ج: 1- بحسب الأمر الإلهي أحصى موسى المجندين لخدمة خيمة الاجتماع وهم اللاويون الذين تقع أعمارهم بين ثلاثين وخمسين عامًا، فكان عدد القهاتيين 2750 شخصًا، وعدد بني جرشون 2630 شخصًا، وعدد بني مراري 3200 شخصًا، والمجموع الكلي لهم 8580 شخصًا. وتم تكليف الكهنة (من نسل هارون) بتغطية تابوت الشهادة بثلاث أغطية، هي حجاب السجف وفوقه جلد تُخَس، وفوقه ثوب أسمانجوني. وتغطية مائدة خبز الوجوه بثوب أسمانجوني ثم ثوب قرمزي ثم جلد تُخَس، وأيضًا يغطون منارة الضوء، ومذبح البخور، كل منهما بغطاء أسمانجوني ثم جلد تُخَس. كما يغطون مذبح النحاس بثوب أرجواني ثم جلد تُخَس، وكل ذلك يتم تحت إشراف العازر بن هرون. ولا يمس القهاتيون شيئًا من القدس، إنما يحملون كل هذه المقدسات وهي مغطاة (عد 4: 4 - 20). أما بني جرشون فيحملون شقق المسكن وخيمة الاجتماع وغطائهما وغطاء التُخَس وسجف باب خيمة الاجتماع وأستار الدار... إلخ تحت إشراف إيثامار بن هرون (عد 4: 21 - 28) ويحمل بنو مراري ألواح المسكن وعوارضه وأعمدته... إلخ أيضًا تحت إشراف إيثامار (عد 4: 29 - 33).
لقد كان هؤلاء اللاويون مكلفون بنقل وإقامة وحراسة خيمة الاجتماع، وأيضًا بمساعدة الكهنة في تأدية الشعائر الدينية، فقد أوصى الله موسى النبي قائلًا " قدم سبط لاوي وأوقفهم قدام هرون الكاهن وليخدموه. فيحفظون شعائره وشعائر كل الجماعة قدام خيمة الاجتماع ويخدمون خدمة المسكن. فيحرسون كل أمتعة خيمة الاجتماع وحراسة بني إسرائيل ويخدمون خدمة المسكن... والأجنبي الذي يقترب يُقتل" (عد 3: 6 - 10).
وإذا نظرنا لعدد المجندين لهذه الأعمال فيعتبر العدد ضخمًا، ولكن لو عرفنا أن هؤلاء اللاويون كانوا مكلفين بخدمة أوسع وأشمل، وهي الانتشار بين الأسباط لتعليم الشعب الشريعة والوصايا الإلهية لأدركنا أن عددهم (8580) بالنسبة لعدد بني إسرائيل الذي يبلغ عددهم نحو المليونين والنصف، غير مبالغ فيه، ولن يجد هؤلاء اللاويون وقتًا للفراغ لديهم.
وقال موسى في بركته الأخيرة عن هؤلاء الخدام " يُعلّمون يعقوب أحكامك وإسرائيل ناموسك" (تث 33: 10) ولم يكن للاويين أرضًا مثل بقية الأسباط لأن الله هو نصيبهم ولأنهم يجب أن ينتشروا في جميع الأسباط، فأعطاهم يشوع 48 مدينة ومسارحها في وسط الأسباط فانتشروا بين الأسباط (يش 21) وكان الشعب يُقدم العشور للاويين، وهم بدورهم يقدمون عشر هذه العشور للكهنة، وأوصى الرب شعبه قائلًا " واللاوي الذي في أبوابك لا تتركه لأنه ليس له قسم ولا نصيب معك" (تث 14: 27) وقد أرسلهم يهوشافاط ليعلموا في مدن يهوذا (2 أخ 17: 7، 8) وفي حكم يوشيا الملك " قال للاويين الذين كانوا يُعلّمون كل إسرائيل.." (2 أخ 35: 3) وفي أيام نحميا ذكر أسماء ثلاثة عشر منهم قائلًا " اللاويون أفهموا الشعب الشريعة والشعب في أماكنهم. وقرأوا في السفر في شريعة الله ببيان وفسروا المعنى وأفهموهم القراءة" (نح 8: 7، 8).
2- يقول الأرشيدياكون نجيب جرجس " قد تظن أن الثمانية آلاف والخمسمائة والثمانين كانوا كثيرين بالنسبة للعمل المُسند إليهم، ولكن يجب أن تذكر أن عمل الله يحتاج إلى فعلة كثيرين ولا بُد أنهم كانوا يعملون ويخدمون ويحملون أحمالهم بالتناوب من خلال الرحلة الواحدة. والذين كانوا يحملون في رحلة ربما كانوا يستريحون في رحلة أخرى، وكان عملهم بروح الشركة والتعاون تحت رئاسة كل من العازر وإيثامار الكاهنين. وحتى الذين كانوا لا يعملون أحيانًا في الأشغال التي تحتاج إلى شيء من المشقة كالحمل، كانوا يعملون في الحراسة، وفي توجيه الشعب روحيًا واجتماعيًا، وفي حفظ النظام وهكذا"(1).
3- يقول أ. أ. مَكراي " وقد يُسأل: كيف يُطلب من عدد كبير من اللاويين كهذا أن يقوموا بخدمة خيمة الاجتماع؟ وبينما يبدو أن 8580 رجلًا هم عدد كبير لفرزه لهذا العمل يجب أن تذكر أن الأمر لم يكن مجرد حراسة خيمة الاجتماع، بل أيضًا فرز جماعة تمثل الله في كل الأجزاء المتعددة في فلسطين بعد امتلاكها. وفضلًا عن ذلك، مع أن هذا القسم من السفر كان خاصًا بترتيب حمل خيمة الاجتماع، فقد كان على هؤلاء اللاويين بلا شك واجبات أخرى كثيرة ليتمموها أثناء إقامتهم في كل مكان، وليوجهوا الحياة الدينية لأمة كبيرة تضم 603550 رجلًا مقاتلًا (عد 1: 46)"(2).
4- جاء في دائرة المعارف الكتابية " فقد كان اللاويون كالملح للأمة، لهم تأثيرهم في الحفظ من الفساد، وحيث أنهم اضطروا لمغادرة المملكة الشمالية، فلا عجب إن دب فيها الفساد سريعًا... فقد كان اللاويين مكلفين بخدمة تعليم شرائع الله (أنظر مثلًا 2 أخ 35: 3) وبدون هذا التعليم، انحدر شعب يربعام إلى الوثنية وممارستها الشريرة. وفي أثناء حكم يهوشافاط -ملك يهوذا- كلف يهوشافاط رؤساء اللاويين " أن يُعلّموا في مدن يهوذا... فعلَّموا في يهوذا ومعهم سفر شريعة الرب. وجالوا في جميع مدن يهوذا وعلَّموا الشعب" (2 أخ 17: 7 - 19)..
وعندما أراد يهودياداع الكاهن العظيم، أن يمحو عبادة البعل التي أدخلتها الملكة الشريرة إلى أورشليم، ساعده في ذلك اللاويون... (2 أخ 23: 1 - 21) وفي أيام الإصلاح التي قام بها الملك حزقيا، كان اللاويون في مقدمة الحركة... وعندما تولى الملك يوشيا عرش يهوذا، وجد من السهل عليه أن يحرك القوىَ التي تضمن له النهضة، لأن اللاويون كانوا قد مهدوا الأرض لها بأمانة غير معهودة (2 أخ 34: 12، 13) وبما قاموا به من تعليم الشعب... وفي أيام عزرا وُضعت مسئوليات أكثر على اللاويين، فكانوا تحت تصرفه، ومن كل قلوبهم قاموا بخدمة التعليم"(3).
_____
(1) تفسير الكتاب المقدَّس - سفر العدد ص 77.
(2) مركز المطبوعات المسيحية - تفسير الكتاب المقدَّس جـ 1 ص 346.
(3) دائرة المعارف الكتابية جـ 7 ص 15، 16.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/helmy-elkommos/biblical-criticism/773.html
تقصير الرابط:
tak.la/9f2mdd4