أنكر أصحاب مدرسة النقد الأعلى المعجزات التي وردت في الكتاب المقدَّس بعهديه، فمنهم من أرجع هذه المعجزات للطبيعة، فقالوا أن الضربات التي وقعت على المصريين ترجع إلى الطبيعة، فتحول المياه إلى دم يرجع إلى تغيُّر لونها بسبب الطمي الذي يحمله فيضان النيل، وأغمضوا أعينهم عن موت الأسماك، وإستحالة شرب هذه المياه، حتى أن المصريين إضطروا إلى حفر الآبار ليشربوا منها، وقالوا أن شق البحر الأحمر ما هو إلاَّ نتيجة عوامل المد والجذر، وغضوا النظر عن غرق فرعون وكل جيشه ومركباته، وقالوا أن ماء بركة حسدا الذي كان يحمل الشفاء بمجرد تحريكه بواسطة الملاك يرجع إلى وجود أنواع من الأملاح التي تذوب فتهب الشفاء، وغضوا البصر عن الشفاء الفوري، وأنه يشمل جميع أنواع الأمراض، ولا يشفي إلاَّ أول إنسان فقط ينزل إليه..
وقال بعض النقاد أن للكون قوانينه الطبيعية الثابتة التي لا تتغير، ولأن المعجزة تعتبر كسر وإنتهاك لهذه القوانين الثابتة، لذلك فهي أمر مستحيل، ولا وجود له في أرض الواقع. ورأى البعض أنه بسبب بساطة وجهل الناس قديمًا نظروا لبعض الظواهر على أنها معجزات، لأنهم عجزوا عن تفسيرها التفسير الحقيقي، فدعوها معجزات وهي ليست بمعجزات، وسلك آخرون مثل هيوم المنهج الفلسفي الجدلي فقالوا أننا لا ننكر المعجزات ولكننا لا نقبلها لأنها نادرة الحدوث بينما الأمور الطبيعية قائمة دائمًا أمامنا، ورفض آخرون المعجزات لأنها لا يمكن التنبؤ بوقت حدوثها، وقال آخرون أن المعجزات التي نسبت للسيد المسيح من نسج الخيال.. إلخ، وهذا ما سنناقشه بإختصار في هذا المجال.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/helmy-elkommos/biblical-criticism/index2a.html
تقصير الرابط:
tak.la/v6m4jns