ويقول ليوتاكسل " وثمة إدانة في هذا السفر لمواقعة الحيوانات، الأمر الذي يدل على سعة انتشار هذه الظاهرة بين أوساط شعب الإله يهوه المختار"(1).
ج: 1- اهتم الله القدوس بقداسة شعبه، ولذلك حذرهم من تلك الخطايا التي انتشرت في الأوساط الوثنية، فقال " لا تجعل مع بهيمة مضجعك فتتنجَّس بها ولا تقف امرأة أمام بهيمة لنزائها. أنه فاحشة" (لا 18: 23) بل شدد الله عقوبة هذه الخطية " كل من اضطجع مع بهيمة يُقتل قتلًا" (خر 22: 19).. " وإذا جعل رجل مضجعه مع بهيمة فأنه يُقتل والبهيمة تميتونها. وإذا اقتربت امرأة إلى بهيمة لنزائها تميت المرأة والبهيمة. إنهما يُقتلان. دمهما عليهما" (لا 20: 15، 16) وليس إعطاء الله لشعبه هذه الوصايا يعني انتشارها بين شعبه، ولكن الله شدَّد على التحذير من هذه الخطايا البشعة حتى لا تدخل إلى شعبه، وهل عندما يحذر إنسان أولاده بأن يتحاشوا الكذب ويشدّد على ذلك يعني أن هؤلاء الأولاد كذابون؟!
2- معنى قول الكتاب " لا تعطِ من زرعك للأجازة لمولك " أن لا تقترن بزوجة وثنية، فتلد لك نسلًا قد يُقدم محرقة للصنم مولك، ومعنى مولك أي ملك، وهو إله العمونيين، كما دُعي أيضًا "مكلوم" وكان ذلك الصنم من النحاس الأجوف له رأس عجل ويدان ممتدان وكأنه يتقبل القرابين، وكُوّن هيكله من سبعة أقسام، فكانوا يقدمون في القسم الأول القرابين من الطيور، وفي القسم الثاني القرابين من النعاج، والثالث الحملان، والرابع الكباش، والخامس العجول، والسادس الثيران، والسابع الأطفال، فكانوا يشعلون النيران تحت هذا التمثال حتى تحمر يداه، فيضعون الطفل عليه، وهم يقرعون الطبول حتى لا يسمع الوالدين صراخ ابنهما وهو يتعذب بالنار حتى الموت فتأخذهم الشفقة به، وللأسف فقد عبد الإسرائيليون في فترات الضعف مولك هذا، وقدموا له قرابين بشرية من أطفالهم في وادي هنوم، فحل بهم الغضب الأبدي، وحتى سليمان الحكيم قيل عنه " حينئذ بنى سليمان مرتفعة لكموش رجس الموآبيين على الجبل الذي تجاه أورشليم. ولمولك رجس بني عمون" (1 مل 11: 7) أما يوشيا الملك الصالح فقد " نجَّس توفة التي في وادي هنوم لكي لا يُعبّر أحد ابنه أو ابنته في النار لمولك" (2 مل 23: 10) أي لا يقدم أحد ابنه ذبيحة بشرية لمولك، وجاء حكم الشريعة بالقتل على كل من يمارس هذه الرذيلة " وتقول لبني إسرائيل كل إنسان من بني إسرائيل ومن الغرباء النازلين في إسرائيل أعطى من زرعه لمولك فأنه يُقتل يرجمه شعب الأرض بالحجارة وأجعل أنا وجهي ضد ذلك الإنسان وأقطعه من شعبه لأنه أعطى من زرعه لمولك لكي ينجّس مقدسي ويدنس اسمي القدوس" (لا 20: 2، 3) والمقصود بتدنيس اسم الله هو الاستهانة بالاسم المبارك الذي دُعي على هذا الشعب " شعب الله " فكيف يكون شعب الله ويبيع نفسه للشيطان؟!!
_____
(1) التوراة كتاب مقدَّس أم جمع من الأساطير ص 189.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/helmy-elkommos/biblical-criticism/744.html
تقصير الرابط:
tak.la/jkn7pkd