ج: 1- أجمع الجواسيس الاثني عشر على جودة الأرض وكثرة أثمارها، وعبروا عن ذلك بقولهم أنها تفيض لبنًا وعسلًا فالمراعي فيها جيدة وبالتالي فالثروة الحيوانية ممتازة مما يزيد من إدرار اللبن، وأيضًا تبلغ حلاوة الثمار إلى طعم العسل، كما أن النحل يرعى ويفرز العسل بوفرة. ثم انقسم الجواسيس من جهة رأيهم في إمكانية امتلاك هذه الأرض، فعشرة منهم ركزوا أنظارهم إلى " أن الشعب الساكن في الأرض معتز والمدن حصينة وعظيمة جدًا وأيضًا قد رأينا بني عناق هناك. العمالقة ساكنون في أرض الجنوب" (عد 13: 28، 29) أما كالب بن يفنه فقال " إننا نصعد ونمتلكها لأننا قادرون عليها" (عد 13: 30) أما العشرة الآخرون فقالوا " لا نقدر أن نصعد إلى الشعب لأنهم أشد منا. فأشاعوا مزمة في الأرض التي تجسسوها... هي أرض تأكل سكانها... هناك الجبابرة... فكنا في أعيننا كالجراد" (عد 13: 31 - 33) فلا يوجد أي تناقض، فالأرض جيدة جدًا هذه حقيقة أولى، وسكانها جبابرة أقوياء هذه حقيقة ثانية، وهناك اختلاف في رأي الجواسيس من جهة إمكانية امتلاك الأرض فهذه حقيقة ثالثة، فأكثر الجواسيس لم يملكوا الإيمان بالله فأشاعوا مذمة بين بني إسرائيل، حتى أن كل الجماعة رفعت صوتها بالبكاء والصراخ وتذمروا على موسى وهرون وأرادوا الرجوع إلى مصر، بينما كان لكالب ويشوع الإيمان القوي، فقال كالب أننا قادرون على امتلاكها، وكلم يشوع مع كالب كل الجماعة قائلين " إن سرَّ بنا الرب يُدخلنا إلى هذه الأرض ويعطينا إياها أرضًا تفيض لبنًا وعسلًا... لا تخافوا من شعب الأرض لأنهم خبزنا. قد زال عنهم ظلمهم والرب معنا. لا تخافوهم" (عد 14: 8، 9).
2- قول الجواسيس " هي أرض تأكل سكانها " أي لأنها أرض غنية تفيض لبنًا وعسلًا لذلك فسكانها يواجَهون دائمًا بأطماع الآخرين فيها، مما يهدد أمنهم، ويقول نورمين جيسلر " ربما يكون هناك سوء فهم للنص، على افتراض أن كلا الرأيين يشير إلى أن الأرض كانت غنية حقًا، فشهادة الجواسيس العشرة تقر بأن الأرض غنية وطاقتها الإنتاجية للطعام كافية لمدى الحياة، ولكونها غنية جدًا جاء تقرير الجواسيس العشرة متحفظًا ومتشائمًا للغاية، لأنها ستصبح مطمعًا لشعوب كثيرة سوف ترغب في إحتلالها بسبب خصوبتها المتزايدة، ولهذا فهي سوف تكون مجالًا لسفك دماء كثيرة بين من سيقيمون فيها وبين الغزاة الطامعين فيها، ولا يوجد تعارض في هذين التقريرين، لأن الأرض كانت غنية جدًا، ومرغوبة من شعوب كثيرة، مما قد ينجم عنه مشاكل جمة، فهي ستظل دائمًا مطمعًا للشعوب الأخرى"(1)(2).
3- حمل رجلان عنقود العنب الضخم، ليس لأن رجل واحد لا يستطيع أن يحمله، إنما حمله الرجلان حتى لا تتعرض حباته للانفراط أو الرض، وليحتفظ العنقود برونقه.
_____
(1) When Critics Ask P 104.
(2) ترجمة خاصة بتصرف قام بها أحد الأحباء الإكليريكيين بالإسكندرية.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/helmy-elkommos/biblical-criticism/790.html
تقصير الرابط:
tak.la/hpj2px7