St-Takla.org  >   books  >   helmy-elkommos  >   biblical-criticism
 

مكتبة الكتب المسيحية | كتب قبطية | المكتبة القبطية الأرثوذكسية

كتاب النقد الكتابي: مدارس النقد والتشكيك والرد عليها (العهد القديم من الكتاب المقدس) - أ. حلمي القمص يعقوب

798- هل يجب الحكم على المسيحيين بالقتل لأنهم يكسرون وصية السبت (عد 15: 32-35)، ولاسيما أن إشعياء يقول "وأما كلمة إلهنا فتثبت إلى الأبد" (أش 40: 8) وقال السيد المسيح "لا تظنوا إني جئت لأنقض الناموس أو الأنبياء. ما جئت لأنقض بل لأكمل" (مت 5: 17)؟ ولماذا لا يقر المسيحيون بأن الإنجيل قد نسخ التوراة؟

 

ويقول علاء أبو بكر " تبعًا لشرح وأحكام العهدين القديم والجديد يستحق كل القسيسين القتل لأنهم لا يعظمون السبت، وناقض تعظيمه على حكم التوراة واجب القتل.."(1).

St-Takla.org                     Divider of Saint TaklaHaymanot's website فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

St-Takla.org Image: Ten Commandments: Moses receives the Ten Commandments on Mt. Sinai: (Exodus 31) - from the book: Biblia Ectypa (Pictorial Bible), by Johann Christoph Weigel, 1695. صورة في موقع الأنبا تكلا: موسى النبي يتلقى الوصايا العشر على جبل سيناء: (الخروج 31) - من كتاب: الكتاب المقدس المصور، يوهان كريستوف فيجيل، 1965 م.

St-Takla.org Image: Ten Commandments: Moses receives the Ten Commandments on Mt. Sinai: (Exodus 31) - from the book: Biblia Ectypa (Pictorial Bible), by Johann Christoph Weigel, 1695.

صورة في موقع الأنبا تكلا: موسى النبي يتلقى الوصايا العشر على جبل سيناء: (الخروج 31) - من كتاب: الكتاب المقدس المصور، يوهان كريستوف فيجيل، 1965 م.

ج: 1- أعطى الله للإنسان وصية حفظ السبت لخير الإنسان، ففي يوم السبت يستريح الإنسان من الأعمال اليومية " وأما اليوم السابع فسبت للرب إلهك لا تعمل فيه عملًا ما أنت وابنك وابنتك وعبدك وآمتك وثورك وحمارك وكل بهائمك ونزيلك الذي في أبوابك لكي يستريح عبدك وآمتك مثلك" (تث 5: 14) وكان الهدف من حفظ وصية السبت أن يتفرغ الإنسان للعبادة ولعمل الخير، ولكن اليهود تطرفوا في حفظ السبت حتى أنهم وضعوا 39 مادة تُنهي عن القيام بأي أعمال، حتى قالوا أن من يحمل إبرة مشبوكة في ثوبه، أو من يحمل الأطراف الخشبية التي تعينه على المشي، أو يحمل الأسنان الصناعية، أو يحمل منديلًا، أو السيدة التي تتزين بالحلي، فكل هؤلاء يكسرون السبت، ومن يمسك برغوثًا أو يقتله فأنه يمارس نوعًا من القنص المحرَّم يوم السبت، وقال التلمود " إن السبت يعادل الناموس كله في الأهمية وأن من يحفظ السبت ينال غفران خطاياه كلها ولو كان عابدًا لوثن"(2).

 

2- عندما جاء السيد المسيح أراد تصحيح المفهوم الخاطئ لحفظ السبت، كما ذكرنا أيضًا هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت في أقسام أخرى. فجال يصنع خيرًا في السبوت رغم النقد الشديد الذي تعرَّض له من قِبل القيادات الدينية، وقال لهم " السبت إنما جُعل لأجل الإنسان لا الإنسان لأجل السبت. إذًا ابن الإنسان هو رب السبت أيضًا" (مر 2: 27، 28) وشاء رب السبت أن يحفظ شعبه المسيحي يوم الأحد عوضًا عن يوم السبت، ولذلك دخل أورشليم كملك في يوم الأحد (مت 21: 10) وقام فجر الأحد (مت 28: 1، مر 16: 2، لو 24: 1، يو 20: 1) وتعددت ظهورات السيد المسيح في أحد القيامة، فظهر لمريم المجدلية (مر 16: 9) وللمريمتين (مت 28: 9) ولتلاميذه باستثناء توما (مت 28: 9) ولتلميذيّ عمواس (لو 24: 13 - 35) وفي الأحد التالي ظهر للتلاميذ ومعهم توما (يو 20: 26) وحل الروح القدس على التلاميذ وولدت كنيسة العهد الجديد يوم الأحد (أع 20: 7) وكانت الصدقات تُقدم يوم الأحد (1كو 16: 1، 2) ودُعي يوم الأحد بيوم الرب (رؤ 1: 10).

 

3- تم مناقشة تغيير يوم السبت بالأحد تفصيليًا(3).

 

4- لم ينسخ الإنجيل التوراة بل أكملها، ويكفينا دليلًا على هذا قول السيد المسيح " لا تظنوا إني جئت لأنقض الناموس أو الأنبياء. ما جئت لأنقش بل لأكمل" (مت 5: 17).

و يقول الإكليريكي إبراهيم عوض إبراهيم - إكليريكية طنطا " عندما يدعي المدعون بأن العهد الجديد قد نسخ (ألغى) العهد القديم، فإنهم يرمون من وراء هذا بأن القرآن أيضًا قد نسخ الإنجيل وأبطله وألغاه، ففي نظرهم أن الإنجيل نسخ التوراة، والقرآن نسخ الإنجيل، علمًا بأنه لم تأتِ آية واحدة في القرآن تثبت زعمهم هذا بأن القرآن نسخ الإنجيل، والدليل على ذلك ما جاء في سورة البقرة 106 (وما ننسخ من آيةٍ أو ننسها نأتِ بخير منها أو مثلها ألم تعلم أن الله على كل شيء قدير) ويقول الرازي والبيضاوي أن هذه الآية نزلت ردًا على طعن اليهود في الإسلام بقولهم: ألا ترون أن محمدًا يأمر أصحابه بأمر ثم ينهاهم عنه ويأمر بخلافه.

وجاء في سورة النحل 101 (وإذ بدلنا آيةً مكان آيةٍ والله أعلم بما يُنزل قالوا إنما أنت مفتر بل أكثرهم لا يعلمون) والنسخ في القرآن لا علاقة له بالكتاب المقدَّس كما قال الإمام جلال الدين السيوطي بأن النسخ مما خصَّ به الله هذه الأمة (أي الأمة الإسلامية) وقال الحج رحمة الله الهندي في كتابه " إظهار الحق": "أن القول بنسخ التوراة بنزول الزبور ونسخ الزبور بنزول الإنجيل بهتان لا أثر له في القرآن ولا التفاسير، بل لا أثر له في كتابٍ من الكتب المعتبرة لأهل الإسلام".

إن مسألة النسخ تخص القرآن دون سواه، ومثال على الآيات التي نسخت:

أ - آيات السلم نسخت بآيات القتال، فما جاء في (سورة الإسراء 105) بالتبشير بالدعوة والإنذار بدون إكراه في الدين ومثيلاتها، قد نُسخت بآيات الحض على القتال ومعاداة غير المسلمين، مثل ما ورد في (سورة البقرة 191، 216).

ب - الوعد بأن الواحد من المؤمنين يغلب عشرة، وعشرين يغلبون مائتين (سورة الأنفال 65) نُسخت بأن الواحد يغلب إثنين (سورة الأنفال 66).. وهلم جرا.

والدليل على أن القرآن لم ينسخ الكتاب المقدَّس أنه لم يبطل الأحكام الواردة فيه، بل حض على الخضوع لها (قل يا أهل الكتاب لستم على شيء حتى تقيموا التوراة والإنجيل) ولم يقل قط [يا أهل الكتاب لستم على شيء حتى تقيموا القرآن] كما قال (وليحكم أهل الإنجيل بما أنزل الله فيه) ولم يقل [وليحكم أهل الإنجيل بما أنزل الله في القرآن] وقال لمحمد (وكيف يحكمونك وعندهم التوراة فيها حكم الله) ولم يقل [وكيف لا يحكمونك بعد أن أنزلنا القرآن فيه حكم الله].

وكان من الجائز القول بأن القرآن نسخ التوراة والإنجيل لو أنه اشتمل واحتوى جميع ما جاء في الكتاب المقدَّس، بل أن ما ورد في القرآن من قصص الأنبياء والأحداث الكتابية موجزًا مختصرًا تجده في الكتاب المقدَّس مرتبًا موضحًا وافيًا شاملًا، مما يجعل الكتاب المقدَّس هو المرجع الأساسي الذي يوضح ما جاء في القرآن.

وليس في القرآن ما هو أغرب من الناسخ والمنسوخ، فهل يقبل المسلم الفطن أن الآية المنسوخة كانت تناسب مصلحة المؤمنين إذ كانوا ضعفاء فأمرهم بالتسامح، ثم متى نالوا قوة أقتضى الحال إبدال هذه الآية بأخرى تحض على القتال والانتقام من الأبرياء بدون جريرة إلاَّ أنهم فقط يرفضون الدخول في الإسلام، بينما الآية الفاصلة في هذا (وما أرسلناك إلاَّ مبشرًا ونذيرًا) (سورة الإسراء 105) وما أدراك أن لا تكون الآيات الناسخة هي المنسوخة، والمنسوخة هي الناسخة، ولاسيما أن تاريخ نزول هذه الآيات لم يدوَّن في القرآن، بل هو من تحديد الصحابة"(4).

_____

الحواشي والمراجع لهذه الصفحة هنا في موقع الأنبا تكلاهيمانوت:

(1) البهريز جـ1 س105، س148، والبهريز جـ2 س134.

(2) أورده القس صموئيل مشرقي - السبت بين الظل والحقيقة ص 13.

(3) فيرجى الرجوع إلى كتابنا: الأدفنتست.. ظلمة الموت (طبعة ثانية) ص 92 - 169، وأيضًا مدارس النقد جـ 6 س701.

(4) من أبحاث النقد الكتابي.


الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع

https://st-takla.org/books/helmy-elkommos/biblical-criticism/798.html

تقصير الرابط:
tak.la/pc9k8cq