St-Takla.org  >   books  >   helmy-elkommos  >   biblical-criticism  >   new-testament
 

مكتبة الكتب المسيحية | كتب قبطية | المكتبة القبطية الأرثوذكسية

كتاب النقد الكتابي: مدارس النقد والتشكيك والرد عليها (العهد الجديد من الكتاب المقدس) - أ. حلمي القمص يعقوب

139- هل يمكن إلقاء الضوء على "إنجيل توما" بأشكاله المختلفة (القبطي والمنافس والماني)، ومدى ارتباطه بالبدع الغنوسية والمانية؟ وهل هناك ثمة علاقة بينه وبين وثيقة Q؟

 

س139: هل يمكن إلقاء الضوء على "إنجيل توما" بأشكاله المختلفة (إنجيل توما القبطي - إنجيل توما المنافس - إنجيل توما الماني)، ومدى ارتباطه بالبدع الغنوسية والمانية؟ وهل هناك ثمة علاقة بينه وبين وثيقة Q؟

St-Takla.org                     Divider of Saint TaklaHaymanot's website فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

 ج : اصطبغ إنجيل توما بالصبغة الغنوسية كما رأينا في إجابة السؤال السابق، فجاء في بدايته: "هذه هيَ الكلمات السرية أو الخفية، نطق بها يسوع الحي ودوَّنها يهوذا توما، التوأم، وجاء فيه: "إن من يتوصل إلى تأويل هذه المعاني لا يذوق الموت" (راجع فراس السواح - الوجه الآخَر للمسيح ص 88، 89، 186). وتم العثور على ثلاثة أشكال أو ثلاثة نصوص لإنجيل توما، وهيَ إنجيل توما القبطي، وإنجيل توما المنافس، وإنجيـل توما الماني، ونُلقي الضوء قليلًا على هذه الأشكال الثلاثة من هذا الإنجيل:

 أولًا: إنجيل توما القبطي:

يبدو أن هذا الإنجيل من أقدم كتب أبوكريفا، فقد ذكره القديس إيرينيؤس والعلامة أوريجانوس، وقال القديس كيرلس الأورشليمي في القرن الرابع الميلادي أن الذي كتب هذا الإنجيل ليس توما الرسول بل شخص آخَـر يُدعى توما، وكان تلميذًا لماني، وتم اكتشافه ضمن كتب مكتبة نجع حمادي الأبوكريفية باللغة القبطيـة كاملًا، وحــوى 114 مقولـة قصيــرة (أصحاح)، بينما تــم اكتشاف البردية رقم 654 (Papyrus Oxyrhynchus 654) باللغة اليونانية وتشمل الأقوال من 1 - 7، وترجع إلى منتصف القرن الثالث، وأيضًا البردية 1 (Papyrus Oxyrhynchus I) باللغة اليونانية وتضم الأقوال من 26 - 33، وترجع إلى أواخر القرن الثاني.

 وورد نحو خمسين قول مشترك مع إنجيلي متى ولوقا، وبعضها يصل إلى حد التطابق، كما ورد سبعة أقوال في هذا الإنجيل من إنجيل مرقس. وبالرغم من أن هذا الإنجيل يحمل الطابع الغنوسي إلاَّ أنه أقرب الأناجيل أبوكريفا للأناجيل القانونية، حتى دعاه البعض بالإنجيل الخامس. ويقول "اسكندر شديد" عن هذا الإنجيل أنه: " اُكتشف في نجع حمادي سنة 1946م. أثار الكثير من الأخذ والرد، ظن البعض بأنه إنجيل خامس، وقال آخرون أنه أقدم الأناجيل كلها. بالواقع أنه وضع في سوريا باللغة القبطية، خلال القرن الثاني الميلادي.. مصادر عدة تتشابك فيه، أحدهما غنوسي، وهو الأحدث بينها على الأرجح، وعدد من الكلمات ذو روحية إنجيلية، إنما غير موجودة في الأناجيل الأربعة الرسمية، فقد يكون مصدره النقل الشفاهي. أنها مختارات من 114 فقرة، أو سورة، من كلمات يسوع السريَّة، وهنا يكمن طابعه الغنوسي، كاملة في القبطية، ناقصة في اليونانية، وهو أقرب الأناجيل المنحولة إلى الأناجيل الرسمية. وعادة ما تبدأ فقراته بـ "قال يسوع" أو "أجاب يسوع" على سؤال أحد تلاميذه"(984). وحملت بعض الأقوال في طابعها البساطة، مثلما جاء في الفقرة (102): "الويل للفريسيين، فأنهم أشبه بكلب رابض فوق معلف للثيران، فلا هو يأكل، ولا يدع الثيران تأكل". ويُظهِر هذا الإنجيل المزيَّف يسوع المسيح كغنوسي، والمسيحيين غنوسيين، وقيل أنه يقدّم: "يسوعًا آخر وإنجيلًا مختلفًا"(985).

 وفي الطبعة المنقَّحة لمخطوطة نجع حمادي وتكملتها في برديات الأوكسي اليونانية المكتشفة في أخميم والتي ترجع إلى نحو سنة 140م، جاء في بدايتها: "هذه هي الكلمات السريَّة التي فاه بها يسوع الحي وكتبها ديدماس يهوذا توما"(986). وجاء في ترجمة "اسكندر شديد" للأناجيل المنحولة في بداية إنجيل توما الغنوسي: "هذه هيَ الكلمات الخفية التي قالها يسوع الحي ونسخها ديديم (كلمة يونانية تعني التوأم) يهوذا توما. وقال: "من يتوصل إلى تفسير هذه الكلمات لا يذوق الموت"(987).

 

St-Takla.org Image: Letter Q - Initial letter from: The True Perceptions and Lives of Illustrious Greek, Latin and Pagan Men, book by André Thevet, 1584. صورة في موقع الأنبا تكلا: حرف الكيو بالإنجليزية - من صور الحروف بكتاب ملاحظات حقيقية من سير رجال مشهورين من اليونان واللاتين والوثنيين، لـ:أندريه ثيفيت، 1584 م.

St-Takla.org Image: Letter Q - Initial letter from: The True Perceptions and Lives of Illustrious Greek, Latin and Pagan Men, book by André Thevet, 1584.

صورة في موقع الأنبا تكلا: حرف الكيو بالإنجليزية - من صور الحروف بكتاب ملاحظات حقيقية من سير رجال مشهورين من اليونان واللاتين والوثنيين، لـ:أندريه ثيفيت، 1584 م.

ومن الأقوال الغير مقبولة التي جاء ذكرها في إنجيل توما القبطي ما يلي:

 جاء في "الأصحاح الثالث" قال يسوع: "إن قال لكم الذين يقودونكم. هوذا الملكوت في السماء حينئذٍ طيور السماء تسبقكم. إن قالوا لكم أنه في البحر، حينئذٍ الأسماك تسبقكم. بالأحرى الملكوت في داخلكم وخارجكم"(988). وفي "الإصحاح الرابع" قال يسوع: "لن يتردد الإنسان المتقدم في العمر أن يسأل ابن سبعة أيام.. "(989).

 وفي "الأصحاح السابع" قال يسوع: "طوبى للأسد الذي يأكله الإنسان، لأن الأسد يصبح إنسانًا. ومعلون الإنسان الذي يأكله الأسد، فالأسد أيضًا يصبح إنسانًا"(990).

 وجاء في ترجمة "اسكندر شديد": "11ـ قال يسوع: "هذه السماء ستزول، والتي فوقها ستزول. لكن الذين هم أموات لم يحيوا، والذين هم أحياء لن يموتوا.

 12ـ اليوم تأكلون أشياء ميتة وتصنعون منها ما هـو حي، (لكن) عندما تصبحون في النور، فأنكم ستفعلون في ذلك اليوم، حيث تصبحون اثنين، وأنتم واحد، وعندما تصبحون اثنين، ماذا ستفعلون آذاك.

 13ــ قال التلاميذ ليسوع: نعلم أنك ستغادرنا. مَنْ فوقنا يكون (إذاك) الأكبر؟ قال لهم يسوع: حينما تذهبون، تمضون إلى يعقوب البار، مَنْ لأجله صَنعت السمــاء كما الأرض"(991).

 وفي "الأصحاح الثالث عشر": "قال يسوع لتلاميذه: "قارنوا بيني وبين شخصًا ما وقولوا لي لمن أشبه؟".. قال سمعان بطرس له: "إنك تشبه ملاك بـار". قال متى له: "إنك تشبه فيلسوف حكيم". قال توما له: "يا معلم أن فمي عاجز عن قول من تشبه أنت". قال يسوع: "إنني لست معلمك لأنك ثمل فأنت تسكر من فقاقيع الربيــع التي نظمتها". ثم أخذه وانتحى به جانبًا وفاه بثلاث كلمات إليه. فلما عاد تومــا لرفقائه، سألوه: "ماذا قال لك يسوع؟". فقال توما لهم: "إن قلت لكم واحدة من الكلمات التي فاها لي، فأنكم تلتقطون حجارة وتُلقون بها عليَّ وتخرج نار من الحجارة وتحرقكم"(992).

 وفي "الأصحاح الرابع عشر": "إن صمتم تجلبون خطيئة لأنفسكم. وإن صليتم تدينون أنفسكم. وإن أعطيتم صدقة تجلبون الشر لأرواحكم"(993).

 وجاء في ترجمة "اسكندر شديد": "15ـ قال لهم يسوع: عندما تصومون تسببون لأنفسكم خطيئة، عندما تصلون، يدينونكم، عندما تتصدقون، ترتكبون شرًا لأرواحكم! حين تدخلون أي أرض وتجوبون الأرياف، عندما يستقبلونكم كلوا ما يضعونه أمامكم..

 19ــ قال التلاميذ ليسوع: قل لنا كيف ستكون نهايتك. قال يسوع: هل كشفتم البداية إذًا، لتسألوا عن النهاية؟ فحيث هيَ البداية، هناك تكون النهاية. طوبى لمَن يبلغ البداية، فسوف يعرف النهاية، ولن يذق الموت!"(994).

 وفي "الأصحاح التاسع عشر": "قال يسوع: طوبى للذي وُجِد قبل أن يولد. إن أصبحتم تلاميذي وسمعتم كلماتي، فإن هذه الحجارة سوف تخدمكم. لأن لكم خمسة أشجار في الفردوس هم لا يتغيرون في الصيف أو الشتاء وأوراقهم لا تسقط. وكل من يعرفهم لن يذوق الموت"(995).

 وفي "الأصحاح الحادي والعشرين": "قالت مريم ليسوع: ماذا يشبه تلاميذك؟ قال هو: إنهم يشبهون صبية صغيرة يقيمون في حقل ليس لهم. متى جاء أصحاب الحقل يقولون: ردوا لنا حقلنا. أنهم يتجردون من ثيابهم أمامهم من أجل أن يردوا فعلهم لهم ويرجعونه إليهم.."(996).

 وفي "الإصحاح الثاني والعشرين": "رأى يسوع بعض الأطفال يرضعون. فقال لتلاميذه: هؤلاء الأطفال الذين يرضعون يشبهون هؤلاء الذين يدخلون ملكوت (السموات). فقالوا له: إن كنا أطفالًا فهل ندخل الملكوت؟ قال يسوع لهم: متى جعلتم الاثنين واحدًا ومتى جعلتم الداخل مثل الخارج والخارج مثل الداخل والعلوي مثل السفلي. ومتى جعلتم الذكر والأنثى في واحدًا مفردًا حيث يكون الذكر ليس ذكر والأنثى ليست أنثى. ومتى جعلتم العين في مكان عين واليد في مكان اليد والقدم في مكان القدم والصورة مكان صورة. حينئذٍ تدخلون الملكوت"(997).

 وفي "الأصحاح الثلاثين": "قال يسوع: حيث يكون ثلاثة آلهة، فأنهم آلهة. وحيث يكون إلهين أو واحد، فأنه معه. ارفعوا الحجر وسوف تجدوني. شقُّوا الخشب فأنا هناك"(998) (راجع بيرتون ل. ماك - الإنجيل المفقود ــــ كتاب "ك" والأصول المسيحية ص 214).

 وفي "الإصحاح الحادي والثلاثين": "قال يسوع : ليس نبيًا مقبولًا في قريته ذاتها. ولا يشفي طبيبًا أولئك الذين يعرفونه"(999) (راجع يسوع التاريخي - محاضرات ومقالات نسّقها وقدّم لها الأب أيوب شهوان ص 141).

 وفي "الأصحاح السابع والثلاثين: "قال تلاميذه: متى تُظهِـر لنا ذاتك ومتى نراك؟ قال يسوع: عندما تتعرون ولا تخجلون وتأخذون ثيابكم وتضعونها تحت أقدامكم مثلما يفعل الصبية ويطئون عليها. حينئذٍ ترون ابن الواحد الحي ولن تخافوا"(1000).

 وفي "الأصحاح الثالث والأربعين": "قال تلاميذه له: من أنت حتى تقول هذه الأشياء؟ (قال يسوع لهم): أنتم لم تدركوا من أكون في كل ما قلته لكم، بل أصبحتم مثل اليهود لأنهم إما يحبون الشجرة ويكرهون ثمارها، أو أنهم يحبون الثمار ويكرهون الشجرة"(1001).

 وجاء في ترجمة "اسكندر شديد": "51 - قال يسوع: منذ آدم حتى يوحنا المعمدان، بين الذين ولدتهن نساء لا يوجد أعظم من يوحنا المعمدان! إنما، خوفًا من أن تتوه عينا (فلان) قلتُ: من بينكم يكون الأصغر يعرف الملكوت ويكون أرفع من يوحنا..

 53ــ قال يسوع: إذا كان اثنان الواحد مع الآخَر في سلام في المنزل نفسه، يقولون للجبل انتقل فينتقل.

 54ــ قال يسوع: طوبى للمتوحدين والمختارين، لأنكم تجـدون الملكوت، لأنكم منبثقون منه، وستعودون إليه مجددًا.

 55ــ قال يسوع: إذا سألكم الناس: من أين أتيتم؟ قولوا لهم: أتينا من النور، من المكان الذي نشأ فيه النور.. إذا قيل لكم: ما أنتم؟ قولوا: نحن أبناؤه ونحن مختارو الآب الحي. إذا سألكم (الناس): أي علامة من أبيكم فيكم؟ قولوا لهم: أنها حركة وراحة..

 61ــ قال يسوع: من عرف العالم سقط في جثة، ومن سقط فــي جثة لا يعود العالم أهلًا له"(1002).

 وفي "الأصحاح الحادي والستين": "قال يسوع: اثنان يستريحان على متكأ يموت الواحد ويحيا الآخَر. قالت سالومي: من أنت يا رجل؟ مثل غريب صعدت على فراشي وأكلت من مائدتي. قال لها يسوع: أنا هو الذي نال وجوده من غير المنقسم. أنا قد أُعطيت الأشياء التي لأبي. (قالت سالومي): أنني تلميذتك"(1003).

 وفي "الأصحاح السبعين": "قال يسوع: إن أخرجتم ما بداخلكم فما لديكم سوف يخلصكم. إن لم يكن هذا لديكم. فالذي ليس لديكم سوف يقتلكم"(1004).

 وفي "الأصحاح الثاني والثمانين": "قال يسوع: الذي هو قريبًا مني قريبًا من النيران. وهو الذي بعيدًا عنه بعيدًا عن الملكوت"(1005) (راجع أيضًا يسوع التاريخي - محاضرات ومقالات نسقها وقدم لها الأب أيوب شهوان ص141).

 وفي "الأصحاح السابع والسبعين: "قال يسوع: أنا النـور الذي فوق جميع الأشياء. أنا الكل والكل خرج مني والكل إليَّ يعود. اشطروا الخشب فأنا هناك. ارفعوا الحجارة وسوف تجدوني هناك"(1006).

 وجاء في ترجمة "اسكندر شديد": "79ـــ قال يسوع: كثيرون يقفون خارجًا عند الباب، لكن المتوحدين وحدهم من يدخلون غرفة العرس..

 86 - قال يسوع: من هــو قربي هو قرب النار، ومن هو بعيد عني هو بعيد عن الملكوت"(1007).

 وفي "الأصحاح الخامس والتسعين": "قال يسوع: إن كان لديكم مالًا فلا تقرضوه لفائدة. بل أعطوه لمن يرده إليكم ثانية"(1008).

 وفي "الأصحاح السابع والتسعين: "قال يسوع: يشبه ملكوت أل (أب) امرأة حاملة جرة مملؤة بالطعام. فكسرت يد الجرة بينما كانت سائرة على طريق بعيد وأريق الطعام خلفها على الطريق. هيَ لم تلحظه ولم تنتبه للحادث. لما بلغت بيتها. أنزلت الجرة ووجدتها فارغة"(1009).

 وفي "الأصحاح الثامن والتسعين: "قال يسوع: يشبه ملكوت الآب إنسانًا أراد أن يقتل رجلًا قويًا. بينما في بيته، أستل السيف وطعنه في الحائط كي يعرف هل يديه قوية ليطعنه. حينئذٍ قتل الرجل القوي"(1010).

  وجاء في ترجمة "اسكندر شديد": "102ــ يشبه ملكوت الآب رجلًا يريد قتل شخصية بارزة في منزله، أمتشق سيفه وغرزه في الجدار ليتأكد من أن يده ستكون ثابتة، ثم قتل الشخص..

 105ــ من لا يبغض مثلي أباه وأمه لا يمكنه أن يكون تلميذي، ومن أحب أباه وأمه مثلي لا يمكنه أن يكون تلميذي"(1011).

 وفي "الأصحاح الثامن والمئة": "قال يسوع: كل من شرب من فمي يصبح مثلي. وأنا ذاتيًا سأصبح هذا الإنسان. والأمور المخفية تُكشَف له"(1012).

 وجاء في ترجمة "اسكندر شديد": "116ــ قال يسوع: الويل لهذا الجسد العالة على النفس والويل لهذه النفس العالة على الجسد!..

  118ــ قال لهم سمعان بطرس: لتخرج مريم من بيتنا، لأن النساء لسن أهلًا للحياة! فقال يسوع: هوذا أنا أجذبها لأعيدها ذكرًا لتصبح هيَ أيضًا روحًا حيَّة شبيهة بكم، أنتم الذكور، فكل امرأة تُجعَل ذكرًا تدخل ملكوت السماوات"(1013).

 (راجع النص الكامل لإنجيل توما القبطي - د. إبراهيم سالم الطرزي - أبوكريفا العهد الجديد - الكتاب الثاني ص 55 - 68).

 

 ثانيًا: إنجيل توما المنافس:

ويشمل اثنى عشر أصحاحًا يتراوح كل أصحاح من عشرة إلى عشرين سطرًا، كما ذكرنا أيضًا هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت في مواضِع أخرى. وجاء في "الأصحاح الأول": "الكلمات السريَّة التي فاه بها المخلص ليهوذا توما، الذي أنا، كذلك أنا ماتياس التي كتبتها. بينما كنت سائرًا منصتًا لهم متحدثين واحدًا مع الآخر". ويُكثِر الكاتب من الافتخار بنفسه، مما يمثل وجه النقيض مع الأناجيل الأربعة القانونية، حيث نجد الأنجيليون الأربعة ينكرون أنفسهم ويتحاشون ذكر أسمائهم، فإذا كانت هناك ضرورة كان الكاتب يشير لنفسه بأسلوب غير مباشر، فيوحنا عوضًا أن يذكر اسمه يشير لنفسه إلى قوله "التلميذ الذي كان يسوع يحبه".. ومن أمثلة إفراط كاتب إنجيل توما في الإشارة إلى نفسه ما يلي:

 في "الأصحاح الثاني": "قـال المخلص: أيها الأخ توما، بينما لك وقت في العالم، استمع إليَّ وأنا سوف أكشف لك الأشياء التي تفكر بها عقلك. الآن، حيث أنه قيل أنك أخي التوأم لي وصاحبي الحقيقي، افحص ذاتك وتعلَّم من تكون أنت، بأي وسيلة وُجِدت وكيف تأتي لتكون. حيث أنك سوف تدعى أخي. فليس من الملائم أن تكون جاهلًا بذاتك. وأنا أعرف أنك فهمت، لأنك الآن تفهم أنني هو معرفة الحق.. "(1014).

 وجاء في "الأصحاح الثامن": "قال المخلص: حقًا، بالنسبة لهؤلاء، لا تعتبروهم بشر، بل اعتبروهم بهائم، لأنهم تمامًا مثل البهائم يفترس الواحد الآخر.. أنه سيُلقَون إلى جهنم، وسيقاسون من عذاب ومرارة طبيعتهم الشريرة. لأنهم سيجلدون حتى يندفعون إلى الخلف.. أجاب توما وقال: يا رب ماذا يفعل الإنسان الذي يُلقَى إليهم؟ لأنني شفوقًا جدًا عليهم، لأن كثيرين هم أولئك الذين يحاربونهم.

 أجاب المخلص وقال: وما هو رأيك؟ قال يهوذا الملقَّب تومـا: أنه أنت يا رب الذي يليق به، ويتحدث وأنا أصمت. أجاب المخلص: استمع لما أنا ماضٍ لأقوله لك. وآمن بالحق. ذاك الذي يُزرَع وذلك المزروع، سيهلكان بالنار - داخل النار والماء - ويُخبَئون في قبور من الظلام. وبعد زمن طويل، سيخرجون ثمار الأشجار الشريرة، بكونهم عوقبوا، بكونهم قُتِلوا في أفواه الوحوش والبشر عند إغواء الأمطار والرياح والهواء والنور الذي يشرق فوقهم.. أجاب توما: أنت بالتأكيد قد أقنعتنا يا رب.. لكن هذه الكلمات التي قلتها لنا هيَ مثيرة للسخرية ومحتقرة في العالم، لأنها تُفهَم خطأ، لذلك كيف نمضي لنكرز لهم، حيث أننا غير موقَّرين في العالم"(1015).

 

 ثالثًا: إنجيل توما الماني:

وحمل هذا الإنجيل هرطقة "ماني" الذي حرَّم الزواج وأكل اللحوم.. إلخ.، وشمل هذا الإنجيل عشرين مزمورًا في صيغة شعرية، فمثلًا جاء في "المزمور الثالث" عن الجحيم:

"... واحدًا من أبناء النور نظر من أعلى ورآه.

فقال لإخوته الأغنياء:

يا إخوتي، يا أبناء النور، الذين ليس فيهم تضاؤل ولا تناقض:

لقد نظرت إلى الجحيم،

رأيتُ الواحد الشرير، ابن الشرير،

لقد رأيت الواحد الشرير، ابن الشرير، راغبًا أن يشن حربًا،

رأيتُ سلاحهم العنيف المستعد لعمل الحرب،

رأيتُ مكائدهم وشباكهم ملقاة ومنتشرة،

حتى أن الطير الذي يأتي يمكن أن يُمسَك ولا يفلت منهم.

لقد رأيتهم مضجعين، شاربين خمرًا مسروقة، آكلين لحمًا مسلوبًا"(1016).

 أما عن علاقة إنجيل توما بالوثيقة "Q"، فقد اعتبر بعض الدارسين أن إنجيل توما يعد المصدر الأول لوثيقة "Q" التي أقتبس منها كل من متى الإنجيلي ولوقا الإنجيلي، ونحن سبق أن رفضنا هذا الرأي، وقلنا نحن نقبل وثيقة "Q" على أنها إنجيل متى الأرامي (راجع مدارس النقد - عهد جديد - مقدمة (1) س76). وفي سنة 1964م نشر "جيمس روبنسون" مقالة باللغة الألمانية حول العلاقة بين "إنجيل توما" والوثيقة "Q"، وتُرجمت هذه المقالة سنة 1971م للإنجليزية، وانتهت للقول بأن وثيقة "Q" كانت تمثل شكلًا شائعًا في القديم عُرِف بـ "أقوال الحكماء" (راجع بيرتون ل. ماك - ترجمة محمد الجورا - الإنجيل المفقود - كتاب "ك" والأصول المسيحية ص 43، 44).

_____

الحواشي والمراجع لهذه الصفحة هنا في موقع الأنبا تكلاهيمانوت:

 (984) الأناجيل المنحولة ص 173.

(985) أورده ديفيد أ. ده سيلفا - مقدمة للعهد الجديد ص 236.

(986) أورده د. إبراهيم سالم الطرزي - أبوكريفا العهد الجديد - الكتاب الثاني ص 55.

(987) الأناجيل المنحولة ص 174.

(988) أورده د. إبراهيم سالم الطرزي - أبوكريفا العهد الجديد - الكتاب الثاني ص 55.

(989) المرجع السابق ص 55.

(990) المرجع السابق ص 56.

 (991) الأناجيل المنحولة ص 175 - 176.

(992) أورده د. إبراهيم سالم الطرزي - أبوكريفا العهد الجديد - الكتاب الثاني ص 56، 57.

(993) المرجع السابق ص 57.

(994) الأناجيل المنحولة ص 176، 177.

(995) أورده د. إبراهيم سالم الطرزي - أبوكريفا العهد الجديد - الكتاب الثاني ص 57.

 (996) أورده د. إبراهيم سالم الطرزي - أبوكريفا العهد الجديد - الكتاب الثاني ص 57.

(997) المرجع السابق ص 58.

(998) المرجع السابق ص 59.

(999) المرجع السابق ص 59.

(1000) المرجع السابق ص 59.

(1001) المرجع السابق ص 60.

 (1002) الأناجيل المنحولة ص 182، 183.

(1003) أورده د. إبراهيم سالم الطرزي - أبوكريفا العهد الجديد - الكتاب الثاني ص 62.

(1004) المرجع السابق ص 63.

(1005) المرجع السابق ص 64.

(1006) المرجع السابق ص 64.

(1007) الأناجيل المنحولة ص 187، 188.

(1008) أورده د. إبراهيم سالم الطرزي - أبوكريفا العهد الجديد - الكتاب الثاني ص 66.

(1009) المرجع السابق ص 66.

(1010) المرجع السابق ص 66.

(1011) الأناجيل المنحولة ص 190.

(1012) أورده د. إبراهيم سالم الطرزي - أبوكريفا العهد الجديد - الكتاب الثاني ص 67.

 (1013) الأناجيل المنحولة ص 192.

(1014) أورده د. إبراهيم سالم الطرزي - أبوكريفا العهد الجديد - الكتاب الثاني ص 71.

 (1015) أورده د. إبراهيم سالم الطرزي - أبوكريفا العهد الجديد - الكتاب الثاني ص 73، 74.

(1016) المرجع السابق 81.


الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع

https://st-takla.org/books/helmy-elkommos/biblical-criticism/new-testament/139.html

تقصير الرابط:
tak.la/bcwmr53