س127: هل كتب تاتيان الدياتسرون باللغة السريانية، وبذلك يعدُّ أول ترجمة من اليونانية للسريانية؟ وما هيَ أهم الترجمات السريانية القديمة؟ وماذا عن الترجمة البشيتا؟ وهل هناك ترجمات أخرى للسريانية؟
ج:
1-
انتشار الإيمان
2ــ الدياتسرون
3 - الترجمات السريانية
القديمة
أ – المخطوطة الكوريتونية
ب - المخطوطية السينائية
4ــ الترجمة البشيطا
5ــ ترجمات سريانية أخرى
أ - الترجمة الفيلوكسينية
ب - الترجمة الحرقلية
أو الهرقلية
جـ - ترجمة السريوهكسابلا
د - ترجمة يعقوب الرهاوي
هـ -
الترجمة الفلسطينية (السريانية الأورشليمية)
6ــ الترجمة السريانية
الحديثة
1- انتشر الإيمان المسيحي في سوريا مبكرًا على يد الذين تشتَّتوا من جرّاء الضيق الذي حدث في أورشليم بسبب رجم استفانوس، ثم كرازة برنابا وبولس في أنطاكية، وفيها دُعيَ المؤمنون مسيحيين (أع 11 : 19 - 26)، وكانت أنطاكية من المدن الهامة في العالم الروماني، واللغة السريانية هيَ لهجة من لهجات اللغة الآرامية وتدعى الآرامية الغربية، وتعتبر الترجمات السريانية مثل اللاتينية والقبطية من الترجمات الموثوق فيها.
وكما أرينا من قبل أن الكلمة مشتقة من كلمة يونانية تعني "الرباعي" أو "من خلال الأربعة" حيث فكَّك "تاتيان" سنة 170م الأناجيل الأربعة إلى وحدات صغيرة، وأعاد دمجها في قصة واحدة، ولا يُعرف هل كُتب الدياتسرون بالسريانية أم باليونانية ثم تُرجم بعد هذا للسريانية، فقال البعض أنه كُتب بالسريانية، فيقول "الدكتور القس عبد المسيح أسطفانوس": "كان ذلك العمل الكبير الذي قام به شخص اسمه تاتيان السوري أو بصفة أدق تاتيان الأشوري، الذي سافر من بلاد ما بين النهرين (العراق اليوم) إلى روما. وهناك أصبح مسيحيًا وتتلمذ على يد جستنيان الشهيد. وقام هذا الرجل بدمج الأناجيل الأربعة في إنجيل واحد عُرِف بِاسم الدياطسرون الذي سبق أن أشرنا إليه، وقدّمه لشعبه باللغة السريانية مقسَّمًا إلى (55) قسمًا، ولعل ذلك كان لغرض استخدامه كنسيًا على مدار العام"(906).
ولا توجد أية مخطوطة بالسريانية الآن للدياتسرون، ولكن توجد اقتباسات منه في كتابات مار آفرام السرياني (378م)، كما ذكرنا أيضًا هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت في مواضِع أخرى. وفي القرن الحادي عشر ترجم الدكتور أبو الفرج عبد الله بن الطيب الدياتسرون من السريانية للعربية، ووُجِدت مخطوطات لـه بالعربيــة، ويقول "الخوري بولس الفغالي": "ضاع نص الدياتسرون في السريانية، ولم يبقَ لنا منه إلاَّ المقاطع التي ذكرها أفرام في تفسيره. ولكنه وُجِد في العربية وقد نشره الأب "مرمرجي الدومينيكاني" منطلقًا من خمس مخطوطات معروفة (الفاتيكان: القرن الثاني عشر، الفاتيكان أيضًا: القرن الرابع عشر، بطريركيـة الأقباط في القاهرة سنة 1795م، حلب سنة 1797م، المكتبة الشرقية في بيروت سنة 1332م). ووُجِد كاملًا في اللغة الفارسية، كما وُجِدت مقاطع منه في الأرمنية وفي لغات أخرى"
(907).
لم يكن أحد يعرف عنها شيئًا حتى سنة 1842م عندما اكتشفت في مصر مخطوطتان بهذه اللغة القديمة، وهما:
ويُرمَز لها بالرمز Syr C، وقد اكتشفها العالِم الإنجليزي "وليم كورتن" W. Curaton فنُسبت إليه، وترجع للقرن الخامس الميلادي، وتميزت هذه المخطوطة بجمال الخط، وجاء في كتاب "فكرة عامة عن الكتاب المقدَّس" إصدار دير القديس أنبا مقار ص 111: "وتُعرَف أقدم ترجمة سريانية للكتاب المقدَّس بِاسم "الكوريتونية" ولكن لم يتبقَّ منها سوى البشائر. وقد تُرجمت نسخة غير متكاملة منها في دير القديسة "مريم ديبارا Deipara " بوادي النطرون بصحراء مصر الغربية، وطبعها الدكتور كوريتـون سنة 1858م. ومنـه جاءت تسمية الترجمة بالكوريتونية".
ويُرمَز لها بالرمز Syr S نسبة إلى سيناء، حيث اكتشفتها السيدة "أغنيس سميث" في مكتبة دير سانت كاترين بسيناء سنة 1892م، ويرجع تاريخها إلى القرن الرابع الميلادي، وقام بنساختها الراهب "يوحنا أسطونابا"، وتحتوي على الأناجيل الأربعة، وقد كُتبت فوق كتابة سابقة تم محوها، وهيَ الآن معروضة في مدخل كنيسة "جوستينيان" في جبل سيناء، وعندما أصدرت جامعة كمبردج سنة 1894م الأناجيل الأربعة باللغة السريانية اعتمدت على هذه المخطوطة.
ومن الملاحظ أن المخطوطتين يمثلان نصًا مبكرًا يرجع إلى أواخر القرن الثاني أو أوائل القرن الثالث الميلادي.
ويُرمَز لها بالرمز Syr P، ودُعيت البشيطا أي البسيطا لأنها تُرجمت بلغة بسيطة، ويرجع تاريخها إلى القرن الرابع الميلادي، ولا يعرف أحدًا من هو الذي قام بهذه الترجمة، ووُجِد منها نحو 350 مخطوطة ترجع للقرنين الخامس والسادس الميلادي، ومنها مخطوطة يرجع تاريخها إلى سنة 464م، محفوظة بالمتحف البريطاني، وتشمل هذه الترجمة 22 سفرًا من العهد الجديد، حيث أنها خلت من رسائل بطرس الثانية، ويوحنا الثانية والثالثة ويهوذا، وكذلك من سفر الرؤيا أيضًا. ونُقّحت هذه الترجمة على يد "ربولا" أسقف أدسا Edessa، واُعتبرت هذه الترجمة هيَ الترجمة الرسمية للكنيسة السريانية، وما زالت مستخدمة للآن بعد إضافة الرسائل الأربع التي خلت منها وكذلك سفر الرؤيا من ترجمة فيلوكسينوس، ويوجد منها نحو (300) مخطوطة يرجع بعضها للقرنين الخامس والسادس الميلادي.
ومنها:
ويُرمَز لها بالرمز Syr PH، وتمّت في القرن السادس الميلادي عندما طلب "فيلوكسينوس" أسقف منبج (485 - 523م) من الخوريبسكوبوس "بوليكاربوس" سنة 508م بعمل ترجمة جديدة، فترجم أسفار العهد الجديد بالكامل، وما وصلنا منها هو ما اُضيف للترجمة البشيطا وهيَ رسائل بطرس الثانية، ويوحنا الثانية والثالثة، ويهوذا، وسفر الرؤيا.
ويُرمَز لها بالرمز Syrh، ففي سنة 616م قام "توما الهرقلي"، وكان راهبًا أتي إلى مصر في فترة الاجتياح الفارسي، ثم صار أسقفًا على منبج خلفًا للقديس فيلوكسينوس، بتنقيح الترجمة الفيلوكسينية، وأضاف بعض الملاحظات الهامشية نقلًا عن بعض المخطوطات اليونانية من الإسكندرية، واعتبر البعض هذه الترجمة مع الترجمة الفيلوكسينية ترجمة واحدة، ولا سيما أن التنقيح كان طفيفًا.
قام بها "بولس" أسقف تيلا (615 - 617م) عندما جاء إلى الإسكندرية هربًا من الاجتياح الفارسي، واعتمد فيها على العمود الخامس من الهكسابلا التي دونها أوريجانوس، وعمل في هذه الترجمة فريق من المترجمين، وتوجد منها مخطوطة ترجع للقرن الثامن الميلادي.
قام بها العالِم الكبير يعقوب الرهاوي معتمدًا على السريوهكسابلا، وترجمة البشيطا، فقدم نصًا موحَّدًا سنة 705م.
ويُرمَز لها بالرمز Syrpal، وترجع إلى القرن الخامس الميلادي، ومدوَّنة في صورة قراءات كتابية كنسية، ووصلنا منها ثلاث مخطوطات ترجع للقرنين الحادي عشر والثاني عشر.
قام بها "الخوري يوسف عون" سنة 1982م، الذي قال: "إني في ترجمتي هذه، جاريت السريان في ترجماتهم، الفيشيطو أي البسيطة، فاعتمدت البساطة في التعبير، واختيار الكلمات السهلة الفهم تستسيغها العامة ولا تنكرها الخاص.
إن السيد المسيح خاطب الشعب باللغة الآرامية، وكذلك الرسل فأنهم خاطبوا الشعب ونادوا بالإنجيل مردّدين تلك الكلمات نفسها التي سمعوها من فم السيد. ولما رأوا أن يكتبوا باللغة اليونانية ما كانوا يُبشرون به، حاولوا بذلك أن يقدموا للعالم الغربي الفكر الأرامي بثوب يوناني: ولما باشر السريان الآراميون بترجمة العهد الجديد من اللغة اليونانية إلى اللغة السريانية الآرامية، كان سهلًا عليهم أن يعيدوا الفكر الأرامي إلى الآراميين بلغته الأصلية التي تؤدي الفكر بوضوح وإشراق، وهذا ما دفعني إلى ترجمة العهد الجديد عن الترجمة السريانية، وقد حافظت على بعض تعابير وردت في الترجمة القديمة، لأنها رسخت في أذهان الناس حتى ألفوها"(908).
_____
(906) تقديم الكتاب المقدَّس - تاريخه / صحته / ترجماته ص 83.
(907) المدخل إلى الكتاب المقدَّس جـ 1 ص 95.
(908) أورده رأفت شوقي - دراسات كتابية في المدخل إلى العهد الجديد ط الكتاب الثالث ص 288.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/helmy-elkommos/biblical-criticism/new-testament/127.html
تقصير الرابط:
tak.la/skvvvc9