذب، فاستطال الخشب. وعندما كان يسوع في كفرناحوم مع يوسف ومريم مات رجل غني يُدعى يوسف، وعندما سمعهم يبكون وينوحون قال ليوسف: لماذا لم تهب فائدة حظوتك إلى هذا الإنسان، ناظرًا أنه يُدعى بِاسمك؟.. خذ المنديل الذي فوق رأسك وضعه علـى وجه الميت، وقل له أن المسيح شفاك، وفي الحال يبرأ الإنسان الميت ويقوم من سريره، فركض يوسف وفعل هكذا وأقام الميت. (راجع د. إبراهيم سالم الطرزي - أبوكريفا العهد الجديد - الكتاب الأول ص 110 - 112 من الأصحاح السابع والثلاثين والأربعين، واسكندر شديد - الأناجيل المنحولة ص 114).

 

 15ـ يسوع ينقذ يعقوب أخيه من عضة الأفعى: أرسل يوسف ابنه يعقوب إلى بستان الخضروات ليحضر خضروات، فنشب أفعى في يده، فصار يصرخ من شدة الألم، فنفخ يسوع في يده، فبردت، وبرأ يعقوب وماتت الحيَّة. (راجع د. إبراهيم سالم الطرزي - أبوكريفا العهد الجديد - الكتاب الأول من الإصحاح الحادي والأربعين).

 

 16ــ يسوع يبارك المائدة والنور يسطع حوله: "وعندما كانوا يجتمعون كان يسوع يقدسهم ويباركهم، وكان يبدأ أولًا الأكل والشرب، ولم يكن أي منهم يجرؤ على الأكل والشرب والجلوس إلى المائدة وكسر الخبر إلى أن يكون قد فعل أولًا هذه الأمور... وإن كان غائبًا صدفة كانوا ينتظرون إلى أن يكون قد فعل ذلك... وحين كان يسوع ينام، سواء نهارًا وسواء خلال الليل، أن نور الله يسطع عليه. له كـل تسبيح ومجد إلى أبد الآبدين آمين، آمين"(1019).

والنص الكامل لإنجيل "مولد العذراء وطفولة المخلص" تجده بكتاب "الأناجيل المنحولة" (ترجمة اسكندر شديد ص 81 - 116).

_____

الحواشي والمراجع لهذه الصفحة هنا في موقع الأنبا تكلاهيمانوت:

 (1017) ترجمة اسكندر شديد - الأناجيل المنحولة ص 81.

(1018) دائرة المعارف الكتابية جـ 1 ص 57.

 (1019) اسكندر شديد - الأناجيل المنحولة ص 115.


الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع

https://st-takla.org/books/helmy-elkommos/biblical-criticism/new-testament/140.html

تقصير الرابط:
tak.la/4yzzc34