ج: 1- هناك أكثر من شخص باسم كالب، كما أن الشخص الواحد سُمي بأسمين، وأيضًا يُنسب الابن لأبيه وأحيانًا يُنسب لجده، وفي ضوء ما سبق نستطيع أن نتفهم السؤال.
2- أما عن التساؤل بأنه كيف يكون كالب قنزّيًا ومن سبط يهوذا في آن واحد، فيقول " الأرشيدياكون نجيب جرجس": "كان كالب (قنزّيًا) إما نسبة إلى (قناز) حفيد عيسو (تك 36: 11) أو إلى قبيلة القنزّيين الكنعانية القديمة (تك 15: 19) أو لأن أحد أجداده كان يُدعى قناز، أو لانتسابه إلى أسرة اشتغلت بالصيد حيث أن كلمة (قناز) معناها صيد، وهي مقاربة لكلمة (قنص) في العربية، أو ربما لأن أحد أسلافه انتصر على القنزّيين ونُسب إليهم من باب التفاخر.
وقد نُسب كالب إلى سبط يهوذا إما لأن أسلافه من سبط يهوذا بالفعل، و(قناز) كان أحد أجداده الخارجين من نفس السبط، أو لمصاهرته، أو مصاهرة بعض أسلافه لسبط يهوذا (راجع أيضًا عد 13: 16)"(1).
3- عندما تجسس كالب الأرض مع يشوع وعشرة آخرين أيام موسى، حصل على وعد إلهي " وأما عبدي كالب فمن أجل أنه كانت معه روح أخرى وقد أتبعني تمامًا أُدخله إلى الأرض التي ذهب إليها وزرعه يرثها" (عد 14: 24) ولذلك طالب كالب بهذا الوعد ووافقه يشوع على هذا لأنه كان يعلم بهذا الوعد الإلهي، وطالب كالب بحبرون والأراضي الجبلية الحصينة المحيطة بها، ومعنى حبرون " شركة " فحبرون هي مكان شركة إبراهيم مع الله، وأيضًا غيرة من كالب طالب بهذا المكان لكيما يحارب العناقيين ويقضي على المدن الحصينة " أن العناقيين هناك والمدن العظيمة محصنة" (يش 14: 12).
4- يقول " دكتور سليم إلياس": "أن كالب قال ليشوع {فالآن أعطني هذا الجبل الذي تكلم عنه الرب في ذلك اليوم. لأنك أنت سمعت في ذلك اليوم أن العناقيين هناك والمدن عظيمة ومحصَّنة. لعل الرب معي فأطردهم كما تكلم الرب} وقد وقف إلى جانب كالب في هذا الطلب رؤساء سبط يهوذا. فإذا كان كالب هو نفسه الشخص المعيَّن في هذا السبط لتوزيع الأرض فقد إختار أن يشرك هؤلاء الرجال معه في تقديم هذا الطلب حتى لا يبدو وأنه قد استخدم سلطته ليحصل على امتياز أناني.
لقد أُستجيب إلى طلبه في الحال، لأنه لم يكن هناك شخص آخر يمكن أن يُركَن إليه في غزو معقل الجبابرة هذا غير كالب... أن الدافع الذي حدا كالب أن يتقدم بهذا الطلب لم يكن رغبته في الكرامة الشخصية أو تعظيم الذات، ولكن ذلك المحارب الشيخ الباسل كان يتوقَ إلى أن يعطي للشعب مثالًا به يكرم الله ويشجع باقي الأسباط أن يُخضِعوا إخضاعًا كاملًا تلك الأرض التي ظن آباؤهم أنه يستحيل التغلب عليها"(2).
_____
(1) تفسير الكتاب المقدَّس - سفر يشوع ص 225.
(2) الموسوعة الكبرى للمذاهب والفرق والأديان - أصل الديانة اليهودية ونشأتها ص 188.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/helmy-elkommos/biblical-criticism/960.html
تقصير الرابط:
tak.la/6apwc27