س11: كيف كانت نهاية الدولة الحشمونية؟ وكيف بسطت الإمبراطورية الرومانية نفوذها على فلسطين ومصر؟ وكيف حاولت الإمبراطورية الرومانية إصلاح عيوبها السياسية والاجتماعية؟ وكيف أقرَّت الأمن والسلام وربطت العالم في وحدة واحدة حول روما؟
أولًا: نهاية الدولة الحشمونية وسيطرة روما على فلسطين
ثانيًا:
الإمبراطورية الرومانية تحاول إصلاح عيوبها
ثالثًا: إقرار الأمن والسلام
استمرت الدولة الحشمونية Hasmonean dynasty التي أسسها المكابيون نحو ثمانين عامًا منذ نحو سنة 142 ق. م من بداية حكم سمعان ابن متاتيا الكاهن، وكان من آخِر ملوكها "الملكة الكسندرة" (76 - 67 ق. م) ثم ابنها أرسطوبولس الثاني، وما كان عليه من نزاع مع أخيه هيركانـوس الثاني (67 - 63 ق. م)، وبدخول "بومبي" أورشليم سنة 63 ق. م كانت نهاية الدولة الحشمونية وبداية فرض السيطرة الرومانية على أرض فلسطين، فبعد موت الملكة الكسندرة كان الوريث لها ابنها الأكبر يوحنا هيركانوس الثاني، ولكن أخوه أرسطوبولس الثاني جرّد جيشًا وحارب هيركانوس وهزمه، وقبض عليه، ولم يطلق سراحه إلاَّ بعد التنازل عن الحكم ورئاسة الكهنوت، وهنا ظهرت أهمية العمل السياسي لشخص سيكون له دور هام في أرض فلسطين مع ابنه، هذا الشخص هو "أنتيباتر الأدومي" وزير يوحنا هيركانوس الثاني، إذ نجح في عمل تحالف بين يوحنا وبين الملك العربي "أرتياس الثالث" ملك النباطيين، فتحصّن أرسطوبولس الثاني بأورشليم.
وفي هذه الأوقات كان التحرُّك الروماني لبسط نفوذه على بلاد الشرق، فمنذ سنة 68 ق. م انتصر القائد الروماني "لوكولس" على بلاد ما بين النهرين، ولكن جيشه رفض التوغل في عمق البلاد، فعاد أدراجه إلى آسيا، وحلَّ محله القائد الروماني "بومبيوس" (بومبي) الذي كان قد أخضع أسبانيا لسلطة روما، كما أنه قمع ثورة العبيد بقيادة سبارتكوس Spartacus الذي جمع حولـه نحو سبعين ألفًا من العبيد، فدوَّخوا الإمبراطورية الرومانية على مدار ثلاث سنوات حقَّقوا خلالها عدة انتصارات على القوات الرومانية، وعندما انتصر بومبي عليهم ملأ الطريق إلى روما بصلبانهم، كما أن التاريخ يذكر لبومبي أيضًا أنه قضى على قراصنة البحار في البحر الأبيض المتوسط، وفي سنة 65 ق. م أحكم قبضته على سوريا وما بين النهرين، وبينما كان بومبي في دمشق سنة 64 ق. م لجأ إليه ثلاثة وفود من اليهود:
الوفد الأول: يمثله أرسطوبولس الثاني يؤيده الصدوقيون، ويطالب بحكم فلسطين.
الوفد الثاني: يمثله الداهية السياسي "أنتباتر" الأدومي، يؤيده الفريسيون، ويطالب بإقرار الحكم ليوحنا هيركانوس الثاني.
الوفد الثالث: وفد من الشعب اليهودي وطالب بإنهاء حكم العائلة الحاكمة الحشمونية، والاكتفاء بكاهن أعظم يحكم البلاد.
وكانت النتيجة أن "بومبي" أقرَّ الحكم ليوحنا هيركانوس الثاني، وعندما دق بومبي أبواب أورشليم كان في معاونته أتباع هيركانوس، أما أتباع أرسطوبولس فقد تحصنوا بأورشليم لمدة ثلاثة أشهـر، وسريعًا ما انهارت مقاومتهم، فدخل بومبي أورشليم سنة 63 ق. م وقتل الآلاف من اليهود وساق أعداد كبيرة منهم أسرى إلى روما، ثم أفرج عنهم فكوَّنوا جالية كبيرة في روما في عصر يوليوس قيصر الذي تعاطف معهم، وسلم بومبي الحكم ليوحنا هيركانوس، ومنحه لقب "حاكم"، وفرض الجزية على الشعب اليهودي، ومن هنا صارت اليهودية مقاطعة رومانية تخضع لحكم والي سوريا الروماني، وبذلك فقدت مظهرها السياسي كدولة حشمونية مستقلة لمــدة ثمانين عامًا (142 - 63 ق. م).
بعد ثورة العبيد اكتشفت الإمبراطورية الرومانية عيوبها، وأن هناك خللًا سياسيًا واجتماعيًا يعورها، فسعت لإصلاح تلك العيوب القاتلة، ويقول "عباس محمود العقاد": "فأرادوا إصلاح العيوب الاجتماعية بالرجعة إلى الشريعة التي تقيد المواريث وتحرّم زيادة الميراث على خمسمائة فدان، وظن كايوس جراشس Graqchus أنه يعالج الآفة بإنشاء طبقة جديدة من الصيارفة والتجار يحد بها من نفوذ النبلاء وأصحاب الضياع المتبطلين، واضطر هو وأخوه إلى تموين المعوزين بأغذية تبيعها الدولة بأقل من تكاليفها، ولكن عوامل الخراب كانت في تلك الأجيال أعمق وأفعل من عوامل العمار والصلاح، فلمّا حاول يوليوس فيلبس في سنة (104 ق. م) أن ينظم الإقطاعات بتشريعاته الزراعية قال في خطابه: التفسيري "كما روى شيسرون": "إن ملاَّك الأرض في مدينة رومة لا يزيدون عن ألفين".. وازدادت هذه الحالة سوءًا في عصر أوغسطس المجيد كما يوصف في التواريخ، فآلت المستعمرة الأفريقية إلى قبضة ستة من المتبطلين، وفيها ألوف من الأرقاء المسخرين" (36).
والحقيقة أن الإمبراطورية الرومانية كانت تعتمد أولًا وأخيرًا على القوة العسكرية، فبالسيف حقَّقت الانتصارات وسيطرت على المدن والأقاليم، وبالسيف قضت على الأعداء، وبالسيف قمعت ثورات الثائرين، بينما أُنتهك القانون، ويقول "عباس العقاد": "وكان القانون والنظام فخر رومة الأول، فضاع القانون مع السلطان المُطلق، وضاع النظام مع التفاوت البعيد بين الحاكمين والمحكومين، ثروة وترف وطغيان من ناحية، وفقر وضنك وهوان من ناحية، ولا نظام للدولة مع اختلال التوازن في المجتمع، بل لا نظام للحياة نفسها ولا قيمة لها في إفراط النعيم حتى السأم من الحياة، وإفراط الشقاء حتى النقمة على الحياة، فصدق في رومة كلها وصف السيد المسيح لذلك الرجـل الخاسر الذي كسب العالم وضيع نفسه، فضاع وأضاع"(37).
ورفعت الإمبراطورية الرومانية "الإمبراطور" إلى مصاف الآلهة، فدعت أوغسطس قيصر من مصاف الآلهة ورصدت له شهرًا في السنة ما زال يستخدم للآن، كما ذكرنا أيضًا هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت في مواضِع أخرى. وكان الرومان يحصّلون الجزية، فكره اليهود الرومان كما كرهـوا العشارين الذين يحصّلون الجزية، وكان في بداية كل عام يُفتَح مزاد علني يرسي على أعلى مبلغ، وكان العشار يزيد عليه مبلغًا آخَر لصالحه، فيحصل على جزية باهظة، ويقــول "عباس محمود العقاد": "وكان فقهاء اليهود يذعنون للجزية وهي تؤخذ منهم عنوة عن طريق الالتزام الذي يخص الأفراد بالأسماء بل يؤخذ جملة على الأكوار والأقاليم، ولكنهم كانوا ينكرون أداء الجزية من ناحية المبدأ أشد الإنكار، ويحكمون بكفر من يجيزها ويشترك في تحصيلها وينبذونه من الجماعة وينبذون معه من يعاشره ويتحدث إليه، ولهذا دبرّوا مكيدتهم للسيد المسيح ليسألوه أمام جمهرة الشعب عن أداء الجزية هل يجوز أو لا يجوز فأرسلوا إليه تلاميذهم من الهيروديين قائلين: "يا معلم أنك صادق تعلّم بالحق ولا تبالي أحدًا لأنك لا تنظر إلى وجوه الناس. فقُل لنا ماذا تظن؟ أيجوز أن تعطى جزية لقيصر أم لا يجوز؟"، فكان جوابه المشهور أروني معاملة الجزية، ونظر إلى الدينار الروماني فسألهم: لمن هذه الصورة والكتابة؟ فلمّا أجابوه أنها لقيصر، فقال لهم: أعطوا إذًا ما لقيصر لقيصر وما لله لله، وأسكتهم جوابه"(38).
وفي سنة 49 ق. م نشب صراع بين "قيصر" و"بومبي" على عرش روما، ففر بومبي إلى مصر واُغتيل هناك وأعتلى قيصر عرش روما، ولمّا قَدُم قيصر إلى مصر قُدّمت له رأس بومبي، وعندما حاصر الجيش المصري وأهل الإسكندرية قيصر وكان قريبًا من الهزيمة أسعفه أنتيباتر وهيركانوس الثاني بجيش مكون من ثلاثة آلاف جندي ومؤن، فانتصر وعاد إلى سوريا سنة 47 ق.م، ودعَّم سلطة يوحنا هيركانوس الثاني على اليهودية كحاكم وكرئيس كهنة، وخفَّض الجزية ومنح الشعب اليهودي الحرية الدينية كاملة، وأعفى الشعب من التجنيد في الجيش الروماني، وأوكل للجيش الوطني حماية البلاد، وسمح لهم بإعادة سور أورشليم الذي هدمه بومبي، وأضاف ليوحنا منطقة الجليل وبعض المدن الساحلية بما فيها يافا مما أدى لانتعاش الحركة التجارية، بل أكرم يهود مصر الذين قدَّموا له يد العون، وأوصى بإكرام اليهودي في كل مكان، وأعفى اليهود من الجزية في السنة السابعة التي لا يزرعـون فيهــا، ولذلك بكــاه اليهود يـوم اغتياله سنة 44 ق. م...
وبعد نحو 32 عامًا من خضوع فلسطين للاحتلال الروماني سقطت مصر أيضًا في قبضته سنة 31 ق. م عندما خرج أنطونيوس (القائد مارك أنتوني) مع الملكة كليوباترا على رأس الأسطول المصري خارج المياه الإقليمية المصرية، لمباغتة الأسطول الروماني بالقرب من السواحل الإيطالية، ولكن حدث العكس لأن أكتافيوس قائد الأسطول الروماني هو الذي باغت الأسطول المصري في الخليج الذي اختفى فيه ودمّره في معركة أكتيوم البحرية سنة 31 ق. م. فقد كان خروج الأسطول المصري إلى عرض البحار قرارًا خاطئًا، وغيَّرت "معركة أكتيوم" مجرى التاريخ وفتحت الطريق لجيوش روما لفرض سيطرتها على الإسكندرية، وإذ هرب كل من أنطونيوس وكليوباترا إلى الإسكندرية، ثم دخل أوكتافيوس الإسكندرية وأراد أن يقود كليوباترا كأسيرة إلى رومـا فاختارت الانتحار، وأيضًا انتحر أنطونيوس، فانتهى عصر البطالمة ووُلِدَ العصر الروماني.
وفي سنة 30 ق. م ارتقـى "أوكتافيوس" عرش الإمبراطورية، فكان هو الإمبراطور أوغسطس قيصر، فسادَ السلام الروماني أرجاء المسكونة، ويقول "الأب جورج سابا": "فبدأت به أعظم إمبراطورية في التاريخ، وكانت حصيلة لفتوحات كثيرة، ووريثة لإمبراطورية الإسكندر، ولمدينتها، ولو تحت طلاء روماني. وصارت رحابة تلك الإمبراطورية رحابة العالم بأسره. وقد ظهرت فيها جميع شعوب حوض البحر المتوسط مجتمعة في وحدة غريبة، إدارة وطرقًا ولغات وحضارات، يظللها "جلال السلام الروماني". ولمّا مات أوغسطس سنة 14م، خَلَفَه طيباريوس، وحكم حتى فاجأه الموت سنة 37م، وبالرغم من مجازِرَه اليومية وجنونه الغريب، فإن جو الإمبراطورية ظل جو سلم وجلال" (39).
وصارت الإمبراطورية الرومانية تسيطر على معظم أرجاء العالم، وبلغت حدودها شمالًا اسكتلندا، والسودان جنوبًا، والبرتغال غربًا وجبال القوقاز شرقًا، وبلغت ذروتها في أيام الإمبراطور تراجان Trajan (68 - 117م)، حتى قيل أن كل الطرق تؤدي إلى روما، فقد اهتمت الإمبراطورية الرومانية بإنشاء شبكة ضخمة من الطرق الممهدة والمرصوفة بالأحجار، وربطت اللغة اليونانية دول العالم معًا، فكانت لغة التخاطب والتفاهُم بين شعوب الأرض، فأي إنسان له حرية الانتقال من دولة إلى أخرى دون احتياج لجوازات سفر أو تصاريح دخول، ولم يحتاج الإنسان في تنقلاته إلاَّ معرفة اللغة اليونانية وفي جيبه بعض الدراهم الرومانية، وقد استتب الأمن إلى حد كبير، وكان الإمبراطور هو الحاكم الأعلى الذي يجمع في يده جميع السلطات، وله يخضع الملوك والجيوش، وتُصَك صورته على العملات النقدية، وأسفل العملة كتابة تشير للألوهية، والعملة المستخدمة هيَ الدينار الروماني، ولُقّب الإمبراطور يوليوس بالقيصر Caeser، كما لُقّب بنفس اللقب (قيصر) بعض الأباطـــرة الآخريــن مثـل أوغسطس (27 ق. م - 14م) (لو 2 : 1)، و"طيباريــوس" (14 - 37م) (لـو 3 : 1)، و"كلوديوس" (41 - 54م) (أع 11 : 28، 18 : 2)، و "نيرون" (54 - 68م) (أع 25 : 8) ووَرَد لقب "قيصر" في العهد الجديد نحو ثلاثين مرة.
وكان عدد سكان الإمبراطورية الرومانية نحو خمسين مليونًا، ويشكِّل اليهود نحو 10 %، جزء منهم داخل فلسطين والجزء الآخَر مشتَّت في البلاد المختلفة، وكان المواطنون الرومانيون الذين وُلِدوا في الجنسية الرومانية من أبوين رومانيين، أو الذين وُلِدوا في مدن حرّة يُعفَون من الضرائب (أع 16 : 27، 22 : 25). أمّا سائـر الرجال الأحرار، أي ليسوا عبيدًا، يلتزمون بدفع الضرائب للعشّارين عن أنفسهم وعن أراضيهم وممتلكاتهم (مت 22 : 17)، وكان في الإمبراطورية الرومانية أعدادًا ضخمة من العبيد الذين يعيشون رهن إشارة ورحمة أسيادهم. وبالرغم من أن اليهود كانوا يعتبرون الاحتلال الأجنبي المحنة الكبرى التي حلّت بهم منذ عودتهم من السبي، إلاَّ أنهم كانوا يتمتعون بحريتهم الدينية فسُمِح لهم بممارسة شعائرهم الدينية، وكان لهم جاليات ليست بقليلة في المدن الكبرى مثل روما والإسكندرية وأنطاكية وطرسوس وفيلبي وتسالونيكي وكورنثوس وأفسس... الخ، وكان اليهود يُعفَون مـن الخدمة العسكرية، واعتقد الرومان أن المسيحية في نشأتها تمثل طائفة من الطوائف اليهودية فلم يقاوموها، بل تمتع المسيحيون بالسلام الذي يتمتع به اليهود لسنوات قليلة. ويقـول "راندال إيه. ويس" Randall A. Weiss : " اليهود : الجذور : لم تكن اليهودية والمسيحية مختلفتين كل هذا الاختلاف الذي يظهر اليوم. وهذا صحيح لأنهما يتشاركان نفس الجذور الأولى. ويمثّل إله إسرائيل والعهد القديم البنية التحتية لكل منهما... في روما القديمة تم تصنيف المسيحيين رسميًا كفرقة يهودية من بين اليهود الآخرين. نرى مثالًا لهذه الحقيقة مبكرًا جــدًا مع منتصف القرن الأول، إذ قامت روما بطرد المسيحيين مع كل السكان اليهود الآخرين. لقد انتهى الترحيب بهم ووصل إلى نهايته مع مرسوم كلوديوس في 49م. حين طُرد المسيحيون وغير المسيحييــــن على السواء من المدينة" Bruce F. F. New Testament History... P 299) (40)). ثم أدرك الرومان أن المسيحيين يعبدون شخصًا يُدعى يسوع ومستعدون أن يقدموا حياتهم من أجل إيمانهم به، ولا يُؤلّهون الإمبراطور، بالإضافة إلى ما شاع حول المسيحية من خرافات، فصب الأباطرة جام غضبهم على المسيحيين.
أما الأباطرة الذين اعتلوا عرش روما منذ نشأة الإمبراطورية الرومانية وحتى القرن الأول الميلادي، وعددهم اثني عشر إمبراطورًا، فهم:
1ــ يوليوس قيصر (49 - 44 ق. م): وهو غايوس يوليوس قيصر.
2ــ أغسطس قيصر (27 ق. م - 14م): وهو غايس يوليوس قيصر أوكتافيوس الذي وُلِد السيد المسيح في عصره نحو 4 ق. م.
3ــ طيباريوس قيصر (14 - 37م) : وهو طيباريوس نيرون قيصر، وفي عهده بدأت خدمة السيد المسيح وصلبه وقيامته وصعوده ونشأة الكنيسة الأولى، وكانت العملة الرومانية التي قدمها اليهود للسيد المسيح تحمل صورته، وانتهت حياته بالاغتيال بيد كاليجولا.
4ــ كاليجولا (جايوس قيصر) (37 - 41م): وهو غايس يوليوس قيصر جرمانيكوس، رجلًا مضطربًا ذهنيًا أقرب للجنون، واغتاله جنوده سنة 41 م.
5ـ كلاديون قيصر (41 – 54م): وهو طيباريوس كلوديوس دروسيوس نيرون قيصر أوغسطس جرمانيكوس، ونهج سياسة التوسع الجغرافي، وثارت عليه الإمبراطورة أجريبينا لتضمن خلافة العرش لابنها نيرون.
6ـ نيرون قيصر (54 – 68م): وهو نيرون كلوديوس قيصر دروسوس جرمانيكوس تولى العرش وعمره ستة عشر عامًا، وأثار جو من الرعب، حتى أنه قتل أمه "أجريبينا" التي أوصلته للعرش، كما قتل زوجته الأولى "أوكتافيا"، وأيضًا حكم على معلمه سينيكا بالموت، ولمّا علم أنه يعاني من مرض شديد تركه للمرض، وهو الذي أحرق روما سنة 64م وألصق التهمة بالمسيحيين واضطهدهم أشد الاضطهاد، وفى عهده استشهد القديسين بطرس وبولس الرسولين سنة 67م، وانتحر نيرون سنة 68م.
7ــ جالبا قيصر (69 م): وهو سرفيوس سلبيكيوس جالبا.
8ــ أوتو قيصر (69 م): ماركيوس سلفيوس أوتو.
9ــ فيتليوس قيصر (69 م): أولوس فيتليوس.
10ــ فسبسيان (69 – 79 م) وهو فلافيوس سابينوس فسباسيان، وأرسل ابنه تيطس فأخمد ثورة اليهود في فلسطين، وهدم هيكل أورشليم، حتى أنه لم يترك حجرًا على حجرٍ إلاَّ ونقضه كما تنبأ السيد المسيح من قبل، وفي عهده قتل وصلب عشرات الألوف من اليهود سنة 70م.
11ــ تيطس (79 – 81 م): تيطس فلافيوس سابينوس فسباسيان ابن الإمبراطور السابق فسبسيان، وقد تولى العرش بعد موت أبيه، وقد ألَّهَّه مجلس الشيوخ، فكان ثاني إمبراطور ينال هذا الشرف بعد أغسطس قيصر.
12ــ دومتيان (81 – 96 م): وهو تيطس فلافيوس دومتيانوس أغسطس، ابن فسبسيان الصغير، وبالرغم من أنه كان ناجحًا في إدارة شئون البلاد إلاَّ أنه كان مستبدًا وهو الذي نفى يوحنا الإنجيلي إلى جزيرة تيطس، واُغتيل في قصره سنة 96م، وأشار الكتاب إلى اضطهاده في سفر الرؤيا (رؤ 3 : 8 - 13).
_____
(36) حياة المسيح في التاريخ وكشوف العصر الحديث ص 58.
(37) المرجع السابق ص 59.
(40) ترجمة د. عادل فكري - الطوائف اليهودية في زمن كتابة العهد الجديد ص 11، 12.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/helmy-elkommos/biblical-criticism/new-testament/11.html
تقصير الرابط:
tak.la/rjzdn8y