ج: 1- الذي ارتكب خطية كسر السبت قد ارتكبها عن عمد وإصرار، واستهانة بالتحذيرات الإلهية " فتحفظون السبت لأنه مقدَّس لكم. من دنسه يُقتل قتلًا... وأما اليوم السابع ففيه سبت عطلة مقدَّس للرب. كل من صنع عملًا في يوم السبت يُقتل قتلًا" (خر 31: 14، 15).. " ستة أيام يُعمل عمل. وأما اليوم السابع ففيه يكون لكم سبت عطلة مقدَّس للرب. كل من يعمل فيه عملًا يُقتل" (خر 35: 2).
2- دائمًا يوضح الله بشاعة ارتكاب الخطية الأولى، ليدرك الإنسان مدى خطورتها، ولذلك جاء الحكم الإلهي برجم أول إنسان كسر السبت، ورجم أول إنسان جدَّف على اسم الرب (لا 24: 10 - 16) ومات حنانيا وزوجته سفيرة لأنهما كذبا (أع 5: 1 - 10).
3- يقول القديس يوحنا ذهبي الفم " لماذا عوقب الذي كان يجمع الحطب؟ لأنه لو حدث استخفاف بالشرائع في البداية فإنه يصعب مراعاتها بعد ذلك. حقًا كان لحفظ السبت مزايا كثيرة وعظيمة: يجعلهم لطفاء مع أهل البيت وكرماء (إذ لا يعمل الخدم ولا العبيد) ويعلمهم عناية الله بالخليقة كما يقول حزقيال (20: 12) مدربًا إياهم بالتدريج على الامتناع عن الشر والاهتمام بأمور الروح"(1).
4- يقول الأرشيدياكون نجيب جرجس " لم يكن في العقاب ظلم، بل كان الرجل يستحق هذا لأنه:
(أ) كسر الوصية التي سمعها مع الشعب من فم الرب نفسه عندما كلمهم في حوريب (خر 20).
(ب) امتهن كرامة الله نفسه، ولم يبال بالعجائب التي صنعها معهم، ولا مع عمود السحاب والنار الذي كان يرافقهم، ولا بمجد الرب الذي طالما تجلى أمامهم، ولا بمسكنه الحال في وسطهم، وبالتالي لم يبالِ بالرب القريب منهم والساكن بينهم والناظر إلى جميع أعمالهم.
(ج) رغم أن الرب أعلن غضبه على الشعب المتذمر وأعلن في غضبه أنهم لن يدخلوا الأرض، فإن هذا الرجل ضرب بعقوبات الله وبغضبه وبمواعيده وتوعداته عرض الحائط وتحدى الرب بكسره يوم السبت.
(د) ولم يهمه تنديد الرب بالنفس المعاندة...
(هـ) لم يبال بكرامة السبت مع ما فيه من دروس وحكم عظيمة...
(و) ولم يبالِ حتى بكرامة شعبه ومركزه لأن السبت كان أيضًا العلامة التي تميز إسرائيل عن باقي الشعوب.
(ز).. عمل عمله في رابعة النهار غير مبالٍ بموسى ولا بالكهنة ولا برؤساء الشعب وحكامه ولا بالأحكام.."(2).
5- يقول الدكتور حمدي صادق " كان تصرف هذا الرجل رديئًا في مجموعه، إذ قد كسر وصية السبت التي استلمها موسى، وحبرها لم يجف بعد كما يقولون. ولم يكن الشعب في حاجة ماسة لإيقاد النار للأكل إذ كان الرب يرسل لهم طعامًا جاهزًا بوفرة يوم الجمعة ليبقى منه ليوم السبت، فهو غير معذور في تصرفه -الذي يعني أنه مستهتر بالوصايا الإلهية- لكن كانت هناك بعض التصرفات التي يسمح بها يوم السبت كتقديم المحرقة اليومية وتقدمة خبز الوجود والبخور اليومي الذي لا ينقطع، أيضًا الختان في اليوم الثامن -هذا في خيمة الاجتماع- أما في حياة الشعب فهناك التصرفات الطارئة - كأن يسقط للإنسان حيوان في بئر أو مكان خطر، فيلزم إنقاذه وهذا يجرى بالأولى مع الإنسان... كان الحكم هكذا، إذ علم الرب مدى استهتار الرجل وليس سهوه، وقد يتبادر إلى الذهن أن هذا الحكم جائر، ولكن لا ننسَ أن أول مخالفة للوصية كان يلزمها هذا الحكم كي يكون عبرة للباقين فيخافون - كما حدث مع حنانيا وسفيرة اللذان كذبا على الروح القدس فوقعا ميتين عند أقدام الرسل - إذ كانت هذه أول خطية من نوعها في تاريخ الكنيسة"(3).
6- ذكر القرآن أن عقابًا شديدًا لحق بمن لم يحفظوا وصية السبت، حتى أن الله مسخهم قردة " ولقد عَلِمتم الذين اعتدوا منكم في السبت فقلنا لهم كونوا قردة خاسئين" (سورة البقرة 65) ولا أظن أن مسخ الإنسان قردًا أخف وطأة من الموت وهو محتفظًا بكرامته الإنسانية.
_____
(1) أورده القمص تادرس يعقوب - تفسير سفر العدد ص 92.
(2) تفسير الكتاب المقدَّس - سفر العدد ص 236.
(3) تفسير سفر العدد ص 118، 119.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/helmy-elkommos/biblical-criticism/797.html
تقصير الرابط:
tak.la/8nrzrzd