ج: 1- ذكر سفر العدد العدد الإجمالي للاويين 22000 بدلًا من 22300 من قبيل التقريب، وهذا أمر متعارف عليه في الكتاب المقدَّس.
2- إن أبكار اللاويين كان عددهم 300 وهؤلاء الأبكار أصلًا ملكًا لله (مقابل أبكار المصريين الذين هلكوا) فيمكن تكريس 22000 فقط من اللاويين بدلًا من أبكار الأسباط الاثني عشر، ولذلك قال " جميع المعدودين من اللاويين... إثنان وعشرون ألفًا" (عد 3: 39) وأغفل الثلثمائة الباقين، لأنه كيف يمكن تخصيصهم لله بدلًا من أبكار بني إسرائيل وهم مخصصون فعلًا لله بحكم بكوريتهم؟!
3- يقول الأرشيدياكون نجيب جرجس " أن الناسخ ربما نقل عن إحدى النسخ المنسوخة عن بني قهات أنهم 8600 بدلًا من 8300 نظرًا للتشابه الكبير بين كلمة (شيش) التي معناها ستة، وكلمة (شلش) التي معناها ثلاثة، حيث أن الاختلاف بينهما في الحرف الأوسط فقط، ومن المعروف أن الأرقام في العبرية كانت تكتب بالكلمات"(3).
ويقول أ. أ. مكراي " ومن الصعب حفظ الأعداد بدقة في السجلات القديمة التي كان يلزم أن تُنسخ، ويعاد نساختها، وربما استُعملت بعض أنواع من الاختصارات في مناسبات كثيرة، وأسئ فهمها في بعض الأحيان. وإنما نلاحظ حقيقة أن عدد الأرقام التي استُخدمت في الكتاب المقدَّس، وأثارت صعوبة في بعض الأحيان هي قليلة نسبيًا"(4).
ويقول الدكتور القس منيس عبد النور " أن النُساخ الأولين قد تعبوا كثيرًا وكانوا ذوي ضمائر صالحة، ولكن كان يوجد تشابه بين الحروف في كل لغة هكذا الحال أيضًا في اللغتين العبرية واليونانية، مما يجعل النسخ عرضة لكتابة حرف بدلًا من حرف آخر.
هذا أمر مهم جدًا فيما يختص بالأرقام، لأن اللغتين العبرانية واليونانية القديمتين لم يكن بهما الأرقام العربية. فكان العبرانيون يستخدمون الحروف الهجائية بدل الأرقام. وبعض هذه الحروف متشابهة الشكل وكثيرًا مما يقال له " تناقض " يرجع سببه إلى عدم دقة غير مقصودة من الناسخ.
فمثلًا حرف الدال والراء في العبرانية متشابهان على التشابه. والباحث المخلص يجد أن غلطات كهذه يرجع سببها إلى النسخ، ولا تؤثر البتة على نص الكتاب وتعليمه. ويمكن النظر إليها كما يُنظر إلى ما يقع من الغلطات الكثيرة في وقتنا الحاضر أثناء طبع الكتب المختلفة. ومهما كثر عدد الغلطات المطبعية في أي كتاب فهذا لا يغير نصَّه ومدلوله. وعلاوة على هذا لا يلقي أحد مسئولية خطأ كهذا على مؤلف الكتاب"(5).
4- الاختلاف في عدد اللاويين من بني قهات هنا واضح ومعلوم، ويعلمه كل الدارسين من اليهود والمسيحيين، كما ذكرنا أيضًا هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت في أقسام أخرى. ولكن بسبب الأمانة الكاملة لهؤلاء اليهود وأولئك المسيحيين تجاه كتابهم، لم يجرؤ أحد منهم أن يعيد الرقم 8600 إلى أصله 83000 فمثل هذه الاختلافات هي في الحقيقة شهادة تضاف لسلامة الكتاب المقدَّس من التحريف، وليست دليلًا قط على تحريفه.
5- بما أن النص يدور حول فداء الـ273 الذي يمثلون الفارق بين أبكار أسباط بني إسرائيل (22273) وبين عدد سبط لاوي (22000) الذي كرسوا حياتهم لخدمة الرب، فهذا تأكيد واضح على أن عدد اللاويين المجمل 22000 وليس 22300، وبالتالي فإن الاختلاف واقع في عدد بني قهات، وأن عددهم 8300 بدلًا من 8600، وسواء كان عددهم هذا أو ذاك فإن هذا لا يمكن أن يؤثر على أصغر عقيدة في الكتاب المقدَّس.
_____
(1) البهريز جـ 1 س341.
(2) البهريز جـ1 س342.
(3) تفسير الكتاب المقدَّس - سفر العدد ص 55.
(4) مركز المطبوعات المسيحية - تفسير الكتاب المقدَّس ص 339، 340.
(5) شبهات وهمية حول الكتاب المقدَّس ص 13.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/helmy-elkommos/biblical-criticism/771.html
تقصير الرابط:
tak.la/ph863wj