ويقول ناجح المعموري عن بني إٍسرائيل " كانوا في خشية من أمر يهوه، الذي رفض مكانه السماوي وحط معهم أرضيًا، زيادة في المراقبة والمعاقبة والملاحقة"(1).
ج: 1- وعد الله شعبه أنه طالما يطيع وصاياه فأنه يتمتع بالبركات الكثيرة من جهة الأمطار والثمار والسلام والنجاة من الأعداء، وجاءت قمة هذه الوعود بالوعد الإلهي " وأجعل مسكني في وسطكم ولا ترذلكم نفسي. وأسير بينكم وأكون لكم إلهًا وأنتم تكونون لي شعبًا" (لا 26: 11، 12) وهذه التعبيرات تعبيرات بشرية تعبر عن عناية الله بشعبه ورعايته لهم، وطالما الله وسط شعبه فسيمنحه الشبع الجسدي والروحي، ويظلل عليه بسلامه الذي يفوق كل عقل مهما أحاطت به المخاطر، لأنه إن كان الله معنا فمن علينا، وهذه حقيقة يقر بها جميع أصحاب ديانات التوحيد، ولا يمكن للإنسان الذي يؤمن بوجود الله وعدم محدوديته، أن ينكر معونته للإنسان الذي يطيع وصاياه.
2- ليس القصد من القول أن الله يُحكم المراقبة والمعاقبة والملاحقة على شعبه، وإنما القصد أن الله يحيط شعبه بعين العناية والرعاية، وقد عبر عن هذه العناية وتلك الرعاية بسكناه وسط شعبه، فعندما طلب منه شعبه أن يصنع خيمة الاجتماع دعاها مسكنًا مقدَّسًا له ليسكن وسط شعبه " فيصنعون لي مَقدِسًا لأسكن في وسطهم" (خر 25: 8) ودعى الكتاب أورشليم مدينة الله وموضع مسكنه " كانت في ساليم مظلَّته ومسكنه في صهيون" (مز 76: 2)، وعندما تشتت شعب الله بالسبي عاد الله وجدَّد الوعد معهم قائلًا " وأقطع معهم عهد سلام... وأجعل مقدسي في وسطهم إلى الأبد. ويكون مسكن فوقهم وأكون لهم إلهًا ويكونون لي شعبًا. فتعلم الأمم أني أنا الرب مقدّس إسرائيل إذ يكون مقدسي في وسطهم إلى الأبد" (حز 37: 26 - 28) ووجد الله مسكنًا له في قلوب شعبه " فأنكم أنتم هيكل الله الحي كما قال الله أني سأسكن فيهم وأسير بينهم وأكون لهم إلهًا وهم يكونون لي شعبًا" (2 كو 6: 16) وقال سفر الرؤيا عن أورشليم السمائية أنها " مسكن الله مع الناس وهو سيسكن معهم وهم يكونون له شعبًا والله نفسه يكون معهم إلهًا لهم" (رؤ 21: 3).
3- يقول القمص تادرس يعقوب " يختم الله حديثه عن بركات الطاعة لوصيته بأعظم وعد، ألا وهو حلوله وسط شعبه، وفي داخل مؤمنيه، إذ يقول " وأجعل مسكني في وسطكم... وأسير بينكم.." (ع 11، 12).. هذه هي العطية الأبدية، يسكن الله معنا ويقبلنا عنده كشعب سماوي له وهو يكون لنا إلهًا فيتجلى فينا... يقول القديس أغسطينوس {ماذا يعني قوله بالنبي " وأكون لكم إلهًا وأنتم تكونون لي شعبًا " سوى أنني أكون كفايتهم، أكون كل شيء يطلبه الناس بوقار: الحياة والصحة والقوت والرخاء والمجد والكرامة والسلام وكل صلاح؟! هذا ما يفسره أيضًا قول الرسول " ويكون الله الكل في الكل" (1 كو 15: 28). أنه يكون نهاية اشتياقاتنا التي بلا نهاية"(2).
_____
(1) أقنعة التوراة ص 190.
(2) تفسير سفر اللاويين ص 271، 272.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/helmy-elkommos/biblical-criticism/755.html
تقصير الرابط:
tak.la/2xn6hm9