ج: 1- اسم قورح اسم عبري معناه " قرع أو أقرع"(2) وهو ابن يصهار بن قهات بن لاوي، فهو ابن عم موسى وهرون ابني عمرام بن قهات، وقد أتهم قورح مع داثان وأبيرام موسى وهرون بأنهما يتكبران ويتعاليا على شعب الله " وقالوا لهما كفاكما. إن كل الجماعة بأسرها مقدَّسة في وسطها الرب. فما بالكما ترتفعان على جماعة الرب" (عد 16: 3) فطلب موسى من قورح وكل جماعته أن يقدموا بخورًا في الغد أمام الرب، وأن الرب سيعلن مشيئته، وكان قورح وجماعته لاويين لهم خدماتهم ولكن ليس لهم القيام بأعمال الكهنة مثل تقديم الذبائح والبخور، فقال موسى لقورح " أقليل عليكم أن إله إسرائيل أفرزكم من جماعة إسرائيل ليقربكم إليه... وتطلبون أيضًا كهنوتًا" (عد 16: 9، 10).
2- أرسل موسى ليدعو داثان وأبيرام، وهما من سبط رأوبين ويقيمون جنوب خيمة الاجتماع فرفضا تلبية الدعوة، متهمين إياه بأنه يترأس عليهم، وأنه لم يأت بهم إلى أرض تفيض لبنًا وعسلًا، وفي الغد أعلن الله غضبه على هذه الجماعة المنشقة وقال لشعبه " أطلعوا من حول مسكن قورح وداثان وأبيرام" (عد 16: 24) فذهب موسى إلى خيام داثان وأبيرام وخلفه شيوخ إسرائيل، وطلب من الشعب أن يعتزلوا عنهما، بينما خرج داثان وأبيرام مع نسائهما وبنيهما وأطفالهما ووقفوا خارج الخيام، وقال موسى للشعب إن مات هؤلاء مثل موت أي إنسان فإن الله لم يرسلني، ولكن إن فتحت الأرض فاها وابتلعتهم تعلمون أن هؤلاء القوم قد ازدروا بالرب، وفي أثناء هذا كان قورح قد ترك رجاله المائتين والخمسين ليقدموا البخور في خيمة الاجتماع، وذهب إلى داثان وأبيرام ليدعم موقفهما المعارض... فماذا حدث؟
أ - من جهة داثان وأبيرام وكل ما لهما مع قورح " انشقت الأرض من تحتهم. وفتحت الأرض فاها وابتلعتهم وبيوتهم وكل من كان لقورح مع كل الأموال. فنزلوا هم وكل ما كان لهم أحياء إلى الهاوية وانطبقت عليهم الأرض فبادوا من الجماعة" (عد 16: 31 - 33) وواضح أن قورح قد ابتلعته الأرض، وهذا ما أكده موسى النبي عندما قال عن داثان وأبيرام " ففتحت الأرض فاها وابتلعتهما مع قورح حين مات القوم بإحراق النار مائتين وخمسين رجلًا فصاروا عبرة" (عد 26: 10).
ب - من جهة جماعة قورح الذين قدموا البخور لله " خرجت نار من عند الرب وأكلت المئتين والخمسين رجلًا الذين قرَّبوا البخور" (عد 16: 25) كما حدث من قبل مع ابني هرون ناداب وأبيهو اللذين قدما نارًا غريبة. ويبدو أن النار أحرقت هؤلاء المئتين والخمسين في اللحظة التي فتحت الأرض فاها وابتلعت داثان وأبيرام وكل ما لهما مع قورح (عد 26: 10).
3- يبدو أن زوجة قورح كانت تخاف الرب، وربت أولادها في مخافة الرب، فلم تكن مع أولادها موافقين على تصرف قورح، ولذلك أدركتهم مراحم الله فلم يهلكوا، وهذا ما ذكره سفر العدد " وأما بنو قورح فلم يموتوا" (عد 26: 11) وعندما قال الكتاب " فتحت الأرض فاها وابتلعتهم وكل ما كان لقورح مع كل الأموال" (عد 16: 32) فالمقصود كل ما كان لقورح هو المشايعين له، وعندما ذكر موسى هلاك قورح لم يذكر معه زوجته وأولاده مثلما فعل مع داثان وأبيرام "مع نسائهما وبنيهما وأطفالهما" (عد 16: 27) ويقول الدكتور القس منيس عبد النور " ومن الواضح أن عائلة قورح لم تهلك معه، وهذا ما نجده في (العدد 26: 11). وكان صموئيل النبي من نسل قورح، كما كان من نسل قورح موسيقيون. أما التعبير "كل من كان لقورح" (العدد 26: 32) فيعني أتباعه في الثورة والعصيان ضد الله، وربما كان منهم بعض خدمه ورجاله ونسله... ومما يبرهن أن خيام نسل قورح لم تُدمَّر أن النبي بالوحي ذكر في (سفر العدد 26، 27) خيام داثان وأبيرام مرتين، ولم يذكر خيمة قورح زعيم الثائرين. وقد انشقت الأرض تحت خيام داثان وأبيرام فقط، بينما كانت خيمة أولاد قورح بعيدة عن خيامهم"(1) وهناك إحدى عشر مزمورًا لبني قورح، وهي أرقام (مز 42، من 44 إلى 49، 84، 85، 87، 88).
_____
(1) شبهات وهمية حول الكتاب المقدَّس ص 90، 91.
(2) دائرة المعارف جـ 6 ص 259.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/helmy-elkommos/biblical-criticism/799.html
تقصير الرابط:
tak.la/6h5g4hk