ج: 1- أوصى الله موسى وهرون من جهة اللاويين الذين يقومون بأعمال الخدمة في خيمة الاجتماع " من ابن ثلاثين سنة فصاعدًا إلى ابن خمسين سنة كل داخل في الجند ليعمل عملًا في خيمة الاجتماع" (عد 4: 3) وتكرَّر المعنى في نفس الإصحاح ست مرات (عد 4: 23، 30، 35، 39، 43، 47) فكان اللاوي يبدأ خدمته للرب في سن الثلاثين من عمره، وهكذا بدأ الخدمة يوحنا المعمدان، بل والسيد المسيح له المجد بدأ خدمته في الثلاثين من عمره بالجسد.
غير أنه كان مسموحًا للاوي أن يتدرب على خدمته منذ الخامسة والعشرين من عمره، ولمدة خمس سنوات، يبدأ بعدها خدمته الرسمية ولمدة عشرين عامًا، ولهذا قال الله لموسى " من ابن خمسة وعشرين سنة فصاعدًا يأتون ليتجندوا أجنادًا في خدمة خيمة الاجتماع. ومن ابن خمسة سنة يرجعون من جند الخدمة ولا يخدمون بعد" (عد 8: 24، 25) فكان اللاوي تنتهي خدمته الرسمية في الخمسين من عمره، ولكن لا مانع من قيامه ببعض الأعمال التي تحتاج إلى خبرة أكبر، ولا تحتاج لمجهود جسدي ضخم.
وفي زمن داود النبي عندما استقرت خيمة الاجتماع كان مسموحًا للاوي أن يتدرب على الخدمة منذ العشرين من عمره، فيقوم بالأعمال الهامشية، ويلاحظ ويراقب الأعمال الأساسية للاويين حتى يتقنها تمامًا مع بداية خدمته الرسمية في الثلاثين " وهؤلاء بنو لاوي... عاملوا العمل لخدمة بيت الرب من ابن عشرين سنة فما فوق" (أي 23: 24) وحتى بعد العودة من السبي " أقاموا اللاويين من ابن عشرين سنى فما فوق" (عز 3: 8) ففي الثلاثين من العمر يبلغ الإنسان كمال نضجه النفسي والجسدي والعقلي.
2- يقول نورمين جيسلر " أولًا: سبب التمييز في سن الدخول إلى الخدمة هو أنه في الآية (عد 4: 3) يتحدث عن أي فرد من سبط لاوي يدخل في الخدمة (في سن الثلاثين) ليقوم بعمل أو وظيفة في خيمة الاجتماع، والكلمة العبرية المستخدمة هنا melakah وتُنطق " ملَكَه". أما في الآية (عد 8: 24) فيتحدث عن اللاوي الذي يدخل (في سن الخامسة والعشرين) ليقوم بعمل عامل، والكلمة العبرية المستخدمة هنا baabadath وتُنطق "بابوداث" بمعنى عامل يدوي في خيمة الاجتماع تحت التدريب، ثم يدخل للخدمة الرسمية في سن الثلاثين طبقًا لما جاء في (عد 4: 3).
ثانيًا: في سفر عزرا (عز 3: 8) نص صراحة على أن اللاويين يتم تعيينهم " للإشراف على العمل القائم في بيت الرب " وهذا الاختيار ليس للخدمة الطقسية في خيمة الاجتماع ولكن للعمل في إعادة بناء الهيكل. وأيضًا تخفيض السن يعود إلى حقيقة هامة وهي نقص عدد اللاويين الراجعين من السبي كما ورد في سفري عزرا ونحميا (عز 2: 40)، (نح 7: 43) حيث كان عددهم 74 فقط، ولهذا تم اختيارهم في سن أصغر لتوفير العدد الكافي للإشراف على العمل. وأيضًا وظف داود اللاويين في سن العشرين، وهو فعل هكذا لأنهم لم يعودوا يحملون خيمة الاجتماع أو متعلقاتها من مكان إلى آخر أثناء الترحال (1 أي 23: 26) حيث كان يحتاج هذا العمل إلى لاويين أكثر قوة، والتقليد بتخفيض سن الدخول إلى الخدمة بدأ في عهد داود الملك واستمر حتى وقت عزرا الكاهن"(1)(2).
_____
(1) When Critics Ask, p 97 - 98
(2) ترجمة بتصرف قام بها أحد الأحباء الإكليركيين بالإسكندرية.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/helmy-elkommos/biblical-criticism/772.html
تقصير الرابط:
tak.la/sm77b47